عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-08-2013, 04:58 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


(1)

اقترب أحد موظفوا القطار الذين يرتدون نظاراتٍ سوداء وتكلم قائلاً:
- سيدتي ، لاتوجد غرفٌ شاغرة بالقطـار . ولكن ربما نعثر لك على واحدة بالمحطة المقبلة .


تساءلت في نفسها :
" هذا غريب، لقد ظننت بأنه لن يكون مزدحماً .."

تابع الموظف وهو يشير إلى كرسيّ صغير بالقرب من البوابة :
- يمكنك الجلوس هناك حتى اقتراب المحطة ، سوف نصلُ بعد ست وعشرون ساعة .

مشت ببطء حتى الكرسي، وجلست بدون أن تقول شيئاً، أكثر من يومٍ كامل .. هو فترة طويلة بالنسبة لها لكي تجلس على ذلك الكرسي بدون تغيير وضعها!

نظرت من النافذة الزجاجية الكبيرة إلى الخارج، كانت الأمطار قد بدأت بالهطول بشدة، ظلت تنظر مودعة إلى بلدها التي عاشت فيها تلك العشرون سنة الماضية بأفراحها وأتراحها .. تذكرت كل شيء فقدته ، وكل الناس الذين ماتوا أمام ناظريها، لطالما أرادت الهروب بعيداً .. إلى حيث لا يجدها أحد .. ومع ذلك فكلما فكرت في هذا، شعرت بالخوف وأرادت أن تبقى في المكان الذي ولدت فيه .. بجانب الذكريات المتبقيّة.

لكنها اليوم ..

قررت أن تهرب، تهرب من نفسها ومن ذلك المكان المظلم .. من تلك الوحدة الرهيبة التي تحيط بقلبها والبرودة التي تعصف بحياتها فتجعلها بلا معنى ..

شاهدت أنعكاس وجهها الجميل على الزجاج، مع شعرها القصير المتناثر بسبب الركض، ابتسمت وهي تحاول أن ترتب شعرها ثم أومأت لنفسها، نعم من الآن سوف تبدأ بداية جديدة هادئة .

دخلت إلى دورة المياه وقامت بتنظيف ملابسها التي اتسخت من الوحل، كان يبدو القطار هادئاً، كيف يمكن لقطارٍ مزدحم أن يكون بهذا الهدوء؟ ذلك الهدوء القاتل، سبب الخوف لها ..
فبدأت الوساوس تدور في رأسها حول اشياء مرعبة يمكن أن تحدث لها وهي وحيدة بالقطار!
حاولت طرد تلك الوساوس الغريبة وهي تجلس على مقعدها بصمت، كانت الساعة في القطار تشير بان ساعة واحدة قد مرت، تنهدت وتململت في مقعدها فأكثر ماتكرهه هو الانتظار !
وبعد مرور فترة طويلة ، تسلل النعاس إلى عينيها فغفت على المقعد .
--------------
"يبدو المنظر رائعاً من هنا. هل هي بلاد الثلج؟"

جلس في مقعده وهو مأخوذ بالنظر من النافذة، كانت ملامحه تبدو هادئة لكنه كان مثاراً بشدة من داخله، شعر بالملل من البقاء داخل المقصورة الضيقة ، فأخذ يتطلع يمنه ويسرة محاولاً اكتشاف شيء جديد ..
وضع رجليه فوق الطاولة وأسند رأسه على الكرسي وبينما يحدق في السقف بملل إذا به يرى شيئاً غريباً حول المصباح الصغير المثبت ! كان هناك سائل أخضرٌ لزج على وشك السقوط على رجليه الممدة بشكل قطرات ..

وقف على الأريكة الصغيرة وهو يمسك بالمصباح، ولكن يده اليمنى التصقت بذلك السائل الأخضر الذي كان ساخناً!
"ماهذا! مقزز"

خرج على الفور وهو يركض لكي يغسل يده ولكنه توقف فجأة ينظر أمامه ..
كانت هناك فتاة نائمة على الكرسي لوحدها، تضع يديها فوق بعضها ورأسها يميل قليلاً إلى الجهة الأخرى ، وقف يتطلع مشدوهاً .. "أليس لديها مقصورة، لماذا تنام هنا؟"

كان ينظر إليها وهو يفكر ولكنها فتحت عينيها ثم انتبهت على حقيبتها ونظرت نحوه فجأة!
شعر بالخجل الشديد لأنه كان يحدق إليها أثناء نومها فاندفع يركض في الممر واتجه نحو دورة المياه ليغسل يده ..
"أين حقيبتي؟! لقد !! سرقها ذلك اللص!!"

هذا الشيء الوحيد الذي تبادر إلى ذهنها عندما لم تجد حقيبتها في أي مكان، واندفعت تركض خلفه وهي تصيح :
- توقف أيّها اللص!! توقف!

سمع صوتها وهي تناديه باللّص!! شعر بالذعر ودخل إلى دورة المياه الخاصة بالنساء بدون انتباه منه ..
لم يكن هناك أحدٌ بالداخل ولكنه وقف ينظر حوله وقبل أن يقوم بفعل أي شيء دخلت وهي تكمل صياحها:
- توقف هنا!! لن تتحرك قبل أن تعيد لي حقيبتي!! انها مهمّة جداً بالنسبة لي!

نظر لها وهو يفكر " يالها من مجنونة! كيف يعقل بأنني سرقت حقيبتها ويداي مليئة بذلك السائل الأخضر! "
- لماذا لا تتكلم .. هل انت أخرس؟!

كانت تنظر إليه وهي تفكر " لا بد بأنه أخفى الحقيبة هنا، ولكن ماهذا السائل الذي يغطي يديه؟"
نظرت حولها تعتقد بأن النجدة يجب أن تصل حالاً ، ولكن لم يتحرك اي شيء فالقطار ساكنٌ جداً!
وقفت معتدة بنفسها وقالت :
- هيّا، سلم لي حقيبتي وإلا ..
نطق أخيراً بتلكؤ :
- أ .. أنا لم أسرق شيئاً منكِ .. لقد كـ .. كنت فقط ..
قاطعته بحدّة :
- سوف أطلب الأمن ليعتقلوك، من الأفضل تسليمها بهدوء!

"لافائدة منها! إنها لن تصدقني ولو تكلمت لمائة عام .."
هكذا كان يفكّر .. واقترب منها بسرعة وهو يلوح بيده في وجهها شعرت بالذعر وتراجعت بظهرها إلى الخلف .. كاد يهم بالهروب ولكنها مدت رجلها فتعثر وهو يمسك بطرف ملابسها ..!
سقط الأثنان أرضاً ولكنها شعرت بالخوف وحاولت أن تقف فلم تستطع! كانت يده اليمنى ملتصقة بملابسها!!

"ماهذا الجحيم! " .. تحولت أفكارها لصرخات :
- ماذا تفعل!! اترك ملابسي!!

رفع رأسه وجلس وهو ينظر لها باستغراب ، حاول أن يسحب يده ولكن بلا فائدة! فقد كانت ملتصقة فعلاً! .. وتكلم بصوتٍ خفيض :
- إ .. إنها .. ملتصقة .
- ماذا؟
سحبت طرف قميصها بقووة ولكن يده لم تتزحزح!

كان يفكر " هل كان نوعٌ من الغراء؟ أي نوع من الغراء هذا الذي يلتصق في ثانية واحدة؟"
- اتركني ايها الوقح!
هي تشعر بالخجل الشديد .. لقد نسيت امر الحقيبة واصبح همها الشاغل ان تبعد يد ذلك الفتى عن قميصها!!

مر بعض الوقت بينما كان الاثنان يقفان بصمت وكل واحد ينظر في جهة. هو لا يعرف ماذا يفعل .. بالنسبة له كا الأمر مخجلاً ، لا يمكن أن يفكر في أي حل ويخبرها به بسهولة!
هي متضايقة جداً، تود ضربه وركله بعيداً لكنها لا تتحرك، كانت تشعر بالخجل أيضاً ولكنها تكلمت فجأة:
- من الجيد حدوث هذا حتى لا تهرب قبل أن تعيد حقيبتي!

نظر لها ببطء وقال :
- انا لم أسرق منكِ شيئاً فعندما خرجت من مقصورتي بسبب هذا الغراء كنتِ نائمة بدون أي شيء في يدك!
- إذاً من سرقها؟
- لا أدري أنا لم أر أي شخص في الممر!

عاد الاثنان للصمت وعندما حاول أن يسحب يده اقتربت منه قليلاً فتفاجأ وقال :
- آسف!
صاحت بقهر:
- لا تسحب يدك قبل أن تنبهني!!

شعر انه يريد ان يضحك، فالموقف كان مضحكاً حقاً، أدار وجهه للجهة الأخرة مجدداً وهو يكتم ضحكته وبعد برهة تكلمت قائلة :
- أنت، سوف اتمسك بهذا الباب وانت اسحب يدك.. افعلها بقوة !
تساءل بخفوت:
- ماذا لو انقطع قميصك؟

مجرد التفكير في الأمر جعلها تطلق صرخة مفاجئة فقالت :
- إذا سأغسل يدك من قميصي!
- لكن الجو بارد، كما أن هذا لن يفيد!
- أليست لديك حلولٌ أخرى إذاً؟

صمت قليلاً ثم قال :
- ليس لدي... ولكن يمكننا الجلوس في المقصورة حتى المحطة القادمـة، وبعدها نشتري أي شيء يمكنه ازالة هذا الغراء.

ترددت كثيراً .. وتساءلت بقلق:
- ولكن علي البحث عن حقيبتي، بها أشياء مهمّة.. ماذا سأفعل ؟
- نبحث معاً!
نظرت اليه .. من المقلق ان شخصاً غريباً يساعدها في البحث . وتكلم مجدداً :
- الجميع مازالو بالقطار. يمكننا أن نجدها إذا تكلمنا مع الحراس .
- لكن القطار يبدو فارغاً .
- تعالي ..

مشى الاثنان على التوالي ، أطبق يده على طرف قميصها وكأنه من يمسك بها، ووصلا إلى مقصورة القيادة .. طرق الباب عدة مرات ولكن لم يجب أي شخص وعندها تكلم :
- مرحباً، هل يمكنني الدخول؟
لم يسمع أي اجابة ولهذا، أمسك بمقبض الباب وبدأ يفتحه ببطء .
نظر إلى الداخل ثم اخرج راسه فتساءلت بخفوت:
- ما الأمر ..؟
- لم أر شيئاً! هناك ظلام حالك! يجب أن ندخل!

هزأت رأسها نفياً وقالت على الفور :
- لا !
تساءل باستغراب:
- لماذا؟
- لأن .. لأنه .. !
توقفت عن الكلام لفترة ثم قالت :
- لأنه لايجب أن ندخل هنا!

عادت بسرعة ومشى خلفها وهو يقول مدافعاً:
- لكن لماذا؟ تريدين العثور على سارق حقيبتك!
- سنجدهم في مكانٍ آخر! نعم ..

كانت تكلم نفسها وهي تتمتم بكلمات لم يفهمها ... بالأأحرى لم يسمعها! ولكنها كانت تبدو متوترة وخائفة، فكل ما حدث معها حتى الآن لم تتوقعه ولم تتخيله حتى!!
تكلم قائلاً :
- إذاً ، سنذهب إلى مقصورتي؟
- لا!
ظلت تسير في الممر الطويل وتمر بالغرف الصغيرة، الواحدة تلو الأخرى ولم تتوقف أبداً لكي تتحدث أو تتناقش في الأمر، وصمت مستسلماً وهو يسير خلفها وينتظر ماذا ستفعل ..
وصلا إلى نهاية القطار ثم رفعت يدها وضغطت على زر الطوارئ!
بدأ الجرس بالرنين في انحاء القطار بصوتٍ مرتفع فصاح معاتباً:
- يالهي! ماذا فعلتِ!؟
- لقد سرقت حقيبتي!! اليس هذا مدعاة للطواريء!

لم يجبها واكتفى بالنظر من خلال زجاج النافذة الخلفية للقطار، كانت واسعة جداً والمنظر رائعٌ من خلالها، كان القطار يسير بسرعة ويمر بالأراضي الثلجية البيضاء ..
تكلم باستغراب :
- لقد مرّت بضع دقائق وجرس الانذار يرن بلا مجيب!

بدأت تشعر بالخوف وهمست :
- ربما القطار فارغٌ من الاساس!
تذكرت فجأة وقالت :
- لكن هناك شخصٌ ما التقى بي و ..

توقف القطار فجآة فارتطم الاثنان بالزجاج ..
"ماهذا؟ يبدو بأن هناك شيء ما غريب في الأمر!" تساءل بسرعة :
- هل انتِ بخير؟
استعادت توازنها وقالت بصوت متعب :
- أجل.

سار للأمام وسارت خلفه وإذ بهم يرون ابواب القطار تفتح فجأة!! كانت الشمس قد بزغت تقريباً وامتلأت السماء بضوء النهار ..
لكن لم تكن هناك أي محطات! علاوة على ذلك، عندما انفتحت الأبواب بشكلٍ مفاجئ، دخلت الرياح الباردة وجعلت المكان مثلجاً!
عادت بسرعة وهي تقول :
- سأضغط على زر الانذار مجدداً!
ركض الاثنان بسرعة والهواء البارد يعيق حركتهما، ضغطت على زر الإغلاق ولكنه لم يغلق، حاولت أن تضغط بقوة ولكنه لم يجدي نفعاً ولهذا قام "هو" بضربه بقوة فعاد إلى مكانه وقفلت الأبواب ثم بدأ القطار في التحرك مجدداً!

" هل هذا يعني بأن القطار فارغ؟!" شعرت بأن دموعها على وشكِ النزول، قاومت نفسها ومشت ببطء .. لاحظ توترها فمشى بجانبها بدون ان يقول شيئاً ..
توقفت عند الكرسي ثم نظرت إليه وهي تقول بعصبية وجزع :
- ماذا؟ أليس هناك حلٌ لذلك الغراء!

نظر امامه وتكلم قائلاً :
- لا أعتقد بان القطار فارغ، دعينا نفتح تلك الأبواب .
ترددت وهي تقول بدون ان تتحرك :
- ماذا؟ لكن بتلك الطريقة سوف نهتك خصوصية الآخرين .
- سوف نجرّب فقط ..

سارت معه بقلق، بدأ يفتح ابواب الغرف واحدة بعد الاخرى . لكن جميعها كانت مغلقـة من الداخل ، ولهذا تكلمت وهي تحاول أن تبدو قوية :
- لأنها مغلقة من الداخل، أي أن هناك أناسٌ نائمون، أليس كذلك؟

"ماهذا! حقاً غريب " .. كان يفكر ولم يستطع الإجابة على سؤالها، وبدلاً من هذا تكلم قائلاً:
- سوف ندخل إلى الغرفة المظلمة، يجب أن نجد سائق القطار ليوضح لنا ذلك الشيء الغريب ..!

" لا! يا ألهي أنقذني! " دمعت عيناها، لم تستطع اخفاء خوفها وقالت :
- لا يجب علينا ان ندخل إلى تلك الغرفة المظلمة ..
- لكن لماذا؟
تجمدت في مكانها ورددت :
- لا أريد الذهاب إلى هنـاك .

شعر بأنها خائفة ومتوترة، لذلك قرر التراجع وقال :
- ماذا ستفعلين؟ هل ستقومين بالتخلي عن حقيبتك ..؟
- أ .. أجل . سأتخلى عنها !
توقف الاثنان عن الكلام .. وظلا يتطلعان من النافذة الكبيرة التي توجد بجانب الكرسي على منظر الثلج المتراكم . وعندها قال مبادراً :
- الجو بارد هنا، لماذا لا ندخل إلى المقصورة ..؟

نظرت له بسرعة وقالت بفزع :
- ماذا؟ معاً؟
تردد وهو يقول :
- أ .. أجل ؟

أدارت وجهها وقالت بقوة :
- سابقى هنا مهما كلف الأمر .
- لكن تبقى أكثر من خمس عشرة ساعة حتى نصل إلى المحطـة ..!

" ماذا سافعل في تلك الورطة! لكن هو من بدأ، هو من ألصق يده بملابسي، يستحق هذا" .. كانت تتمتم لنفسها بعصبية وهي تشعر بالجزع والبرد .
نظرت إليه بضيق وهي تقول :
- هل تشعر بالبرد؟ أليست لديك ملابس ثقيلة ..؟

أجاب وهو ينظر نحو الغرف :
- حقيبتي هناك، في المقصورة! على الأقل سأذهب لأحصل عليها قبل أن يقومَ احدٌ ما بسرقتها .

الخوف يعتصرها ، وهي تفكّر .. " من هو ..؟ لماذا هو الوحيد الذي لم يختفي على متن هذا القطار، هل يمكن أن يكون شبحاً او شخصاً مؤذياً؟ باي حال لا يجب أن أذهب معه إلى أي مكان مغلق .. نعم .. نعم هذا ما سأفعله "
عندما رفعت عينيها كان ينظر إلى وجهها، شعرت بالارتباك وصاحت :
- لا !! لن نذهب إلى مقصورتك!!
كانت ترتجف .. الوقوف بدون فعل أي شيء، مع ذلك الخوف والقلق يجعلان من البرد أشد قسوة .. بدأ يمشي وتبعته على الرغم منها ، كانت مذعورة وحاولت أن تفلت ملابسها من بين يديه ولكنه كان يقبض عليها بإحكام ليسحبها نحو المقصورة ..
- اتركني، أيها الوغد .. اتركني ... !!

لم يبال لصراخها وظل يسير نحو المقصورة، ولكنه ما إن حاول فتح الباب حتى توقفت عن الصراخ والمقاومة .. لان الباب لم يفتح معه ..!!

تأكد من الرقم على الباب وهو يفكر " انا متأكدٌ بأنها مقصورتي! .. لماذا لا يفتح الباب هل هناك طريقة ما ..؟" .. حاول أن يفتحه مجدداً ولكن لا فائدة!!
ضرب الباب بعنف ولكنه لم يستجب!! كان هذا غريباً جداً وعندها تكلم قائلاً :
- أنا متأكدٌ بانه باب مقصورتي! ..
تطلعت إلى الباب باستغراب وهمست:
- ولكن لماذا لا يفتح ..؟ أليس معك مفتاح لها؟
- لا، المفتاح موجود بالداخل .. لقد تركت المقصورة على وجه السرعة لكي أغسل يدي من الغراء .






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 05:27 PM