| الدين والكلاب
قف قرب أي مجموعة أطفال تلهو في الشارع وما إن يبدأ عراكهم ستسمع اسم مخلوق ستكرر المرة تلو الأخرى : انت كلب ! يا كلب !
ستسمع نظيره ( الحمار ) أيضا ولكن أجزم ان كلمة الكلب سيرددونها بشكل يثير الغثيان .
مجموعة شباب - بالغين - يتكلمون في موضوع معين وقد علت حدة النقاش وتطور .. لن تمر دقائق حتى تسمع اسم المخلوق مرة أخرى ولكن بنبرة حادة سلبية يراد بها اهانة المقابل : أيها الكلب !
في ثقافتنا العربية عموماً الكلب لا يحظى بأي احترام وتقدير كسائر الحيوانات . بل يوصم بالـ " نجاسة " . وأنه حيوان نجس .
وأخص بالذكر أن عوام المسلمين العرب هم من أكثر من يؤمنون بهذه الفكرة .
كنت قد طالعت فلماً وثائقيا عن معاملة الكلاب الشاردة في إحدى البلاد الآسيوية الغير مسلمة وقد ظهر جليا أنه في القرى المسلمة في ذلك البلد كانت الكلاب الشاردة تعاني الأمرين . فبينما كان الرهبان والناسكون في الدير يرحبون بتلك الحيونات كان المسلمون في القرية يسممون الكلاب بشكل دوري وبطريقة أقل ما توصف بأنها قاسية .
وكتساؤل بسيط .. هل يخلق الله حيواناً نجساً بحد ذاته ؟
النجاسة سيئة وتعتبر من الذنوب ، وهي صفة سلبية على كل حال .. فهل يخلق الله حيواناً سيء ؟
أم أن الكلب بحد ذاته ليس نجساً بل مخلفاته تعتبر من النجاسة - كاللعاب والعرق وما شابه - ؟
لم المبالغة في تحقير الكلب ؟ لم يربي الناس أطفالهم على أم الكلب ليس سوى أحدى الشتائم في ساحة اللعب ؟ بحيث لو رأى الأطفال جروا لن يضيعوا لحظة في الركض حوله والإمساك به وتعذيبه . وأعني تعذيبه بالمعنى الحرفي للكلمة .
لدي الكثير لأسرده ولكن لتشاركوني رؤيتكم :wardah:
====
أشعر بالأسى كون أطفال المنطقة التي أقطن بها قد أمسكوا بكلب سائب الأسبوع الماضي ولم يألوا جهداً على أن ينالوا منه .. بحثت عن اليوم ولم أجد إلا حيوانا خائفا مرتعبا .
راسلت مؤسسة تعنى بالحيوانات الشاردة وسيرسل لهم غداً صباحاً بإذن الله ( هذا إن نجا الليلة من صبيان المنطقة).
 |