عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 06-10-2013, 04:49 PM
 


(14)

"لماذا كلما اقتربت منك .. اكتشفت عنك أشياء جديدة! .. لماذا تأخذ كل الأمور ببساطة وعندما تضحك يظهر ذلك الحزن في عينيك وما هي أهميّة المشاعر لديك ... ؟ كيف تكون تارة بتلك البرودة ومن ثم تظهر شرارات النظرة المخيفة من عينيك بشكلٍ مفاجيء؟ هل لك ماضٍ ما؟ هل يمكنني ان اكتشفه ؟! "
نظرت إليه نظرات ملؤها التعابير، الحزن .. اللوم .. الارهاق .. ، كان ينظر اليها بهدوء مصطنع، وبداخله .. كان قلبه يخفق بعنف .. أقوى مما يتحمله، وبعد فترة صمت قصيرة اقتربت لينا وهي تقول :
- هذه، حقيبتك صحيح؟
أومأ عماد بالايجاب ولم يقل شيئاً، كانت نظراته متركزة على وجهها .. شعرت بالارتباك وعادت تقول :
- لقد وجدتها في احدى الغرف التي اعمل على تنظيفها .. لذا ربما اكتشافها شيء خطير .. ربما يجب عليك أن تخفيها في مكان آمن أو تر ..
قاطعها عماد :
- فالنهرب من هنا ..


" إنه لا ييأس يعيد كلامه دائماً، مهما كان ردي، وكأنما يعرف ما في قلبي " ... ازدردت لعابها والقت بالحقيبة على الأرض وهي تتسائل بانفعال :
- إلى اين سنذهب ...؟ ليس هناك مكانٌ آمن في الأنحاء! لقد تعبت من التجول بتلك الطريقة العشوائية ..
- سآخذك إلى مملكة الجليد .. المكان هناك آمن ..
- حقاً!!
قالتها باندهاش ، كانت الفكرة تبدو جيدة!
" ما الذي أقوله .. ما الذي افعله .. كيف أستطيع العودة إلى هناك !! كيف " شعر بالارتباك عندما ظهر القبول على وجهها بعد سماع اقتراحه .. وتسائل :
- هل انت موافقة ..؟
صمتت لدقائق والأفكار ترتادها .. ما الذي يجب عليها أن تقوله؟ تصنعت الضجر على وجهها وهي تقول :
- هل تظن بأنني سأوافق على الذهاب معك بتلك السهولة؟! بعد أن وعدتني بأنه لن يصيبني مكروه وهاهي وعودك تذهب أدراج الريح ..
- لكن أنا هنا الآن .. أن هنا من أجلك ..
القت نظرة على الحقيبة الملقاة على الأرض " أحقاً لم يعد يعير تلك الحقيبة أدنى اهتمام؟" أشارت إليها وقالت :
- أعرف بأنك هنا من أجل الحقيبة .. يالك من مزعج، تبدي اهتماماً بحقيبتك التافهة أكثر مني!
عندما رفعت عينيها إليه شعرت وكأنها ترى ذلك التعبير على وجه عماد لأول مرة! فقد كان مذهولاً يحدق أمامه في الفراغ كمن لا يرى شيئاً أمامه ..!! وعندها نطقت بقلق :
- عماد؟
استجمع نفسه ونظر إليها فتسائلت :
- مالأمر؟ هل انت على مايرام ؟؟
أمسك بمعصمها وباليد الأخرى التقط حقيبته ثم أسرع خطاه وهو يسحبه خلفها بدون أي كلمة.. ركضت خلفه وعقلها يتضارب بالأفكار حتى توقفت عنوة عن السير وهي تقول :
- هل تظن أنك ستهرب بتلك السهولة؟
- لا أظن ..
- إذا ...؟
نظر أمامه قليلاً ثم وضع حقيبته على ظهره وهو يقول :
- سنجرب حظنا ..
" لماذا يصر دائماً على جعلي مجنونة " صرخت بنفاذ صبر :
- هل تعلم أن حظنا يمكن أن يأخذنا إلى الهاوية! إلا تخشى أن تموت بسبب تهورك ..؟
رفع عينيه إليها وهو يحاول استكشاف مايدور برأسها، ثم تكلم على الفور :
- ألم توافقي على الذهاب لمملكة الجليد؟
- أنا! لقد قلت بأنني سوف أفكر بالأمر!

تكلم ببرود :
- هذا يعني بأنك موافقة .. آعني، موافقة مبدئية ..
عادت ادراجها وهي تقول :
- أنا لن أذهب معك إلى أي مكان!
"هل يمكن بأنها غاضبة لأنها قامت بمشاهدة شيء ما..؟ مثلاً حقيبتها بداخل حقيبتي؟؟ هل يمكن انها شاهدتها؟ " سارع بالركض خلفها وقال محاولاً إيقافها عن العودة :
- ما الذي يغضبك مني؟ ألسنا أصدقاء؟
توقفت عن السير وعادت تنظر إليه ثم إلى الحقيبة مما جعله يفكر " بالتأكيد هي تعرف؟ لكن لماذا ستتركني آخذ حقيبتها وأذهب؟ هل لديها الكثير من الكبرياء حتى لا تصارحني ..!" تكلمت قائلة :
- ألم تستعد حقيبتك؟ هي ماكانت تهمك صحيح؟ هيا ارحل من هنا .. لاتفكر أبداً بأنني صديقتك أنت لاشيء!
- آه!
خرجت آه من فمه وسرعان ماجلس على الأرض وهو يمسك صدره بألم .. " ما الذي جرى له فجأة! " بدأت يديها بالارتجاف وصاحت :
- ما بك؟! هل انت بخير؟
لم تسمع منه أية إجابة، كان يتقوقع على نفسه وهو يتنفس بشكلٍ سريع ، ولهذا بدأت في الصراخ بذعر :
- عماد! عماد!
رفع رأسه ببطء وقال :
- لماذا تصرخين؟ انا لا شيء! نحن لسنا اصدقاء هيا ابتعدي ..
جلست بجانبه ونظرت إلى وجهه وهي تقول بعينين دامعتين :
- لقد كنت أقول هذا وحسب أنا لم أعنيه حقيقة .. صدقني!
" هاهاهاها! كنت سأجعلك تهربين معي مهما كلف الأمر .. " وقف على قدميه وكأن شيئاً لم يكن وسار متقدماً مع ابتسامة عريضة وهو يقول :
- إذاً هيا ياصديقتي!
" ياله من ماااكر! هل كان هذا مجرد تمثيل؟ " اسرعت خلفه وهي تقول :
- يالك من بغيض! انت لم تكن تتألم أليس كذلك؟ فعلت ذلك لكي أصرخ مثل المجنونة؟
- انتِ قلتي بأنني لا شيء!
بتذمر أجابت :
- لكن أنا حقاً لم اعنيه!
- أعرف ..
- أنت لاتعرف شيئاً .. لو كنت تعرف لما تصرفت تلك التصرفات الطفولية وجعلتني أشعر بالذعر!
سار الاثنان وهما يتجادلان حتى وصلا إلى المنطقة الخارجية للقصر ،، وقف الاثنان ينظران إلى السور العالي الذي يحوط المكان وتسائلت لينا بخفوت :
- كيف سنعبر من هنا ..؟
- امم .. لا أدري، إذا تسلقناه سوف ينكشفُ أمرنا بسهولة ..
- إذا كيف سنهرب إن لم نتسلقه ..؟
" هل يمكن أن أصعد كل هذا الارتفاع .. ؟ " ألقى نظرة على لينا وهو يفكر " بالتأكيد يجب أن أصعد أنا أولاً ثم اساعدها على الصعود ... وهذا شيء مرعب بكل تأكيد " همهم لنفسه قائلاً وهو يبتعد ويعاين السور :
- إنه يزيد عن الأربعة أمتار .. ربما أكثر قليلاً ..؟
" لماذا هو متردد؟ هل الامر خطير .." تسائلت :
- ماذا تفعل؟
وبدلاً من الإجابة على سؤالها فتح حقيبته واخرج حبلاً ملفوفاً وبدأت تراقبه وهو يربط به مخلبٌ حديدي ثم يلقي به إلى الجهة الأخرى من السور ..
سحبه بقوة فأمسك بحجر بارز في الناحية الاخرى من الجدار وعندها استقر الحبل على أعلى السور فنظر عماد بقلق وقال :
- سوف أصعد أولاً ..
- هيه!
نظر إليها قبل أن يهم بالتسلق فقالت :
- الم تقل بانه سينكشف أمرنا بسهولة إذا تسلقنا الجدار ..؟
- أ .. أجل ولكن يمكننا تفادي الأمر إذا كانت حركتنا سريعة ..
كانت تفكر " أمرٌ مقلق .. كيف يمكن أن تكون حركتي سريعة؟ ربما سأفسد الأمر وحسب!" .. بينما يفكر " إذا وصلت إلى الأعلى هل سأفقد توازني .. ؟ آه نعم يجب أن اتوقف عن القلق مثل الطفل الصغير " ..
بدأ يصعد بواسطة قدميه فوق السور ويسحب بذراعيه ولينا تراقبه، حتى وصل إلى القمّة، عندما نظر إلى الأسفل شعر بالدوار وكاد أن يفقد توازنه ولكن لينا صرخت :
- انتبه !
" آه! كان هذا وشيكاً " تشبث جيداً وقال بضحكة عالية مزيفة :
- اه! ها ها ها! لا بأس! انه لاشيء! هذا ليس مرتفع ابداً .. حاولي الصعود حتى أمسك بك ..
" يبدو هذا مخيفاً .. " أمسكت بطرف الحبل وحاولت الصعود ولكن فستان الخادمات الذي ترتديه عرقل حركتها مما جعلها عاجزة تماماً! تركت الحبل وتوقفت قائلة :
- لن أستطيع فعلها ..!
- لا! يجب أن تفعليها .. هل سأقف وحدي هنا!
- انزل ..!
- لا أستطيع ، إذا لم تأتِ سأتركك وأذهب!
صرخت بنفاذ صبر وهي تضرب الارض برجليها ضربات سريعة متتالية :
- لا أستطيع ذلك الفستان يعرقلني!
حرك الحبل وهو يقول :
- إذاً اربطي نفسك وتمسكي، سوف أرفعك بنفسي!
" هل أنا مجنونة حتى أترك نفسي تحت رحمة هذا الصعلوك " ضحكت لينا ضحكة ساخرة وهي تقول :
- لا يمكن لشاب ضعيف و نحيل مثلك أن يرفعني !
بدأ يفكر " لايمكن أن تتردد الآن، إن قدماي ترتجف من مجرد التفكير أنني فوق سور يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار " هتف على الفور :
- لماذا هل انتِ بدينة إلى هذا الحد؟
" لقد عاد ليغيظني! ياله من مزعج" زفرت بنفاذ صبر ولم تتحرك من مكانها فعاد يهز الحبل وهو يقول :
- هيا اسرعي! سوف أرفعك لاتقلقي ..!
ربطت الحبل حول خصرها وتشبثت جيداً حتى قام عماد برفعها إلى الأعلى، وعندما هبطا إلى الجانب الآخر بسلام ارتمى عماد على الأرض ووضع يده على صدره وهو يتمتم بانفعال :
- لا أصدق بأنني فعلتُها!
- فعلت ماذا؟! نحن لم نهرب بأمانٍ بعد!
جلس بسرعة ونظر حوله وهو يهمس :
- صحيح! لا وقت لعمل احتفالية بنجاتي من فوق السور الشرير!
من بعيد رأى بعض الأبراج العالية، كانت تبدو خالية ولكن لم يكن هذا أكيداً ، فالجو مظلم والنوافذ داكنة للغاية .. حاول الإثنان مجرد الرؤية لبعض الحراس .. ولكن هذا لم يفلح !
تسائلت لينا :
- ما الذي سيحصل لنا إن مررنا من تحتها؟
- سوف نكتشف على الفور إذا شاهدنا حارسٌ واحد، وهذا هو المتوقع!
- إذاً؟ ماذا ستفعل ..؟
نظر إليها وقال وهو يهز كتفيه إلى الأعلى :
- لا تسأليني ، فأنا لا أعلم حقاً ما الذي يجب فعله في تلك الحالة!
ابتسمت بمكر وتمتمت :
- بالتأكيد ! فأنت مجرّدُ طبيبٍ مدلل!
" لا تستخدمي هذا ضدي! يجب أن أتصرف سريعاًَ لكي أثبت لها مدى فعاليتي " حملق إليها بنظرة وهو يحاول التفكير في حل للخروج من المأزق،،
تفقد السور وتبعته وهي تتسائل في داخلها " لقد نظر إليّ بتلك النظرة المخيفة مجدداً! ماذا هل ينوي فعل شيء أحمق مثل كل مرة ..؟ .. أنا خائفة حتى الموت من ان يمسك بي بلود ويجبرني على توليد تلك المرأة الشقراء " ..
- أظن انه علينا المشي بجانب السور حتى نبتعد عن أبراج الحراسة بما يكفي ..
أجابت لينا وهي تتذكر ضواحي حديقة القصر :
- لكن كيف؟ هناك بحيرة قادمة، لن نستطيع متابعة المشي قبل أن تختفي الأبراج!
" بحيرة؟ هذا يسهل علينا الهروب ! انت مفيدة حقاً يافتاة" تهللت أساريره وهتف :
- إذا هيا بنا!
- إلى أين! أنا لن أقترب من تلك البحيرة مهما حدث!
- لكن ليس أمامنا مهرب آخر! إنها الأمل الوحيد لدينا ..
جلست على رجليها وسدت أذنيها وهي تفكر " لن اقترب من تلك البحيرة مهما حدث! سوف أموت من الذعر حتى قبل أن تطأ قدماي المياه" .. نظر إليها وهو يفكر " أهو بسبب حادثه اغتيالها، هل أصبحت معقدة من المياه العميقة ..؟ "
جلس إلى جانبها وتكلم بهدوء :
- لاتقلقي، نحن لن نسبح .. سوف نصل إلى هناك ونقرر طريقة الهروب، أيضاً الجو بارد هنا سوف يكون الهرب عبر المياه شيء مستحيل .
اتسعت عيناه بقلق وهو يرى عينيها المليئتان بالدموع، ولوهلة رآها ترتجف من الخوف ولهذا حاول أن يخفف عنها فربت على ظهرها ببطء وقال وهو يضحك ضحكة بسيطة :
- أنا أيضاً كنت ارتجف خوفاً فوق ذلك السور لأنني أخشى المرتفعات، ولكنني بالنهاية فعلتها! لقد كان مثل الإنجاز بالنسبة لي .
" نبرة صوته تجعلني مطمئنة .. " اومأت بالموافقة وسارا متجاورين حتى وصلا إلى البحيرة ..
كانت الأبراج ماتزال واضحة، لايوجد غير المياه، في الجهة الأخرى هناك الكثير من الأشجار حول السور والبحيرة ولها عاد عماد يتسائل " هل يمكن لذلك الرئيس أن يترك نقطة ضعف مثل تلك البحيرة ! يمكن لأي لص أن يسبح قادماً منها، أتوقع بأن هناك فخ .. " زفر بضيق وهو يحك جبهته عله يجد حلاً ما ، وعندما شاهدت لينا ذلك الوضع الغريب تكلمت متسائلة :
- ماذا سنفعل الآن ..؟
اقترب عماد من البحيرة الهادئة ، انحنى فوقها ولمس المياه وهو يقول :
- إنها مياه كبريتيه ... ليست مياهاً عادية!
- ماذا تقصد ..؟
- صخور بازلتيه! مقذوفات حمم ، أطيان ورماد! نحن حقاً وسط الجبال !
" هل أصيب بالجنون؟! .. " تسائلت مجدداً :
- ماذا تعني بتلك الكلمات!
- أ .. أعني أن تلك المياه الهادئة ماهي إلا بحيرة كبريتيه ! أظن بأن هناك بركان قريباً من تلك المنطقة ..

صرخت بذعر وهي تتحرك يمنة ويسرة :
- بركان! هل سينفجر؟!
- لا أظن بانه نشط ..
" هل يمكن أن تكون هناك اشاعات من نوعٍ ما حول تلك البحيرة الساكنة .. ؟ " التفت عماد إلى لينا ووضع يديه فوق كتفيها وهو يقول بحزم :
- لينا!
" لماذا يقترب مني فجأة هكذا!! " ارتبكت ونظرت إليه باستغراب ثم تسائلت بصوتٍ خفيض :
- مـ .. ما الأمر؟
" كيف يمكن أن أخبرها بذلك، لن توافق مهما حدث .. يجب أن تكون درجة تأثيري كبيرة " نظر إلى عينيها وهو يبحث عن كلمات مناسبة :
- هناك أمرٌ مهم .. يجب أن تعرفيه ..
حاولت اظهار ملامح جادة وضعت يدها على قلبها الذي كان يطرق بعنف، وتكلمت ببطء :
- ماهو .. هذا الشيء ..؟
- نحن يجب أن نمر من خلال البحيرة بأية طريقة!
هبطت عليها تلك الكلمات مثل الجمر الحارق .. وبدون أي كلمات تطلعت إلى المياه الداكنة وهي تشعر بخوف ليس له مثيل جعلها تصابُ بالدوار ..
- هل انتِ بخير ..
تكلمت وصوتها لا يكاد يخرج :
- لا أريد .. لا أريد أن أمر من خلال تلك البحيرة ..


[/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 05:32 PM