في البداية اود قول انني جعلت البارت طويلا جدا لذا اعذروني فانا لن اضع بارت اخر في الليل ساضع غيره غدا ان شاء اربما يكون في الصباح البارت الخامس
عدنا إلى القصر وكان الملك هناك .. ظل يعتذر لي لفترة بأنه تركنا كان السبب هو روسو، ولكنني قبلت اعتذاره وطلب مني الملك ان يصطحبني في نزهة بالحديقة وقال : - أريد أن احدثك في موضوع مهم .. - وماهو.. - ستأتين معي أولا.. - موافقة سيدي .. كنت ولأول مرة أخرج مع الملك بمفردي .. وذهبنا وحيدين إلى الحديقة وسرننا قليلا بدون أي كلام . . كان الملك يسترق النظر إليّ ولكنني لم أنظر إليه فبدأ الحديث قائلا الملك : - لندا .. هل أنت متضايقة من البقاء هنا .. وأرجوك، لا أريد مجاملات.. نظرت إليه وتوقفت عن السير فتوقف أيضا وقلت وأنا متفاجأة من السؤال: - أنا..؟ في الحقيقة .. لست متضايقة ولكنني أفضل العودة إلى الأرض .. هذا المكان لا يناسبني .. ابتسم الملك وقال : - هذا كله بسبب جاميان ؟؟ هو الذي جعلك تكرهين البقاء هنا .. لكن أليس هناك شخص آخر يجعلك تشتاقين إليه .. كان الملك يحدق بوجهي وكنت أشعر بالخجل ولم أعرف ماذا أقول ، بقيت صامتة وأنا أنظر إلى الأرض وأظن وقتها أن وجهي كان أحمر من الخجل .. اقترب مني ورفع وجهي برفق لأنظر إليه ... << كانت دموعي ستنزل من الإحراج وابتعدت عنه قليلا .. ونظرت بعيدا .. فقال : - لندا .. أنا أحبك .. أنا أريدك لي ، أريدك أن تبقي معي مدى الحياة .. لماذا لا تشعرين بي .. لا أريدك أن تعاملينني كملك .. أريدك أن تعاملينني كحبيب .. أرجوكي.... تفاجأت من الكلام ونظرت للملك بذهول .. تذكرت رغما عني كلام جاميان ... كان يرن كالصدى .. " سيطلب منك ( أمرجيز) طلبا .. وعليك أن ترفضي .. -وماهو ذلك الطلب؟؟ -لا .. أنت ستعرفين قريبا .. -هل أنت عرّاف؟؟ أنت تتكهن بأمور حصلت أو لم تحصل ويكون رأيك صحيحا؟؟ -المهم أن ترفضي طلبه.." شعرت فجأة بالغضب لأنني تذكرت ذلك المعقد .. فقال الملك بلطف : - هل أزعجتك ؟ نظرت له وأحسست أن على وجهي كل علامات الكره فحاولت أن أغير تلك الصورة وابتسمت قائلة : - لا .. لست منزعجة بالعكس .. أنا مصدومة بعض الشيء .. أريد أن أذهب .. هل تسمح لي ؟ قال الملك وهو يمسك بيدي : - هل أوصلك قلت بهدوء : - لا لاتزعج نفسك .. ليس من المفترض أن يوصلني الملك بنفسه انطلقت بسرعة أسرع في مشيي .. لم أنظر خلفي .. لم أتوقف عن المشي بسرعة حتى وصلت للقصر، دخلت بسرعة إلى غرفتي ولحقت بي " أوليسي"
اوليسي بخوف وقلق : - سيدتي .. ما الأمر هل من خطب ما ؟؟ قلت بضيق وأنا ارتمي على الكرسي : - لا شيء يا اوليسي لا شيء أبدا .. نظرت لي بنوع من الشفقة ثم تركتني وخرجت .وبقيت أفكر .. مضى الليل وقمت في الصباح وتناولت فطوري مع اوليسي .. تذكرت راجوي وشعرت ببعض الضيق .. ولذلك فقد خرجت اتنزه وحدي في الحديقة ربما استلهم بعض الهدوء .. وكأنني سمعت أقدام شخص ما تسير خلفي .. شعرت بالاكتئاب الشديد وانا اتخيل ان ذلك الشخص أحد اثنين .. إما انه جاميان أو انه الملك .. لم ألتفت خلفي وبقيت صامتة ورحل فزعا كل الهدوء الذي بدأ يتسلل إلى قلبي ... سرت بسرعة ودخلت في الطريق المؤدي للحديقة الخلفية .. ثوان واختفى صوت الخطوات الذي كان يلاحقني ولذلك عندما نظرت خلفي لم أر أي شخص .. شعرت بالهدوء ولكنني تجمدت فجأة .. كانت هناك صدمة قوية بانتظاري، وانا اسير بالحديقة الخلفية .. اشاهد نهرا صغيرا من الدم يتدفق من خلف شجرة ضخمة توجد وسط الحديقة الخلفية .. اقتربت بخوف وانا انظر ... وبسرعة ركضت محاولة اكتساب بعض الشجاعة لرؤية الشخص المصاب .. وكان الفزع سيطر على قلبي وصرخت وانا لا أصدق ماتراه عيني .
صرخت وصرخت وأمسكت بالأميرة لوليانا وهي تنزف .. أمسكت بيديها التي تقطعت شرايينها أحاول وقف النزف ولكن لا فائدة .. لقد كانت مطعونة في قلبها وفارقت الحياة منذ فترة .. صحت بفزع وهستيريا وأنا أرى الدماء في كل مكان " لا .. لاااااااااااا ... لوي .. لويانا .. لا .. " اقترب أهم بعد أن سمع صوت صراخي .. هناك المزيد من الجنود قدموا لم أرهم جيدا فقد ملأت الدموع عيني .. أحدهم حملني ليبعدني عن المكان وكنت ابكي .. كانت ملابسي مغطاة بدماء لوليانا وحاولت أن افلت فقال : - لا تخافي يا آنسة أنا تالتن .. أعطاني منديلا وأجلسني على كرسي بعيد في الحديقة
مسحت دموعي وقلت وصوتي يرتعش من البكاء : - ماذا .. مالذي حصل لها ؟؟ جاميان قتلها .. جلس تالتن القرفصاء أمامي وقال : - مستحيل .. جاميان كان معي منذ عدة ساعات .. يجب أن تتوقفي عن الشك فيه إنه شاب لطيف ولن يقتل الأميرة بالتأكيد .. نظرت حولي .. كان الرجال يركضون ويبدوا ان الخبر انتشر .. ورأيت جاميان يقترب من بعيد .. توقف على بعد خطوات مني وسأل قائلا: - تالتن .. هل الآنسة هي من اكتشفت الجثة ؟؟؟ نظر لي تالتن وهز راسه موافقا .. فقلت وأنا أبكي بانفعال : - ألا تلاحظ أنك تقتل ثم يكلفوك بالتحقيق لكي ترمي التهم على الآخرين ... لماذا أنت ذكي وتتكهن بالأمور وتعرف كل شيء ومع ذلك .. ياللمسكين .. لم تكتشف من قتل راجوي .. أتعرف لماذا؟؟ لأنه انت .. أنت من فعل ذلك .. نظر لي جاميان بهدوء ثم نزل إلى مستوى رأسي وقال بصوت خافت : - انا اعرف القاتل .. وقف جاميان وهم بالذهاب فصحت : - توقف .. ومن هو؟؟ كان تالتن يراقب الموقف بصمت والتفت جاميان وقال ببرود أعصاب : - أحزري .. قمت وواقفة و صرخت وأعصابي تفلت مني : - أنت كاذب وقاتل ومغرور و .. و .. أحسست بأن صوتي لا يكاد يخرج الدنيا بدأت تظلم في عيني ورأسي يدور .. سمعت صوت جاميان : - هل أنت بخير ؟؟ رأسي يدور .. ولم أعد أسمع شيئا .... لم أفقد وعيي لكنني جلست على الكرسي وحاولت ان أهدأ ..مر دقائق طويلة أشعر أنني غائبة عن العالم .. وبعد قليل بدأت أسمع صوت تالتن يقول : - أنت السبب .. لقد جعلتها تفقد أعصابها .. لقد كرهتك حتى الموت .. لم تعد تسمع كلامنا الآن .. مالذي حدث لها .. رد عليه جاميان : - أنا .. لم أقصد .. - أنت تزيد الطين بلة .. سوف تموت بين يديك وبعدها افرح جيدا .. فتحت عيني ولكنني لم أر شيئا .. كان اللون الأسود حليفي فأغمضتها ثانية وسمعت الكلام بين جاميان وتالتن قال تالتن : - هيا نحملها إلى القصر .. - لكن لا .. أقصد .. حسنا .. - ماذا ستفعل الآن أيها الذكي .. انها متأكدة منك ، تكفي تلك القصص التي تسمعها عنك! - إن سمعتي سيئة جدا يا تالتن .. أحسست أنهما يقتربا مني فقلت : - لا .. فتحت عيني مرة ثانية .. كانت الرؤية مشوشة جدا ولكن تالتن قال : - آنسة لندا هل يمكنك رؤيتي ؟ هل تسمعينني .. حاولت الوقوف واستندت على الشجرة، بدأت الرؤية تتضح فقلت : - سأعود بمفردي .. لا أريد أن أمشي مع قتلة .. ضحك جاميان فاستغربت .. حتى تالتن نظر إلى جاميان باندهاش .. جاميان يضحك من قلبه وقال أخيرا: - قتله ؟؟ هل أدخلتي تالتن في شكوكك؟ قلت بغضب وأنا انظر للطريق : - أنت لا تتدخل .. تالتن أفضل منك ألف مرة .. وتركتهما وأسرعت الخطى وأنا اتنفس بصعوبة .. كنت اترنح في سيري وكان فستاني طويلا جدا ويعيق حركتي ..كنت سأسقط ولكنني تماسكت .
نظرت أمامي ورأيت الملك يسرع الخطى وخلفه الجنود أمسك بي وكنت في الحقيقة على وشك السقوط .. وقال فزعا : - لندا هل انت بخير .. لقد كنت ابحث عنك .. قلت .. بتعب : - نعم .. لكن .. يجب ان تمسك بقاتل لوليانا .. كانت عيناه مليئتان بالدموع وقال بحزن : - لن يحدث ذلك مجددا في قصر الملك .. أعدك .. قبل أن أعد نفسي .. والقاتل ستنزل به أشد عقوبة ركبنا عربة صغيرة لتعيدنا إلى القصر وأسندت راسي بتعب على النافذه .
كانت أعصابي مشدودة وعندما تذكرت لوليانا بكيت مرة ثانية فقال الملك : - أرجوكي لا تجعليني ابكي .. سيكون هذا ضعفا كبيرا .. نظرت له .. كانت وجنتاه قد صبغت بلون أحمر من كبت البكاء فقلت : - لا تحزن يا سيدي .. ليتني أموت وارتاح مثلها ... تفاجأ الملك وقال بسرعة : - سوف أحميك .. لا تخافي .. لم أكن أظن أن قاتلا يتجول بحرية ويقتل هكذا.. قلت : - جاميان هو القاتل.. فكر الملك لدقيقة ثم قال : - مستحيل .. لكن لماذا تشكين فيه دائما ... أول مرة في حياتي أرى شخصا يكره جاميان .. قلت بغيظ : - انا أكرهه .. ومتأكدة انه هو الذي قتل راجوي ولوليانا .. قال الملك : - لا يمكن .. لقد كان معي هو وروسو وتالتن في اجتماع منذ ساعات وحتى وصلنا الخبر وافترقنا .. سكتت افكر .. هل يمكن ان اكون كل هذا الوقت اتهم جاميان واسبه وهو بريء؟؟؟ شعرت بالخجل من نفسي إن كان ما أظنه عن جاميان ليس حقيقيا .. ماذا ؟ سألت نفسي .. لماذا افكر فيه الآن .. طردت الأفكار الغبية من رأسي . هدأت قليلا عندما عدت إلى غرفتي ، وصممت أوليسي أن اتناول الغداء .. ولكنني كلما تذكرت منظر لوليانا شعرت بالغيظ والغضب ... جلست مع اوليسي نتناول الغداء وفي الحقيقة لم أشعر بأي شهيه ولكنني ظللت أنظر إلى الغداء وانا اشعر بالقيء والحزن . قالت أوليسي بتردد وهي تتناول معي الغداء : - آنستي ... هل يمكنني أن أخبرك شيئا .. قلت باستغراب فقد نطق أبو الهول : - وماهو؟؟ - الوصيفات في القصر يتحدثن عنك بسوء .. ولا استطيع ان ادافع عنك .. - وماذا يقلن؟ - إنهم يقلن أنك مذ دخلت القصر واي شخص يبقى معك وتحبينه يجب أن يموت ,, إنهن يقصدن راجوي والأميرة .. ضحكت أخيراوقلت : - هذا غريب جدا .. وليس صحيحا أبدا .. أنا لست متعجبه فأنا من كوكب آخر وبالتأكيد ستلقون اللوم علي .. لكن لا .. نظرت أوليسي إلى الشرفة ثم قالت أخيرا : - أحدهم قال لي انني سأقتل إذا بقيت جوارك فتره أطول واحببتك .. تعجبت كثيرا من حديثها وقلت باندهاش : - ماذا؟؟ ومن الذي اخبرك ذلك ، أهن الوصيفات أيضا؟؟ ترددت أوليسي .. تحركت عينيها بخوف ولكنها نظرت لي في النهاية وقالت : - أخبرني بذلك الــ ... انــ .. أنه .. الـجندي الــ .... أبيض صحت باستغراب: - ماذا ؟؟ جاميان قال لك ذلك وقفت اوليسي بفزع وقالت متوسلة : - أرجوك يا سيدتي أخفضي صوتك .. سوف يسمعك .. إنه في كل مكان وقفت أيضا ونظرت بحولي ثم قلت بفزع : - ماهذا الذي هو .. في كل مكان؟؟ شعرت بارتباك اوليسي وقالت أوليسي بسرعة : - هل انادي الخدم ليحملوا الطعام ؟؟ تهربت أوليسي من الموضوع فقد كانت خائفة .. لم أرد أن أضغط عليها أكثر وقلت: - نعم لكن الحقيقة تقال .. لقد ارعبني كلامها .
في صباح اليوم التالي لم أخرج إلى الحديقة ... لم استطع فعل ذلك مجددا فقد كانت حالتي النفسية صعبة جدا.. فضلت البقاء في غرفتي واغلقت الشرفة وجلست وحدي في الظلام .. قليلا من الوقت مضى وانا على سريري أحاول ان اتذكر بعض اشياء عن الأرض .. الازدحام في شارعنا .. عندما كنت استيقظ في الصباح واتمشى إلى منزل صديقتي إيميلي فهو قريب ثم نذهب معا إلى الجامعة ..نستنشق نسيم الصباح العليل ثم نلتقي بميرندا فنصبح الثلاثي المرح، تذكرت "فريد" صديقنا المجنون والذي يحب رياضة القفز من فوق الجبال المجنونة مثله .. كنا مشاكسات جدا ... تخيلت انني كنت اذاكر للاختبارات وكانت ميرندا وايميلي تستذكران بعض دروسهما معي ونعيد المحاضرات ثم نرتبها .
لم أتخيل ان جاميان كان يراقبني لمدة شهرين ... يعني قبل الاختبارات .. كيف لم الحظه ؟؟؟ كيف؟؟؟ هل كان ينتظر يوم ظهور النتيجة ثم يفعل فعلته؟ فجأة .. سمعت طرقا على باب غرفتي .. قطعت سلسلة ذكرياتي لم أرد .. كنت اريدهم ان يظنوني نائمة.. سمعت صوت اوليسي : - آنستي إذا كنت مستيقظة يريد جلالة الملك مقابلتك زفرت بضيق ولكنني لم استطع تجاهل الأمر .. ارتديت ثوبا جميلا اختارته لي اوليسي ونزلت إلى الحديقة .
رأيت الملك يجلس على طاولة جميلة وأمامه كرسي واحد فارغ، من الواضح انه ينتظرني عندما رآني الملك وانا اقترب وقف مشى بسرعة نحوي ثم ابتسم قائلا: - أحببت أن اتناول الفطور معك .. أشعر انني لا أرغب بأي شيء قلت ربما نروح عن انفسنا ونزيل الحزن ان بقينا معا بعض الوقت ابتسمت فأمسك بيدي وأجلسني على الكرسي ثم جلس أمامي .. نظر إلي ولكنني شعرت بالخجل ونظرت إلى يدي .. قال الملك برومانسية: - كانت لوليانا تحبك، ولطالما تمنت ان نصبح زوجين .. أنا ايضا أحبك .. واريدك أن تكوني ملكة بانشيبرا العظيمة.. أريدك ان تفكري، ستكونين اجمل ملكة في الكون تنفست بصعوبة وأحمر وجهي ولكنني ظللت أنظر إلى يدي ولم ارفع وجهي إلى الملك .. كنت اتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعني .. فعاد الملك يقول وهو يضحك : - ياه ! انت خجولة جدا ... من يرى جرأتك وأنت تصيحين وتهددين أعتى مقاتلينا لا يعلم انك بهذه الرقة لم أستطع قول شيء ونظرت نظرة خاطفة للملك فرايته ينظر لي مبتسما ... فقلت: - سـ ... سأفكر، مع ان الأمر لا يحتاج إلى تفكير .. فلن أحظى بملك مثلك في حياتي .. لكن امنحني فرصة يبدو ان الملك كان سعيدا جدا، وبعد الفطور الذي لم استطع تناول شيء منه من شدة الارتباك عدت إلى غرفتي وفكرت .
زوجة ملك شاب ولطيف ... ملكة ... حياتك ستكون بانشيبرا .. سيظل جاميان مدى الحياة كالشوكة في الحلق... الملك ... يحبني جدا ... أنا ... لا أعرف ... هل أوافق؟؟؟ ليس لدي خيار .. لكن لن أعود للأرض إلا وانا عجوز هرمة ... هههههه ضحكت . لم أعرف ماذا أقول وخرجت لوحدي أمشي في ممر جناحي .
كان ذلك الممر يعجبني فقد كانت نوافذه كبيرة وتطل على الحديقة كان وقتا طويلاا قد مضى وكانت الشمس قد بدأت بالمغيب ،، مشيت بهدوء وأنا أسترسل في افكاري ثم اصطدمت باحدهم .. نظرت أمامي بخوف ... كان جاميان ينظر إلي وهو يضع يده على غمد سيفه .. بفزع ظللت أنظر إليه وتسائلت .. كيف لم أشعر به عندما دخل إلى هنا ؟؟؟ شعرت بالخوف .. ونظرت وانا في حالة فزع ودهشة وتحجر وهدوء ... فابتسم لحظات وانا مازلت على وضعي تحولت ابتسامته إلى ضحكة ... ثم قهقهة مجلجلة
شعرت بالغضب والخوف فقلت : - من الذي سمح لك بالدخول إلى جناحي الخاص ؟؟ هدأت الضحكة وظل مبتسما وقال بخفوت : - أنا دخلت .. هل هناك مانع ؟؟؟ كنت اريد أن أصفعه ولكنني قلت : - ماذا تريد .. الذي يتسلل مثلك إلى غرف الآخرين لا يفعل ذلك إلا ليقتل تلاشت ابتسامة جاميان وقال : - لا توافقي على الزواج .... أرجوكي نظرت إلى الحديقة وخفت أن يرانا أحدهم من النوافذ الكبيرة فقلت وأنا أسير إلى غرفتي : - تعال وإلا ستفضحني في القصر دخلت وجلست على طاولة الفطور .. تبعني جاميان وسحب كرسيا آخر وجلس إلى جواري، نظرت له بعصبية ولكنه ابتسم ابتسامة كوميدية وقال : - لا أصدق انكي ستتزوجين بـ أمرجيز .. لماذا؟؟؟ قلت باشمئزاز : - وما شأنك أنت ... هل أنت والدي مثلا ؟؟ أخي ؟؟ قريبي ؟؟؟ أنت لاشيء رفع جاميان حاجبيه وقال مكررا كلامي : - لا شيئ ؟؟ قلت بإصرار : - نعم .. وكلامنا انتهى صمت جاميان ... فنظرت إليه كان يفكر وقد تقارب حاجيه .. كان يبدو منزعجا جدا ، ورفع عينيه وقال : - انت لا تعرفينه .. لكن لا ترفضي .. أقبلي لأنك إذا رفضتي سوف ينقلب عليك ومن الممكن أن يؤذيك .. أمممم صمت ثانية وقال يحدث نفسه " امرجيز .. أه ... سوف تقولين موا ... لا .. يمكن أن ..." عاد ينظر إلي وأنا لم أفهم شيئا وقال وهو يقف : - أنا ذاهب ... آسف لأنني ضايقتك لكن سأسلك سؤالا أخيرا قلت وانا متعجبة من تصرفاته الغريبة: - وماهو ؟؟ تنهد بقوة ثم قال بألم وهو يقترب مني : - هل تظنين فعلا أنني قاتل؟ وانني من قتل راجوي ولوليانا لا أدري لم عجزت عن الرد .. كان وجهه الملائكي ينظر إلي ويتوسل لي ألا أخذله.. عيناه تشعرني بسحر ما .. سحر يجعلني أصدق أنه بريء ... وحساس ...و ... لم أعرف ماذا أقول ولكنني جاوبت بغير وعي مني كنت عاجزة عن أي شيء : - لا ...أنا أشعر بأنك بريء سألني وانا تحت تأثير سحره : - هل تكرهينني ؟؟؟ لندا ... أجيبي أرجوك أغمضت عيني محاولة عدم النظر إلى وجهه وقلت : - أنا لا ... أكرهك بقيت فترة قصيرة وكأنني أشعر ان جاميان لم يعد موجودا .
فتحت عيني بهدوء فلم أجده أمامي .. كان الباب مفتوحا ويبدو ان جاميان خرج بسرعة ... الغريب انني لم أشعر به أبدا وكأنني أغلقت عيني لمدة سنة ... هذا الشاب يحيرني و يجعلني أحبه ... أحبه بشدة و أفكر فيه ... واخاف منه .. ذلك الشاب يجعلني ... اصاب بالجنون.. لم استطع ان أهدأ.. بقيت افكر.. اوجعني رأسي من كثرة التفكير في لا شيء .. كنت مغتاظة من نفسي ... لماذا قلت له انني اعتقد انه بريء وانني لا أكرهه.. هل هذه الحقيقة في داخلي ؟؟؟ هل قام بتنويمي مغناطيسيا؟؟ اشعر بالغيظ ... واشعر بـ ...؟؟ لا أعلم انا أحاول أن اعارض مشاعري الحقيقية... صرخت داخل نفسي ... " اعترفي أنت تحبين جاميان ... هيا ... انت تحبينه أليس كذلك " لم أرد التفكير بالأمر ولكنني ذهبت بعد العشاء إلى فراشي ونمت .
حلمت حلما غريبا بأمي وأبي وكانا يوصلانني إلى المدرسة وأنا سعيدة بذلك .. استيقظت فجأة ولم أستطع النوم .. شعرت بقلق غريب جدا .. وكأن أحدا ما اوقظني ، كان الوقت قد تعدى منتصف الليل بقليل .. واحسست بقلق شديد جدا على اوليسي .. لا أدري لما انتابني هذا الشعور مجددا ... ذلك الشعور المرعب الذي شعرت به قبل موت راجوي ولوليانا ... ارتديت ثوبا لطيفا أبيض اللون لأستطيع التحرك به .. وليس مليئا بالتطريزات والأقمشة المتراكمة .. كان طوله يصل إلى نصف ساقي .. وبسرعة خرجت من جناحي وتوجهت إلى جناح الوصيفات .
كان الجو صامتا وعندما اقتربت سمعت أصوات الوصيفات يتكلمن في داخل جناحهن ... طرقت الباب .. فتحت أحدى الوصيفات واصيبت بالذهول عندما رأتني فقلت مبتسمة: - أنا آسفة و .. ولكن أين أوليسي ؟ أريدها لثوان فقط .. نظرت الوصيفة خلفي ثم قالت باستغراب : - لقد ظننتك هي ... لأن الملك استدعاها منذ عشرون دقيقة أو أكثر بقليل تركت الوصيفة وعدت .. كنت افكر متعجبة كيف يستدعي الملك أوليسي بعد منتصف الليل؟؟ لماذا؟؟ الساعة كانت تشير إلى الواحدة والنصف ، قبل أن أصل إلى جناحي التفت عائدة إلى الجناح الملكي الخاص بالطابق الأعلى .. شعور غريب يجعلني فضولية جدا واريد ان ارى اوليسي .
وقفت أمام صورة الملك الراحل والد لوليانا وتذكرتها عندما أخذتني إلى هنا للمرة الأولى .. عندما اقتربت من غرفة الملك رأيت الحرس يقفون على البوابة ولكنني اقتربت بقدر المستطاع بحيث أرى الغرفة ولا يشعر بي الحرس، كان باب الغرفة موصدا ولكن الأضاءة كانت عالية بالداخل ،، ثوان وفتح الباب فجأة .. رأيت أحد الحرس وهو يخرج من الغرفة ويحمل جوالا قماشيا كبيرا خرجت الدماء على سطحه ... وسمعت الملك يقول : - علق رأسها أمام غرفة الوصيفات حتى يتعظن ارتعش جسدي وأحدهم يخرج بسيف الملك وهو مليء بالدماء لينظفه ... نزلت دموعي ساخنة وأنا أرتعد، لقد كانت هذه أوليسي، نعم ... الملك هو الذي كان يفعل ذلك .. ولكن لماذا ؟؟ لماذا يقتل الملك شقيقته ؟ وراجوي ؟؟ هل يحاول إخافتي ؟ هل هو من فعل كل ذلك فعلا أ أن أوليسي فعلت شيئا استثنائيا ؟؟ هل هو معقد أم أنه يثأر لشخص ما؟؟ لقد كانت لوليانا تتمنى دائما اسعاده .. بكيت وجلست إلى جوار الحائط وانا في غاية الرعب والحزن والصدمة ... لا يجب أن ابقى هنا ... أنا لم أعد أثق بأي شخص،، جميع من أحببتهن مؤخرا قتلن والملك ... كان هو قاتلهم بكل برود وشر . كان الحرس يتجولون وخشيت أن يراني أحدهم أو يسمع صوت بكائي المكتوم .. حاولت مسح دموعي ولكنها ظلت تذرف رغما عني ..كان قلبي محطما مشيت بحذر أحاول الخروج من الجناح الملكي قبل أن يراني أحدهم ونزلت بسرعة على الدرج إلى الجناح السفلي .. ولكنني فوجئت بعشرات الجنود وكان احدهم يمسك برأس أوليسي الآخر يحمل الجوال الذي يرقد فيه جسدها ... نظروا إلي بشراسة وكنت ابكي .. وشعرت أنني في مأزق، لقد علم كل هؤلاء الجنود أنني تجسست على الملك ! وبدأو يتحفزون ضدي .. لم يكن أمامي حل آخر .. حل غير متوقع .. نعم انطلقت بكل سرعتي وألقيت بنفسي من شرفة الطابق الثاني ... وقعت بقوة على الأعشاب وتدحرجت لم أشعر وقتها بأي شيء رغم الآم والجروح التي أصابتني .. وقفت بصعوبة وبدأت أجري وتوقفت انفاسي عن الدخول والخروج وأنا أراهم يقفزون خلفي وهم يحملون أسلحتهم الزرقاء التي تصيبني بالرعب ... ركضت بكل قوتي وكان حذائي خفيفا جدا فآلمتي الصخور بعض الشيء .. كنت متقدمة عليهم بمسافة جيدة ... دخلت إلى الحديقة المشجرة وحاولت تضليلهم بين الأشجار، كان صدري يعلو ويهبط بسرعة .. لم يتخيل أحدهم أنني سأتوقف خلف أحدى الأشجار أراقبهم وهم يركضون كالمجانين إلى الأمام .. بعد ما ركض معظمهم بعيدا عدت أركض نحو بوابة القصر الخلفية ... وعندما وصلت إلى هناك وجدت حراس البوابة الأربعة مقتولين .. تعجبت وفرحت وانطلقت اركض خارج القصر بكل قوتي .. كان شعري المنسدل يضايق وجهي ويلتصق بدموعي .. كان الخوف يعتصر قلبي وركضت بسرعة صاروخية بين الأشجار حتى لا يجدوني .. لم أعرف إلى أين اتجه وماذا سيكون مصيري !!ركضت وركضت وفوجئت بذلك البناء .. ذلك البناء الجميل الذي كان أول محطاتي إلى هنا .. والذي أخبرني جاميان أنه ولد فيه .. لم أقف طويلا أمامه واسرعت بالركض وانا اتركه خلفي ودموعي تذرف بغزارة تعثرت ووقعت على الأرض الموحلة .. واتسخ ثوبي .. جلست التقط انفاسي وشعرت بالوحدة الشديدة والخوف والألم ، كانت يدي تؤلمني من أثر السقطة وكان هناك جرحا كبيرا في يدي ينزف .. لم استطع ايقاف النزف فشققت طرفا من ثوبي القطني الأبيض الذي اتسخ وأصبح بني اللون .ربطت يدي بقوة مع انها آلمتني جدا ولكن وقت الخوف لا يعي الانسان ماذا يفعل .. وتظهر الشجاعة والتحمل .. كان منزل جاميان خلفي وسمعت أصواتا تتحدث معا ... ميزت صوت تالتن كان يقول : - الملك يستدعينا .. ألن تذهب ؟؟؟ - سأبحث عنها مع الجنود هنا أشعر انها بقرب القصر إذهب انت قال ذلك أحدهم لم أعرف أهو صوت جاميان أم لا فقد كان منخفضا ودب الرعب في قلبي من جديد وقمت أركض بعيدا ... وركضت ركضت حتى تعبت ولكن ليس لي أي خيار .. اما ان أموت أو ان اهرب .. شعرت بيأس عجيب جدا .. لست على كوكب الأرض ، ليس هناك مركز شرطة التجيء إليه... ملك لديه سلطة يريد قتلي .. ليس لي أي شخص أثق به .. او يهتم لأمري .. ليست هناك سوى مركبة واحدة تدعى "هينوا" ولا يستطيع قيادتها سوى طيار واحد ومعه جاميان ... إذن .. ليس هناك أي أمل .. ولكنني لن أسلم نفسي سأصعد إلى قمة ذلك الجبل وألقي بنفسي من فوقه ، لن يستغلني الملك ولن يقتلني ولن يهددني ... نعم قلت لنفسي : " لندا ... الموت أشرف لك من هذه المهزلة التي تعيشينها ... أمي، أبي سأزوركما قريبا .. لقد اشتقت اليكما فعلا " كان هذا قراري الأخير .. للأسف لم يكن معي دفتر مذكراتي حتى أكتب نهاية تلك القصة التي بدأتها والتي لن يصدقها أي شخص كان على الأرض... ولكن ربما يتسلى بها أي شخص في بانشيبرا .. كنت بالفعل أتسلق الجبل بروح رياضية وتوقفت عن البكاء وتحليت ببعض الشجاعة .. كان ثوبي وشعري متسخان ووجهي أيضا رجلي كانتا مجروحتان ويدي تؤلمني جدا ... ولكنني لم أستسلم واصلت الصعود رغم شعوري بالعطش .. ولماذا أشرب وأنا سأموت بعد قليل ..؟؟
عندما وصلت إلى نصف الجبل .. كانت الشمس قد بدأت تشرق .. لقد مر الوقت بسرعة .. كانت بانشيبرا قد بدأت تظهر أمامي ورايت القصر .. كان بعيدا .. ولكن المنظر رائعا ودمعت عيناي لأنه آخر منظر سأراه في حياتي ... جلست استرح قليلا .. وشعرت ان الحياة لا تساوي شيئا أمام دوافع الإنسان .. ولكنها غالية جدا في نفس الوقت ... كيف أقتل نفسي ؟؟ نعم لن أتردد سأقتل نفسي قبل أن يقتلوني .. لا أريد ذلك الملك أن يمس شرفي أو كرامتي .. سأموت عزيزة مستقلة بذاتي .. نعم ... بكيت رغما عني .. وعندما ارتفعت الشمس قليلا أكملت صعودي فوق الجبل بإصرار وانا اشعر بالانهاك والعطش .. ولكنني عندما وصلت للقمة.. كان بانتظاري شخص ما .. انتهي الفصل الاسئله 1- تري من يكون هذا الشخص ؟ 2- ماذا سيحدث مع لندا ؟ وهل ستموت حقا ؟ 3- هل يا تري هذه نهاية روايتنا ؟ ام تتوقعون المزيد ؟ |
__________________
..I get so lost, forget my way
..But still you love and you don't forget my name
..If you can hold the stars in place
..You can hold my heart the same
..Whenever I fall away
..Whenever I start to break
.So here I am, lifting up my heart
.Skillet -
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-05-2014 الساعة 10:05 AM |