عرض مشاركة واحدة
  #2358  
قديم 06-11-2013, 08:06 PM
 
لما فتح عمرو بن العاص مصر ، أرسل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتابا يصف له فيه مصر ، وشرح فيه السياسة التي سيتخذها فيها ، وكان نصه :



" مصر تربة غبراء(سهلة الإنبات ) وشجرة خضراء ( كثيرة الشجر الأخضر ) ، طولها شهر وعرضها عشر(لعله يريد أن الماشي يقطعها طولا في شهر وعرضا في عشرة أيام ) ، يكتنفها جبل أغبر ( يحيط بها جبل ضارب إلى السواد ) ، ورمل أغفر ( أبيض مائل إلى الحمرة أو الصفرة ) ..




يخط وسطها نهر ميمون الغدوات ، مبارك الروحات ( محمود الذهاب والإياب ) ، يجرى بالزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر ، له أوان ( يزيد وينقص فى أزمنة معينة ) ، تظهر به عيون الأرض وينابيعها ، حتى إذا عج عجيجه ( عظم ماؤه ) وتعاظمت أمواجه ( فاضت وتسربت فى الأرض) ،لم يكن وصول بعض أهل القرى إلى بعض إلا فى جفاف القوارب وصغار المراكب ، فإذا تكامل في زيادة نكص ( رجع وذهب ) على عقبه كأول ما بدأ في شدته وطمى في حدته ( ونقص في سدة كما زاد بقوة ) ..






فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون أوديته وروابيه ( أعالي الأرض و أسافلها ) ، يبذرون الحب ويرجون الثمار من الرب ، حتى إذا أشرق وأشرف ( ظهر وبان ) ، سقاه من فوقه الندى ، وغذاه من تحته الثرى ، فعند ذلك يدر حلابه ويغنى ذبابه ( يعظم محصوله ) ، فإنما هي يا أمير المؤمنين درة بيضاء ، و إذا هي عنبرة سوداء ، وإذا هي زبرجدة خضراء فتعالى الله الفعال لما يشاء ، الذي يصلح هذه البلاد وينميها ويقر قطاها ، أن لا يقبل قول خسيسها في رئيسها ، أن لا يستأدى خراج ثمرة إلا في أوانها ، وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وترعها فهكذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال تضاعف ارتفاع المال والله تعالى يوفق فى المبتدا والمآل "





فهل تعود مصر يوما .. كما وصفها عمرو بن العاص ؟!

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس