الموضوع
:
بين الماضي و الحاضر
عرض مشاركة واحدة
#
6
06-13-2013, 03:53 PM
* Hinda
البارت الثاني
أخذت البوابة تسحبهما بسرعة إلى عالم البشر....لحظات كانت تمر على الأختين كأنها ساعات....بين كاتي التي كانت تصارع نفسها لأن شيئا ما في داخلها يحثها على فعل شيئ لا تحمد عقباه لأختها الوحيدة كيتي....أما عن كيتي فيبدو أنها تصارع الخوف و اللامبالاة ....مشاعر متضاربة كانت تمر بها كل من كاتي و شقيقتها كيتي....و لكن يبدو أن رابط الأخوة هو الأقوى في جميع الحالات.....فكاتي تغلبت على هذه الهواجس التي كانت تراودها.....أما عن كيتي فقد استعادت ثقتها بأختها من جديد..
".هاي أختي.... متى سنصل إلى عالم البشر....لقد مللت حقا.....ألست أنت العين السوداء و من المفروض أن تسرعي في عمل التعويذة هيا الآن أخبريني...."
سألت كيتي أختها مستفسرة متى سيصلون إلى و جهتهم
المحددة
" أخبرتك من قبل أننا سنصل بعد ثواني عدة.....لذلك يا أختي اصبري......فالصبر كما تعلمين مفتاح الفرج....."
أنهت كاتي جملتها هذه وهي تقولها ببرود شديد على عكس مرحها المعتاد......الذي لا يفارقها أبدا
" أختي هل يمكنني أن أسئلك......"
و ما كادت كيتي تكمل جملتها إلا و طراااااااااااااااخ....."
آخ....يا ظهري لم أكن أتوقع أن الدخول إلى عالم البشر يتطلب تضحيات ككسر ظهري مثلا...و لكن أين كيتي فهي قطة و يمكنها أن تقفز من ذلك الارتفاع الشاهق من دون أي معاناة....و لكن السؤال هو أين هي كيتي....."
هذا ما قالته كاتي عند دخولها الى عالم البشر و هي تتلفت يمينا و يسارا.... شمالا و جنوبا....تمعنت كاتي في الجو المحيط بها...فقد كانت الشمس تودع تلك المدينة المعروفة باسم نيويورك.....تودعها مع تلك الهالة المحيطة بها التي تجمع بين اللون البرتقالي و اللون الأحمر الجميل... وقطرات المطر المتساقطة التي اكتسبت حمرة من هذا المنظر الآسر الذي لا يحدث سوى مرة واحدة في كل يوم..... تلك الحبيبات الشفافة المتناثرة هنا و هناك نزلت من الغيوم التي تبدو و كأنها تبكي لفراق ذلك النجم الذي يبعث لنا بنوره و دفئه طول أيام العام.....مع العشب الذي اكتسب ذلك اللون البرتقالي المحمر.....الذي يتحرك ذهابا و إيابا بفعل تلك النسمات اللطيفة التي داعبت بلطف تيجان أزهاره.. .هذه اللوحة الخلابة التي تنسيك كل ما في الدنيا من هموم... تجعلك تحلق في فضاء مليء بالأحلام الجميلة و الضحكات البريئة و اللمسات الحنونة.....حيث ذلك العالم البعيد عن الحروب و المشاعر الحقودة المتولدة عن الحقد و الكراهية و الغضب.... حيث ذلك الإحساس الذي يبعث بك إلى عالم يكون فيه السلام حاكمه و المودة حاكمته....و الصدق أميره و الشجاعة أميرته.....و جميع تلك الأخلاق الفاضلة المتبقية رعاته.....
"لماذا لا نكون مثل هذه اللوحة التي تأسر جميع القلوب....لماذا لا نشكل في وحدتنا منظرا خلابا ينسينا جميع الهموم.... لماذا نضطر إلى القتال ونحن نستطيع أن نحل المشكلة بدون إزهاق أرواح الكثير من الأبرياء.....لماذا لا نعيش في سلام ووئام و حب و امتنان...."
هذا ما نطقت به كاتي و التي يبدو و كأنها تودع الشمس كما تودعها الغيوم.....إلا أن كاتي لم تكن وحدها تشاهد هذا المنظر الخلاب فقد شاركتها أختها ....والتي كما يبدو متأثرة بهذا المنظر تماما التأثر كشقيقتها.....
"أختي لا تنسي أننا جئنا هنا للبحث عن العضو الخامس في فريقنا.....لذا عليك نسيان كل هذه المشاعر و الأحاسيس التي لا داعي لها.....ثم نحن مقبلون على حرب لا مجال للتراجع فيها..... لذلك يا أختي العزيزة أنصحك بنسيان هذه المشاعر كما نسيتها أنا قبلك......"
هذا ما تفوهت به كيتي....في محاولة يائسة لجعل كاتي لا تهتم بهذه المشاعر التي لا حاجة لها ....
"ما الذي تتفوهين به يا كيتي....هل لأني العين السوداء التي تقتل بلا أي رحمة....هل لأني الفتاة التي كثرت عليها الشائعات التي تقول أن قلبها أسود مثل الرماد ليس فيه أي رحمة....هل لأني قتلت أبي ذات مرة.....هل لأني.... هل لأني ..."
ولم تكمل كاتي كلامها إلا و قد انفجرت باكية....
" قولي يا أختي ما الذي يجب علي فعله حتى أتجنب هذه الهواجس التي تطاردني.....هل تعلمين أنني عندما أتحول تصبح لدي فكرة أن القتل هو غذائي....لذلك فكرت....فكرت أن أقتلك....نعم أتفهمين أقتلك....أقتلك و أستمتع برؤية دمائك المتناثرة على وجهي.... أتفهمين....قتل آخر فرد من عائلتي.... أرجوك أخبريني...هل أنا وحش كما يقول الجميع"
البارت انتهى
* Hinda
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع * Hinda المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها * Hinda