لحظة! ماذا يقصد بـ"لقد وجدتك!".. هل يقصدني؟! هل هو شخص آخر من اتباع ريفين أو السيد جون؟ مالقصة؟ قطع حبل أفكاري شين و هو يقول بحده:يوزان؟ ماذا تفعل هنا؟ وضع الرجل يده خلف رأسه، و قال بسخرية:هذه ليست طريقة لترحب بها بأخيك بعد مرور وقت طويل. قلت بتعجب:أخوك؟! لكن.. وقف شين أمامي، و سأل السيد يوزان مرة اخرى:ماذا تفعل هنا؟ بينما إبتسم السيد يوزان من طرف فمه، فامسكني شين من يدي، و غادر المكان بدون أن يقول كلمة للأخيه، إلى أن ابتعدنا تقريباً عن مكان السيد يوزان، فإستوقفت شين و قلت له:إنتظر. عندها توقف تدريجياً عن المشي، و أنكس رأسه للأسفل، فوقفت أمامه و سألته:لماذا هربت؟ فجاوبني بصوت منكسر:للأنني اكره! فقلت له:لماذا؟ عندها إنصرف عني و هو يقول بغضب مكتوم:هذا ليس من شأنك. إنصرف عني، و تركني وحيدة، بين ظلمات الليل، و كآبة أشجار الشتاء، حتى ضوء الالعاب النارية إختفى من سماء البلد، لكن ما أنار سماء سوداء هو لون اللؤلؤ الابيض، الذي بدأ يتبعثر على الارض، أنار قلبي ببريقه، الذي منذ أن لمسته حتى ذاب و اختفى، إنه الثلج! فجأة احسست بيد وضعت يدها على كتفي، فإنتفضت خائفة، حتى سمعت صوت السيد يوزان و هو يقول لي:أنا آسف، هل أخفتك؟ عندها وضعت يدي على قلبي بإطمئنان.. . . . إنتهى بي المطاف ليرافقني السيد يوزان إلى منزلي، بعد أن إنصرف شين غاضباً عني! و نحن في الطريق، قال السيد يوزان:أنا آسف! فهو دائماً يتعامل ببرود مع الناس! فقلت له:ه-هذا ليس صحيحاً، فهو شخص طيب معي.. لكن.. عندها وقف السيد يوزان و إقترب من وجهي، أخذ يحدق بي وقد وضع يده على ذقنه، ثم إبتعد و قال:أعتقد بأنني أعرف السبب لماذا هو طيب معك.. ثم سألني:ما إسمك؟ فقلت بتردد:د-ديانا.. فنظر لي بإستغراب و قال:هل أنت اجنبية؟ ثم صمت، ثم اردف:هل يمكن أن تكوني؟! لا.. لا! فتلك الفتاة ماتت منذ ثمان سنوات! قلت للسيد يوزان:أنا آسفة، لكنني لا افهم شيئاً مما قلته لتو. فقال:ألم يخبرك شين عن الموضوع؟ لا بأس! سوف أخبرك به غداً! ثم اردف:لكن الآن، يجب أن ترجعي للمنزل. .. اليوم التالي .. .. بعد المدرسة .. بدأت مواسم الثلج منذ هذا اليوم بالسقوط، فتغطت المدينة بكومة من الركام الابيض الذي يعانق كل ما يسقط عليه، الثلج! بعد إنتهاء الحصص، إرتديت معطفي و حملت حقيبتي، لكي ارجع للمنزل.. بينما أنا اجهز نفسي.. فومي و هي تسحب أذن شين:هيا! اليوم هو دورك في تنظيف الصف! إذهب و احضر أدوات التنظيف! شين متمتماً: تباً! عندها قام شين من على مقعده بغضب مكتوم، و خرج من الصف لكي يحضر أدوات التنظيف، بينما فجأة! وضعت سايا يدها على كتفي و قالت:أراك في المقهى! ثم إنصرفت ،اعتقد بأن علي الذهاب للمنزل أنا ايضاً! خرجت من الصف، ظللت امشي بين كومات الثلج، و قدمي التي تغوص حين و تخرج حين اخرى منه، و ضحكات الطلاب، إلى أن وصلت لباب المدرسة، و هناك رأيت السيد يوزان ينتظرني! كان مسنداً ظهره على الجدار، و يبدو بأنه نصف نائم، فقد كانت عينه مغلقة.. عندما إقتربت منه، وجدته بأنه ليس في قيلولة، بل يغط في نوم عميق! عندها ناديته بصوت خافت:المعذرة، سيد يوزان.. عندها فتح عينه ببطأ، عندما رأني، مدد يديه للأعلى و هو يتثائب، فسألته:لماذا تنام هنا، سيد يوزان؟ فاجابني:يمكنك حذف كلمة "سيد".. ثم اردف:أنا لم انم الليلة السابقة جيداً، لهذا نمت هنا.. فقلت في نفسي: هل هو من النوع الذي ينام لـ14 ساعة في اليوم؟ . . . اخذني السيد يوزان لمقعد عام، يطل على نهر ماء جار، هناك جلسنا امام ذلك النهر، في الحقيقة جلست وحدي! للأن السيد يوزان قال بأنه سوف يحضر مشروبات ساخنة، فظللت اتأمل في النهر، كان مائه زلال صاف من الشوائب، مثل الخاتم الياقوتي الذي لا اعرف سره لحد الآن، إلا أن النهر قد تغطى بغمامة بيضاء من الثلج، و الخاتم ذو لون أحمر مثل الدم.. بعد مرور مصف ساعة، جاء السيد يوزان اخيراً و هو يحمل كوبان من القهوة الساخنة، و جلس قربي و اعطاني واحد من الاكواب، عندها رفع هاتفه للأعلى لكي يصور، فسألته:لماذا تصورنا؟ فأجابني بإبتسامة كبيرة:آخذ صورة للذكرى مع فتاة أجنبية! عندها صورنا، و أخذ يعبث في هاتفه لمدة عشر دقائق بالضبط، ثم اغلقه و نظر لي بإبتسامة كبيرة! نظرت له بإستغراب، عندها أخذ رشفة من القهوة، و قال لي و هو يحدق بي:هل أنت حبيبة شين؟ تفاجأت من سؤاله، و بدون مقدمات، فجاوبته بتلعثم:ل-لا! عندها نظر لي بتعجب و قال:ماذا؟ ألا تتبادلون الحب بين بعضكما؟ مع انكم معاً بشكل مستمر! هل أنت متأكدة؟ عندها هدأت نفسي، و قلت للسيد يوزان بهدوء:هل سوف تصدقني إن قلت لك بأنني إعترفت له مرة، لكنه قال بأنه يحبني بشكل مختلف. مع برد الشتاء، كان كوب القهوة يعطي لمسة دافئة على جسمي، لكن ما جعل جسمي يبرد عندما قال السيد يوزان:أعتقد بأنني أعرف هذا الشكل المختلف.. ثم اردف:الشئ الذي قلته لك البارحة، لابد بأنك تعرفين بأن والدتي و شين توفت و عمر شين 10 سنوات، بعدها عندما وصل شين سن المراهقة هرب من المنزل و عاش وحده. هززت رأسي علامة "نعم"، فاكمل السيد يوزان كلامه قائلاً:في نفس اليوم التي توفت فيه أمي، كنت أنا و أبي و شين في المشفى، ذهبت أنا و أبي للإكمال العمل الذي يتعلق بالشخص المتوفي، بينما ظل شين وحده جالساً على كرسي المشفى، كان خائفاً، خائفاً للأنه من دون أمه، و للأنني لم اكن معه، فقد كان يحبني على عكس الآن! على كل حال.. يبدو بانه قد تعرف على فتاة أجنبية تدعى "ماريا"، لأننا عندما رجعنا رأيناهما يلعبان مع بعضهما، و على ما يبدو بأن شين قد احبها ايضاً .. ثم قال:لكنني متعجب، أنت تشبهين هذه الفتاة المدعوة ماريا بشكل كبير! عندما قابلتك إعتقدتك بأنك هي للوهلة الاولى .. ظللت جامدة، بينما نطق لساني بدون أخذ الاذن مني:و أين هذه الفتاة المدعوة ماريا الآن؟ فأجابني السيد يوزان مع إبتسامة من طرف فمه:من المستحيل أن تكونين ماريا، فماريا ماتت منذ سنوات، و من المستحيل إرجاع الميت. .. في المقهى .. .. شين .. فتح المقهى ابوابه، و ديانا لم تظهر لحد الآن، سألتني السيدة سيري عنها، لكنني لم اعرف ماذا أجاوبها.. في أثناء عملي في المطبخ، رن هاتفي معلناً وصول رسالة لي، عندما فتحتها، قرأت المكتوب.. هنا أخوك! أنا الآن مع ديانا، نحتسي بعض القهوة الساخنة..! أليس الجو جميلاً اليوم؟ ما رأيك في أن تنظم إلينا..؟ و في نهاية الرسالة كانت هنالك صورة مرفقة له و لديانا، عندها رميت كل العمل من عندي! و غيرت ملابسي و خرجت من المقهى، و أنا خارج قالت لي السيدة سيري بإستعجاب:آآه! شين! إلى أين أنت ذاهب؟! فأجبتها بعجلة:أنا آسف! لكن يجب أن اذهب..! و خرجت بسرعة..! .. ديانا .. إذن هذا سبب إهتمام شين بي، على حد فهمي من كلام السيد يوزان، ادركت بأن شين يحب تلك الفتاة المدعوة بماريا، لكن تلك الفتاة ماتت، لذلك هو يعتبرني ماريا، بإختصار هو يكذب على نفسه..! للأكون صريحة، لا اعرف ماهو رأي في قصة ماريا هذه، الموضوع محير، أقصد.. أنا حزينة للأن شين يحب فتاة اخرى، و في نفس الوقت أشعر بالفرح للأنني ملأت فراغ ماريا في قلبه، مع أن هذه الثغرة لم تظل مسدودة دائماً.. قطع حبل أفكاري السيد يوزان و هو يقول مغيراً الموضوع: كنت أعيش مع والدي في بلدة بعيدة عن العاصمة، لكنني فجأة قررت القدوم إلى هنا. فسألته:لماذا؟ فقال و بكل برود:للأن ابي توفى. فقلت له بتعجب:كيف تستطيع قول شئ كهذا بكل هذا البرود! عندها نظر للسماء المثلجة و قال:حتى لو اضفت الدموع لكلامي، فلاشئ سوف يتغير، بجانب ان والدي كان يأخذ اسم "الاب" و حسب، فحياتي الحقيقية أنا و شين كانت مع أمي. ثم اردف:لكن شين يكرهني، فجئت هنا لكي اصالحه، لكنه كلما يراني يهرب. فسألته:لماذا شين يكره؟ وضع رجلاً على رجل، و قال:كان في السابق يحبي، لكن بعد أن توفت أمي، كان شين 10 سنوات، أما أنا 15 سنة، كنت مشغولاً بالمدرسة، لم استطع ملء فراغ أمي و ماريا في قلبه، فأمي كانت الملاذ الوحيد له، عندما إختفى هذا الملاذ، كان شين يلجأ لي، لكنني لم استطع مقابلته 24 ساعة، فقد كنت مشغولاً، لكن شين فسر هذا بأنني لا اهتم به، على كل! كان لا يزال طفلاً. فجأة، رأيت شين يأتي من بعيد و هو يلهث، مما يعني بأنه قد ركض مسافات طويلة! عندها وقف أمامنا و نظرات غضب من اعينه إلى أعين السيد يوزان، لم ينطق الاثنان كلمة، فقط الشرارات التي كانت تتطاير من اعين كل واحد فيهما هي التي تشرح الموضوع، فقمت من مكاني و أمسكت يد كل منهما، ثم جعلت ايديهما تتلاصق مع بعضها، و قلت لهما و الدموع في مقلتي: لقد تم منحكما نعمة الاخوة، فلا ترفساها. نظر لي شين بتعجب، بينما إبتسم السيد يوزان من طرف فمه و لم ينطق بكلمة، فجأة! اغمي عليه! عندها تفاجأت و إقتربت منه، فوجدته بأنه نائم، بينما أطلق شين زفرة تدل على الارتياح، و قال:هو من النوع الذي ينام 16 ساعة متواصلة في اليوم. إبتسمت له و قلت:يبدو بأنك تعرفه جيداً. ثم أمسكت يد شين و قلت له:هل تذكر هاروكا أخت السيد تيتسويا؟ كان الاثنان يكرهان بعضهما، في آخر لحظات حياة السيد تيتسويا تصالحا، لهذا صالح أخيك قبل أن تحين ساعة احدكما. .. شين .. وضعت ديانا يدي على خدها، و قالت و هي تبكي بحرقة:أنت نشأت بعائلة حولك، لذا لا تكرهها، لديك أم تحبك لكنها إختفت، و أب يعاملك بقسوة لكنه في النهاية يحبك، بقي لك أخ، بينما أنا كانت عائلتي هي أمي، لكنها الآن إختفت.. عندها تنهدت، و قلت لها:أنا متأكد بأن لديك عائلة في مكان ما، ربما حدث شئ في الماضي شتت شمل هذه العائلة. فقالت و هي ترتجف:أنا لا اتذكر شئ من الماضي، ما اتذكره فقط كان قبل 8 سنوات، العشر سنوات التي قبلها لا اتذكرها.. عندها توسعت عيني بتعجب و ذهول! لا تتذكر شئ من الماضي! عمرها الآن 18 سنة! تذكر فقط 8 سنوات التي قضتهم مع امها، و لا تذكر 10 سنوات التي قبلها! وضعت يدي على رأسي و قلت :لحظة! هل يعني انك.. عندها تركت يدي، و قالت و شفتاها ترتجفان:بدأت حياتي في بئر ماء، هناك رفعتني أمي من ذاك البئر و عشت معها. فجأة قام يوزان من نومه، و قال و قد وضع يده على ذقنه:هناك تفسير واحد لما تقولينه، ديانا. فقلت له بغضب:ألم تكن نائماً؟! يوزان بإبتسامة ساخرة:كنت اتصنع النوم..! ديانا:ما هو هذا التفسير؟ فأجابها:بأنك قد فقدتي ذاكرتك! وقعت كلماته كالسهم على قلب ديانا على ما يبدو، تشبذت بي عندها لكي تستطيع الوقوف على رجليها، فقدان ذاكرة؟ كيف؟ ولماذا؟ من هي هذه الفتاة؟ هل هي ملاك؟ أم بشر؟ ما قصتها؟ ماضيها؟ اصلها و فصلها؟ قالت ديانا ليوزان:ماذا تقصد؟! يوزان:إهدئي، هذا مجرد تخمين لا اكثر. .. في اليوم التالي .. .. في المدرسة .. .. ديانا .. كنت طول اليوم أفكر في ما قاله السيد يوزان، فقدت ذاكرتي، كيف؟ هل هذا يفسر المقاطع التي كانت تمر على بين الحين و الآخر، مثل تلك المجزرة، و عندما إلتقيت ريفين، و غيرها.. كنت تائهة في متاهة لا اعرف كيف اخرج منها! حتى شين إنفرد بنفسه و كأنه يجادلها في أمر ما..! لم اعرف ماذا أفعل.. قطع حبل أفكاري سايا، عندما ضربت بيدها على طاولتي، و هي تقول:ديانا! لماذا أنت شارذة الذهن هكذا؟! فومي بقلق:إنها على حق، هل أنت مريضة؟ هارو و هو يخاطب شين بمكر:ربما شين فعل لها شئ اغضبها- قاطعه و قال بغضب:أصمت و إهتم بشؤونك! عندها إبتسمت سايا إبتسامة خبيثة و قالت و هي تحمل في يدها 4 تذاكر:دعينا نذهب إلى حفل Scarlet Knights؟ فومي:Scarlet knights? ما هذا؟ سايا بتعجب شديد:ألا تعرفونها؟! ثم قالت:فرقة موسيقية من شباب امريكيين قد جاؤوا لليابان لتوهم، لهذا يجب أن تكونوا سعيدين للأنني إستطعت الحصول على 4 تذاكر! ثم قالت بحماس و شغف:دعونا نذهب! أنا و ديانا و فومي! فومي:لكن سوف تزيد تذكرة.. فقطع شين الحديث و قال:ما رأيكم في أن تذهب هاروكا معكم؟ سايا:هاروكا؟ من هذه؟ فقلت لها بإبتسامة مصطنعة:أخت السيد تيتسويا، حسناً، هي صديقتي. .. في اليوم التالي .. .. في الليل .. لا بد انكم تسألون أين أنا الآن؟ أنا في المكان الذي سوف يقام فيه الحفل الموسيقي الحي للفرقة التي نسيت اسمها حتى، على كل! انتم بالتأكيد تعرفون ما هو حال المكان هنا حتى بدون أن اشرح لكم، لكن لابد أن أشرح! كان المكان مظلم، بل حالك الظلام، ما كان ينير المكان هو أضواء المسرح المشعة و بريض أضواء الجهور، و لو نظرت من الاعلى لحسبت الاضواء مجموعة من الاحجار الكريمة الملونة المبعثرة في الارجاء، وصرخات الفتيات تعلو و كأنها سوف تشق الافق إلى الفضاء، مع ان أصل هذه الفرقة بريطاني، لكن يبدو بأنها مشهورة لحد كبير..! هاروكا بإنزعاج:يا إلهي! هذا المكان صاخب! فومي بهدوء:أوافقك، آنسة هاروكا. سايا بإحباط:يا إلهي، استمتعوا بأنكم هنا و حسب، الضوضاء شئ بديهي! أليس كذلك، ديانا؟ فقلت لها بتلعثم:ن-نعم! في الحقيقة، أنا لم اكن أريد أن احضر، لكن من أجل سايا، فأنا لدي ألف لغز لكي احله، ليس لي وقت لتضيعه في حفلات موسيقية صاخبة!.. فجأة تعالت صرخات المعجبين في دفعة واحدة، لم نلتفت له إلا وهو بأن الحفل قد بدأ..! ![](http://im39.gulfup.com/fU95G.png) |
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
|