عرفتُ الحياآة ..~ (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد أعطوني كل شيء إلا هذا ..
لقد أعطوني كل شيء إلا السعادة التي خدعوني بها والتي أبحث عنها منذ أول يوم لي في هذه الحياة ..
لم تعطني الحرية في كتمان أخطائي ..
وحتى بصكوك الغفران ..
لم أكن أشعر بشيء من العظمة لها .. لا أحسها سوى لعبة مملة ..
أسكت العم سميث فيهَ الفتى كي لايسمعه أحد .. وقال : حسنا جورج .. قم لنبدأ العمل ..
وطوال وقت العمل .. كان سميث يفكر في كلام جورج الصغير ..
ويحدث نفسه : وإني لأحس بعقل في داخل رأسه كبير أكبر من عمره بكثير .. إني أحسست بهذا ولم أفشي .. تتشابه أفهامنا حول عدم فاعليتها في أرواحنا المنهكة ..
وبعدها بأيام قلائل .. انقطعت زيارات جورج للكنيسة .. ولم يعد يذهب إليها أبدا ..
مضت الأيام بجورج حتى أكمل السنة مع سميث في العمل .. ولم يكن راتبه سوى عشرة دنانير في الشهر .. ورغم ذلك كان جورج يأتي بكل حماسة إلى العمل .. من أجل مساعدة العم سميث وليس من أجل المال ..
وفي إحدى صباحات العمل .. كان الزبائن قلة .. وكان يجلس جورج عند الباب بعد أن أنهى كل ما أوكله له العم سميث ..
مر رجل غريب الهيئة أمام جورج وتقابلت أعينهما .. وأكثر الغريب من التحديق في جورج ..
ابتسم ابتسامة تفوح منها كل روائح الشر ..
ومضى .. بعدها بدقائق قليلة ..
جاء صديق من أصدقاء جورج .. الذين تعرف عليهم منذ فترة وجيزة ..
وقال له : بما أنك قد انتهيت من عملك .. تعال والعب معنا .. استأذن جورج من العم سميث .. فسمح له ومضى مع صاحبه .. وعندما وصل إلى محل تجمع الصبيان .. فوجئ بالرجل الغريب يجلس بجانبهم ويتحدث إليهم ..
تملكت جورج
رهبة وريبة من ذلك الرجل .. لمحه الرجل وقال له : تعال ياولد .. لا تخف لدي مايرضيك وزيادة ..
وشجعه ألصبيان على المجيء ..
ومن غير هدىً اقترب جورج من الرجل وأجلسه بجانبه .. فقال له : حياتك البئيسة ستتغير ولكن عليك أن ترافقني .......