عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-17-2013, 02:18 PM
 




The first death - She is gone
الموتة الاولى - لقد رحلت

ويليام جاي ادموند 12 سنة

كان يقف منتصباً على ارضية تلك القاعة الذهبية الواسعة والفسيحة ، يتأمل اللوحة الكبيرة التي حازت على اكبر قدر من احد جدران القاعة بنظرات تائهة ، ما جعله ينغمس في تأمله هي تلك السيدة الشقراء ذات قسمات الوجه الهادئة والابتسامة الرقيقة التي كانت تجلس بوقار على كرسي اشبه بعرش من الذهب والكرستال اللامع وهي تلف شالاً ابيض حريرياً حول كتفيها.

بدى جسده هزيل نحيلاً ، وما آلت اليه نفسه من يأس وحزن كان قد سرق من وجهه النظارة فجعله شاحب المعالم باهت اللون ، هبت ريح باردة شديدة ليُسمع صوت صفيرها وهي تقتحم القاعة بكل زمجرة ! حاملة معها رذاذ اولى قطرات المطر الذي بدأ بالانهمار مما جعل ويليام يشيح بوجهه مصوباً ناظريه على تلك النافذة التي عجزت عن مقاومة اندفاع الريح ففتحت ابوابها مرغمة له ، وكأن ما يحدث يعكس احاسيسه المتضاربة المختلجة مع خوفه من الحرمان ، كان يلتمس مع كل هبوط لقطرة من قطرات المطر الذي اخذ بالهطول بغزارة شعوراً مريعاً يعتريه خوف مما سيضمر به مستقبلاً.

لم ينتظر طويلاً حتى حل اليقين محل شعوره المظنون حينما دخل احد الخدم والذي اكتسح الأسى معالم وجهه ، فما كان من ويليام الا ان يرتعش جسده الصغير وهو يتناول الشال الابيض الحريري من يدي الخادم ويهز برأسه نفياً غير مصدقٍ لما يجري امامه ونظرات الصدمة تكاد تغشي عيناه ، عانق الشال بين يديه ودفن وجهه فيه ، فتنشق ريحها العطرية المكنونة داخله ، وشعر بتلك الدموع الحارة تنسكب بكل اريحية على وجنتيه المحمرتين ، فعلا صوت شهقاته التي كان يحاول كبتها دون جدوى ، وجثى على ركبتيه وهو يشعر بالقوى تسلب من جسده الضئيل ، وبينما هو منطمس في حزنه شعر بتلك السكين المسنونة تخترق قلبه بعسر، فتأوه بشدة وصرخ بصوته الذي اشبه صوت النحيب " كيف لكَ ان ترحلي دوني امي؟!!"، وهوى بعدها على ارضية القاعة الباردة بسكون بعد ان شعر بقلبه ينعصر جراء الألم.




جايدن سميث 9 سنوات

كان يجلس منعزلاً بذاته في احد اطراف تلك الغرفة الصغيرة شبه معتمة ، لم يكن الظلام معوقاً له في قراءة عنوان الصفحة الرئيسية للجريدة التي امسكها بين يديه "رحيل وجه بريطانيا الباسم – سيدة الاعمال روزالين جاي ادموند وزوجة رجل الاعمال ريتشارد جاي ادموند" ، كانت تعابير وجهه مبهمة ، بدى فكره مشتتاً وهو يعاود قراءة العنوان لمرات عديدة وبينما هو ينهي قراءته للمرة الخامسة تيقن عندها انها لم تعد تتنفس هواء هذه الارض ، جال كيانها وهي تودعه للمرة الاخيرة على خاطره ، عندها ضاق صدره وعسُر تنفسه ، وانقبض قلبه فشعر بالعبرة تخنقه ، وما لبث ان احس بتلك الدمعة الحارة الحارقة تسيل على وجنته بكل تثاقل لتتبعها اخريات مجارين لسرعتها ، فكان تارة يسمح دموعه بظهر يده وتارة اخرى يطلق شهقة سرحاً بخيالها .

..يتبع



نتوقف عند هذا الحد ، بإنتظار ارائكم وتعليقاتكم على المقطع الاول :wardah:


عًنٍدْمَاِ يًكْتٍمَلْ الًقَمْرٍ
فًيُغْشِيْ نُوَرْ لًيْلٍةِ زًانٍهَا السًحٍرْ
وًيَترٍبْعُ بَيْنَ ثًنَايٍا السًماِءْ تًكْتَنِفُهْ الدُرًرَ
..
هُنَاكَ.. وَعًلٍىْ ارْضً اكْتًفَتٍ مَنْ الغَدٍرْ
تَرًاقَصٍتْ اَوْرًاقٌ ذًابٍلَةٌ مٍنْ شًجَرْ
عًلَىْ هُبَوْبِ رًيٍحَ.. طَلْقًاتْ نًارِ وَشًرِرْ
..
تًعَالٍتْ هٍتًاَفْاتْ وًصٍيْحَاتً بَشْرِ
قًتٍلٌ.. اغْتٍيًالاتٌ وَمُكٍرْ
فًهَلْ مٍنْ سًامٍعِ يُسْعٍفُ مًنْ خًسَرْ؟
اْمً انٍهَا غًدٍتْ نٍهَاًية للثًلاثٍةْ عًشَرْ؟

..بقلمي


__________________
" لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ "






التعديل الأخير تم بواسطة ĐαrК Đεṁση ; 06-17-2013 الساعة 04:33 PM
رد مع اقتباس