عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-17-2013, 08:23 PM
 
و لم تكمل كاتي كلامها إلا و هي تهوي على الأرض كورقة مصفرة من أوراق ذلك الشجر الخريفي الذي ينثر أوراقه هنا و هناك.....من يرى كاتي بهذه الحال سيقول أن الدنيا أثقلت كاهليها بمتاعبها و أحزانها و مشاكلها و همومها....بعد أن أغمي على كاتي هرعت شقيقتها إليها و هي تنادي باسمها.....و لكن يبدو أن كاتي الآن في عالم آخر...عالم لا يعرف هذه المشاكل و الأحزان.....

-يا الهي...مالذي سوف أفعله الآن....حتى إنني لا أستطيع حمل كاتي بهذا الجسد الضعيف و الصغير...مالذي سوف افعله...لا أملك الآن أدنى فكرة....لحظة لقد تذكرت...كيف نسيت هذا...إنني حقا غبية لأنسى شيئا بهذه الأهمية"

ولم تكمل كيتي كلامها إلا و هي تسترجع أحداث تلك الليلة التي سبقت مجيئهم....

تحت ضوء ذلك المصباح الدائري الذي يتوسط سماء الليل المظلمة....حيث انتقلنا مع الزمن إلى ذكريات كيتي....التي سافرنا معها إلى تلك الليلة التي تزينها تلك اللآلئ المتلألئة في السماء كألعاب نارية فضية اللون تفرقت و تناثرت هنا و هناك...حيث تلك البحيرة التي تتوسط غابة...أو كما يسميها أهل تلك البلاد غابة الأمل....

تلك البحيرة التي تتوسط الغابة المعروفة بغابة الأمل.....نجدها في سويعات الليل القليلة قد عكست أنوار السماء على سطحها كمرآة صافية تماما كمياهها

على مقربة من حافة تلك البحيرة يقبع ذلك الجذع المتمرد من شجرة.....ذلك الجذع الذي نحت بفعل الزمن....لكي يشكل في يوم من الأيام مقعدا يتخذه شابان في ريعان شبابهما

شابان في عمر الزهور.....وقعا ضحية للقدر أو بمعنى أصح و قعا ضحية للحب....نعم....ذلك الحب الطاهر و الصافي الذي اجتمعا تحت ملته

و دعونا الآن نتمعن في حديث ذلكما الشخصان....و نعرف مالذي يتحدثان عنه

-لقد فهمت من والدي أنكما سترحلان غدا.... هل هذا صحيح

-آه...في الواقع ....نعم .... يمكنك أن تقول ذلك..."و أكملت ببرود"و ماذا في ذلك هل تريد قول لي شيئا ما مثلا....أنهت كلامها و هي تترقب مالذي سيقوله الشخص الذي يجلس بجانبها

بعد أن سمع ذلك الشخص كلامها ارتبك كثيرا و أجابها بعد تردد و صمت دام طويلا

-كيتي...اسمعي أريد أن أقول لكي شيء لطالما أردت إخبارك به....في الواقع يا كيتي....أنا...أنا...أحب.....أحب....أنا أحب الاهتمام بأحوال رعيتي لذا أردت أن أعطيك هذا الكيس تفضلي

أخرج الأمير ألكساندر من جيبه كيسا بني الشكل مربوط من الأعلى بربطة حمراء.....و أعطاه لكيتي

وجهت كيتي نظرها إلى الكيس ثم أعادته إلى ألكساندر و هي تحمل نظرة من التساؤل في عينيها

أعاد ألكساندر نظره إلى البحيرة....ثم أجابها و كأنه فهم مالذي ترمي إليه

-لكي أجيبك بكل صراحة يا كيتي.....لقد توقعت أن تطلبي من أختك أن تحولك إلى قطة فور ذهابكم إلى عالم البشر....لذا طلبت من حكيم قصرنا أن يصنع لي حبا مميزا.....حبا يمكنك من أن تعودي إلى طبيعتك أو التنكر بأي شكل تعرفينه....هذا إن كنت تحفظين شكله في ذاكرتك....لذا التحول إلى شكله لن يكون بالأمر العسير

نظرت له كيتي بتفاجأ تام و كأنه قام بقراءة أفكارها و علم مالذي تنوي القيام به...ثم ما لبثت إلا و وجهها احمر خجلا...و بدأت تضرب ظهره و هي تصرخ قائلة

-ما هذا الهراء الذي تفوهت به الآن هل تظنني أنني سأطلب من أختي طلبا غبيا كهذا....ثم أكملت و هي تلعب بأصابعها.....ثم مالعيب في أنني أحمل كل هذا الحب للقطط...كل ما في الأمر أنني أحب القطط....و لهذا أتمنى أن أكون مثلها

بعد أن أكملت كيتي ضربها و صراخها على ألكساندر...نظر لها هذا الأخير بخبث و كأنه لمس وترا حساسا في كلامها هذا....ومن ثم سأل وهو يبتسم ابتسامة غريبة من طرف فمه و هو يوجه نظراته إلى عيني كيتي تماما

ارتبكت كيتي كثيرا من نظرات ألكساندر لها...و حاولت أن تغير نظراتها إلى البحيرة التي يجلسون بجانبها...إلا أن محاولاتها هذه باءت بالفشل بعد أن قام ألكساندر بتحريك وجهها و جعل عينيها ينظران إلى عينيه مباشرة....ثم بعد أن مرت عليهما عدة ثوان و هما على هذه الحال...سألها ألكساندر بمحاولة جعلها أكثر ارتباكا

-كيتي....هل هناك شخص له في قلبك حب أعظم من حبك للقطط.....ثم أكمل و هو يقف من جذع الشجرة ذلك متوجها إلى البحيرة....هل هناك شخص ما…..تحملين له كل هذا الحب....هيا هل يمكن أن تجيب الآنسة التي بجانبي بلطف.....و ما إن أنهى ألكساندر كلامه إلا وهو يتقدم إلى كيتي بخطوات بطيئة قصد إثارة ارتباكها....ثم ما إن وصل إلى كيتي إلا وقد أمسك خداها بلطف محاولا جعلها تحمر خجلا

أما عن كيتي فقد كانت في وضع لا يحسد عليه.....فنظرات ألكساندر و لمساته الحنونة جعلاها ترتبك و تحمر خجلا

ثم قالت و هي تجري حوارا بينها و بين نفسها...."يا الهي هذا الخبيث يحاول أن يوقعني في فخ نظراته تلك...و لكن يبدو أنه لا يعرف من هي كيتي ابنة جوليا و كارلوس"

ثم حولت نظراتها مباشرة إلى عيني ألكساندر و هي تحاول أن تتماسك بصعوبة....ثم ما لبثت دقائق إلا و هي تبتسم بخبث... لطروء فكرة ما إلى رأسها

استغرب ألكساندر كثيرا من ابتسامتها تلك ثم ما لبث إلا أن حول نظراته إلى ما وراء ظهر كيتي.....لرؤيته لشيء ما يتحرك بين الحشائش..... ثم ما إن حول نظراته إلى تلك الشجيرة باعتقاده أنها تحركت....إلا وهو يرى شيئا أبيض يتوجه إليه بسرعة فائقة......بعد أن رأى ألكساندر ذلك الشيء أو بمعنى أدق ذلك الحيوان يتجه إليه بمحاولة أن يهجم عليه....حاول ألكساندر أن يتفاداه و لكن جهده هذا ضاع سدا....فبين لحظة و أخرى سقط هذا الأخير بقوة على الأرض بعد أن انقض عليه قط كيتي المدلل.....بعد ذلك الهجوم المباغت الذي تفاجأ منه ألكساندر حاول أن يبعد قط كيتي من على وجهه في محاولة يائسة لجعله لا يشوه وجهه أكثر من ذلك.....كل هذه الأحداث تجري و كيتي تقف على مقربة من المعركة التي تجري أمامها....بين قطها المدلل و بين أمير البلاد....أو كما تسميه هي الأمير الأحمق.....في هذه الأثناء ابتعد قط كيتي من على وجه ألكساندر بعد أن شوهه تماما....قافزا إلى أحضان كيتي تحاول التماسك حتى لا تنفجر ضحكا

كان ألكساندر في تلك اللحظة لا يعلم مالذي يجري له....ثم ما لبث إلا وقد قفز من الأرض في حركة سريعة متوجها إلى البحيرة لكي يرى مالذي حدث لوجهه بعد أن هاجمه ذلك الحيوان المتوحش كما يقول هو

لم تتمالك كيتي نفسها....إلا و هي تنفجر ضحكا من منظر الأمير الأحمق الخائف على وسامته

بعد أن تماسك ألكساندر من أجل ألا يفقد رباطة جأشه....لرؤيته لوجهه المليء بالخدوش كأنه خرج الآن من معركة طاحنة....و أيضا لسماعه لقهقهات كيتي التي تعلو شيئا فشيئا ....ثم ما إن وصل لحد صبره الأقصى حتى انفجر غضبا

كان منظر ألكساندر في تلك الأثناء مخيفا جدا بل يبعث على الرعب....فقد كانت عيناه تتقدان شررا للانتقام من كيتي...وقد تكونت من حوله هالة سوداء حوطته بالكامل

بعد رؤية كيتي لمنظر الأمير المرعب....ابتلعت رمقها بصعوبة...ثم ما لبثت إلا و هي تصرخ فزعا

قراءة ممتعة