لماذا أخفى الله ليلة القدر؟
يقول الشيخ عبد المقصود إبراهيم من علماء الأزهر: المؤمنون عليهم أن يخلصوا العبادة
لله عز وجل في كل زمان ومكان وفي كل الأحوال من دون التقيد بشيء وتحديد الله لبعض
العبادات بالزمان أو المكان إنما هو إرشاد للناس كي ينتفعوا بالزمان والمكان وما يحمله من
ذكريات وعظات.
قال الفخر الرازي: أخفى الله تعالى ليلة القدر كما أخفى أشياء كثيرة ومنها إخفاؤه رضاه في
الطاعات حتى يرغب الناس في الكل وأخفى غضبه في المعاصي كي يبتعدوا عن الكل،
وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم في أسماء الله
سبحانه وتعالى ليعظموا كل الأسماء وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى
ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليجتهدوا في كل اليوم، وأخفى قبول التوبة والعمل ليواظب
المكلفون على الأعمال وليسارعوا إلى التوبة، وأخفى وقت الموت لينتظره العابد في كل
وقت ليستعد له المؤمنون.
ولذلك أخفى ليلة القدر ليعظم المؤمنون جميع ليالي رمضان ويجتهدوا فيها بالعبادة والقرب
من الله عز وجل ويحرص المسلم عليها جميعا. وفي كل هذا تحريض للهمم واستنهاض
للعزائم واغتنام الفرص والانتفاع بتلك الأوقات وتعويد النفس البشرية على أن يكون إقبالها
على الله عز وجل مجردا من أي شيء إلا ابتغاء وجه الله تعالى.
والله أعلم
منقول