06-20-2013, 08:53 AM
|
|
مطرودون من عالم الاخلاق الى كل من استهوته نفسه وأسرته ، وصبغت قلبه بالأسود وحرقته ، وجعلته عبدا على شاكلة الأحرار كأنه من الأحرار ،
رأفة بك أوجه لك كلامي هذا ، وشفقة وحزنا على عبوديتك أكتب مقالتي هذه ، علك تتحرر من سجن هواك وتتنفس هواء
الحرية في عالم الأخلاق من جديد بعد ان فقدته منذ زمن بعيد ! أين تركتك الأخلاق وذهبت ، وفي أي محطة من محطات الحياة رمتك، ولقسوتها كهدية لها أودعتك ، أأصبحت بلا أخلااق !!
أيفقد الانسان قيمة حياته ويتركها ، ولعبودية نفسه يقتلها !!
ألا تسمع ذلك الصوت القادم من بعيد يناديك : يا أنت .. يا أنت .. من أصبحت ، وأين ضعت ؟؟ يا أنت ألم تسمع لقول الشاعر:
انما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ألا تقتلك صرخات قلبك الباكية على حالك ، ألا يعاتبك الضمير ، أم لم تعد تُخبئ في مكامن نفسك الضمير !!
أحقا هي بداية لنهايتك ، أم هي نهاية نهايتك ! ، فالموت لم يعد موت الجسد بل موت القلوب والضمائر ، فأنت الأن
جسد يمشي بلا روح وبلا قيم وبلا كل شيء فأنت في قانون الحياة ستُرسم صفحة بلا عنوان وبلا شيء !
أحيانا تطلق عبارات تحمل في طياتها الكذب ، وتنسج بها عالما يعيشه البعض كأنه الحقيقة وهو في الحقيقة نسج غير موجود
فيعيش بذلك موجود في عالم ليس بموجود ، أتستحل بذلك الكذب، أم الأ تعلم ان الصدق أساس الأخلاق ، وبه تُكسب باقي الأخلاق ، الأ تدري كم من
درجة صفاء لقلبك فقدت ؟؟ ، أليس الصدق من الحمائد والفضائل أم لا تريد لنفسك ان تنضم لنادي الحمائد والفضائل !
ان كنت لم تقصد ذلك فتلك خطيئة وان كنت قصدت ذلك فذلك هو الذنب الاعظم في عالم الأخلاق ، في ذلك العالم الذي لا يحل
لمن يُخطئ العيش فيه !
أحيانا تغني حروف فمك أغاني الخداع ، وتسقيها لشاربيها الما سيحل بهم ممزوجا بكؤؤس من الدماء ، قد لا تدرك الألم الناتج
عن تلك النغمات الباردة ، ولن تشعر بسهام تلك الكلمات القاتلة ، فمن حلل لشفتيه نطق كهذه العبارات ، قتل قبل ذلك كل شعور
وكل احساس في قلبه !
الخداع هو نوع من أنواع الكذب التي لا تغتفر خطيئتها ، فمن ارتكب مثل هذه جريمة قد اصبح ذكرى سيئة في عالم الأخلاق
ورائحة كريهة في عالم الوجود ، كرياح الصيف الحارة المليئة بالغبار تخنق كل من يستنشقها ، فيا من أردت لنفسك أن تكون كذلك
بأي حق تستهويك نفسك لتجعلك تقتل نفسك ومن حولك لأجلها ، بأي حق تدنس ذلك الانسان الذي كرمه الله وأسجد له ملائكته
لماذا ، لماذا ؟؟
أرجوك أعد اقبال النظر في نفسك من جديد واصدق معها لعلك ترويها بعضا من نقاء الصدق ، ارجوك دع الصدق يحكم حياتك
ويسيرها ، فلو لم يكن أساس الأخلاق وعمادها لما نودي الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - بالصادق قبل أن يُنادى بالأمين،
عد وارجع لتلك المحطة التي فقدت الأخلاق عندها وأريها النور في قلبك ليطغى على ظلامها ، لتعلن انتصار الخير على الظلمات ! نهاية الصدق هو من يحكم علاقتنا بأنفسنا وبالأخرين فمن صدق مع نفسه وكان تعامله الصدق فقد كسب نفسه وكبت أهوائها ومن لم
يكن كذلك ، فلا أسفا على شخص ظلم نفسه وأهلهكها ! |
__________________
امللك ..لا املك غير اسرار
بارعة في اختلاق اعذار
يطلقون علي لقب غريبة اطوار
اجيد كتابة الاشعار
لكن ما بين الكلام والصمت
توجد لغة اسمها الهمس |