الكتابة بلا رغبة كالممسك بعنق الميت يناديه بالرجوع إلى الحياة. بيد أن في أعماقي رغبة خافتة للكتابة، لربما لستُ أنا من أرغب و لكنه أنت. بداوخل صدري قلب أضحى كالمقبرة في وحشتها و ظلمتها، و على جدرانه وُشمت أسماء أحباءه بحبر الألم و رماد الذكرى. العتب ليس عليّ أو عليك و لا على اليوم الذي فرّق
قلبين لم يطب لهما العيش إلا في كنف بعضهما البعض، فالقلب إن لذّ له عيش برهة زمن ساءته مرارة أزمان و لا تكون له غير المكابرة على شقاء الأيام
و نوائبها. لقد شختُ حتى أضحى ظهر تجربتي مقوسا أعول نفسي بالأمس لأمضي قُدما نحو الغذ، أما اليوم فقد شاخ معي. و أما أنتَ فمتّ و دفنتك في قلبي ذكرى لا تنمحي.