عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 06-22-2013, 02:06 AM
 
البــــــــارت-2-

كنت اركض بسرعة فالوقت قد تأخر , يا الهي انا واثقة انني في عداد الاموات الآن

,يالا الحظ

لا توجد اي سيارة اجرة للنقل و المكان مزدحم ما الذي فعلته بحق السماء؟..قررت المرور من

طريق مختصر للوصول الى العيادة ,لكن هذا سيجعلني امر بالمكان المهجور الذي مررت به البارحة

و لكن لا طريقة اخرى و الا سيخصمون من راتبي اسرعت في الخطى الى ان توقفت عند ذلك المكان

الذي اثار دهشتي ,ذلك المبنى انه غير موجود يا الهي سافقد عقلي امسكت برأسي ,انه الصداع ,استدرت

خلفي لعل ذلك دوار بسيط او من كثرة تفكيري الغير السليم ... لا هذا غير معقول بالمرة لقد عادت ,اجل

لقد عادت ,تلك البناية انها موجودة ,رجعت من جديد ... وضعت يدي على الجدار المجاور و انا احس

بدوار شديد و ها قد بدأت الكوابيس بالتأبط بعقلي ...نظرت لساعتي ,لم يعد لدي وقت يجب علي الركض

للوصول الى المشفى ,هذا صعب ,جلست ارتاح قليلا لعل الجو يتبدد قليلا فهو يشعرني بالغثيان ...



ألِينَا الآن في موقف صعب ,لا تستطيع حتى المشي ,ما يحدث معها ليس بالسهل ابدا ,و قد بدأت هذه

الاحداث تلاحقها بعد موت والدتها باشهر قليلة, حتى صديقتها المقربة اماندا التي تفهمها و هي الوحيدة

القادرة على مواساة ألينا ,رجحت بانّ هذه محض تخيلات ,او صدمة شديدة مرت بها لاجل فقدانها لشخص

عزيز عليها و هذا ما احبطها فقد تواصلت هذه الكوابيس بالظهور لمدة سنتين فحاولت تناسي كل ذلك

و قررت مواصلة حياتها بشكل طبيعي فليس من عادتها اليأس ابدا ,لكنها لم تعلم انها قد اقترفت

اكبر خطأ فهذا ليس الحل ,فمنذ ما يقارب اسبوعين,بدأت ترى ,اشكالا لاشخاص ربما تكون

مرعبة ,او ربما موتى فقد استيقظت في احد الايام على صوت زميلتها ميريت التي ماتت منذ ما يقارب

اثنا عشر سنة , و هاهي في ذلك اليوم تعود للتشكل من جديد بالرغم من ان علاقتها مع ميريت محدودة

مع تزامن الدروس ,ليست علاقة اصدقاء او ما شابه ,هذا كان مريرا لألينا فقد وصلت لمرحلة المقارنة

بين حياتها السابقة مع والديها و حنان الام عندما تعود الى المنزل تستقبلها والدتها برقتها المعتادة

فتنسيها تعب الجامعة ,فاذا امطرت وجدت من يقلق عليها و اذا ارتفعت درجة حرارة الطقس تجد كذلك

من يرفه عليها ولكن الآن لا شيء,لا شيء البتى فبعد انتقالها من بيتها القديم لم تعد تسمع سوى

كلمات رائعة علقت بالذكريات يشهدها الماضي...تفتح باب بيتها فتجد المنزل فارغا لا يوجد من يأنس

وحدتها او يصادقها, فتفضل قضاء معظم وقتها بالمشفى بتكوين صداقات مع المرضى و الاطباء لم تكن

هذه العلقات لتدوم فالمريض يرحل و الاطباء الآخرين قد انتقلوا الى مدن اخرى ,لم تجد سوى صديقتها

اماندا التي تتصل بها بين الفينة و الاخرى فتشعر بحنين الماضي ,طالبتها عدة مرات بالسكن معها

لكن هذه الاخيرة مازالت تدرس باحد المدن المجاورة و هذه السنة الاخيرة لها ,فبقيت ألينا تمني نفسها

بالايام لعّل اماندا تطرق بابها في يوم من الايام و تقول لها "مرحبا ألينا ها انا ذي ساسكن معك" فتفرح

ألينا كثيرا و تستأنس بصديقة عمرها... جارها جاك كذلك تعزه كثيرا فلطالما ذهبت اليه عندما لا تشعر

بالنعاس او عند استيقاظها من كابوس مرعب ما تذهب اليه فتجده مرحبا بها في اي وقت ,في الحقيقة

كانت تخجل كثيرا لعلها ازعجته او ما شابه لكنها تعتذر دائما في كل مرة تذهب اليها محاولة التخفيف

من خجلها فيضحك عليها جاك معبرا انه لم ينزعج منها و لو مرة واحدة ,جاك ربما يتوافق مع ألينا في

هذه النقطة فربما هو يحس بها ,او ربما تعرض لهذه الحالة قبلا ,وجدت ألينا راحتها عند جاك فلطالما

استلطفته و وصفته بالمتفهم او السيد الراقي ,انها تكون طفلة بريئة احيانا ,فتجدها تضحك رغما عنها

متناسية المها...

سقطت فاقدة للوعي فقد تحملت كثيرا و لم يعد في مقدوري الاحتمال قط ,شعرت بشيء يحملني فظننت انني

نائمة في غرفتي ,سمعت صوتا يقول"لماذا تتعبين نفسك في كل مرة ألينا يالك من رقيقة"... شعرت بانني

ابتسم فلم يقل لي احد اني رقيقة غير البعض و هكذا تعتبر انها كلمة مدح بالنسبة لي ,لطالما وضعت جدارا

بيني و بين الناس فاظهر لهم انني انسانة غير حساسة او عصبية لا تتصرف كالفتيات ...توقفت افكاري

عندما عدت ادقق في ذلك الصوت مجددا ,مهلا يا جماعة انه نفسه نعم نفس الصوت الذي يتردد في عقلي

بعد استيقاظي من كل كابوس او حلم مزعج فيجعلني انام هادئة مطمئة لكن مهلا انا الآن لست مستيقظة

فلماذا اسمعه بوضوح كانه امامي ,صحيح انّني لا ارى غير الظلام و هذا طبيعي لكنني احس بانه امامي

كأنّه شخص يتحدث الي ,يا الهي حتى النوم ,لا استطيع فيه ان اكون هادئة ابدا ...

ها قد بدأت بفتح عيني و كان هذا صعبا فقد عاد لي ذلك الصداع مجددا ,و ساعاني منه طويلا ,اشعر

و كانّ فقرات راسي الخلفية تتفتت واحدة تلو الآخرى يا الهي ساعدني,استطعت الرؤية بوضوح

اخيرا بعد محاولات عدة فرأيت ظلا يمر بسرعة و هذا ما جعلني في حالة هلع ,نظرت الى النافذة

حتى في وضح النهار تلاحقني هذه الاشياء ,ما سببها لم اعطيها ابدا قدر هذه التساؤلات من الفضول

لكنني تفطنت الآن ان هناك شخصا في منزلي ,في المطبخ تحديدا فانا اسمع جلبة ...بدأت اوصالي

بالارتجاف فمن عساه غيري داخل هذا المنزل...ذرفت بعض الدمعات ,بدأت توهماتي باخذي بعيدا

و هاهي افلام الرعب قد فسحت لي المجال لتخيل قصة لها زمان و مكان فقد رسمت ان هناك مخلوق

مرعب يحضّر لي مكيدة داخل المطبخ ريث ما استيقظ ...امسكت بعصا الغولف التي نسيتها داخل غرفتي

و مشيت بحذر الى المطبخ لعلّني انجح في قتله و هكذا اتخلص منه و اعود الى حياتي السابقة

و بينما انا ارسم اللمسات الاخيرة لنهاية هذه القصة الخيالية شعرت بانّ ذراعان قويتان باردتان

قد اطبقتا بقوة على كتفي فصرخت بقوة و انا ابكي من الرعب , يا الهي انها نهايتي سيقتلني

:لاااااااا ابتعد عني ايها الحقير

هكذا نجحت في الابتعاد عن الشيء الذي لم اره بعد ,استدرت بحدة و انا امسك بعصا الغولف على

استعداد تام لركل هذا الشيء يا الهي انه شاب اجل شاب رائع يااه ,سرحت في مظهره الملائكي

بينما قابلني بنظرات كلها استغراب ببرود ,ابيض البشرة مع شعر اسود رائع قصير و عينان

شديدة الزرقة غريبة ,استيقظت اخيرا على نبرة صوته المتهكمة الباردة

:ألينا ستيوارت في الـ24 من عمرها تعمل طبيبة في احد المستشفيات ,عصبية ,فتاة لا تحتمل

انجليزية الاصل انتقلت حديثا الى الولايات المتحدة,كما ذكرت سابقا لا تحتمل,تتصرف كالفتيان,

صعبة المراس...صمت اخيرا بعد ان تنهد و كانّه تعب من الكلام ... تبددت ملامح وجهي الى

الغضب فمن هو حتى يتحدث عني بهذه الطريقة, و الاهم من كل ذلك انه يتكلم بطريقة متذمرة

و كانّني اجبرته على التحدث لكنني استغربت فكيف له ان يقول كل تلك المعلومات و كانّه يعرفني

تماما,ربما كان يراقبني لكنني لست معروفة هنا فكيف له قول ذلك ,صرخت اخيرا و انا ارمي

عليه تلك العصا فتفاداها بكل رشاقة و هو يبتسم بسخرية

:من انتَ ايها الغبي,و كيف دخلت الى منزلي ,اخرج حالا و الاّ

صمتت اخيرا و انا قد تأكّدت بانه صاحب ذلك الصوت تماما ,تراجعت خلفي و الخوف قد تملكني

تماما حاولت الاستنجاد باي احد ,لكن جاك الآن يعمل فهاهو ينظر الي بغضب و بدأت عيناه تلمع

بشكل غريب و كان كلمة غبيّ لم تعجب هذا الشاب

: و الاّ ماذا ما الذي تقدرين صنعه؟

صرخت بكل قوّتي و انا غاضبة ,فعندما يلمسني احد بكلمات كهذه ,تتبدد كل معالم الخوف بالغضب

:كيف اتيت الى هنا و ماذا تريد منيّ؟ ,ليس لدي اي شيء لاعطيه لك ,اخرج من منزلي فورا

نظر الي باستغراب قائلا:

: اهكذا تشكرين من ينقذك

يا الهي اكاد اجن من هذا المخلوق

:اهكذا تقتحم بيت غيرك

فاجاب معللا

:اوّلا انا لم اقتحم ثانيا ,وجدتك عند احد الاحياء المهجورة بعد عناء ,ثالثا باب بيتك كان مفتوحا

:حقاّ , و كيف عرفت مكان منزلي

ابتسم بسخرية و لمعت عيناه بشر قائلا

: انا اعرف عنك ما لا تعرفينه عن نفسك

فقلت بغباء

:هل انت شبحي مثلا

: هل قال لكِ احد انكِ غبية

هذه المرة تمالكت نفسي و قلت ببرود اعصاب

:و هل قال لك احد انك غبي احمق تقتحم بيوت الناس كالغجر؟


اذا قد ظهرت احد الاسرار التي تلاحق ألينا فماذا سيحدث الآن؟

1- ما رأيكم بهذه الجزئية؟

2- هل من ملاحظات او انتقادات؟

3- رأيكم بكل من الشخصيتين؟



__________________
ربما شــــــــــــوق!