آية التطهير ومافيها من شبه للدكتور الغامدي ــ في الحقيقة كان البحث أو ( الردود ) التي رد فيها الدكتور الغامدي جزاه الله عنا خير الجزاء ، على القزويني ، شافية ووافة وفيها قصم لظهور الرافضة أعتقد أو أجزم أنهم لن يقوموا بعدها ، ومن ضمن هذه الردود كانت آية التطهير ومافيها من ملابسات مع أحاديث الكساء التي يزعمون أنها حجة علينا ، ولكن هيهات من الذلة . قصمهم الشيخ في (خمس وقفات )وبعد قراءتي للبحث كاملاً أستشفيت الآتي لعل الله ان ينفعكم به :- ــ وهونقلاً عن الأستاذ بالنص ــ نقف مع هذه الآية وقفات: الأولى: هـذه الآيـة جزء من آية وردت في سيـاق سبع آيات كلهـا في نساء النبي . أولها: (يا أيُّها النبي قل لأزواجك..) واستمر السياق يخاطب زوجات النبي إلى أن قال تعالى: (وقـرنَ في بيوتكـن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنَّمـا يريد الله ليُذهِب عنكـم الـرجس أهل البيت ويطهركـم تطهيرًا.واذكرن ما يُتلى في بيوتكن..) [سورة الأحزاب(28-34)]. كيف يقتطع جزء من آية تخاطب زوجات النبي والآية ضمن آيات تخاطبهن ويزعم أنَّها لا تخاطبهن؟! إنَّه لا يوجد لغوي واحد ادّعى هذه الدعوى. الثانية: هل ما ذكر من إذهاب الرجس وإيقاع التطهير واقع قدرًا أو مطلوب شرعًا؟ إنَّ هذا يقودنا إلى معرفة معنى الإرادة في كتاب الله . فهل كل ما قال فيه تعالى إنَّه أراده أو يريده واقع لا محالة؟ عند النظر في كتاب الله تعالى والتأمل في هذه الكلمة نجد أنَّها وردت بمعنيين: المعنى الأول: التشريع والأمر والحب للشيء الذي تعلقت به الإرادة أي إنَّ الله يريد من العبد أن يفعل ومن ذلك قوله تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)( ). وقال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)( ). قال قتادة: (فأريدوا لأنفسكم الذي أراد الله لكم). وقال تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا)( ). فهذه الإرادة بمعنى: المحبة والأمر أي إنَّ الله يحب لكم ذلك فافعلوه او افعلوا أسبابه. ومن هذا القسم قوله تعالى: (إنَّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس..)( ) أي إنَّمـا شـرع لكم هذا التشريع لتعملوا به ليُذهب عنكم الرجس ويطهركم الله به. المعنى الثاني: أنَّ ما تعلقت به الإرادة فهو واقع لا محالة فهي متعلقة بفعل الرب فقط. قال تعالى: (إنَّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون)( ). وقال تعالى: (فمن يرد أن يهديه يشرح صدره للإسلام..)( ). وقوله تعالى: (إنَّ الله يفعل ما يريد)( ). فالإرادة هنا من فعله ومتعلقها كائن لا محالة. قال الشاطبي رحمه الله: (..الإرادة جاءت في الشريعة على معنيين: أحدهما: الإرادة القدرية المتعلقة بكل مراد، فما أراد الله كونه كان وما أرد ألا يكون فلا سبيل إلى كونه. والثاني: الإرادة الأمرية المتعلقة بطلب إيقاع المأمور وعدم إيقاع المنهي عنه ومعنى هذه الإرادة أنَّه يحب فعل ما أمر به ويرضاه..) ثمَّ أورد الآيات الدالة على الإرادتين.. ثمَّ قال: (ولأجل عدم التنبه للفرق بين الإرادتين وقع الغلط في المسألة)( ). الوقفة الثالثة: إذا زعمت الشيعة أنَّ "يريد" في آية: "التطهير" قد وقع مرادها سألناهم: هل قوله تعالى: "يريد" وقع في هذه الآية أم في كل آية؟! فإن قالوا: في هذه الآية فقط سألناهم ما هو الدليل على ما تقولون؟ فليس هناك دليل على قصر هذه الدلالة على الكلمة في مكان ونفيها عنها في مكان آخر. ثمَّ نقول قال تعالى خطابًا للصحابة : (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا)( ). وقال تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلَّكم تشكرون)( ). فهذه الآيات فيها خطاب للصحابة أنَّ الله أخبرهم أنَّه يريد: "أن يتوب عليكم"، وأنَّه: "يريد ليطهركم". فما الفرق بين هذه الإرادة هنا والإرادة في قوله تعالى: (إنَّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس..)؟ فإن كانت هنا قد وقعت فهي قد وقعت للصحابة،وإن لم تقع هناك فهي لم تقع هنا. الوقفة الرابعة: عقيدة الشيعة في أفعال العباد هي عقيدة المعتزلة، وهي أنَّ الله لا يستطيع أن يهدي ضالاً ولا يضل مهتديًا لأنَّهم زعموا أنَّ المقدور الواحد لا يتعلق به قدرتان. فكيف يزعمون هنا أنَّ الله يمنعهم الوقوع في الفعل الذي يدخل تحت قدرتهم؟ قال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي الإمامي في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد" بعد كلام طويل في تقرير نفي القدر عـلى مذهب المعتزلة: (وإنَّمـا قلنـا: إنَّ ما هو مقدور لنا لا يجوز أن يكون مقدورًا له _أي الله _ لأنَّ ذلك يؤدي إلى كونه موجودًا معدومًا. لأنَّا لو فرضنا الواحد منَّا دعته الدواعي إلى إيجاده وجب حدوثه من جهته وإذا لم يرده الله تعالى يجب أن لا يوجد. فاجتمع في فعل واحد وجوب حدوثه ووجوب انتفائه وذلك محال فوجب بطلانه على كل حال).( ) فهنا نفى أن يكون المقدور لنا ممَّا يقدر الله عليه. ونحن نَقدِر أن نطيع وأن نعصي. والرجس هو من المعصية التي هي في قدرتنا. فكيف يعتقدون أنَّ الله لا يقدر على أفعالنا ثمَّ يقولون: إنَّه يقدر أن يمنعنا من أفعالنا؟ فهنا إمَّا أن يقولوا بقول أهل السنَّة وهو: أنَّ الله على كل شيء قدير وأنَّه سبحانه هو الذي يعين الطائع ويوفقه ويترك العاصي ولا يعينه ليستقيم لهم الاستدلال وإمَّا أن ينفوا التطهير!! ولمًَّا كان سبحانه على كل شيء قديرًا قال سبحانه قولوا: (إياَّك نعبد وإيَّاك نستعين) فأمرنا أن نستعين به ليعيننا على الفعل ولو لم يكن الفعل تحت قدرته فكيف يعيننا على فعله أو يوفقنا على تركه؟! الوقفة الخامسة: تفسير الآية باللغة: 1- قال الزجاج [311هـ]: (وقيل: إنَّ أهل البيت ههنا نساء النبي . وقيل: النبي والرجال الذين هم آله. واللغة تدل على أنَّه للنساء والرجال جميعًا لقوله: "عنكم" و"يطهركم" ولو كان للنساء لم يجز إلاَّ عنكن ويطهركن..).( ) 2- وقال الثعالبي [429هـ]: (والذي يظهر لي أنَّ أهل البيت: أزواجه وبنته وبنوها! وزوجها أعني عليًّا ولفظ الآية يقتضي أنَّ الزوجات من أهل البيت لأنَّ الآية فيهن والمخاطبة لهن).( ) 3- وهكذا قال النسفي [537].( ) 4- وقال الزمخشري [538هـ]: (ثمَّ بيَّن أنَّه إنَّما نهاهن وأمرهن ووعظهن لئلا يُقارف أهل بيت رسول الله المآثم وليتصونوا عنها بالتقوى..وفي هذا دليل على أنَّ نساء النبي من أهل بيته).( ) 5- وقال ابن الجوزي [597هـ] بعد أن ذكر القول الأول في معنى الآية وأنَّه: نساء النبي : (ويؤكد هذا القول أنَّ ما قبله وما بعده متعلق بأزواج رسول الله وعلى أرباب هذا القول اعتراض وهو: أنَّ جمع المؤنث بالنون فكيف قيل: "عنكم" و"يطهركم"؟ فالجواب: أنَّ رسول الله فيها).( ) 6- وقال الرازي [606هـ]: (ثمَّ إنَّ الله تعالى ترك خطاب المؤنثات وخاطب بخطاب المذكرين لقوله: (ليُذهب عنكم الرجس) ليدخل فيه نساء أهل بيته ورجالهم واختلفت الأقوال في أهل البيت والأَولى أن يُقال: هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين منهم وعليّ منهم..).( ) 7- وقال البيضاوي [685هـ] بعد أن ذكر مذهب الشيعة: (والاحتجاج بذلك على عصمتهم وكون إجماعهم حجة: "ضعيف" لأنَّ التخصيص بهم لا يُناسب ما قبل الآية وما بعدها..).( ) 8- وقال أبو السعود [982]: (وهـذه بينـة وحـجة نيِّرة على كـون نساء النبي من أهل بيته..).( ) 9- وقال ابن عاشور [معاصر]: (أهل البيت) أزواج النبي والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحدًا شك.. وقد تلقف الشيعة حديث الكساء فغصبوا وصف أهل البيت وقصَّروه على فاطمة وزوجها وابنيها عليهم الرضوان وزعموا أنَّ أزواج النبي لسن من أهل البيت. وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشوًا بين ما خوطب به أزواج النبي وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله: (هؤلاء أهل بيتي) صيغة قصر وهو كقوله تعالى (عن إبراهيم أنَّه قال): (إنَّ هؤلاء ضيفي) [الحجر آية(68)] ليس معناه ليس لي ضيف غيرهم. وهو يقتضي أن تكون الآية مبتورة عمَّا قبلها وما بعدها).( ) هذه هي دلالة الآيات سياق واحد له ابتداء وله انتهاء يخاطب زوجات النبي يعمد أهل الأهواء لإفساد معناها وقطع جملة من ألفاظها عن سياقها بسبب فهم ولَّده روايات ضعيفة. الحمد لله على نعمة الهداية. وأمَّا "حديث الكساء" فنقف معه وقفات: أولاً: الأسانيد والطرق: ورد له سندان: الأول: عن عائشة رضي الله عنها وهو الحديث الوحيد الصحيح في مسألة الكساء فقد رواه مسلم بسنده: (عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ثمَّ جاء الحسين فأدخله ثمَّ جاءت فاطمة فأدخلها معه ثمَّ جاء عليّ فأدخله ثمَّ قال: (إنَّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا).( ) الثاني: عن أم سَلَمة رضي الله عنها وورد عنها من عدة طرق: الأولى: رواية الترمذي روى بسنده إلى عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي قال: (لما نزلت هذه الآية على النبي : (إنَّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا) في بيت أم سَلَمة فدعا فاطمة وحسنًا وحُسينًا فجللهم بكساء وعليّ خلف ظهره فجلله بكساء ثمَّ قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا. قالت أم سَلَمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنتِ على مكانك وأنت على خير).( ) الثانية: عن عطاء عن عمر بن أبي سلمة.. به رواه الترمذي كذلك.( ) الثالثة: عن شهر بن حوشب عن أم سلمة..نحوه بدون الآية ولا تفصيل كيفية التجليل.( ) الرابعة: عن عطاء بن أبي رباح حدثني من سمع أم سلمة..رواه أحمد بلفظ أطول.( ) الخامسة: عن عطاء بن يسار وفيه: (فقلت : يا رسول الله أما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله) رواه البيهقي. قال البيهقي: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته وقد روي في شواهده ثمَّ في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها وفي كتاب الله البيان لما قصدناه في إطلاق النبي: الآل ومراده من ذلك أزواجه أو هن داخلات فيه.( ) ثانيًا: دراسة الطرق: الطريق الأولى: فيها: "محمد بن سليمان الأصبهاني" قال النسائي: (ضعيف). وقال أبو حاتم: (لا يحتج به). وقال ابن عدي: (مضطرب الحديث قليل الحديث ومقدار ماله قد أخطأ في غير شيء منه). وقال النسائي: (ضعيف)( ). وذكره ابن حبان في الثقات مجردًا من التوثيق والتجريح.( ) الطريق الثانية: كذلك فيها نفس الراوي: "محمد بن سليمان الأصبهاني". الطريق الثالثة: فيها: "شهر بن حوشب" قال ابن عون: (نزكوه) أي طعنوا فيه. وقـال موسى بن هـارون: (ضعيف). وقال النسائي: (ليس بالقوي). وقال الساجي: (ضعيف). وقال ابن عدي: (وعامة ما يرويه شهر بن حوشب من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر ليس بالقوي في الحديث وهو ممَّن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به).( ) وهناك من وثَّقه لكن الراجح أنَّه: ضعيف. ولم يُخرج له مسلم في صحيحه إلاَّ مقرونًا بغيره أي لم يقبل روايته إذا انفرد. الطريق الرابعة: فيها راوٍ مجهول وهو الذي روى عنه عطاء فرواية عطاء هنا مرسلة. قال أحمد بن حنبل: (وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنَّهما كانا يأخذان عن كل أحد) وقال ابن المديني: (كان عطاء يأخذ عن كل ضرب).( ) الطريق الخامسة: ذكر البيهقي أنَّها صحيحة وأنَّ سندها ثقات. في سنده من لم أجد له ترجمة وبعضهم لم أعرفه من بين أسماء متشابهة والبيهقي إمام محدث. ثالثًا: دراسة المتون: أ) أصح الأحاديث هو حديث عائشة رضي الله عنها.ولنا هنا وقفات: أولاً: أنَّه لم يصح في هذه المسألة مسألة آية التطهير غيره ـ إلاَّ إذا صحت رواية البيهقي ـ. ثانيًا: ليس فيه إلاَّ إدخال النبي من ذكر تحت الكساء وقراءة الآية وليس في هذا غير أنَّ هؤلاء من أهل البيت لا حَصرَ أهل البيت فيهم لأنَّ الآية كلها في نسائه فلو لم يقل ذلك لما فهم دخولهم في معناها. وعند إيرادكم حديث مسلم أوهمتم القارئ أنَّ لفظ مسلم يخرج النساء من معنى الآية وأقل ما يوصف به لفظك أنَّه فيه: "تورية" فقد قلت: (..كما لا يشمل نساء النبي لما صرح بذلك في صحيح مسلم). قلت: فأين في صحيح مسلم التصريح بذلك؟! فليس في صحيح مسلم غير إدخال الأربعة تحت الكساء وقراءة الآية فأين صرح بعدم دخول نسائه؟! أليس هذا الكلام غير مطابق للفظ مسلم؟! ثالثًا: هذه الرواية تدل على أنَّ الصحابة وأمَّهات المؤمنين لا يعادي بعضهم بعضًا، وإن وقع بينهم قتال فهاهي عائشة رضي الله عنها تروي فضائل آل البيت مـمَّا يؤكد أنَّه لم يكن بينهم ما يزعمه الشيعة. رابعًا: لم يفهم الصحابة من هذه الآية والحديث إمامة ولا عصمة وإلاَّ لبايعوا عليًّا ولما قاتله من قاتله بعد ذلك، ثمَّ لأنكر على من يقاتله بالآية والحديث. خامسًا: رواية أهل السنَّة من عهد التابعين إلى عصر التصنيف وإخراج أهل السنَّة للحديث في مصنفاتهم دليل العدل والحب لآل البيت. سادسًا: عدلت الشيعة عن الاستدلال بهذا الحديث الصحيح إلى حديث ضعيف لعدم وجود لفظ يخرج أمَّهات المؤمنين من أهل البيت ولنفرتهم أو بغضهم لعائشة رضي الله عنها. ب) حديث أم سَلَمة عند الترمذي: مرَّ معنا أنَّ حديث أم سَلَمة ضعيف ولكن لا بأس بتحليل ألفاظه لنرى ماذا تدل عليه: متن الحديث: اللفظ الأول: 1- الجملة الأولى: (لمَّا نزلت هذه الآية: (إنَّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا) في بيت أم سَلَمة. وهنا دلالات منها:أ) الحديث يقرر أنَّ الآية نزلت قبل دعاء النبي ، فلو كانت الآية تخبر عن حصول ارتفـاع الـرجس والتطهير فكيف يدعو النبي بعد أن أخبره الله ـ حسب زعمكم فيقول: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا) ـ؟! فلو كانت الآية تقرر وقوع التطهير لكان المقابل أن يقول النبي : الحمد لله الذي طهركم فلمَّا دعا عرف أنَّ المراد أنَّ الله يريد ذلك تشريعًا لا تكوينًا.ب) أو نقول: إنَّ الآية دلَّت على حدوث التطهير للنساء كما أخبرت الآية وأراد النبي أن يُدخل معهن بقية أهله أو فعل ذلك ليدل على شمولهم لمعنى الآية_حسب فَهْم من فَهِم ذلك_. 2- في الجملة الثانية: (فدعا فاطمة وحسنًا وحُسينًا فجللهم بكساء وعليّ خلف ظهره فجلله بكساء).وهنا دلالات: أ) أنَّ النبي لم يُدخل عليًّا مع الباقين تحت كساء واحد بل جعل له كساءً وحده. ب) أنَّ عليًّا كان خلف ظهره. وهذان الأمران يدلان أنَّ عليًّا ليس مشمولاً بقوله: (اللهم أهل بيتي) لأنَّه ليس معهم ثمَّ هو في الخلف والإشارة: "بهؤلاء" تشمل من هم أمامه ولا تشمل من خلفه. وبهذا يكون علي ليس من أهل البيت ولا مشمولاً بالدعاء على حسب ألفاظ الحديث ـ ونحن لا نقول بذلك ـ لكن لفظ الحديث الذي اختارته الشيعة لإخراج أمَّهات المؤمنين من أهل البيت رجع عليهم بنقيض مقصودهم.3- الجملة الثالثة: (قالت أم سَلَمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت على خير). ليس فيه نفي أن تكون من أهل البيت بل قوله: (أنت على مكانك) أي الذي أخبر الله به وهو دخولها في معنى الآية أصلاً. وحسب اللفظ الثاني لحديث أم سَلَمة ليس فيه إلاَّ تجليلهم بكساء جميعًا وقوله: (اللهم هؤلاء أهل بيتي..) والدعاء لهم وقوله لأم سَلَمة: (إنَّك على خير). ج) حديث أم سَلَمة عند البيهقي: ذكر البيهقي أنَّ في أحد ألفاظ الحديث أنَّ النبي أجابها عندما سألته بقولها: (أما أنا من أهل البيت؟) قال: (بلى إن شاء الله). وصححه البيهقي، وضعَّف كل ما عارضه. وبهذا العرض المفصل لمعنى الآية والحديث يتبين بطلان ما تمسك به الشيعة من الآية والحديث. والله الهادي إلى سواء السبيل. ــــــــــــــــــــــــــــــ 162) أوردتم حديث أم سَلَمة: (فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: "إنَّك على خير"). الجواب من وجوه: أولاً: هذا الحديث في سنده:"شهر بن حوشب"وقد مرَّ معنا أنَّه:"ضعيف". وفيه: "علي بن زيد" بن جدعان قال فيه ابن سعد: (وفيه ضعف لا يحتج به) وورد مثل ذلك عن أحمد ويحيى بن معين. وقال النسائي: (ضعيف) وفيه غير ذلك وبعضهم قال: صدوق والراجح عدم الاحتجاج به لكثرة من ضعَّفه وكلمة "صدوق" ليست توثيقًا وإنَّما إشارة إلى أنَّه لا يتعمد الخطأ وأمَّا الضبط فهو أمر آخر. ثانيًا: ورد في هذا الحديث ألفاظ متضاربة. عند الترمذي: (قالت أم سَلَمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك أنت على خير) ونحوه عند أحمد في موضعين من مسنده. وعند الترمذي الرواية الثانية: (أنت على خير). ولم يذكر فيها أنَّها دخلت معهم أو جذب الكساء فكيف تجزم برواية خالفتها كل الروايات لتعارض القرآن ذا الدلالة القاطعة بمثل هذه الروايات التي لا يجوز التدين بمثلها؟! وهل يجوز تقييد مطلق القرآن بأحاديث ضعيفة بل إفساد معناه؟! أنتم تزعمون أنَّكم لا تقبلون أحاديث الآحاد الصحيحة لإثبات قضايا عقدية ثمَّ نراكم تعمدون إلى روايات آحاد ضعيفة لتأويل القرآن!! |