عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-24-2013, 08:50 AM
 





دوى صوتُ طرقِ الباب في أرجاء الحُجرة حتى أذِنَ لهُ رجُلٌ جلسَ على كُرسيٍ خلفَ مكتبِه يتفقد بعضَ الأوراق ، دلفَ الطارِق إلى الحُجرة ، كانَ شخصاً غُطيَ مِن أعلى رأسه إلى أخمص قدميه بعباءةٍ دلبرجية اللون –وبالرغم من ذلك- كانَ مِنَ الواضح أن جسدهُ هزيلٌ كأجساد المسنين لكِنه كانَ يتحرك بشكلٍ مرِنٍ وطبيعي كالشباب ، في يده اليمنى كانَ يحمِلُ شمعداناً ثلاثياً ليُخفف من ظُلمة المكان المحيطِ بِه ، أغلقَ البابَ خلف وتقدمَ بضعَ خطواتٍ نحوَ الرجُل الجالس خلفَ المكتب والذي كانَ يرتدي نفس العباءة لكن – على عكس الطارق – هوَ قد كشفَ عن رأسه ، كانَ أبيضاً ذو ملامِحَ حادة بعينين عسليتين وشعر أسود طويل عُقِص مِن الخلف .. بينما وُشمَ على وجنتِه شعارٌ غريب إتخذ مُحيطُها شكلَ دمعةٍ فيما تشابكت خطوطٌ وأشكالٌ غريبة في داخِلِها ، نفسُ الشعار أيضاً كانَ مرسوماً على مُقدِمة المكتب ، وعلى الشمعدانِ أيضاً .. مُعلِناً بِذلِك عن أنهُ شِعارُ هذه المنظمة أو الجماعة ..!








تحدثَ صاحب الشمعدان أولاً :" سيدي ، كيف يجري الأمر ؟ " .




شبكَ [ السيد ] أصابعه أمامَ وجهه وابتسمَ بِهدوء :" جيد .. " واستطردَ قائلاً بينما امتدت يدُه تسحبُ الستة بطاقات الأولى من مجموعة الأوراق الموضوعة جانباً ، صفهم أمامهُ على المكتب وأخذَ يقلبهم واحدة تلوَ الأُخرى فيما يتحدث :" بطاقة الأحمق ، بطاقة الشيطان ، بطاقة الحظ ، بطاقة المشاعر ، بطاقة العبقري وأخيراً .. بطاقة الموت ! " .




إهتز الشمعدان أثرَ إرتجاف يده :" هذا .. لا أصدق ! .. مستحيل ! " .




وعلى أثرِ كلِماتِه إتسعت إبتسامة ذاكَ الرجُل بريبة وبللَ شفتيه بلسانه :" هذا يبدوا مُثيراً .. " ودخلَ في نوبةٍ مِن الضحك التي تبثُّ الرُعب في القلب . . .










بعيداً عن تلك البقعة الموحشة ، تحديداً في مبنىً ضخم حمل إسم " فيلفيسكو " ، تجول ذلك الرجُل حامِلاً بينَ يديه ملفاً مُتخماً بالأوراق ، وبين كُل ثانية وأُخرى كانَ يتوقف للحديث مع أحد العمال الأخرين ، العديد من الألآت إنتشرت في الداخل ، وَعند كُل آلة هُناكَ عددٌ لا بأسَ بهِ مِن العمال ذوي الزي الخاص بالمنظمة ، بنطالٌ رمادي ومعطفٌ طويلٌ أبيض ببضعةِ خطوطَ رمادية ، .. وصلَ الرجُل الثلاثيني ذو الشعر الأسود المثبت إلى الخلف ، والعينين الزمرديتين الواسعتين إلى مكتبِه ، كانَ بشوشَ الوجهِ باسم الثغر !




فتح الباب الباب ليتقدمَ ويغلقهُ مِن خلفه ، خطى بضعَ خطواتٍ حتى وصلَ إلى مكتبِه ، وضعَ الأوراق بشكلٍ منظم على المكتب وجلسَ ليراجعها مُجدداً , .. سُرعانَ ما فُتِحَ بابٌ آخر كانَ عن يمين المكتب ويبعد عنهُ بضعَ خطواتٍ وَحسب ! ..




أطلَّ مِنهُ شابٌ في منتصف العشرينات وهو يحُكُّ بيده النحيلة ؛ شعره الأسود القصير والمموج ، فيما أطلَّ النُعاس من عينيه البحريتين الناعستين ، وهو يتثاءب بِكسل .. :" [ لوبرتو ] ! لقد عدت ؟ هل جمعت .. " توقف ليتثاءب ثُمَ إستطردَ قائِلاً " .. الأوراق ؟ " .




تنهد [ لوبرتو ] ونهضَ حامِلاً الأوراق بينَ يديه ، تقدمَ وهوَ يُرتبها :" تقريباً .. بقيَ إثنتان أو ثلاث تقريباً ، سيد [ أرثر ] " .




إبتسمَ [ أرثر ] ليستلم الأوراق :" أشكُرك [ لوبرتو ] ! كُنتُ سأموت لولاك ! " أردف بعدَ تفكيرٍ أشعره بالإحباط " فعلاً .. سأموت ! " .




وضعَ [ لوبرتو ] يدهُ على كتِف سيده صغير السن ليقول بابتِسامة محاوِلاً مواساته :" لا بأس عليك ! لا بأ.. " .




قاطعهُ الرنين المُفاجئ لهاتف [ أرثر ] ذو النغمة الصاخِبة :" أوه ! عذراً ! " . أخرجَ الهاتف مِن جيبه تفقد الإسم [ لويس المنحوس ] ! ، أطلَّ [ لوبرتو ] برأسه ليقراء الإسم ، لحظتها شعر بشيءٍ مِن الإحباط ، والأسف وهو يقول :" سيدي ، لا يجعلك أن تسمي شقيقك الأصغر بمثل هذه الأسماء .. أنتَ تعرف .. " .




قاطعهُ [ أرثر ] بِملل :" بلآ بلآ " . إستطردَ وهوَ يضعُ الهاتف على أُذنِه :" لسَ وكأنهُ يُمانع ! إنهُ منحوسٌ بالكامِل .. " . أجابَ على الهاتف مازِحاً :" مرحباً [ لويس ] ! لا تقُل لي بأنكَ في المشفى ! " .




:" [ أ .. أرثر ] ! س..ساعدني ! " .




انتفضَ قلبُ [ أرثر ] وشعرَ بقشعريرةٍ تسري في جسدِه :" ما الخطب ؟ هل كُلُ شيءٍ بخير ؟! " .




بدى صوتهُ مُرتعِشاً لحظتها :" [ أر .. أرثر ] ! ساعدني أرجوك! هُناكَ أشخاصٌ مُريبون تسللوا إلى المنزِل عبرَ النافِذة وَ .. " . توقفَ عن الحديثِ فجأةً ، ووصلت بعضُ أصواتُ الرِجال إلى مسامِع [ أرثر ] الذي قالَ فوراً :" لا بأس .. إهدئ وأختبئ جيداً [ لويس ] ! سأتي حالاً !! " .




أغلقَ الخط ليُلقي بالأوراق على [ لوبرتو ] :" إهتمَ بِها لحينِ عودتي ، ولا تنسى أن تُدعوا أولئِكَ الخمسة إلى هُنا ! " .




نادى عليه [ لوبرتو ] محاولاً إستيقافه ليفهمَ ما الذي يجري فهوَ المسؤول عن هذين الشابين ، لكِن [ أرثر ] كانَ قد غادرَ قبلَ ذلِك ..




وضعَ [ لوبرتو ] الأوراقَ على المكتب " هل وقعت الخزانة فوقَ [ لويس ] مُجدداً ؟ .. لا أعتقد ذلِك " تذكرَ كلِماتِ [ أرثر ] ( إهدئ وأختبئ جيداً [ لويس ] ! سأتي حالاً !! ) . ليسَ كذلِك .. ليست الخِزانة! ، أحكم قبضتيه وضربَ المكتب بَقوة :" سُحقاً ! ما الذي يجري !!؟ " .














*الرجاء عدم الرد (: !


رد مع اقتباس