06-25-2013, 05:54 PM
|
|
في دفتري اليتيم.. اخطّ خطوطا متداخله كتداخل الاشياء بداخلي.. امسكت القلم وسكبت الحبر على الورق فكان كالنار احرقتها.. لم اشعر انني احرقها بل شعرت انني من يحترق..لم اتألم.. لم ابكِ..سكبت اللون الأسود .. كونت غيوما سوداء .. مضيت اتأملها اتعمق فيها.. انظر اليها وارتشف من سوادها ليشفي سوادي.. هل كنت احلم.؟ كان الخوف من الأحلام يمنعني من الحلم .. كنت طفله.. حقها الوحيد في الحياه هو الحلم..لم احلم قط.. كنت اسكب حبرا اسودا واتفرّج فيه لا أكثر.. حتى المطر الساقط من السماء.. يسقط على رأسي وعلى يدي.. خيّل الي انه مجرد مزيد من الحبر الأسود سُكـب على جسدي كي يحيلني كومه من السواد.. اغمضت عيني فوجدت الظلام.. اغيب في ردهات سوداء وخيالات سوداء تلاحقني وتتجسس على رغبتي في الحلم وتقتلها .. اغمضت عيناي استشعر السواد في داخلي واندمج فيه واجعله يتغلغل في ادق خلاياي.. يتملكني..يعتصر عقلي ينزف افكارا سوداء لا تليق بطفله طاهره.. عــآلم أســود... ..سواد كامل مثالي لا تتخلله قطره ضوء.. لا يكدره صفاء النور.. تولد فيه كل انواع الكآبه وتتجسد فيه احزاننا فتمسي اجساد ملموسه.. لا كالخناجر الشفافه تطعننا دون ان نعلم اين تكون.. بات بإمكاني قتل احزاني بكل سرور..وسعآده!!! .. بات بإمكاني ان اكون من اشاء...أكون خيال او سراب..اكون كومه من الهموم ا وان اكون ملاكاً مجلّلا بالسواد!! مملكتي السوداء.. احكمها انا ...لا تكدر سوادها فراشات ملونه....و.. صمت كاسح يقتل أي ابتسامه..ابتسمت بسخريه حين تخيلت انني لو سكبت نصف سوادي في مملكتي لفاضت به..لن يعيش في مملكتي أي احد سوى من يستحق ان يعيش فيها.. من يتعذب ولا يشكي.. من يتألم ولا يئن.. وحدنا ننزف .. ننزف القهر والضجر والاختناق .. نسكب على اوراقنا حبر النار .. لا نعلم هل نحن من يحترق ام الورق!! سألوني لم لونت الورقه باللون الأسود؟؟ وكأنهم يعتقدون لأنني طفله يجب ان اكون ملونه.. قالوا ان الأسود مجرد شرخ في الألوان.. منبوذ من كل الناس ليس اكثر..غمست الفرشاه بالأسود متجاهلتهم.. وملتفته لعشقي الأسود... لم اغضب لما قالوه.. بل تجاهلته كأنهم لم يحدثوني اساسا... تعذيباً لذاتي وقهراً لهم.... سقطت على الورقه قطرات من اللون... السواد يكسو ورقتي.. اشهق بلذّه تملكتني لرؤيه سوادي يجللني ويحميني من جديد.. طغت على شفتاي ابتسامه رائعه... هل قالوا انه منبوذ من الناس؟ هل قالو انه شرخ في الألوان؟ ان الشرخ في الأذهان.. |