من حرمه ذكر النار النوم والضحك بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستيعن الحمد لله رب العالين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: كم أطار ذكر النار نوم المخبتين الصادقين ومنعهم الضحك مع الضاحكين أفزع قلوبهم ذكرها وأهوالها ، فعلموا على اتقاء عذابها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قالوا: ما رأيت يا رسول الله ؟ قا ل: الجنة والنار ) رواه مسلم . وجاء عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه إذا آوى إلى فراشه ، كأنه حبة على مقلى فيقول : اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام فيقوم إلى مصلاه ) فقيام الليل أحد أسباب النجاة من النار . وقال ابو سليمان الداراني المتوفي سنة (205ه) : ( طير ذكر جهنم نوم العابدين ) وأبو سليمان هذا حبب إليه قيام الليل حتى أنه يقول : والله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ، ولولا قيام الليل ما أحببت البقاء . وقالت إبنة الربيع بن خثيم لأبيها :مالك لاتنام والناس ينامون ؟ فقال : إن النار لاتدع أباك ينام ) حتى الملائكة فزعوا من هول النار فهذا ميكائيل لم يضحك منذ أن خلق الله النار. وقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال له : مالي لا أرى ميكائيل عليه السلام يضحك ؟ فقال جبريل : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار : وهذا ربعى بن حواش الغطفاني المتوفى سنة (581ه) العابد الزاهد الذي لم يكذب كذبة قط ( آل على نفسه ألا يضحك حتى يعلم في الجنة هو أو في النار ). حتى قال غاسله : لما مات لم يزل متبسماً على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا من غسله . والعالم أحرى من غيره بتصور هول النار فيجعلها نصب عينيه بل وتبرز آثار ذلك على حركاته وسكناته ، فثمرة العلم العمل . قال وهيب بن الورد المتوفى سنة (153ه) : عجبت للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى ارتياح الضحك وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات ثم غشي عليه ) فهل يعي البعض من طلبة العلم هذه السمات والصفات وما يجب نحوها فكيف إن كان الضحك على شفير القبور وعند تشييع الجنازة إن هذا يعكس قساوة القلوب فهي كالحجارة أو أشد قسوة فكفى بالموت واعظاً ، وبالنار زاجراً ورادعاً. اللهم إني أعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وأسالك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل . من كتاب حقيقة الدنيا في ميزان الصالحين تأليف محمد بن صالح بن سليمان الخزيم الكتاب يوزع مجانا ولا يباع مطابع مرامر للطباعة والتغليف هاتف 2650020 منقول للفائدة والعبرة والعظة
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |