عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-28-2013, 06:03 PM
 
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""
الفـصـل الـأول / مـآسي ليلة واحدة !.




في عصور الفرسـان و القلآع ... و الأبراج و الجسور ,,, هناك حيث المشاعر من كل نوع شديدة و مرهفة ,,,
كره عميُق أو حـب أبديّ أو صدآقة متينـة ~ ,,,
لكن مشـاعل الدهاليز الزيتية لا تضيء كل شيء ,!,!, خاصة ما في الزوايا الخفية !
النظرات الغامضة و قيود السلطة تحكم بشدة حتى.... تنقطـع في النهايــة و يفلت ما تقيده ,!,!,



في ذلك القصر الكبير ذا الأبراج الضخمة و التي تغيب من بينها آخر أشعة للشمس الذهبية ...
و ليستيقظ الظــلام...
وسط القصر... قاعة الاحتفالات الفاخـرة و الواسعة لحد يرهق البصر و القدم... كانت مزدحمة جداً بكل النبلاء
و الأمراء و الفرسان حتى...
ازدردت الأميرة ذات الشعر البني اللامع فمها الجاف.. وعيناها الذهبيتان الرائعتان تائهتان تماماً ..
همست لها الوصيفة بجانبها : آوه أنه يتحرك و عيناه عليك , مولاتي هيا استعدي لملاقاته!.
كتمت الأميرة شهقت و عيناها تلمعان بتوتر شديد و تعب بسبب امتلاء المكان أو بسبب .... الخوف..!!
أخذ صدرها يضطرب و تنفسها يتسارع و قلبها يقرع بشدة...أمسكت بيديها المتجمدتين بشدة وهي تحكهما ببعضهما...
_ مولاتي ....!! هل أنت بخير وجهك أنه...؟!
فكرت .... بسرعة... بسرعة أين المفــر ؟! أين أهرب...؟! يا ألهي ساعدني...سوف يقتلني هنا..
لن يتوانى ... سوف يقتلني بين الجموع..!!
وهي تتعثر بنظراتها بين الحشود... و قلبها يقفز بجنون و رعب لا يطاق...
فتحت شفتيها الجافتين و حاولت النطق... حاولت مجددا و أخيرا نطقت :
_ أريد بعض الهواء...!
_ لا ... مولاتي عليك أن... آه...
التفتت الأميرة بسرعة و تعثرت بطاولة كبيرة مملؤة بالكؤوس و العصائر و سقط كل شيء...
حتى هي... سمعت صوت تمزق طرف فستانها.. فألقت نظره مذعورة , لقد حدث قطع بسيط في طبقة ثوبها الفاخر الأولى... آآووه ثوبها المميز المفضل !. لكن لا وقت الآن للحسرات ...
هتفت بقلبها... هذه الفوضى هي اللحظة المناسبة... وهي ساقطة على ركبيتها على الأرض.. أدركت أنها ليست الوحيدة التي سقطت , سمعت صراخ نساء و أصوات الرجال يهتفون بقلق.
جرت فستانها الفاخر الزهري اللون الكبير بصعوبة و إصرار وهي تزحف هرباً تحت الطاولات...
و بين صرخات الجميع...
مالذي حدث ؟! , أيتها الوصيفة هل أنتِ بخير ...؟
و الأميرة تزحف بسرعة حتى وصلت إلى ستائر الشرفة فتمسكت بها بشدة و نهضت بخوف و ارتجاف ..
كان الكل ينظر إلى الجهة الأخرى من القاعة.. فاغتنمت هذه الفرصة و انسلت بسرعة من خلف الستار..
لكن ...
آآخ !!
اصطدمت بشيء صلب للغاية و سقطت مجدداً لكن على قفاها... كانت تتنفس بسرعة و تقاوم دموعها...
وهذه الصدمة لم تكن بسيطة , شعرت بارتجاج في الرؤية .. و ألم شديد في رأسها..
_ آه يا ألهي , هل أنتِ بخير ؟!.
مد يد المساعدة , لكنها أبعدتها بيأس و ضعف و رأسها منكـس , نهضت وهي ترفع فستانها لتظهر كاحليها الدقيقين بحذاء الكعب الذهبي
و تركض باستماتة و كأنها ملاحقة من قبل وحوش !!.
_ مهلك يا أميرة...!!.

/

في نفس الوقت و نفس غروب الشمس , لكن بمكان آخـــر ~ غريــب ~
_ آوه كل شيء ممنوع و هذا آخر ما سببه لي هروبي لـ "ترافيس" , لقد استبدل حضرة الملك "والدي" حرسي الأميري الكبير بـ حارس واحد فقط و ترك لي وصيفة واحدة عجوز لم أرها منذ الصباح..!
صاحبة هذه الكلمات المتذمرة هي أميرة يافعة لم تبلغ العشرين بعد . و كانت تحدث نفسها بالمناسبة...
محبوسة في غرفتها الملكية و ليس جناحها الخاص... فوق برج كامل .. يطلع على الحديقة كبيرة رائعة منسقة و خالية تماماً..
كان شعرها أسودا مموجاً متمرداً كروحها و عيناها بلون الزمرد الأخضر الفاتح المثالي ... بينما بشرتها بيضاء مشربه بحمرة طبيعية ساحرة... وهي بثوبها الفضي بخيوطه الذهبية الفخم...
كانت تضع يديها الرقيقتين على الشرفة الرخامية الكبيرة و عيناها تلمعان بعدم الرضى !!
صرخت بغضب : لا أطيـق الوحـدة !! لم عاقبني هنا..!! حتى معلمي لا يأتي إلا فترة الصباح بدأت اشتاق لبشري يتحدث معي...
في الواقع لم تمكث سوى يومها الأول هذا .. و قد بدأ صبرها ينفذ منذ الآن !!.
زفرت الهواء بحدة .. ثم أغمضت عينيها الرائعة و تنفست ببطء... ثم كتمت انفاسها وهي تتذكر ما يقولونه على تهذيب النفس... بعد أن زفرت ببطء نفسها الخامس شعرت بالراحة تهدأ نفسها ..
فجلست على كرسي فاخر مطلي بالذهب.. و حركت شعرها الأسود الطويل كالأمواج..
تذكرت أنها تود أن تدور حول البرج , و لم يقل أحدا أن هذا ممنوع .
أسرعت و فتحت باب غرفتها...
شهقت وهي تغمض عينيها وتغلق الباب بقوة , وضعت يدها على قلبها الذي كاد يتوقف. من هول ما رأت...!
كان الحارس الذي استبدله الملك بكتيبة كاملة يستحق كل شهقات الرعب... كان مدرع بالحديد أو الفولاذ من رأسه حتى أخمص قدميه وهو ضخم للغاية و طوله قارب المترين ! .
على وجهه قناع من فولاذ كبقية جسده لم يكن هناك سوى خطوط فتحات ضيقه ترسم على القناع شكلا منقوشا رهيبا... درعه الأسود الحالك اللامع و سيفين كبيرين مرعبين حول وسطه العريض . من أي عصر أتى ؟؟؟!!.

على صدر الدرع رمز كبير منقوش بشكل أسد أحمر جاثم وسط ظلام الدرع وهو رمز المملكة المعروف..
التفتت وهي تسترد انفاسها... آآآه يا ألهي ما هذا , لن أقدر على النوم الليلة و كائن مرعب واقف خلف باب غرفتي !!
عادت و فتحت الباب ببطء بعد ثوان و حدقت به...
جامد كالصخر ثابت بساقيه الطويلتين على الأرض الرخامية , شعرت بأن الرخام سيتحطم من ثقله !
فكرت كيف يمكنه أن يتحرك بكل هذا..؟! ياله من حارس مرعب , لهذا والدي اختاره ! هل فقد الأمل فيّ نهائياً لأطاعته !! , الأباء و ما يفعلونه ~
تنهدت و تقدمت بريبة وهي ترمق قناعه الفولاذي , كان الظلام و الغموض يعبق خلف شقوق فتحات مكان العينين...
و لا شيء آخر...!!

هي تعرف بأنواع كثيرة من الحراس... فوالدها جرب معها عدد لا يحصى بسبب تمردها و تهورها الذي لا يمكن توقعه أحد ...
فخلف هذا الجمال الأخاذ و هذه البراءة الصافية يتربع التمـرد العشوائي على عرشه!!

أنه النوع الصامــت ... فكرت بداخلها , النوع الصامت الخطير الذي ينفذ الأوامر بحذافيرها و لا يقبل أي تغيير...
قالت بهدوء وعينيها التركوازيتان تلمعان : مساء الخير...
راقبته مصدومة قليلا وهو ينحني لها برشاقة و سمعت صوت صرير الفولاذ الرقيق حول جسده .
قالت مجدداً بنفس النبرة وهي تمسك بفستانها جيداً : أريد رؤية الحديقة بالأسفل... ليس ممنوعا , صحيح ؟!.
كانت حقا أميرة رقيقة بريئة و لا تبدأ هي بالمشاكل... أنما عاطفتها تجرفها أحيانا...!
أجابها بأن انحنى مجدداً وهو يمد ذراعه الحديدية نحو الدرج اللولبي الرخامي الطويل..
شعرت بالفرح الشديد , على الأقل هناك شيء ما ستفعله فترة عقابها هنا .
قالت وهي تلتفت : سأبدل ملابسي فقط و أجلب معي سله أملئها بالأزهــار .




يتبع...