عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-28-2013, 06:07 PM
 
رفعت غطاء سريرها بهدوء وهي تحدث وصيفتها بصوت ناعم مخملي هادئ :
_ أنني بخير تماماً لا أريد رؤية أي طبيب , مجرد حمى و ستزول مع بعض الراحة.!
قالت الوصيفة الشابة بقلق : لكن... مولاتي الملكة و الملك قلق جداً عليك.. و....
تحدثت الأميرة ذات الشعر الذهبي وهي ترفع الغطاء إلى عنقها بصوت تعـب :أنتِ تعلمين أني أصاب بالحمى ي مثل هذا الوقـت , أريد بعض الخصوصية و النوم ... هل ما أطلبه كثير؟!.
تقدمت نحوها الوصيفة بقلق وهي تمسد الغطاء جيداً حولها... قالت بحنان : أعرف لكن.. هذه المرة الحمى أسوأ , يجب أن تري الطبيب قـد....
_ أخبريهم فقط بأنني بخير لقد تناولت شراباً دافئاً و قد غادر شعوري بالألم , و أني أشعر بالنعاس لا غير... هيا غادري كارلا أرغب بالنوم حالاً..
تنهدت الوصيفة و غادرت بصمت وهي تغلق الباب على الغرفة الكبيرة الفاخرة... نامت الأميرة سريعاً و لم تمر سوى دقائق حتى انتابها ضيق شديد في التنفس و تعرق جبينها و اشتدت حرارتها...
أخذت تتمتم : آه... لا ... أني مريضة.... حقا... أمي..!! كـ.. كارلا...
فكرت بتعب و لم تقدر على النطق , أريد بعض الماء... ماء بارد ... سوف احترق... كـارلا...
شعرت فجأة بألم حاد في ذراعها... فتحت عيناها برعب لا يوصف و ألم وهي تحدق بوجوه غريبة تحيط سريرها...
صرخ أحد الجند مهللاً : مرحـى !! ابنة الملك... هيا بسرعة لنحرق القصر...
و للتو سمعت الأميرة صوت صراخ الناس وضوء النيران الأحمر كالدم يخترق الظلام من النوافذ الكبيرة..
صرخت برعب : لاااه , النجداااة , يا حراس.. ساعدوني...
أمسك بها اثنان من الجنود الغرباء من ذراعها و اجتراها بشدة على الأرض... تناثر شعرها الذهبي على وجهها و هي تبكي و تتوسل...
_ أرجوكم دعوني... أتوسل إليكم... حتى أنني ضعيفة لا أقدر على الوقوف...
ضحك أحدهما وهو يسحبها بقسوة نحو الدرج الكبير... اردكت الأميرة أنا سوف تموت...
_ لا تقلقي سوف نعاملك جيداً جداً مولاتي الأميرة ...
و أخذا يقهقهان بصوت مخيـف..
عاودها الألم و الحرارة الشديدة و الغثيان... حالها سيئة جداً قبل أن تواجه هذا الوضع الذي لا يوجد أسوأ منه...

صرخت بهما وهي تحاول أن تتعلق بدرابزين الدرج الكبير : ويحكُمـا أيّها الوضيعان دعاني...!! الويل لكما... اتركاني حالاً... آآه ...
و انتابتها نوبة سيئة من الألم في داخلها... فحاولت أن تتكور على أو تضم نفسها من حدة الألم الفضيع , لكن هيهات وهما يقبضان على يديها و كأنهما سيقطعانها..!!
عادت للصراخ بيأس و ألم وهي تتخبط بجسدها الضعيف على الدرج القاسي :
آآه ..يا ألهي الرحيم سأموت هنا..!!

و تمنت الموت حقاً ... و شعرت بأنه سيغشى عليها من شدة الألم و هول ما أصابها...
كان قصرهم يحترق و لم يكن من أحد فيه , لقد تحطم كل شيء... ألم يفكر أحد بها..؟! وهي الأميرة ؟!...
لقد تعرضوا لهجوم مفاجئ , حتما كلٌ فر ينقذ نفسه..!! والدها الحاكم ليس بهذا القصر... فهذا مخصص لها ولأمها التي لم تكن موجودة...
لكن ماذا عن الحراس و الخدم...!! أما قتلوا أو هربوا بحياتهم ...!
سمعت صوت صهيل حصان مرعب... و تحطم زجاج !! , ثم ركض اهتزت له الأرض الرخامية الفاخرة...

هدر صوت رهيب :
أنتما....!!!

صرخ أحد الجنود جزعا و تركا ذراعها لتسقط على الدرج شبة ميتة... وهي تحاول ألا تفقد الوعي مع أنها تتمناه..!
_ مولاي !!! لقد... لقد كان القصر فارغاً من الثروات لكن...وجدناها...هذه أميرة الحاكم "كرايسيس" .
_ أجل... أجل مولاي الملك... سوف تكون ثـرو....
_
صمتــاً...
هدر صوته الغليظ البارد و صهل حصانه الأسود المدرع بصوت قويّ يوافق سيده..!!
جثا الرجلان يتوسلان و يبكيان لكن سحب الشرير سيفه وهو يطيش برأسيهما بعيداً بضربة واحدة...
صرخت الأميرة بصوت مختنق مرعوبة وهي تعلم بأن دورها آت... فبكت بحزن... لقد علمت بأنها ستموت الليلة
لكن ليس هكذا...!! مرمية بحال يرثى لها وسط الدرج في قصرها المنهار... تقاسي الألم و الرعب.
صعد بحصانه المجلجل نحوها... فماتت خوفاً وهي تغمض عينيها عندما رأته يرفع سيفه عالياً.. لكن..
أحست ببرودة و صمت رهيب استمر ثانية .... تجمد الزمن.. و فجأة...
شعرت بيدين تلمسان وجهها برقه و تفحص... لم تجرؤ قط على فتح عينيها..! ثم شعرت بذراعيه تحملانها.. و فوراً أصبحت في الأعلـى... أحاطها بعباءته الثقيلة السوداء ذات الخطوط الحمراء اللامعة...

مر زمن لم تعرفه ... ثم سمعت صوتا خافتاً يقول :
اشربي الماء .
أحست بشيء بارد قرب شفتيها الجافتين ثم انساب الماء و الحياة كذلك إلى جوفها..!
تنفست بعمق و بدأ تشعر بالعباءة الثقيلة و بذراع غليظة خلف ظهرها.. فتحت عينيها الزرقاوان بتردد و تعب.
حدقت بالماء أمام أنفها الدقيق لثانية ثم باليد ذات القفاز الأسود الممسكة بالوعاء المعدني القديم...
ثم أدركت وضعها مباشرة عندما رأت شعر الحصان الأسود المرعب قربها... أنها لا تزال فوق الحصان و...
بين ذراعي الشرير...!!!