[[frame="9 10"] إبتسآمةُ مريبة ~ ]
نظرنآ إلى ذاك الرجُل الطويل ذو النظــارات الواقف أمام إحدى الأبواب المؤدية إلى الحديقة الخآرجية على مايبدو
وقآل بعد فترة صمت ( جميعُكم مُحتجزون هذا اليوم لتغيبكُم عن الحصص .. أي إعترآض سيؤدي إلى مضآعفة العقوبة )
قُلت بغبــآء ( لكن آستآذ .. أنـ )
قآطعنــي بحدة ( وأيضاً ستُنظفــون الفصول كُلهــا بمآ فيهآ مكاتبُ المعلميـن بعد نهآية الدوآم )
عآودت الحديث لأخرج من هذه الورطة بقولــي ( أستآذ إسمعني أنـ .. )
لكنه عآد من جديد يُقـــاطعني فيقول ( مينـوري وريو ، أسبوع كآمل من هذه الأعمآل .. هذه ليست أول مرةٍ لكُمــا كما سمعت .. لذلك فهي ...... مُضآعفةُ ! )
رمقنــي الجميع بنظرآت لوم وغضب جعلت القشعريرة تسري بجسدي
مآذآ ؟ كُنت أريد الدفآع عن نفســي لكني لم أعلم آن هذا الأبله ظآلم لهذا الحَــد !
" إبتسمت إبتسآمة ماكرة " على كُــلٍ .. أحمُد الله أنني لستُ الوحيدة من ستقوم بكُــل هذا
أمرنآ الإستآذ ذو النظآرآت بحركة من رأسـه تعني أن نتبعــه
مشى إلى البآب الذي دخلتُ منه سآبقاً وتبعنآه في هــدوء تآم
همست آكي بغضب موجهةً كلآمهآ إليّ
( آه أنتِ ! .. ماذا أقول ؟ بصرآحة أُريد قتُلكِ .. هذه المرةُ الأولى التي أُكتشف بها .. لقد جلبتي ليَ الحظ السيء )
نظرتُ إليهآ بإندهآشٍ إمتزَج بإنكآر ( مالذي تتفوهين به ؟ .. أنا لم أفعل شيئاً .. )
إلتفت إلينآ ذاك الاستآذ ونظر نظرةً خآطفة غآضبة ثُم قآل ( سكوت رجآءً ! )
حَل الصمت بيننــآ وأنا أنظر إلى ملامحهم التي تحآول كتم غيظهـآ ..
كآنت تتقدمنــي آكي وصديقتهآ .. أما ريو فكآن خلفــي
بعد المشي عدة خطوآت ، وصلنــآ إلى بآب غُرفة مظهره عآدي كبآقي الأبوآب الموجودة
لكـن عُلق عليه لوحة صغيرة تُميزه مكتوب عليهــا " غرفة الحجز " ..
أهذا مصيري ؟ أنا لم أدخل غرفةً كهذه بحيآتي كُلهــآ .. كُنت طآلبةً مثآليةً دوماً معروفةً بتفوقهآ لم ترتكب أي خطأ ..
فتحَ ذاك الإستآذ البــآب على مصرعيــه وأمرنا بالدخول
كآنت غرفةً صغيــره مطلية بالرمآدي الفآتح .. يوجَدُ بهآ نآفذة صغيــرة مفتوحةُ بالأعلى
أحسست أنني أحدُ المجرمين الفآرين من العدآلة ، فعلاً الغُرفة كانت أشبه بالسجن !
دخلنــا جميعاً وجلسنا على الكرآسي الطويلة الملتصقــة بالجدآر
جلست كل من آكي وصديقتهــآ ومعهُم ريو بكُرسي وآحد .. يقآبل الذي جلستُ عليهِ أنا
( لآ تُحدِثوا ضجــة ) قالهآ الاستآذ ثُم أغلق البآب بقوة وتبعه صوت إقفاله
طأطأتُ رأسي لأرآقب حركة قدمي وهي تلعبُ بحصى صغيـرة على الأرض
ثم رفعته لأرى عينآن يلمعُ فيهمآ الحقد وتتطآير منهما الشرآرآت تحدق فيّ !
قُلت متوترةً بشدة ( ووو مهلاً .. صدقاً لم يكُن ذلك بسببي )
قآلت آكي موجهةً إصبع الإتهآم إلي ( أنتِ ... لو أنكِ فقط لم تتحدثي لمآ تضآعفت عقوبتنــآ )
تلك البلهآء ! سأتجآهل كلآمها فقط .. لآ أريد أن أنفجر غضباً بوجههــآ فيظهر جآنبي السيء
( لآ بأس ... مينــوري لم تقصد ذلك ) .. إلتفتت إلى مصدر الصوت
فصُدمت .. ووو ! ريــو هَل هُو الآخر أصيبٌ بحمــىَ ... ؟
إبتسَم إلي بهــدوء بعدمآ لآحظ أنني مُندهشة جداً ، وهذآ ما أدهشني أكثر
حتى آكي لم تعلق بشيء بل ظلت تنظُر إليه بتعجُب ..
بعد برهة رأيتُه يقف ينظر إلى النآفذة متجهاً إليهآ ..
لآحظتُ الآن أنه طويــل جداً حيثُ يمكنه الوصول إلى النآفذه بمُجرد القفز
أخذ يعبثُ بيده الطويلــة على حآفتها وكأنه يبحثُ عن شيء
تسآءلت آكي ( عَما تبحث ؟ )
لكِنهُ لم يجبهــا بل ظل يعبثُ بيده بعشوآئية إلى أن صرخ ( وجـــدته !! )
وقفت آكي إلى جآنبه تنظُــر إلى ماينظر إليه بيده وقآلت بطفولية ( ماذا ماذا هاه ؟ أخبرنــي ؟ )
نظر إليهــا مُبتسماً ( مِفتآحٌ إحتيآطي )
هآه .. ؟ نظرتُ إليهمــا بفضول أنا وصديقة آكـي لنعلم إن كان صادقاً أم لا
قآل مُبتسماً وهو يتجه إلى البــاب ( كُنت واثقاً أنني سأحتجزُ هنا يوماً ما ، لذلك أخذت إحتيآطآتي )
قالت آكي وهي تقفز بفــرح ( آه أنت عبقــري ، سنخرج ... رآئع ! )
فتح البآب بسهولة وخـرج بسُرعة ثُم أغلقهُ قليلاً بحيثُ يمكننا رؤية نصف جسمه فقط وقآل مُبتسماً
( آكي عزيزتي ، إبقي هُنــا أنتِ وصديقتُك ... لا أريد من مينوري أن تشعُر بالمَلل وحدهـآ )
ثُم أغلق البآب وأقفلهُ ثانيةً وسط ذهولنــا جميعاً
وقفت صارخةً بإنزعآج ( ذآك الحقيــــر ... سُحقاً له لقد رحَل ! )
سمِعتُ صوت قُفل البآب يتحَركُ من جــديد بعد دقآئق قصيرة مرت يُغلفها السكون .. ثُم يُفتح على مصرعيـــه
( هَل صدقتن بإنني سأترككُن وأرحَــل بتلك الطريقة الحقيــرة ؟ )
إتسعت عينآي دهشةً وإحمرت وجنتآي خجلاً .. إذاً كان يمزحُ فقط
على كُلٍ لا أستبعد ذلك .. هو يستطيع فعلهــا إن شآء ! ..
خرجت آكي وصديقتها مُسرعتين خلفـه تتلفتان حولهما في خوف ..
أما أنا فكنت شآردة الذهن و واقفة مكآني خشية أن يأتي ذو النظآرآت ويضآعف عقآبي ثآنيةً إن هربت
قآطعت شرودي يدٌ وُضعت على كتفي .. رفعتُ رأسي لأرىَ ريو ينظر إلي مُبتسماً
[ لأصدُقكم القول .. أنا فعلاً أحس أنه قَد جُن .. إبتسآمتهُ البريئة مُخيفة إلى حدٍ ما !
غير ذلك فلقد بدى غاضباً جداً عندما إلتقينا وكنت مع عآمل النظآفة .. ، عجيب ! ]
( لنذهب مينــوري .. لن يحدُث شيء صدقينــي )
أشحت بوجهي عنه وأبعدتُ يدهُ عنــي بإنزعآج واضح على وجهي ثم قلت بعنآد ( لآ ، أنا لن أتحَرك من هُنـــا )
لم أشعُر بنفسي إلا وقبضته البآردة أحكمت إمساك يدي وأنا أُجر خلفــه مُتجهين جميعاً إلى فصُولنــا
حسناً بصرآحة ! لم أُحآول المقآومــة بل سـِرت خلفه برضآي ... أنا أفضل العقآب على البقآء وحيــدة هُنـاك
لكن لحظــة ، هل أتخيّل أم أنني أستطيعُ سمآع دقآت قلبي كقرع الطبــول ؟
.. سريعــة .. قويـة .. وكأنها تُنبئ على إبتداء عرضٍ ما ، لآ أعلم لـِمَ لكن عندمآ أحكم ريو قبضتهُ على يدي شعرتُ بذلك
عندمآ وصلنا .. كعآدة ريــو فَتح بآب الفصل بقوة ومَرح ونحن نقف خلفه ماعدا صديقة آكي التي كانت بفصلٍ مُختلف
صرخ ( نأسف على التأخيــر آستآذ )
دخلنــا مُسرعين مُتجهين إلى مقآعدنآ .. أنا لم ألحظ هذا الأستآذ من قبل ؟
هممم !
حدقت فيه كعآدتــي .. أُريد أن أحزر شخصيتــه ،
على مآيبدو .. من ملامح وجهه الجآدة إنه حآد الطبآع وعصبي بشكلٍ كبيــر ..
وطريقة تسريحــه لشعره المُرتب .. توحي بإنهُ يُقدس الطلآب ذوي الدرجآت العآلية !
" هذآ مآقُلتــه بنفسي لحظتهــآ "
( لا بأس بذلك ، لكنكُم تأخرتُــم كثيراً .. هل حدث شيءٌ سيء ؟ )
أجاب ريو سؤال الاستآذ بمرح وهو يسحب الكُرسي بجآنبي للجلوس ( إطلاقاً .. لا تقلق ! )
( حسناً ، هذا جيّــد ) قالها بلُطفٍ شديد وإبتسامةٍ طيبة إرتسمت على محيّآه
[ كعآدتــي .. أخطأتُ في حزر شخصيته .. يبدو طيباً جداً ! ، لآ يهُم .. كُنت أعلم بإن هذآ هو مصير إستنتآجآتي ]
جلسنآ نستمــع إلى شرح الآستآذ " تآدآشي " للُغــة الإنجليزية بتركيز
نظرتُ إلى ريـو بطرف عينــي ، كان يُركز بشكلٍ كبيــر وإلى الآن هذا الأمر يُدهشني !
أدرت وجهي قليلاً لأستطيع رؤيته بشكلٍ أوضح ... لأكون صآدقة ملامحـُه الجديّة تُعجبنــي كثيراً
عندمآ أرآه هكذآ أشعــُر بإن شخصيتُه مختلفةً تماماً ..
مُعقداً حآجبيه .. ونظرآته حآدة وجآدة تنظُر للسبورة بتدقيق ..
أُحس بإنه فتىَ رآئع ، لكن كُل هذه للأسف .. أوهآم أو تخيُلاتٍ سخيفة
( هل أنا وسيم لتلك الدرجــة ؟ ) قالهآ بعدمآ إبتسم بثقة ونظر إليّ بطرف عينه ليرىَ أني فآغرة فآهي كالبلهآء
دفعتُـه بطرف إصبعي السبآبة بتلقآئية وقلت بخجل ممتزج بغضب ( آصمت ) ..
ضحك بخفــة وعآد للنظر إلى الآستآذ
أمسكتُ قميصـي الأبيض وشددت قبضتي على مكآن قلبــي ..
إنه يدُق بقوة وسُرعة من جديــــد ... لماذآ ؟ أصبَح الأمرُ مزعجــاً جداً
مرت الحصص الأُخرى بهدوء ومللٍ لدرجةٍ لآ تُصدق ، حتى أصبحتُ أٌقاوم النعآس الذي بدأ يُسيطر عليّ
لكن .. حمداً لله ! فهآ هي الحصة الأخيــرة ، آستآذ الأحيـــاء لم يحضُر اليوم لحظنــآ ..
لفت سمعــي صوتُ ضجة الكرسي الذي أزاحه ريـو عنه بدفعــه ..
لأرآه يقف مُتجهاً إلى طآولة المُعلمين المُتواجدة أمام السبورة وكأنه يستعــد لقول شيءٍ مآ
صرخ ليلفت إنتبآه الطُلآب اللذين كآنوا يتحدثون مع بعضهــم في أمورٍ عدة ( هيييييييي .. آنتُــــم .. إستمعوا ! )
قآل مآكوتو الذي يجلس أمآمي بالجهة اليُمنى وهو يتربع على طآولته وأصآبع يده اليُسرى تتخلل شعرهُ الأسود النآعم
( قُل مالديك يآ ريو .. نحنُ نعلم بالنهاية أنهُ ليس بالشيء المُهم كالعآدة )
( فلتقُل شيئاً جيداً أو أغلق فمك العريض يآ هذآ ! ) قآلها ريو وهو ينظر إلى صديقهِ بسُخرية ..
ثُم عآود الصُراخ إلى أن إلتفت الجميعُ مُحدقين إليه .. بعضُهم بضجر والآخر بإستغرآب وترقُب
قآل بعد فترة صمتٍ قصيرة :
( لقَد قررت ، بما أنهُ قد إقترب موعد عودتي كطآلب عآديّ ، يجُب عليّ فعل شيءٍ حمآسي كتوديع لمنصب المُدير ! )
قال أحدُ الطُلآب مُقاطعاً ( آه لآ تقُل لي .... مقلب ؟ أم حفلة ؟ ) ..
أجاب ريو مُستنكراً ( كلآ ، بل رِحلة إلى مدينة الملآهي ثُم التخييم عند الشآطئ لليلة واحدة )
قال نفسُ الطالب بعدمآ صفر بشفتيـه دليلاً على الإعجاب الشديد ( حقاً ؟ رآئع ! ، سيكون ذلك حقاً رائعاً .. )
شيئاً فشيئاً سآور الطآلب الشك فعآد يقول من جديد بنظرة متفحصة ( هل أنتَ جاد ؟ )
تقدم ريــو ناحية الطآلب الذي يجلس بالأمام ووضع يديه في جيبي بنطآله ثم إبتسم بثقة ( كُــل الجـِد )
عآد يقول ريــو موجهاً حديثهٌ ونظرهُ للجميع ( لكُــل شخصٍ الحرية في الموآفقةِ أو العكس ،
سيُسلم كُل طآلبٍ منكُم ورقة ليكتُب ردّه عصرَ هذا اليوم ! وأرجو تسليمهــا غداً وإلا سنعتبر رد أي شخصٍ لم يُسلمها هو الرفض ! )
بدأ الصخب والصراخ يُحدث ضجةً وإزعاجاً يُغلف الجو بعد أن كان في هدوء وسكــون
وعآد ريــوُ إلى مقعــده بجآنبي بعدمـا رأىَ الآستاذ تآدآشي يدخُل ليكـُون المُشرف علينا بهذه الحصـة
إبتسم لي ثُم قآل بلُطف بآلغ بعدمـآ جلس ( أتمنـى مجيئكِ .. سيكون الأمرُ ممتعاً )
تجآهلتٌــه .. ظللتُ أفكر أثنآء ثرثرته عن الرحلة مع ماكوتو عن سبب تصرفآته المُفاجئة ..
لستُ حمقآء حتى لآ ألحظ تصرفآته .. لآبُد أنهُ يريــد مني مُسآمحتــه لكيّ يعود من جديد لإزعآجي ، أو .. لآ أدري !
لا يُمكنني التفكيــر بسبب مُقنع ، على كُــلٍ .. هذا الأمرُ لا يُهمنــي
رَن جرسُ إنتهــآء الحصة مُبشراً الطُــلآب عن نهآية الدوام والشقآء فتجمعوا مُندفعين أمام البآب للخروج
همِمتُ بجمع أشيآئي بتعب شديد وتكاسُل ،
رفعتُ عيني لتتجه بؤبؤتها إلى البآب .. لأرى رجُـلاً طويلاً يرتدي النظآرآت الدائرية الكبيرة التي إنعكس الضوء عليها
تفاجأت ... وتذكرتُ العقآب الذي فُرض علينــآ ، ولا أنسى أيضاً أننا هربنا من الحجز ..
إتجه ناحيتنــا أنا وريو الوآقفين أمام مقعدينآ .. وآكي التي أقبلت تقُف بجانبنآ
وقف أمامنا مُبــاشرةً وقآل ( كيف لكُم أن تهربوا من العقآب هاه ؟ أظننتُم أنني سأترككُم تفلتون من هذا ! "
ضحك بثقة وسُخرية " هه لستُ طيبــاً إلى هذه الدرجة )
( سأتحمَل المسؤوليـــة ، فأنا من أخرجهــم من الحجز )
بدىَ الصوتُ مألوفاً لديّ .. وجّهنآ جميعنا أنظآرنا إلى البـــآب
لنرى صآحب الصوت وآقفاً مُمسكاً بيده اليسرى قُبعته والاخرى تُمسك مكنسةً خشبيـة طويلة
ويمضغ العلكة بفمه بشكلٍ مُستفز وصوتٍ عالٍ
( لـِمَ أخرجتهُم يآ هذا ؟ من أذِن لك ؟ ثُــم من أين لك بالمفتآح )
( سأتحمَل المسؤوليـــة ، فأنا من أخرجهــم من الحجز )
بدىَ الصوتُ مألوفاً لديّ .. وجّهنآ جميعنا أنظآرنا إلى البـــآب
لنرى صآحب الصوت وآقفاً مُمسكاً بيده اليسرى قُبعته والاخرى تُمسك مكنسةً خشبيـة طويلة
ويمضغ العلكة بفمه بشكلٍ مُستفز وصوتٍ عالٍ
( لـِمَ أخرجتهُم يآ هذا ؟ من أذِن لك ؟ ثُــم من أين لك بالمفتآح )
قالها الآستاذ ذو النظآرآتِ بتساؤلٍ وغضب موجهاً حديثه إلى ذلك الشاب
أجابهُ " عامل النظآفة المُنحرف " الذي أسند جآنبه الايسر على الجدار ببرود
( لدي مفاتيحُ إحتياطية لكُل غرفة هنآك .. غير ذلك ، إحتجتُ إلى بعض الطُلاب لحمل صنآديق لا يُمكنني حملها وحدي )
ثًم نفث الهوآء من فمهِ ليُدآعب الخًصلآت المُتنآثرة على وجهه بعشوآئية فقآل ( فأنا مُصاب بحمـى .... سيدي ! )
نظر إلينآ ذو النظآرآت مُحاولاً كتم غيظه وقآل بقهرٍ وآضح ( حسنــاً .. لآ بأس سأعفو عنكم هذه المَرة )
تنهدَ كُل منا بإرتيآح وتَركنآ حقآئبنــا على كرآسينــآ .. وأخذنآ نمشي خلف عآمل النظآفـة إتباعاً لأوامر الاستآذ
أثنآء طريقنآ بالممَــر الذي تتواجَد به الفصُول .. قابلنــا صديقة آكي تخرجُ من فصلهــا مُسرعة تستعد للذهآب
قآلت لها آكي بسُخرية ( إلى أين يآحلوتــي ؟ هل ستهرُبيــن وتخونين صديقة طفولتــك بهذه السهولة ! )
إلتفتت إليها هيكآرو بتفآجؤ وأجآبتها بإستغرآب وعلامآت الاستفهآم تدور حول رأسهــا ( ماذا ؟ )
ضحكت آكي بخفة وأردفت ( العقـــآب ! )
قآلت هيكــآرو مُستنكرة بعدمآ ضَربت جبينهــا بخفة ( آوه لآ .. مستحيل )
لآحظتُ أن عامل النظآفة يمشــي دون النظر إلى الخلف أو حَتى يتوقف قليلاً للإنتظآر
وكآن ريو يتبعُــه أيضاً دون التلفت للورآء .. بينمآ أنا وقفتُ بالقُرب من الفتآتيــن اللتآن أخذتهما الأحآديث في عالمٍ آخر !
فجأةً ودون سآبق إنذآر شعرتُ بذرآع تُطوق ذرآعي بحرصٍ وقوة .. وصوت عآلٍ من خلفي تحَدث بنبرةٍ جادة مُنادياً ريو
( أنت ! ، لن أجعَلك تؤذيهــا أو تلمس شعرة واحدة منهــا .. " وبحدة " سأقتُلك إن آذيتهــا ، أنا أُرآقبك )
أدار ريو نصف وجهه نحوي بإستغرآب ثُم إلتفْ ليصبحَ مواجهاً لي تماماً ..
مشَى إلي مُبتســماً بثقة ثُم ثنىَ ذرآعه وآضعاً إياها على كتفــي ويُقآبل مَن بجآنبي فزآدت إبتسآمتهُ وأصبحت أكبر
وأكبر .. وأكبر ... وأكبر ، إلى أن أصبحَت كـإبتسآمة مكــر مُريبــة ! [/frame] |