عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-03-2013, 04:35 PM
 

أنتِ جميلـة ]

فجأة .. أصابني الذهول وأحسستُ أن قـِدرًا .. لا بل برميلًا من الماء البارد قَد صُب علي مرةً واحدة ..

فلقَــد وصلنـا إلى الطابق السُفلي دون أن أشعُر .. وقد فُتح باب المصعــد كاملاً .. لأرىَ ما لم أتمنىَ رؤيتــه !!

أٌتمنــى فقط لو تنشَق الأرض وتبتلعنـي على أن أُرى بهذه الحالــة !!!

- مـ ... ـينورر ي !

كانت تقف آكــي وهيكآرو مذهولــتان مما تراه أعيُنهمــا ، لا ألومهمـا فمن لن يُصدم إن رآني هكذا ؟!

دفعتُ كين بعيدًا عني بقوة ووقفتُ مُنتصبة بسُرعة ..

مررتُ بجانب آكي عندما مَشيتُ قاصدةُ باب الخروج إلا أنها أوقفتني بإمساكها لذراعي ، ثم قالت مُتسائلة

- ماهذا ؟

- ماذا ؟

- الذي رأيتُه للتو !

قُلت بلهجة باردة والملامح الجامدة قد رُسمت على وجهي

- فقط .. لا أعلم مالذي حدث إلا أن المصعد قد توقف فجأةً وشعرتُ بالخوف ، وساعدني كين ..

- أمُتأكدة أنكِ لم تحذفي الكثير من التفاصيل ؟

نظرتُ إليها بنظراتٍ حادة تحمل معنى " وما شأنُــكِ ؟ " ، فتركت يــدي لأمشي بعيدًا حيثُ باب الخروج

آكي ، شيئًا فشيئًا بـِتُ أبغُضها ، تصرفُاتها أصبحت مُستفـــزة لا تُطاق !

أسرعت بخطواتــي إلى أن خرجتُ من الفندق أخيرًا .. ليصطدم الهواء العليل بخصلات شعري فيتطاير بنعومة

طأطأتُ رأسي بتفكير في الذي حَدث للتو .. ماكان يجبُ عليّ دفعُ كين

حسنًا ، من الأساس كان خطأً كبيرًا مني أن أنفجر وأبكي أمامه

- سُحقــًا كم هذا مُزعج !

نظرتُ إلى ساعتي التي كانت تُشير إلى الثانية عشرة تمامًا .. مر الوقت كلمح البصر !

لكن .. كيف لآكي وهيكــارو أن تتواجدا هنا ؟! لقد قالتا أنهما ستذهبان مع باقي الطُــلاب ..

تنهدتُ بضجــر وقُلت بهمس لنفسي

- لا أظن أن ريو قلقٍ عليّ الآن ، أو رُبما هو قلق بشأن الطعام الذي ينتظره فقط !

إبتسمتُ بيني وبين نفسي مُطأطأة رأسي أنظُر إلى حذائي الأبيض البسيط ..


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


خرجتُ وبحوزتي أكياسٌ كثيرة مُعبئة بكل ما يُمكن أكلُـه .. وتُمسك يدي بحليب الفراولة الذي أعشقُـه جدًا

مَشيتُ وأنا أُحدث نفسي بحيرة وجدية في آن معًا ..

- أُحس أنني قد أصبحتُ أميل إلى ريو كثيرًا .. وكأنني بدأتُ أعجب به ... هذا إن لم أكُن أُحبه !!

تنهَدت بعُمق ، فبمُجرد التفكير بهذا الأمر يجعلنــي تعيسة

شخصية البطل فيهِ تُعجبني ... لكن الجانب الآخر من شخصيته مُستفز يجعلنُـي أصاب بنوبة من الغضب العارم في لحظات !

كما أن مُزاحهُ ثقيل وتصرفاته مُحرِجــه ..

عيُوبه كثيرة .. فكيف أُحبه ؟

كم هذا صعب !

وصلتُ إلى الفُندق دون وعيّ مني أو شعورٍ باللحظات التي قد مرت وأنا أمشي فيها للوصول ..

دخلتُ لأرى ريو قد خَرج من المصعد الذي كُنت به مع كين قبلاً

إقترب مني بغضب وهو يُحاول الإسراع بعكازيه للوصول إليّ

- مابكِ أيتها الخرقاء ، لــِم تأخرتي ؟ لقد شعرتُ بالخوف !

- تخاف من ماذا ولماذا ؟ إن الطعام بخير .. أقصد لقد أحضرتُ لك شيئًا تأكله فلا تخف

- أيتُها الغبية لقد خــِفت عليكِ ... !

ضحِكتُ بسُخرية وقلت

- لا تُحاول الكذب ، فأنا أعرفُك ..

- لا ، لا تعرفيني !

- بلى ...

- كما تشائين .. إذًا فالتكن نظرتُكِ لي سيئة ، فهذا لا يُهمني حقًا ..

نظرتُ إليه بغضب وألقيتُ بالأكياس جميعها في وجهه .. مُستفز ! ، صعدتُ السلالم خوفًا من أن يعلق المصعد بي وحدي هذه المرة ..

أخذتُ أتمتم بعصبية وعند رفعي رأسي لأعلى رأيتُ كين يضحَكُ ببساطة والسيجارة موضوعة مابين شفتيه كالعادة

قُلت بتعجُب وقد إحمــر وجهي بالكامل

- لـِمَ تضحك ؟

نزل السلالم بسُرعة ليترُكني خلفه غاضبة وهو يقول

- لا شيء لا شيء !


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


إنها الساعةُ الرابعة عصرًا .. وها نحنُ ذا نركب حافلاتنا لنعود أدراجنا ، أخيــــرًا !

شعرتُ وكأنني في حُلم قد تحقق بعد جُهد إستمر لسنين طـِوال .. كم يُسعدني ذلك ،

صعدت الحافلة بهدوء وكُل طالب جلس بمكانه السابق .. كما أن ريو عاد لغـناء أغنيته السخيفة السآبقة

أتمنــى فقط أن نصل بسُرعة لكي أتخلص منه ... لكن أعتقد أن ذلك مُستحيل ، سيلتصق بي كالغرآء وأنا واثقة !

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حسنًــا ، لن أتطرق إلى اليومين السابقين .. بما أنه لم تحدث أحداث جديدة تستحق الذكر

وسأكتفــي بهذا اليوم ... يوم السبت ، بداية ( التعــاسة )

خَرجتُ من غرفتي ثُم أغلقت الباب خلفــي بهدوء ..

- ها نحنُ ذا نبدأ من جديد .. سُحقًا !

- مي نو ري !

لم ألتفت خلفــي .. فقط نبرةُ الصوت تلك التي تجعل القشعريرة تسري بجسدي .. تجعلني أعرف صاحبتها فورًا

- أهلاً رين .. صباحُ الخير !

تقدمتُ بضع خطوات وتقدمت هيَ الأخرى بجانبي .. لنتجه إلى صفوفنــا مع باقي الفتيات

قالت بعد فترة صمت

- سيأتي جدّي اليوم !

أومأت إيجابًــا دون إجابتها .. لستُ بمزاجٍ جيدٍ للحديث

لكن سُرعان ما ابتسمتُ بفرح وقُلت لها

- إذًا .. لن يكون ريو المُدير .. ذلك رائع !

وافقتني رين بابتسامة هادئة مع هزة بسيطة لرأسها ... ،

دفعتُ الباب بحُرية ثم دخلتُ إلى الفصل وأنا أتثاءب واضعة يدي على فمي

لمـِحتُ ريو يجلسُ على كُرسييّ ينظُر إلى ماخلف النافذة بشرود .. ليسَ ذلك مـِن عادتـِه

عِندما اقتربت .. رأيتُ تلك المُتعجرفة تجلـِسُ بجانـِبه .. آكي !

وقفتُ خلفها .. علّها تشعُر بقدومي فتذهب .. رؤيتها فقط تجعلني غاضبة !!

- لا يحق له فـِعلُ ذلك ! كيف يصفعُك بقوة هكذا ؟!

سمعتها تقول تلك الجملة التي جعلت ريو يلتفت ببرود إليها ثُم نظر إليّ

توسعت عيناي إندهاشًا عندما لمحت أثر صفعة على خده الأيمن

وقف بهدوء ووقفت آكي بعده بسُرعة لتصطدم بي بقوة حتى كدت أقع !

عقدت حاجباي غضبًا فأبعدتُها بقوة بشدي لطرف قميصها ثُم جلست على كُرسيّي متجاهلة وجودهُما

نظرت آكي إلي بغضب ثُم قالت مُزمجرة

- حمقآء ماذا بكِ ؟ لم أكُن أعلم بوجودك حتى

أخذتُ خصلة من شعري ولففتها حول إصبعي بدلآل ثم قلت

- لا يُهمني ..

نظرت إليّ بغضب وهمّت لتُهاجمنــي رافعة يدها لتصفعنــي ..

إلا أن ريو قد صرخ قائلاً بأمر

- كفــى !

إبتعدت آكي بعد فترة من الصمت وفي عينيهـا حقد وآضحٌ جدًا .. لكنني لا أكترث فعلاً !

مرت الدقآئق سريعة كلمح البَصــر .. والجميعُ يحدق إلى ريو بقلق .. مما جعَــل الفضول يطغى على أفكاري

أصدرت صوتًا بحنجرتي لألفت إنتباههُ ثُم قلت

- مآ سبب ...

- لا تتدخلــي !

قآلهآ بحدة مُقاطعًا سؤآلي مما جعلني أتردد واشعر بتوترٍ كبيــر ..

لكننــي سُرعان ماقُلت بغضب

- فليكُن .. فأنا لا اهتم !!

- جيد .. فأنا لا احتاجُ إهتمامكِ ..

نظرتُ إليه وقد فغرتُ فاهي تعجُبًا .. ثُم قلت ببلاهة

- ماذا ؟ هل هيَ حبيبتُــك ؟

لا إجآبة ! .. أظن بإن صمته يعني ( نعم ) .. لابُد أن صديقتَه قد صفعتـه لأنها قد شعرت بغيرة شديدة من مُعجباته ، أو ربما قد خانها أو ربما ... !

- يُمكننــي سمآعُكِ .. هل يُمكنكِ التفكير بشأن الصفعة بصوتٍ مُنخفض بحيثُ لا يُمكنني سماع همسكِ !

خجِـلت كثيرًا فطأطأتُ رأسي مُتحاشية النظر إليه لكنني قُلت بتردد بعد فترة صمت ..

- حسنًا .. يُمكنك إخبآري متى شئت ، رُبما يُمكنني إصلاحُ الأمــر

هَز رأسه إيجابًــا إلا أن ملامح اليأس جليّة على وجهه ..

رنّ جَرسُ الحصة الأولى اخيرًا ليُعلن عن بدئها ..

وأثناء ذلك قآل لي ريو ببرود دون النظر إليّ

- رُبما .... يُمكنكِ مُساعدتي !

شعرتُ بفرحة غامرة قد تسللت إلى قلبي فجأةً فقُلت بسرور

- حقًــا ؟! كيف ! هل تُريدنــي أن أُحادثها ..

ضحــِك ريو بخفة ثُم قال

- الأمر لا يتعلق بفتاة .. لم تستطع أي فتاة حَتى الآن أن تمتلكنــي !!

ثُم إقترَب منيّ بهدوء وهَمس بأذني

- ســِواكِ !

شعرتُ بأن الدم كُله قد تجمع بعروق وجهــي ليجعلهُ كحبة طماطم مُشتعلــة بشكلٍ عجيب ، فدفعتهُ بقوة عنيّ لأقول صارخة

- يكفــي ..

ضحــك بقووة وهو ينظُر إلى وجهــي بـِفَرح ثُم قال

- يُعجبني النظر إلى وجهكِ وانتِ غاضبة .. أشعُــر براحةٍ عجيبة !!

- سُحقــًا لك هذا ليس مُضحكًا البتة

صَمت قليلاً وهو ينظُــر إليّ بشرود

- في الفُسحة .. يجبُ ان أحادِثكِ !

قبل أن أنطق بحرفٍ واحد .. رأيتُ مسطرة خشبية طويلـة قد ضُربت بقوة على طاولتـي فجأة مما أثار فزعي

رفعت ببصري لأعلى لأرىَ مالم أتمنى رؤيتَــه

- مارأيُكمــا بإكمال حديثكما المُمتع هذا في الخارج .. إن لم تكُن الحصة مُهمة لكمُــا !!

إزدرأت لعابي بتوترٍ ثم قلت بتردُد دون النظر إليه

- آسفة أستاذ ..

- لا بأس ، فأنا أعلمُ أنكِ طالبة مُهذبة ..

ثُم أشار بمسطرته العجيبـة نحو ريو قائلاً بغضب

- إلا أن هذا المُشاكس يُريــد تحويلكِ إلى فتاة مُشاكسـة لكي أُجن ! إلا أن ذلك مُستحيل ، لن تستطيع يا ريو صدقني .. !

فأطلق بعد جُملته الطويلة تلك ضحكة إنتصار مُجلجلة جعلتنـي أضحك رُغمًا عني

قال ريـو بنبرة مُستهترة تصحبها ضحكة خفيفة

- لا أحتاج لفعل ذلك .. فلابُد أنك قد جُننت فعلاً قبل أن أفعل اي شيء

- أتعلم ؟ مايُدهشني حقًا ، أن درجاتك دائمًــا ما تكون مُمتازة !!

- بسيطة يا أًستاذ ، السر في ذلك أنني أملـِك عقلاً ذهبيًا ، وذكاءً حاد .. " وقال بغرور " وربمـا وسامتي لها دور كبيـر ايضًا

رأيتُ الاستاذ قد إحمَر وجههُ غضبًا وهو يرى إبتسامة ريو الوآثقة .. فأخذ يضرب بمسطرته تلك بخفة على رأسِ ريو ثُم إبتسَم فجأه مما أثار تعجُبي

- فتى مُشاكس !!!

حَك ريــو موقع الضربة بإنزعاج وهو ينظــُر للأستاذ بغضب ثم قال بهمسٍ مسموع

- آه عنيــف جدًا !

سألتُه بعدمـا عاد الأستاذ للشرح

- مابه ؟ وكأنه مُصابٌ بمرضٍ نفسي

- نعم إنفصام بالشخصيـة !

- حقًــا ؟

- لا تُصدقي فقط أمزح !

زفرتُ بإنزعآج ونظرتُ نحو الاستاذ الذي كان يوجه نظراته الحادة إلينا بقوة مما جعل قشعريرة غريبة تسري بجسدي ،

في النهآية .. رن جرس إنتهاء الحصــة أخيرًا .. وهكذا مع بقية الحصص الأخرى إلى أن حانت اللحظة التي كُنت انتظرهــا منذ البداية .. الفُسحة !

نهضتُ من على الكُرسي بنشآط وقُلت لريو بنظرآتٍ يملؤها الفضول واللهفة

- ستُخبرني الآن ! هاه .. الآن صحيح ؟

- نعم .. لكن إبقي هادئة .. بهذه الحماسة تبدين كطفلة حمقآء في الخامسة !

نظرتُ إليه بإنزعاج إلا أنني إكتفيت بهز رأسي موآفقة

مشينــا سوية إلى السآحة الخآرجية وجلسنآ على إحدى الكرآسي الموضوعة بعشوآئة هنآك ..

قُلت له بحمآس وفي جوفي طاقة هائلة لا أعرف ماهي .. أو حتى لـِمَ أُحس بها ؟

- هيّــا ! تحدث .. قُل قُل

رأيتُ نظرآت الإستغراب واضحة كوضوح الشمس على وجهه مما جعلني أنظُر بعيدًا بخجل .. لكن ماشعجني للنظر إليه من جديد كانت ضحكتُه الرنانة التي أطلقها

- حسنًا حسنًا .. لكنْ ، عديني ألا تخذلينــي .. فأنا فعلاً .. أحتاجُكِ كثيرًا مينوري !

عندما قآل آسمي .. شعرتُ بقلبي سيخرج لـِوهلة .. وكأن أحدًا يُحاول نزعه من مكآنه .. شعُور مُخيف إلا أنه .. وياللغرابة ! قد أسعدني !!

حَل الصمتُ بيننآ ليكون سيّد الموقف .. كآن يُشبك أنامله ببعضهآ بتوتر وآضح جدًا .. ونظرآتُه القلقة كانت تُوزغ في الأرجاء .. فأحببت أن أشجعه بقولـي

- لا بأس .. تأكد أنني سأكون في صفـِك .. سأسآعدُك !

ابتسم بغموض ثُم قآل بلهجة غريبة

- أنتِ غريبـــة !!

دُهشت !! .. غريبة ؟ ، نظرتُ إليه بتفاجؤ ثُم صُحت

- لــِمَ ؟ مالغريب فيّ !

قآل وهو ينظر بعيني مُباشرةً

- لا أعلم ، فرُغم علاقتنآ البسيطة .. أو لأكون شديد الوضوح ، رُغم الفترة القصيرة التي عرفتكِ بها إلا أنني أثقُ بكِ أكثر من أي شخص



كانت مكتوبــة بخطٍ كبيــر وواضحٍ ، شعرتُ برغبة مُلحة في البُكــاء .. مالذي فعلته لأستحق هذآ ؟

سُحبت الورقة مني بخفة بينما أنا أنظر إليها ..

- ريو .. أعدها لي !

- أنتِ قبيحــة ؟ من الاخرق الذي كتب هذا !

تعجبتُ حقًا عندما لاحظت غضب ريو الشديد عندمــا قام بتمزيق الورقة بقوة وجعلها اشلاء متناثرة

- لا تجعلـي أشياءً لا قيمة لها تؤثر عليكِ ..

أمسك بقلمـه وأخذ يكتُب على دفتــره بسُرعة ثُم أعطاني إياه لأقرأه

[ لم أكن سأرآفق فتاة قبيحة إلى الحفلة أبدًا .. لذلك لا تكترثي ، فأنتِ جميلـــة ! ]

وآه ! قلبــي .. لن يخرج ، بل أجزم أنه قد خرج من قوة نبضـه الذي يأبى السكون من بعد تلك الجُملة !

ظللتُ فترة لا أعلم طولها .. لكنني بقيت شآردة أقرأ تلك الجُملـة عدة مرآت .. لا أريد أن أنساها ، أريد أن تبقى في ذهني كما هيّ .. دون أن أنقص منها حرفًا واحدًا !

ربما ردة الفعل تلك حمقاء .. حينما رُسمت إبتسامة وآسعــــة مرحة على ثغري .. وكأنني قد جُننت ، لكن لا يُهم .. لأنني شعرتُ حقًا بفرحة غامرة ..

نظرتُ إلى ريو .. كان ينظُر إليّ هو الآخر وإبتسامة هآدئة على مُحيآه ..

أعدتُ إليه دفتــَره دون أن أقول شيئًا ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الآن ، إنها السآعة السآبعة مسآءً .. لم تبقى سـِوى سآعةٍ واحدة ..

إنني في منزل إحدى صديقــاتي القديمات آللاتي كُن معي في المدرسة السآبقة ..

جلستُ على سرير " آن " التي كانت تُخرج لي من خزانتها عدة فساتين لأختار إحداها للحفلة

لم يُعجبني سـِوى واحدٍ فقط شعرتُ أنه الأفضل والأكثر مُلاءمة لي .. إلا أن " آن " رفضت كُليـًا أن ألبسه بزعمهـا أنه قبيح جدًا ولا يُلائم الحفلات الراقية !

وفي النهاية .. لقد أرغمتنــي على إرتداء فستان بُرتقالي قصير - وكم أكره هذا اللون ! - .. يصل إلى أعلى رُكبتيّ

كان بسيطًا جدًا .. فقط قطعة قُماش صُممت لتكون ثوبًا خاليًا من أي إضافات ،

نظرتُ إلى المرآة المُعلقة على الجدآر وقُلت لها بفضول وأنا أحتضن وجهي بكفيّ

- ألن أحتاج لوضع بعض المساحيق على وجهي ؟

- كلا .. فأنتِ جميلـة بطبيعتكِ .. لا تحتاجين لذلك !

جميلـــة ... تلك الكلمة البسيطة جعلتني ابتسم رُغمًـا عني .. تذكرتُ جُملته ، أسعدتنــي كثيرًا !!

أومأت بالإيجآب .. وأخذت منها حقيبة سودآء صغيـرة أحملها بيدي ..

أما شعري .. فإكتفيت بوضع مشبكِ بُرتقاليّ صغيــر بأعلى أذني اليُمنىَ ..

وقفتُ أمامهــا بتوتر وقُلت

- هل أبدو جيدة ؟

ابتسمت بسعادة ثُم قالت وهي تغمز لي

- بل رائعــة ..

إقتربتُ منها وعانقتهــا بقوة .. إنها فعلاً صديقة حقيقية .. لطالمــا كانت بجانبي عند إحتياجي لها !!

- أشكُركِ ..

ربتت على ظهري بقوة ثم قالت ضاحكـة

- لا شُكر بيننا عزيزتي .. وكفاكِ توترًا .. فأنا أشعُر بجسمكِ يرتجف ، الأمر ليس مُخيفًا لهذه الدرجة .. فقط ستقفين بجانبه وتصافحين الجميع لا أكثر .. وارسمي إبتسامة لطيفة على فمك .. هذا كل مافي الأمر !

- هكذا فقط ؟ مُتــأكدة !

- آه ، أظن ذلك ..

إبتعدتُ عنها بتردُد .. ونظرتُ في عينيهــا اللتان كانتا تمُدانني بطاقة وشجاعة غريبـة ..

تتبعتُهــا لتُرشدني إلى طريق الخروج ، هممتُ بالذهآب لكنها إستوقفتني بقولها

- كوني حذرة ، إن إحتجتي إلى شيء .. يُمكنكِ الإتصال بي .. سأبقى مُستيقطة طوآل الليــل !

أومأت رأسي بالإيجآب وخرجــت بسُرعة ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

آوه لآ .... سُحقــــــــــــًا !!

إنها السآعة الثآمنة تمامًا .. تأخرت ، يا إلهي تأخرت !!!

لقد أضعتُ الطريق .. لقد نسيتُ وصف ريــو ، ألم يقُل أن أتجه يمينًا عندما أرى مُفترق طرق ..

ربآه .. ماذا سأفعل الآن ..

كما أن هذا المكان .. يبدو وكأنه مهجــور منذُ فترة ليست بالقصيرة أبدًا !

المكان مُظلمٌ جدًا .. لا توجد سوى عدة أعمدة إنارة قليلة لا تكفي لتُوضيح الرؤية ..

وقفتُ منتصبـة بفزع عندمـا سمعت صوت حركة يصحبهــا زمجرة مُرعبـة ..

إلتفتُ خلفــي بقليل من التوتر .. وياليتنــي لم أفعل !

- كلــب ! .. هذا ماينقصُنــي ..

عدت للنظر أمامي بسُرعة .. وأخذت أمشي بهدوء .. بحركة بسيطة هادئة .. لا أريده أن ينفعل أو .. يلحق بي بمعنى أدق !

أخذ ذاك الكلب بالنُباح بصوتٍ قوي جعل القشعريرة تسري بكامل جسدي .. فما كانت ردة فعلي اللا إرادية سوى الركض بعيدًا لأنجو بحياتي

آلركض حيث لا أعلــم .. لكن أتمنى فعلاً أن أجد احدًا هُنا يسمع بُكآئي وصرآخي فيُنقذني !

نظرتُ ورآئي .. كان يلحقُ بي بسُـــرعة .. ليصل إليّ .. ربآه ، سأموت .. سأمووووت !

- آه ..

لقد تعثرت .. تلطّخ فستاني بالطين وقد كُسر حذآئي ، وكأن هذا ماينقصنـــي ..

إقترب ذاك الكلب الأسود الكبيـــر منيّ بهدوء .. بينما أنا أزحف بحركة عكسية للورآء .. قدمي تؤلمني لا استطيع النهوض والدموع تحجب الرؤية وتجعلها ضبآبية !!

أغمضتُ عينآيّ بقوة عندمــا قفز علي بكآمل ثقله ليُصبــح فوقي ..

- أرجوك .. أرجوك لا تأكلني !

فاجأني ذلك الكلب بلعقه لوجهــي .. فتحت عيني لأراه يبدو لي كالجرو اللطيف !

- روكــــــي .. !!!!

رفعتُ رأسي بفرح عندمـا سمعت صوت شآب قآدمٍ ناحيتي من بعيـــد ..

صُعقت .. فوجئت .. إندهشت .. كُل تلك العبآرآت توضّح حآلتي الآن

فها أنا ذا أرى أمامي ذلك الشخص .. الذي أُعجبت به سابقًـــا !!

ولابد أن هذا هو كلبُــه روكي ، فهو معروف بحُــبه للكلآب ..

صُحت بغضبٍ عندمــا إقترب مني " آكيــرآ " ذو الشعرٍ الأشقــر الطويل - نوعًا ما - والعينين البُنيتين .. كان يُشبه ريو قليـــلاً .

- أبعد هذا القذر عنيّ ..

- مينـــوري ؟ أهذهِ أنتِ !

أَبعد كلبــه روكي عنيّ فحآولت النهوض حتى لا أتأخر أكثر .. كما أنني لا أُريد محادثة شآب مغرور مُتعجرفٍ مثل هذآ !

نظر إليّ بقلق ثم قآل

- أنتِ لستِ بخيــر .. دعيني أُسآعدكِ !

حآول الإمسآك بذرآعي إلا أنني دفعتُــه عنيّ بقوة ثم قلت بغضب

- لا تقترب مني ... أبدًا !!!!

ضحــِك بخفة وأردف

- مآبكِ .. أصبحتِ شرسة على غير العآدة

صوبت نظرآتٍ حآدة إليه جعلته يزدرد لعآبه بتوتر ..

حآولت النهوض إلا أن كُل محاولآتي بآءت بالفشل .. فما كان بيدي سـِوى طلب المسآعدة منه !

نظرتُ إليه بعينين غآضبتين إلا أنه إستطآع فهم مغزاهآ فأمسك ذرآعي بيده اليُمنى وأحاطني بذرآعه اليُسرى ليمسك خصري

مشينــا سوية بهدوء إلى أن قطع ذلك الصمت صوت آكيرآ وهو يتساءل بفضول

- ذآهبة إلى حفلة ؟

أجبتُــه بحدة

- نعم !

- هكذا ؟ تبدين كالمُتشــردة ..

إلتفتُ إليه بإندهآش لوقاحتــه .. مُتشردة !!

- وما شأنُــك .. ؟ فلتغلق فمك الكبيــر يا هذا ..

ضحك بقوة ثُــم قآل

- سآخذكِ لبيتــي ..

- لا أُريد .. فقط أوصلنــي إلى هذآ المنزل ..

توقفتُ للحظـة فـتوقف معيّ .. أخرجتُ ورقة أعطاني إياها ريو لـوصف المنزل من حقيبتــي السودآء الصغيـرة

- حآولت معرفة الطريق .. إلا أنني فآشلة بذآلك !!

أخذ الورقة منــي بفضول ثُم قآل بإبتسآمة وآسعة

- هكذآ إذًا !! .. هذا جيّد .. فنحنُ ذاهبان إلى نفس الوجهة !


~



التعديل الأخير تم بواسطة دلوعة البصرة ; 07-03-2013 الساعة 04:39 PM سبب آخر: اخطاء
رد مع اقتباس