عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 07-03-2013, 05:04 PM
 

( بعدما حَــل الظلام .. في الساعه الثامنة مساءً تحديدًا )

كانت صدمة كبيرة لي .. كبيرة لدرجـة أنها أصبحت شعورًا مؤذيًا ! .. كالخنجر الذي يشُق طريقه ناحية صدري دون تردُد

مازالت عيناي إلى الآن تنظُران إلى تلك العيون العسليـة .. تلك التي غطتها خُصلات سوداء مُنسدلة عليها بنعومة ..

صاحبتها ، كانت تضحكُ بمَرحٍ وسرور و وجنتاها مُحمرتان بخجل .. دون أن تُدرك أنها سبب في نزيف جُرحي من جديد .. بعدما آمنت أنهُ سيُشفى قريبًا ..

" أكرهُـــــك " .. مؤلمة ، كلمة تخترق قلبي أكثر فأكثر وتزيد من توسع تلك الفجوة الساكنة فيه .. !

كانت مينوري أمام عيناي بصُحبة أكيرآ .. كانا يضحكان سوية ويأكُلان المُثلجات

ما هذا الحظ .. لـِمَ اليوم بالذات قررا الذهاب إلى ذات المكان الذي أُريد أن أرتاح فيه .. أن أنساها به .. هل التفكير بها أمر إجباري لهذه الدرجة ؟

شعرتُ بالضعف حينها وأنا أراها هكذا ، أنا لا أقول هذا لأنني لا أُريد سعادتها ، لكن .. هذا يجعلني اتساءل .. هل ( ريو ) إختفى من حياتها ؟ هل كُنت فعلاً مصدر إزعاجٍ لها ؟

أصبحَت الاسئلة كثيرة .. كُلها أخذت تُصبح سلسلة مُتشابكة عجيبة داخل رأسي .. أُريد من يفُكها ... أريد أجوبة !!!!

فجأة ، شعرتُ بشعور غريب .. أصبحتُ أشعر كأنني كالبُركان الذي سيثور ..

تحول ضعفي إلى غضب عارم !!

كُنت قد إعتذرت من المجموعـة للذهاب لشراء بعض العصير .. لهذا لم يتواجد سوانا ، أنا وجين

أمسكتُ بيدها بقوة وجذبتها برفقتــي إلى حيثُ أكيرآ ومينوري .. كانا بالقُرب من متجر المُثلجات يجلسان على كُرسيّ أزرق طويل ويتحدثان

وقفتُ أمامهما مُدعيًا الصمود بينما أنا كالبناء المُهدم من الداخل !

ابتسمتُ ابتسامة مُزيفة وقُلت بصوت حاولت قدر استطاعتي أن يبدو طبيعيًا

- أوه .. أنتما هُنا أيضًا ، مُصادفة رائعة ..

رأيتُ الاندهاش قد بدا على كليهما ، ثُم أخذ أكيرا يضحك بمرح ويدعوني للجلوس بجانبه .. أما مينوري فما زالت ملامح الصدمة بادية عليها

أمسكتُ ذراعيّ جين بيداي وأوقفتها أمامي تمامًــا مُقابلة لمينوري وقُلت

- كلا .. فنحنُ في موعدٍ الآن .. لا أُريد تضييع الوقت معكما !

ضحـِك أكيرآ وقال بعدما هدأ

- إذًا فقد تأقلمتما .. وأصبحتما طبيعيين ، حسنًا هذا تطور سريع !

قالت جين مُعترضة رافعة حاجبها بغضب

- مالذي يعنيه هذا يا أكيرا ؟

حرّك يديه في الهواء بعشوائية بلا إهتمام دون أن ينطُق بكلمة

بينما أنا ظللتُ أنظر في عينيّ مينــوري بعتب وألف معنى يُحمل بتلك النظرة .. وأتمنى أن تفهمها !!

عاودت النظر إلى أكيرا الذي كان يتشاجر مع جين كالأطفآل وقُلت

- حسنًا إذًا ، نحنُ سنذهب الآن ..

نظر إليّ بنظراتٍ لم أفهمها .. لكنها أقرب إلى المكر والشَر !

- حظًــا موفقًا

أمسكتُ يد جين التي بدَت غاضبة جدًا وأخذت تشتُم أكيرا طِوال الطريق .. مما أزعجني كثيرًا فاضطررت إلى إغلاق فمها بعدة كلمات جارحة

أوقفتنــي فجأة أمام لعبة مُرعبة .. أنا لا أُحب هذه الألعاب المُخيفة !

- دعينا نعود إلى أصدقائي .. تأخرنا كثيرًا سيقلقون علينا .. هاتفي قد أقفل !!

- أرجووك .. هذه فقط ... هذه فقط صدقني

زفرتُ بتعب ، لا خيار أمامي سـِوى المُوافقة .. فأنا لا أُحب جرح مشاعرها فهي كالطفلة الصغيرة .. ستُصر على دخولها حتى إن عُدنا للمنزل

- حسنًا .. سأنتظـِر بالخآرج !

نظرت إليّ بتساؤل وقالت

- ألن تلعب ؟

- كلا !

حدقت فيّ بنظرات مكر ولؤم ثُم قالت وهي تُشير بسبابتها إلى أنفي

- جبان

لستُ في مزاجٍ جيد للرد عليها ، فاكتفيت بتصويب نظراتٍ حادة إلى عينيها مُباشرةً علّ هذا يُبعدها ولو القليل عني

إنتظرتُ خارجًا لمُدة عشر دقائق على الأقل .. أصبح الوقت يمُر بسُرعة دون أن أشعُر .. وبقيت جين داخل اللعبة فترة طويلــة !

هل ... هل حدث لها مكروه ؟

وقفتُ أترقب خروجها فترة أطول .. الجميع قد خرج سواها .. هذا الأمر بات يُقلقُنــي ..

قررت أن أدخُل إلى هذه اللعبـة المُخيفة لأبحث عنها .. هل نامت بالداخل تلك الخرقاء ؟ هذا ليس إحتمالًا بعيدًا أبدًا !!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

- آوه ، تقابلنا مُجددًا !

- منْ ؟ من أنت ... ثُم ماهذا الشيء الذي تضعُه بجانب رأسي ؟! أبعده يا هذا لم أدخُل للعب أريد البحث عن صديقتي !

ضربنـي المجهول بذاك الشيء الصُلب بقوة آلمتني جدًا مما جعلني أصرخ إلا أن يده قد كتمت صرختي

- ريو ، هل تذكُر حادثة المتجــر ؟ هه هل تذكُر " الأرنب " الذي وقفت أمامه كالبطَــل ؟

أخذ شريط الذكريات يلف داخل رأسي حتى وصل إلى ذلك الحدَث .. تذكرتُ تفاصيله كُلها ، عندما كُنت داخل غُرفة أشبه بالمخزَن مع مينوري !

توسعت عيناي إندهاشًا وصدمة .. أيعقل أن يكون هو ذاته ؟

- لا تقُل لي !

- بلىَ .. إنه أنا !!

كيف له أن يعرف إسمي ؟ بل بمكاني .. أيضًــا .. ماهذه الصدفة الغريبة ؟ كلا .. من غير المعقول أن تكون صدفة أصلاً !

قُلت بحدة وتساؤل

- هل .. بحثت عني ؟

- كلا .. أنا أعرِفك منذ أول لقاء ...

هممت بسؤاله عدة أسئلة حيّرتنـي كثيرًا .. لكـِن جوابه كان الضحِك فقط ! مما جعلني أستشيط غضبًا وأحاول مواجهته .. لكن المكان مُظلمٌ جدًا ، لا توجد سـِوى أنوار حمراء لا تُجدي نفعًا .. لا يُمكنني رؤيته !

شعرتُ بيده القويـة تُمسك بمعصمي وتلفني ليُصبح ظهري مُقابل ذاك الرجُل مرة أخرىَ ! ..

لف ذراعه بقوة حول رقبتــي وصوّب فوهة المسدس بجانب رأسي من جديد وقال بهمس

- إن نطقت بحرفٍ واحد .. أقسم أني سأقتُلك ، لن أتردد بهذا !

أخذت أختنق مما جعل الرّد عليهِ صعبًا .. ثُم شعرتُ بمنشفة تُغطي أنفــي وفمـي وكانت هي آخر ما أذكُره .. فمن بعد ذلك لم أشعُر أو أرى أي شيء على الإطلاق !!!


رد مع اقتباس