.. كان عليها التحرك ,فلا أحد يمكنه تحمل مصيراً مسوداً كهذا ! .
لكن .. في مطلع الفجر , تأولت "غاردينيا" بألم و انتفضت و أخذت تتلوى يمنة و يسرة ...ثم تأوهت مجدداً و كان الجو لا يزال مظلمة ... و بدأ المرض هجماته على جسدها الضعيف ... و ارتفعت حرارتها و أحمرت وجنتيها وبردت أطرافها... أخذت ترتجف وهي تتشبث بالغطاء و ظلت تشعر كأن سكاكين حادة تمر في عظامها...!!
ثم صرخت بقوة : رباااه !!.. كارلا !! ...آآه ألهي ... لقد عاد ... آآه ..
.. تبا ! الآن متى ستغادر نوبة الألم الرهيبة هذه ..؟؟
و بصعوبة تذكرت أن هنالك دواء قد يسكن هذا الألم الفضيع الذي انتقل لداخلها ... وفتحت عينيها بتعب و نظرت نحو آخر الغرفة ورأت من بين الضوء الضعيف ...ظلال جرة كبيرة تقبع في الزاوية المظلمة ...
_ يا ألهي ... لو أصل إليها...!
لكنها لا تقدر حتى على النهوض على قدميها ... و حاولت المناداة على أي كائن كان... لكن لا مجيب لألمها ولا لصرخاتها ..!!
نهضت بضعف و اتكأت على عامود السرير و حاولت المشي لكنها سقطت على وجهها و ارتجفت في مكانها مدت يدها بضعف وهي تشعر بالبرد المريع يهاجم قلبها وسحبت الغطاء لتلتف به بقوة وتستعيد انفاسها المتناثرة...
حاولت الزحف لكن ساقيها ثقيلتان مخدرتان وباردتان.... و آآه تألمت مجدداً... وغزاها الألم بقوة جعلها تشعر بالعمى و كأنه ضرب رأسها ... رباه ما هذا المرض المريع !!...
سمعت صوتا ثقيلاً ... ثم شيئا ما يمسك بها ويعيدها للسرير... فأخذت تشهق بقوة لتتنفس وشعرت بشيء بارد يسيل على عينيها و جبينها ... ثم على وجهها كله قماش رطب بارد يمسح عليها...
_ مهلك ... مهلا !.
سمعت صوتاً متضايقاً خفيفاً ...ثم شعرت بشيء بارد قرب شفتيها ... وهمس يقول لها ببطء " اشربي الدواء ..." .
فجرعت الشيء الغريب المر لكنه خفيف قليلا .. و شربته كله... ثم أمسكت بيدها شيئا قاسياً بقوة ..وهي تشعر بانقباض قلبها و عقلها بسبب تأثير الدواء السريع... هدأت انفاسها و عينيها مغمضة .. شيء ناعم يمسح على وجهها و وجنيتها ثم يبعد شعرها على وجهها و وضع غطاء آخر من فوقها و عندما عاد إليها احساسها بطيئا...
شعرت بيده القوية التي تمسك بها بقوة... فظلت صامتة بداخلها وقد عرفته ... و تسائلت هل سيبتعد ؟ و يبعد يده....؟!
لكن يده بقيت وشعرت بوزنه فوق السرير الكبير باقي ... فقررت أن تفتح عينيها و فعلت ببطء و تعب ... و رأت ظله الضخم جالساً بثبات كأنه تمثال... وكان صامتاً و الغريب أنه هادئ و نظراته عميقة عليها ... كان يحدق بشعرها الذهبي وقد رسم خط الفجر الأول لمعانه عليه ... و رأت عيناه مرتاحتان ولونهما الرمادي هادئ...
" هل ارتحتِ الآن ؟ "
سألها بصوت لا تعرف نبرته ... لكنه بعيد...
لم تجبه و فكت قبضتها عن يده وهي تضم يديها على قلبها... شعرت بثقل نظراته عليها وهي تغمض عينيها مجدداً...
" أجل هكذا , عودي للنوم "
وشعرت به ينهض من السرير بهدوء ثم فتحت عينيها لتراه يمشي نحو الباب المفتوح و عباءته تسحب من خلفه , ثم أغلق الباب وراءه ... فتنفست الصعداء وفكرت بحماقتها كيف أمكنها أن تمسك بيده ؟ , لكنه كان يلبس قفازا أسود جلدي ... و فكرت ببؤس أيضا هو سبب نجاتها قبل قليل ...
نامت قليلا و عندما افاقت كانت الشمس وسط السماء وفكرت بأن لا أحد يهتم بأمرها أن استيقظت أو لا .. ورأت صينية الطعام على الأرض أمام الباب مباشرة لا تدري منذ متى .. و تذكرت الخادم الغريب البشع المنظر لا شك بأنه وضع الطعام و غادر متخلصا من مهمته و سيركم الطعام امام الباب غير آبة أن أكلته أم لا ...!
تعجبت وهي ترى حساءا ساخنا و خبزا جديداً و ماء و عصير ما ... ممم فكرت تغيير في الوجبات ؟
وبعدما أكلت شعرت برغبة عارم في الاستحمام و الآن !! لأنها تعرقت كثيراً ليلة الأمس بغض النظر على أنها أمضت أياما بثوبها هذا الذي تمزق و حالته يرثى لها...و فكرت هل توجد حمامات هنا ؟ أنه يومها الثاني هنا ... لكن ليس لديها ثياب..! و رأت للتو خزانة كبيرة في طرف الغرفة البعيد .. فمشت نحوها متوجسة .. و عندما أدارت المقبض وفتحتها " آوه " رأت ثياباً داكنة ساقطة على أرضية الخزانة و سحبت أول ثوب و كان في حالة جيدة نظيف ولم يكن هنا من غبار !!
غريب هل وضعه أحد هنا... و كانت هنالك ثلاث أو أربعة أثواب ألوانها داكنة بين الأسود و البني و الأزرق و كلها ليست جميلة جداً انما بسيطة فاختارت الأزرق و حاولت ان تقيسه ... ممم طويل قليلا لكنه جيد جداً...
و النقش الذي عليه غريب لكنه جميل وله حزام بسيط على جانبه .. ففكرت بهدوء .سيكون شكلها مختلف جداً به...
مشت خارجاً من غرفتها... و لم يكن هنالك من أحد و كأنها تقيم في قصر لها وحدها ... بلا خدم ولا حراس...
وعندما تذكرت المتوحشون في الخارج انتابتها نوبة جزع و اخذت تتلفت حولها في كل مرة... ولم يكن هنالك من أحد ..
و فتحت قاعات كثيرة وكان القصر كله ملئيا بالغبار و قديما جداً لكنه قوي و بتفاصيل رهيبة فقط لو يعتني به أحد !!!
" آه " فغرت فاهها وهي تفتح باباً على حديقة كبيرة داخلية , و كانت هنالك ينبوع يصب في حوض من الصخور الكبيرة الناعمة و أشجار جميلة تحيط بالمكان ... و كانت الحديقة كلها وسط جدران عاليه و سقف مرفوع بقبة زجاجية شفافة تسمح لأشعة الشمس بالدخول و رأت أشجار فاكهة متنوعة .. و أزهاراً كثيرة لكن الحديقة مهملة قليلا .. فالأعشاب مصفرة و طويلة ... و دارت في الحديقة بسعادة وهي تسمع أصوات العصافير بداخلها و رأت دلوا قرب الينبوع فأخذته و ملأته ماءا كي تستحم... و عندما خرجت أضاعت غرفتها !!
فعادت بحسرة .. و صمتت تنصت لأي شيء , ولم تسمع أي صوت غير العصافير فقررت أن تستحم في الينبوع... و خلعت كل ثيابها جانبا وغسلت نفسها بالمياه الدافئة الجميلة و شعرت غادرينيا اخيراً بالحياة ثم غسلت شعرها وهي مبتسمة بمرح وسبحت قليلا حول نفسها ومرت ساعة تقريباً و عندها سمعت صوتاً من بعيد...
ففزعت بشدة و ارتبكت و تلفتت حولها وهي تسحب الثوب الداكن .. لكن مهلاً كيف ستجفف نفسها أولا .. وضاعت في نفسها و رفعت شعرها ويديها ترتعشان وهي تفكر بعبوس كان عليها جلب غطاء السرير الخفيف !! و رغما عنها ارتدت الثوب الداكن و لملمت ثيابها برعب وهي تخرج من المياه .. قالت بتوتر " يا ألهي يجب أن أعود للغرفة !! "
و ركضت خارجا حافية القدمين وعقدة شعرها تنفك ببطء والمياه تتقاطر منها في كل مكان.... و يبدو أن من ارتباكها عرفت الطريق الذي جاءت منه !!
و ركضت نحو الدرج وهي تنزلق يمنة و يسرى و شعرت بالقرف من المكان المغبر... لكن يجب أن تصل لغرفتها و عندما كانت تهرع فوق الدراجات الرخامية رأت ظلا كبيراً في الأعلى ولم تتبين منه لكنها فزعت بشدة.
" آآه " صرخت وهي تنزلق و تسقط جانباً وثيابها معها ... ظلت جالسة ببؤس وهي تحك ساقها التي شعرت كأنها قسمت نصفين من حافة الرخام البارد... نزل البارون الدرجات بهدوء و برود ..حتى وصل إليها و مد يده ليمسكها من وسطها و يرفعها لتقف جيداً...
حدقت به عن قرب خائفة وهي ترتجف برداً و شعرها مبلل وتلملم ثيابها بين يديها... كانت شفتيها ترتجف وهي تنظر في عينيه الهادئة السوداء.. و شكلها رهيب جداً وكأنها آتية من الخارج حيث عاصفة مطرية !.
" هلا استرخيت قليلاً ! , لم أنتِ مبلله هكذا وعظامك بارزة ؟! "
" آه !! لقد ... " تلعثمت بحرج وقالت بتوتر " كنت ... لقد .. أنا..."
" هذا واضح ! "
و لأول مرة رأت نصف ابتسامه فقط ... لكنها ساخرة بالرغم من أن عينيه ضاقتا قليلا و التمعتا بمرح .
فأحمرت وجنتاها و أدركت بأنه لا يزال قابضا على خصرها بأحكام ... وهي تحاول الابتعاد عنه ...
قال بهدوء " ومن أين لك بهذا الثوب الفضيع ؟ , تبدين ضائعة به ! و شعرك مثل جناح عصفور مبلل !!"
يالا الأهانات !! يالا الأحراج ... فكرت غاردينيا بيأس .. و قررت أن تقول شيئا و تبتعد .. لكن مزاجه يبدو غريبا اليوم !...
قالت بتوتر ملحوظ : أني... يجب أن أبدل ثوبي لقد اتسخ... و آه لقد أ.. اضعت طريق الغرفة ؟! .
" بما أنك لست قادمة من خارج القصر فهذا يريحني ! , لا شك بأنك وجدتِ الحديقة الصغيرة والينبوع .. حسنا الباقي معروف ... ".
وابتسم نصف ابتسامته التي قبل قليل .. وهو يفك قبضته عن ظهرها لكنه رفع عباءته الثقيلة و لفها بها بأحكام و عاد العبوس لتقاسيم وجهه وهو يرفعها كلها و أشياءها بين ذراعيه ليصعد و يقول : لا أريد من ليلة أمس أن تتكرر أهذا واضح ؟ , و ستشربين الدواء كل ليلة قبل النوم بعد تناول الطعام و سأطلب من الخادم أن يصنع لك شيئا جيداً من الغذاء و سأجلب لك الملابس أن اردتِ لكنك لن تغادري القصر حتى أأمر ".
و وضعها على السرير , وهي تحدق بجسده القوي و عضلاته الواضحة واحمرت بشدة وهي تشتم شذى غريب خفيف في عباءته ... قالت بحرج : أجل كل شيء واضح ...
" بالطبع خضوعك هذا سينتهي بعد ثوان" قال ساخرًا ببرود "...وأنت بصفتك أسيرتي يجب أن تعلمي بأني لن اتسامح مع الخطأ الثاني !!"
و كانت عيناه تبرقان وهو ينحني بوجهه كل يقابل وجهها و كانت خائفة منه لكن ليس لتلك الدرجة فالوقت الآن ظهرا تقريباً والأشياء التي تبدو مخيفة ليلاً تظهر أقل ارعاباً في النهار... و رأت تقاسيم وجهه في ضوء النهار كم هو وسيم فقط لو يبتسم بشكل كامل ... سيكون هذا جميلاً... أن تقاسيم وجهه مثالية لدرجة مثيرة ..
و شعرت بالحرج من افكارها و خبئت ابتسامتها لكنه لاحظها و ظهر الغضب جليا عليه فبدل أن ترتعب ها هي تبتسم !!! ...
فجأة أوقفها أمامه و هي مصدومة فأمسك بعباءته و سحبها بقوة من حولها جعلها تدوخ و تقع على السرير...
وهو يعيد عباءته حول كتفيه ويبتسم بتكلف ساخر عليها و عندما التفتت لتحدق به عبس بسرعة و بردت عيناه...
قال ببرود : لا تخرجي من القصر ولا تضيعي داخله وعندما آتي إلى هنا أتوقع وجودك في الغرفة حيث أنتِ الآن و إلا سأغضب ...و تناولي طعامك أن الخادم فقط يأتي لجلب الطعام و يغادر ولا يهمه ماذا سيحصل له.
ثم التفت و غادر بكبرياء... قالت بصوت واضح من خلفه : كما تريد .
وهي تعض على شفتيها بمرح قررت أن تلف القصر و تتجول كما تشاء .. بعد ساعة تقريبا وبعدما جففت شعرها وقفت على قدميها وقد اصابها النشاط , وخرجت من الغرفة وقررت أن تتوجه يمينا و ظلت تسير في الممرات وكلما أرادت فتح غرفة وجدتها مقفلة ! و القاعات فقط هي المفتوحة أو غرف اجتماعات ... و زمت شفتيها بملل و نظرت من شرفة كبيرة بجانبها و قد رأت أن الشمس ستزول ... و ارتجفت بداخلها ... و مشت كثيراُ وهي تصعد درجا كبيرا إلى الطابق الثالث .. وتلقى أمامها فقط باباً ضخما من الخشب اللامع ... هممم فكرت بداخلها أن هذه حتما غرفة مهمة...!
و قررت أن تعبر لكنه كان كما توقعت مقفلاً .. تلفتت حولها حائرة و وجدت شيئا لفت انتباهها ... زهرية قديمة كبيرة خالية من الأزهار وكانت اشعة الشمس القادمة من الشرفات بلون محمر و الظلام يتسلل داخلاً..
رأت شيئا ذهبيا يلمع خلفها... اقتربت "آه . مفتاح !". .. فأخذته وهي غير مصدقة , وكان قديما و شكله غريب يتناسب مع فتحت الباب... و أدخلته بلا تردد و فتح الباب .. دفعته بصعوبة و دخلت وفمها مفتوح... والمفتاح بين يديها
و تعجبت وهي ترى قاعة كبيرة جميلة جداً وسقفها من البلور , و كان في صدر القاعة عرش كأنه لملك قديم و كراسي فخمة ... و تمثال كبير من الجحر الأبيض بجانب العرش لفارس غامض يده على سيفه ...
و تقدمت وهي مبهورة و صدى قدميها في كل المكان و الغبار يتحرك بسببها و ثوبها الداكن الطويل...
و قالت بدهشة : هذا جميل ! "... لكنها صدمت وهي ترى لوحة كبيرة لرجل في منتصف العمر ربما ...اللوحة بإطار من الذهب و كان الرجل بها يضع على صدره بروشا ذهبياً نقش طائر جميل وملابسه فاخرة جداً و كان الضوء الخفيف المحمر القادم من السقف يقع على عينيه الرماديتين و شعر أسود ناعم و كان يبتسم لها بشكل جميل جداً وكأنه يعرفها... وكأنه يراها .. مقامه الجميل الذي يجلس عليه و هيئة توضح بأنه نبيل كبير , أو أمير ربما !!
أمسكت بثوبها دون أن تشعر وانحنت قليلا له وهي تقول بابتسامه : سيدي من تكون ؟!.
و اقتربت من اللوحة لتجد اسمه منحوت في لون ذهبي جميل ( مارسيز ليكسار )
و بعدما نطقت الاسم بشكل حالم أين سمعت به من قبل ؟...
" مالذي تفعلينه هنا بحق الجحيم ؟!!! ".
التفتت غاردينيا مرعوبة لتجد البارون يقف داخلا من الباب و كان غاضباً جداً .. قالت برعب و تعثر : لقد... لقد...!!
قال بعصبية وصوت عالي حاد : تعالي من عندك !!..
كرهت نبرته المخيفة هذه جداً و اقتربت بخوف وهي ترتجف من رأسها لقدميها قالت بأسف : لقد كنت ...!!
رأته يشد على قبضتيه وخافت بشدة !! ورأت السيف بحزامه, آوه مالذي يمنعه الآن من سحبه و قطع عنقها الدقيق به !! , أمسك بكتفها بقوة و جعلها تمشي أمامه بسرعة و تعثر .. وهو يزفر بعصبية ..
قالت برعب : آسفة ... آسفة جداً لم أقصـ...!
لكنه لم ينطق و كانت تشعر بأنفاسه الحارة القوية وهو يزفر غضبا ملتهباً .. و ادخلها غرفتها بقوة وهي تسقط على السرير .. قال بصوت متهدج غاضب :
_ إياك أن تدخلي أي غرفة مقفلة !! , ألا تعرفين لم هي مقفلة , بسبب أمثالك ! و أنت لن تغادر هذه الحجرة لأي مكان كان سوى الحمامات في الجهة الآخرى و سأبقي مفتاحها مع الخادم...
_ رباه !! أرجوك لا ... لا أيها البارون .. اسمعني فقط... !.
و أخذت دموعها تسيل وهي تنظر إليه بألم , أشاح بوجهه و قال بحدة : إياك أن تنظري إلي بهذا الشكل !!.
شعرت لأول مرة بالغضب تجاهه وليس الخوف , فقالت بانفعال : بالطبع فأنت لا تقدر على الابتسام حتى !! كوالدك هناك , صحيح ؟ , يالك من فارس متكبر قاسٍ لا تعرف الرحمة و بغيض أيضاً !.
وليتها لم تنطق بشيء .. التفت نحوها و ظهر ظلام عينيه الغاضب وهو يتقدم منها بقوة هزت الأرض .. قال بغضب مكتوم يكاد ينفجر بوجهها : ماذي تفوهت به شفتاك ؟! أنت أ....!
دخل أحدهم فجأة و صرخ : سيدي البارون !! لقد أتى رسول من الملك كرايسيس ومعه المفاتيح !!
وكان هذا ما أنقذها لثانية لكن ذكر المفاتيح أسقط قلبها ! , التفت نحوه البارون و قال بغموض : حسنٌ ..
ثم ألقى بنظره البارد على وجهها المفزوع قال بعبوس : يجب أن تأتي , حسب الاتفاق , وعدتُ والدك بشيء منك .
و أعطاها ابتسامه مميتة .. ففزعت جداً و لأول مرة رغبت بعدم الخروج من هذه الغرفة الباردة ..!
|