الموضوع: العبرات
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-03-2013, 10:42 PM
 



السلام عليكم
كيف حالكم \ اكيد انتو بخير
التكملة وصلت
استمعتو بالقراءة


فأحزنني أن أرى في ظلمة ذلك الليل و سكونه هذا الفتى البائس المسكين
منفرداً بنفسه في غرفة عارية باردة لا يتقي فيها عادية البرد بدثار و لا نار
يشكو هماً من هموم الحياة أو رزءاً من أرزائها قبل أن يبلغ سن الهموم و الأحزان
من حيث لا يجد بجانبه مواسياً و لا معيناً ، و قلت لا بد أن يكون وراء هذا المنظر الضارع
الشاحب نفس قريحة معذبة تذوب بين أضلاعه ذوباً فيتهافت لها جسمه تهافت الخباء المقوض
فلم أزل واقفاً مكاني لا أبرحه حتى رأيته قد طوى كتابه و فارق مجلسه و أوى إلى فراشه
فانصرفت إلى مخدعي ، و قد مضى الليل إلا أقله ، و لم يبق من سواده في صفحة هذا الوجود إلا بقايا أسطر يوشك أن يمتد
إليها لسان الصباح فيأتي عليها
ثم لم أزل أراه بعد ذلك كثير من الليالي إما باكياً ، أو مطرقاً أو ضارباً برأسه على صدره
أو منطوياً على نفسه في فراشه يئن أنين الولهة الثكلى
أو هائماً في غرفته يذرع أرضها و يمسح جدرانها حتى إذا نال منه الجهد سقط على كرسيه باكياً منتحباً ، فأتوجع له و أبكي
لبكائه و أتمنى لو استطعت أن أداخله مداخلة الصديق لصديقه
و أستبثه ذات نفسه و أشركه في همه لولا أنني كرهت أن أفجأه بما لا يحب
و أن أهجم منه على سر ربما كان يؤثر الابقاء عليه في صدره
و أن يكاتمه الناس جمعياً حتى أشرفت عليه ليلة أمس بعد هدأة من الليل
فرأيت غرفته مظلمة ساكنة ، فظننت أنه خرج لبعض شأنه
ثم لم ألبث أن سمعت في جوف الغرفة أنة ضعيفة مستطيلة فأزعجني
مسمعها و خيل إلي ، و هي صادرة من أعماق نفسه ، كأنني أسمع رنينها في أعماق قلبي
و قلت إن الفتى مريض و لا يوجد من يقوم بشأنه ، و قد بلغ الأمر مبلغ الجد فلا بد لي من المصير إليه
فتقدمت إلى خادمي أن يتقدمني بمصباح حتى بلغت منزله
و صعدت إلى باب غرفته
فأدركني من الوحشة عند دخولها ما يدرك الواقف على باب قبر
يحاول أن يهبطه ليودع سانه الوادع الأخير
ثم دخلت ففتح عينيه عندما أحس بي و كأنما كان ذاهلاً
أو مستغرقاً ، فأدهشه أن يرى بين يديه مصباحاً مضئيلاً و رجلاً لا يعرفه
فلبث شاخصاً إلي هنيهة لا ينطق و لا يطرف
فاقتربت من فراشه و جلست بجانبه و قلت : أنا جارك القاطن هذا المنزل
و قد سمعتك الساعة تعالج نفسك علاجاً شديداً و علمت أنك وحدك في هذه الغرفة
فعناني أمرك فجئتك علني أستطيع أن أكون لك عوناً على شأنك
فهل أنت مريض ؟
فرفع يده ببطء ووضعها على جبهته فوضعت يدي حيث وضعها
فشعرت برأسه يلتهب التهاباً فعلمت أنه محموم ، ثم أمررت نظري على جسمه فإذا خيال سار لا يكاد يتبينه رائيه
و إذا قميص فضفاض من الجلد يموج فيه بدنه موجاً
فأمرت الخادم أن يأيتني بشراب كان عندي من أشربة الحمى فجرعته منه بضع قطرات فاستفاق قليلاً
نظر إلي نظرة عذبة صافية و قال : شكراً لك

تكملة البارت الاول
غداً او بعد غد
اتمنى يعجبكم


__________________
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم

كم أنت جميل يا قمر


و كم أنتي جميلة يا زهرة الياسمين