بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد....
فهذه أبيات جميلة ورائعة قالها أبو نواس عند موته . قال أبو العتاهية قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد ووددت أن لي منها الأبيات الثلاثة التي لأبي نواس .
الحكايه تقول : رأى بعض إخوان أبي نواس له في النوم بعد أيام فقال له ما فعل الله بك قال : غفر لي بأبيات قلتها وهي الآن تحت وسادتي فنظروا فإذا برقعة تحت وسادته في بيته مكتوب فيها : يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ********** فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن************ فمن الذي يدعو إليه المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا *********** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا*********** وجميل ظني ثم أني مسلم
وأبو نواس هذا هو الحسن بن هانئ له ترجمة في ميزان الاعتدال للذهبي ومما جاء فيها :
أبو نواس الشاعر , اسمه: الحسن بن هانىء
شعره في الذروة ولكن فسقه ظاهر وتهتكه واضح فليس بأهل أن يروي عنه , له رواية عن حماد بن سلمة، وَغيره , توفي سنة نيف وتسعين ومِئَة. انتهى.
قال الجاحظ: ما رأيت أفصح لهجة منه.
وكان شيخه أبو عبيدة يقول: هو للمحدثين كامرىء القيس للمتقدمين واشتهر بالتقدم في وصف الخمر حتى كان لا يوجد لأحد من أهل عصره شيء في وصف الخمر إلا نسب لأبي نواس وأكثر من النظم في المجون، وَلا سيما في الغلمان ويصرح كثيرا بالفاحشة وزعم ابن المعتز أنه كان لا يتمكن من فعل شيء من ذلك مع اشتهاره بالفسق!.
وقال ابن الجوزي: غلب عليه حب اللهو فلا أحب أن أذكر شيئا من أفعاله المذمومة لأنه ذكرت عنه التوبة في آخر عمره . اهـ
قلت : وهي هذه الأبيات التي ذكرت في توبته ، ونحن لا نستشهد بالمنامات ، لكنها رؤيا على أية حال إن صحت ، لكن هذه الأبيات جميلة جداً ومعانيها رائعة ، ومن يدري فلعل الله غفر له فعلا بهذه الأبيات .
وقصة الرجل التي قتل مائة نفس قد غفر الله له لما نوى التوبة النصوح ، وأيضاً الرجل قال لأولاده إذا مت فحرقوني ثم ذروني في يوم عاصف فلإن قدر الله عليا ليعذبني .
فالله عز وجل يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء ، ولا يسأل عما يفعل .
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة .
لذلك لا يغتر أحد بعمله ، ولعل إعجاب المرء بنفسه وعمله يورده المهالك ، وندم العاصي على معصيته يرفعه إلى أعلى الدرجات
والمسألة ليست بكثرة الصيام والصلاة والصدقات مع أنه مهم جداً ، لكن ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ، واحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل ، وإن الله لا يمل حتى تملوا كما جاء في الحديث ، والكلام في هذا يطول وبما أشرنا إليه كفاية
نسأل الله عز وجل التوبة النصوح ، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |