عرض مشاركة واحدة
  #583  
قديم 07-09-2013, 10:02 AM
 
Lightbulb

اول شيء حبيت اهنيكم بحلول شهر رمضان المبارك اعاده علينا بالخير و البركه
و كل عام و انتم بخير و جميع المسلمين بكل إنحاء العالم.. و الله يبلغنا الشهر الفضيل
و يتقبل منا و من الجميع صيامنا و قيامنا .. :kesha::wardah:










* * *









إين أنت ...؟
أشتقتُ إليك ,,,
إشتقتُ لحروفك ,,,
إشتقتُ لكلماتك النابضة ,,,
من وحي قلبك ,,, و مشاعرك الدافئة
إشتقتُ لحبك الخافق بين أسوار قلبي
إشتقتُ لأبتسامتك و ضحكاتك
إشتقتُ إلى صورتك ,,, و همس انفاسك
إشتقتُ لحنان روحك في كلماتك
إشتقتُ لعقلك الواعيَ ,,, الكبير في آمالك
إشتقتُ إليك ...






. . .





"شروقّ"



لم تغب عن بالي ثانية واحدة رغم البعد لأنك اقرب إليَ من نبضي , إشتقتُ إليك كثيراً .. لكلماتك .. ابتسامتك .. آهاتك , إشتقتُ لكل ذرة فيك و لكل نفس يخرج من صدرك , ما أصعب البعد عنك أنه لخنجر يطعن قلبيَ .. يا نفسي كم تمنيتُ أن آتي إليك و أترك همومي و أحزاني على عتبة قلبك و أنام كالطفلة بأحضانك , كم تمنيتُ أن تكون بجواري في هذه اللحظات فمن غيرك سيعطيني الأمان؟ .. من غيرك سيمسح دموعي؟ .. من غيرك سيسجن خوفي؟ .. من غيرك من من ! , لا أجد سواك فأنا ملكك أنت كل مافي يتحرك بأمرك أنت و يستجيب لك وحدك , يا نفسي اليوم رجعتُ بعد ان اضناني البعد ليس بيدي أن أبعد عنك فهل تستطيع الأم ان تترك صغيرها؟! .. اليوم رجعت لأقول لك أحبك يا نفسي و اشتياقي لك يعجز كلام الدنيا كله ان يصفه , فهل أشتقت لي أم إني اتعذب وحدي من هذا البعد ؟ ..

ركبنا الطيارة مساءاً.. أجل لقد قلتُ –ركبنا- لأن إيليا اصر على مرافقتي! , كم لهو غريب أمرُ هذا الشاب! .. يسافرُ مع فتاة غريبة لا يعرفها سوى من بضعة أيام و الأكثر غموضاً و غرابة أني لم اراه يتصل لإياً من والديه! .. الا اهل و اصدقاء له يخبرهم عن وجهته و يأخذ رأيهم بعين الأعتبار! .. لم أسالهُ حتى لما رافقتني , لم انطق بحرف واحد منذ أن أخبرته ما قد سمعته عبر ذاك الأتصال القصير , لقد كنتٌ جالسة بقرب النافذة شاردة الذهن مشتتة الفكر أفكر في أموراً كثيرة كلها احتمالاتُ و استرجاعات تدور حول شخص واحد لا أظنكم غافلين عن هويته .. الجو كان كئيباً جداً فأنا لا اشعرٌ بشيء .. أصبحت مشاعري متبلدة بل و باردة كالثلج , إما إيليا الجالس بجانبي فهو لا ينفك يختلس النظر بين الثانية و الأخري و يحاول أن ينهي هذا الجو الكئيب بطرف و نك سخيفة –أو هكذا بدت لي- لا أوان لها الان ! , إيليا ذلك الشاب الجالس بجانبي يمتلك شعراً بنياً كثيفاً و حريرياً قصيراً لامع يصل لأسفل رقبته و عينان بنيتان بنفس اللون , طويل القامة صاحب جسد نحيل , يرتدي بنطالا –جينز- ازرق اللون و بلوزة طويلة الأكمام باللون ذاته لكن افتح بقليل مع حذاء رياضي ما جعلهُ يبدو انيقاً و جذاباً ..

إما عنيَ فقد كنت ارتدي بلوزة بيضاء اللون طويلة الأكمام فوقها معطف اسود طويل يصل للركبة كما بنطالاً –جينز- ازرق اللون فاتح و حذاء عملي انيق مع حقيبة يد جلد بنية ..





لقد كان جميع من على متن الطائرة يغطون في نوم عميق إلا قلائل ما زالت اعينهم تترقب موعد الوصول مثلي .. أخرجت دفتري الكبير من الحقيبة لأكتب ما يخاجلني من حالة ألم و ترقب فقد كان الوقت سانحاً فأيليا يأخذ قيلولة قصير –بحد قوله- .. تذكرتُ حيدرّ ذلك اليوم عندما اهدانيَ هذا الدفتر في مناسبة نجاح عملية الجراحية التجميلة التي خضتها .. آآآه كم أشتاق إليك يا حيدرّ .. و أخيراً بعد ساعات من الترقب حطت الطائرة أرضاً .. و ها أنا في بلادي مجدداً بعد شهور دامت من الألم و الغربة و الترقب أعود لأرى الأجواء اشد حزناً و كأبة عن ما مضى .. بدون أمي و أبي .. و حتى بدون حيدرّ أشعرُ بألغربة حتى فيَ الوطن! .. فمن كان يحتويني من قبل قد رحل بعيداً .. كأن الحياة تقول إلي بعبارة صريحة أنتِ لا تستحقين أحداً ليكون بجانبكِ .. كنتُ واقفة مكاني احدق لما حولي بتعجب كأنها المرة الأولى التيَ ارى فيها المطار و المح الأشخاص الذاهبين و الأتين , حركني صوت إيليا الواقف أمامي ينده بأسمي لنتحرك من هنا و فعلاً فعلنا بعد ان أوقف سيارة أجرة صغيره فصعدنا بداخلها .. كان هو يجلس أماماً بجانب السائق أما أنا فأجلس خلفه أنظر للخارج عبر النافذه , عندما سأل السائق عن وجهتنا ردد إيليا السؤال ذاته مجدداً مخاطباً إياي قلتُ بصوت منخفض "المنامة" .. عندما اقتربنا من الوصول قلتُ موجهة كلاميَ لأيليا : أعتقدُ بأننا يجدر بنا أن نفترق هنا .. علىَ الأقل مؤقتاً فقط , كنتُ اود ان ابدء البحث عن حيدرّ في كل مكان لوحدي كما لم اشء ان اورط إيليا أكثر معيَ .. لم اسمع رداً منه فأكتفيت بالخروج بهدوء بعد أن توقفت السيارة , الطرقات لم تتغير إطلاقاً بل زادت بالأكتظاظ .. لقد تأخر الوقت كثيراً و أنا لا زلتُ خارجاً حيث كنتُ مستغرقة بالبحث .. لا أحد ممن سألته يعرف و لو شيء قليل عن حيدرّ حتى خالتيَ هاتفها مغلق دوماً يا ترى هل ما زالت في الهند أم جاءت مع حيدرّ ؟ .. فجاءة استطمت بشخص ما فسقطتُ أرضاً بينما لا يزال هو واقفاً كالحائط أمامي , نهظتُ بصعوبة من مكاني بعدما أحسستُ بالألم يخترق قدمي و التعب يسيطر على ارجاء جسدي بأكمله فقد كنت واقفة لساعات .. أخذت احدق له بخوف فهو لم يكن وحيداً على ما يبدو!

قام بخلع نظارته موجهاً نظره إلي بينما موجهاً كلامه لأصدقائه بسخرية : أنظرو يا رفاق ما اعترض طريقي! .. شعرتُ بالخوف يزداد داخليَ لكنه سرعان ما اختفى عندما رأيت ذاك الواقف أمامي ... !


حيـــــدرّ!!




توسعت عيناي و أنا انظر إليه .. هل أنا أحلم الأن ! , أم انه ليس إلا شخصاً يشبهه! , لا .. لا أنا متاكدة أنهُ هو حيدرّ بذاته! , إذا ماذا يفعل هنا مع أشخاص كهؤلاء و لما لم يتعرف إلي! , لما يبدو غريباً جداً .. لما يرتدي ملابس هكذه! .. كان بجانب اثنين قريبين من هذا الواقف أمامي , سرعان ما تقدمتُ إليه حتى اصبحت اقف أمامه مباشرة , قلتُ له بصوت مبحوح بعدما بدءت تمتلئ عيني بالدموع : حيدرّ! .. حيدرّ هذا أنت صحيح؟ , كان يرتدي بلوزة سوداء قصيرة الأكمام تحمل شعار –الفراري- مع بنطال بلون اخضر مبعثر التدرجات –كالجنود- .. انفاسه و نظراته الحاده هي ذاتها إلا أنه كان يبدو بارداً و متبلد المشاعر و الأحاسيس كأنه تعرض لغسيل دماغ او شيء من هذا القبيل! .. قال احد الواقفين له بسخرية بعدما انهى ضحكه : ااااوووه .. يا لك من خطير! .. كيف تعرفها إيها الوحش! .. , عقد حيدرّ حاجبه ثما قال بتعجب راداً على كلام هذا الأخير : أحمق .. أنا لا اعلم من تكون كما لم يسبق لي ان رآيتُ هذه البشعه في حياتيَ! , كانت كلماته القاسية كالصدى تتردد على مسامعي " أنا لا اعلم من تكون .. لم يسبق لي ان رآيت هذه البشعه في حياتي!" .. لا أنا احلم .. هو ليس إلا كابوس و سينتهي قريباً! , كنت اقفُ في مكانيَ و قد انفجرت باكية بعدما سمعتُ ما تفوه بهِ حتى قام بدفعي لاقع أرضاً قائلا بصوت ساخر كصديقه الأول : انظر إليها انها مثيرة للشفقة .. فتاة كهذه ليست من ميؤليَ ..


؟؟؟: تـــوقفو إيــها الأوغـاد ..

لقد جاءني صوت إيليا العاليَ من بعيد حتى اقترب شيء فشيئاً و وقف أمامي مقابلا لاوئك الأربعة و من فيهم حيدرّ .. نطق حيدرّ بصوت ساخر موجهاً كلامه لأيليا : ها! .. و من تكون أنت إيها الأخرق لتنعتنا بالأوغاد! .. , انحنى إيليا ليساعدني على النهوض و من ثما قال معلقاً على كلامه : أنا إيليا إيها الحقير و سأجعلك تدفع ثمن ما فعلته للتو بها ..

طرراااخخ ..

وجه إيليا لكمة قوية جداً لوجه حيدرّ الذي سرعان ما نهض و أعاد ضعف تلك الضربة لأيليا فأخذا يتبادلان الضربات و اللكمات .. سرعان ما انتهى ذلك الصراع فور تدخلي ممسكة يد إيليا ليكف عن توجيه تلك اللكمات لوجه حيدرّ بينما رفاقه يقومون بتشجيعه على الضرب و اللكم! , بعد ثوانً ابتعد إيليا عنه ليقترب مني و نرحل تاركين حيدرّ وسط اؤلائك الأشخاص يصرخ و ينده بصوت عالاً موجهاً تهديداته و وعيده لأيليا ..





* * *
__________________





التعديل الأخير تم بواسطة ملاك الوفاء ; 07-09-2013 الساعة 10:15 AM