فتحت عينيها الخضراوين بتعب رهيب و صداع شديد يدق رأسها ,, همست بألم : آآه .. أين أنا ؟!.
و نظرت حولها , ما هذا المكان ؟!.
يبدو ككوخ قديم جداً و رائحة العفونة تفوح من أرجاءه , بينما شعرت هي بالآم مبرحة في أنحاء جسدها .. ذراعيها و ظهرها و رأسها .. ك
انت الأميرة مكبلة تماماً بحبال غليظة .. جالت ببصرها مجدداً في الظلمة .. و سمعت أصوات في الخارج ...
ميزت الباب المتهالك بصعوبة في الجهة اليمنى بثلاثة امتار ربما .. وأمامها نافذة محطمة بزجاج قذر .. كان الجو ليلاً شديد السواد .. ربما أغشي عليها لساعة او اثنتين ..
شعرت مارسيلين بالغضب و اليأس و العجز أكثر من الحزن نفسه .. لقد أمسكوا بها أخيراً هؤلاء الأشرار .. و الآن ما سيفعلونه بها ؟!! ..
سمعت الأصوات مجدداً... رجلين و امرأة .. تلك الوضيعة الشريرة .. ربما حبسوها هنا لبعض الوقت .. فهم لديهم مؤكد مقر آخر و رئيسهم بانتظارهم ...!
فجأة فتح الباب و ظهر الرجل الضخم الأسمر ممسكا بمصباح زيتي و من خلفه عدة ظلال .. شعرت مارسيلين بالخوف و القلق , أنهم أكثر عدداً...
_ آوه لقد استفاقت القطة الصغيرة ... لم نعتقد بأنك ستسهلين علينا مهمة القبض عليك بتلك الطريقة !.
_ هه المسكينة ترتجف خوفاً...
صرخت مارسيلين بقوة : تبا لكم ... سيأتون لنجدتي و ستندمون !.
_ آوه يا حلوتي .. اصرخي كما تشائين . نحن بمنطقة بعيدة جدا و مجهولة ..
_ يالا الأميرة الضعيفة المسكينة ..
قالت مارسيلين بارتجاف : و مالذي تريدونه مني ؟!.
_ آوه هذا سر ... في الواقع نريد والدك أكثر .. لكننا سنجعلكم تنهارون ببطء ومن الأسفل ..
_ فالتسقط عائلة دونسـار .. و يعود الحكم لنا مجدداً...
ضاقت عيون مارسيلين تفكر ... حسنا شيئا بالتاريخ القديم .. هؤلاء الجماعة الحمقى و العصابة مؤكد بأنهم ...
قالت : هل أنتم جماعة فرانكوس ؟!... أو لوتارن ؟!.
قال الأسمر ببرود : ولا وحد من هؤلاء الأغبياء الضعفاء ... نحن من مؤيدون كريستس !.
رفعت الأميرة حاجبيها ببرود و قالت : أيها الحمقى .. لوتارن هم من قضوا عليكم نهائياً .. أنتم الضعفاء هنا...!
فجأة صرخت بها الشقراء : أخرسي !.. من تظنين نفسك ...!
ردت مارسيلين ببرودة شديدة رغم ألمها : أني أحفظ التاريخ .. هذه حقيقة أيتها الخبيثة المتسللة !.
تقدمت منها الشقراء باندفاع و صفعت مارسيلين على وجهها بقوة ... شهقت الأميرة صدمة و ألماً ...
أمسك بالفتاة أحد الرجال و قال يهدئها : لا تجعلي طفلة تغضبك !.
صرخت الشقراء : والدها قتل أخي ... عليه اللعنة ..سأعود للقصر ثم أقتله بنفسي...!
حدقت بها الأميرة برعب شديد و قالت : ماذااا ؟! الويل لك... لا تقتربي من أبي...!
ابتسمت الشقراء بخبث و همست : انتظري فقط هنا و ستسمعين خبر موته...!
صرخت مارسيلين بقوة : سيسمعون خبر موتك أنتِ ... جميعكم ميتون...
قال الأسمر الضخم لأحدهم : صوتها عالٍ , أربط فمها ...!
وضعوا رباطا قذرا قويا على فم الأميرة رغما عنها .. و ترك لها الضخم المصباح ينير الغرفة ... ثم خرجوا جميعا...
أغمضت مارسيلين عينيها بقوة و أرهفت السمع ..
قال الأسمر : أنتم احرسوها هنا .. نحن يجب أن نعود للقصر و إلا سيكشفوننا . فهمتم ؟!.
_ أجل ...
قالها ثلاث أصوات... ثم اصوات احصنة بعدها هدوء تام ...فتحت مارسيلين عينيها اللتان تلمعان بضوء المصباح الذهبي الخافت ... و فكرت ... يجب أن تفعل الأمر بطريقة صحيحة تماما !.
تحركت بتململ حول نفسها دقائق ثقيلة طويلة , ثم حتى استطاعت أن تنحي جانباً و سقط السكين الصغير جدا الذي تخبئه في داخل ملابسها بين الطيات .. و دارت ببطء و حذر حتى قبضت عليه في يدها التي خلف ظهرها ...
بحذر شديد و صبر قطعت الحبال عن يديها ... ثم فكت الرباط عن فمها .. ثم قدميها ..نظرت حولها جيداً ..وجدت حقيبتها الصغيرة و أخذتها تربطها فوق ظهرها...
امسكت بالمصباح و سكبت زيته تحت النافذة ثم ... اشعلت الخشب القذر ..!!
سحبت خشبة غليظة من الأرض و وقفت قرب الباب ما هي إلا ثوان حتى صرخ شخص ما :
_ نااار !... حريق في داخل الكوخ...!!
فتح الباب بقوة و دخل أول شخص .. تلقى ضربة قوية على رأسه فسقط أرضاً... ثم الثاني ضربته و الثالث نجا من الضربة لكنها عرقلته فسقط .. هربت من الكوخ تركض و وجدت حصانين أمامها .. فقفزت على أولهما و شدت اللجام بقوة ...
صهل الحصان بقوة ثم انطلق بها كالصاروخ ... سيأخذون بعض الوقت قبل اللحاق بها ...
ركضت مارسيلين لا تدري إلى أين لكن الظلام شديد سيغطيها ... و كان قلبها يخفق قلقا على والدها من تلك الخبيثة .. يا ألهي , والدي بخطر شديد .. مع أنهم أذكياء و أقوياء لكنهم لن يشكو بتلك الوصيفة الشريرة , و لكن هي بنفسها كتبت أنها ستذهب وحدها لفترة ما ...!!
يجب أن تصل لأقرب قرية و تكتب رسالة للوزير فالكوس بأقصى سرعة مع حمامة زاجلة حتى يتوخوا الحذر , بالتأكيد ستعم الفوضى قليلاً لغيابها و لن تقدر تلك الشريرة من تنفيذ خطتها مباشرة ..!
و ظلت تقود الحصان بعيداً وهي قلقه جدا و تنظر حولها كل ثانية .. ولم يمر سوى ساعة من الوقت حتى بدأ الفجر ينبلج , و بدأت الرؤية تتضح ... ضيقت عينيها و رأت قرية صغيرة بعيدة قليلاً ... فتوقفت لثانية تفكر .. أنها لن تذهب هكذا لهم ربما سيعرفونها أهل القرية و سينتشر خبرها .
لذا قررت شيئا .. وهو لن يكون شيئا صعباً عليها ...!
دخلت القرية ممتطيه الحصان بهدوء و هي تراقب حولها , لم يعيروها الناس هنا الكثير من الاهتمام , للتو استيقظوا مع هذا الفجر و الكل ذاهب لعمله ..
توقفت عن البئر شربت من الماء و اسقت حصانها .. فجأة ناداها صبي من خلفها :
_ اهلا بك سيدي ! , تبدو غريباً , لكن حصانك يحتاج للعناية . سأفعل مقابل القليل فقط !.
التفتت ببطء تحدق بفتى يافع بملابس بسيطة و دلو به فرشاة و أدوات .. كان تلف حول وجهها و رأسها غطاءا بنيا و ملابسها رثة و مغبره و واسعة ... بينما يتأملها الصبي بدقة .
تنحنحت وهي تفكر بسرعة , قالت بصوت خشن قليلا : أجل , هل تفعل , سأعطيك شيئا جيداً...
ابتسم بوجهها الصبي , فسألت وهي تنظر حولها بحذر : لكن .. هل تدلني على المكان الذي اشتري منه بعض الطعام و الثياب , هل فهمت ما أعني ؟!.
غمز لها الصبي و قال : آوه و شيء جيد آخر لهذا أيضاً أليس كذلك , أنت تقصد السوق !.
ضيقت مارسيلين عينيها , هذا الصبي فطن ... و يجب أن تحذر لـألا يضيع مالها الذي اخذته...وافقت و مشت خلفه تجر حصانها ..
أشار لها الفتى على بضعه أماكن و ساق هو الحصان لمكان قريب كي ينظفه و يطعمه و يعتني به ... بينما مشت الأميرة المتنكرة بحذر و خفه حولها .. توقفت عند عجوز ما و اشترت بعض الطعام البسيط وهي لا تنطق بشيء .. فقط تحرك رأسها ...
ثم وقفت وهي تتأمل رجل حداد ما يطرق السيوف و الخناجر .. راقبته من بعيد و لم يكن حوله من أحد ..
يجب أن تأخذ شيئا تحمي نفسها به .. فهي بلا حماية نهائياً... و يجب أن تختار جيداً و شيئا خفيفاً قوياً فهي لا تقدر على التعامل مع السيف باحتراف .. أنما تعرف القليل فقط كما عملها اخيها ليلياك ...
تهيأت ثم مشت بهدوء نحو الرجل العجوز , رمقها الرجل من بعيد بدقة وهو يحمي الحديد ..
أومأت له مارسيلين كتحية , فأومأ لها بلا مبالاة .. وقفت الأميرة تتأمل السيوف المعلقة .. كانت ثلاثة فقط كبيرة و تبدو ثقيلة جداً ...! و لكن هناك بضعه خناجر ..
كان عليها أن تسأل , فتنحنحت و قالت بصوتها الخشن الغريب : أريد , سيفاً نحيلا و خفيفا و حاداً جداً يا سيدي , و خنجر كذلك !.
رفع الرجل رأسه و دقق النظر نحوها , لكن لم يكن يظهر من وجهها سوى عينيها و أعلى انفها ..
ثم أخفض بصره قليلا و حدق بيديها ... أخذ قلب مارسيلين يخفق بقوة .. فيديها الظاهرتان قليلا نحيلتان و ناعمتان جدا و بالتأكيد ليست بيدا رجل !!!
ضاقت عينا الرجل , لكنه أومأ لها و اختفى قليلا بمحله ..
أخذت مارسيلين تتنفس الصعداء بتعب .. هل عرف بأنها فتاة ؟! , و أن يكن ,, لا شأن له .. هي الآن زبون يشتري ..!!
خرج من الباب و بين يديه سيف ملفوف بقماش أسود و حول حزامه خنجر صغير منقوش ...
حدقت مارسيلين جيداً بالرجل الكبير هذا .. شعره أشيب لكنه بقامة جيدة و رشيق الحركة و عضلاته واضحة بذراعيه التي شمر عنهما قميصه .
قال الرجل لأول مرة بصوت خفيض : هذا سينفعك ...!
و فك القماش بحركة سريعة عن سيف نحيل دقيق و يلمع بشكل حاد جداً .. ببطء و كأنه يعلمها أمسك بمقبضه جيداً و بقوة .. و حركه أمامها بخفه ... ثم مده لها... فحاولت مارسيلين تقليد مسكته .. و خشيت أن يضحك عليها لكنه بقي يراقبها جيداً...
كان فعلا خفيفاً لكنه يبدو حادا جدا و مخيف ... ربما يقطع بسرعة أي شيء !.
اعجبها جداً , فقالت بهمس بارد : سآخذه ..و ..الخنجر ؟!
سحب الخنجر الذي بحزامه بسرعة و وضعه بقوة أمامها على الطاولة الخشبية .. تبادلت النظر مع الرجل الغريب و كان له عينين دقيقتين ذكيتين ... في هذه اللحظة منحها نصف ابتسامة باردة ..
قال بهدوء : هذا أيضا سيكون جيدا لك , تعاملي بحذر معه !.
آآآخ , تأوهت بداخلها , لقد عرف بأنها فتاة , لكن لا يهم ... قالت ببرود : أجل , شكراً , كم ثمنهما ؟!.
رفع رأسه و همس بشكل خافت جداً : لو كان ثمنهما أجوبة لبعض الأسئلة...
_ أنسى الأمر ..!!!
ردت بحده , ضاق جبين الرجل و قال بحذر هامس : لا تتوتري !, أنها فقط عشرون قطعة ذهبية , بالإضافة أنني أبيع السيوف , و لا أدري إن كان مشتريها شريراً أم خيراً ..
وضعت له المال على المنضدة , فقال لها شاكراً : شكراً لك , هذه التي معك هي الأفضل . أني أصنعها خصيصاً للأوقات الصعبة...
ردت مارسيلين : شكراً ..
مال برأسه و قال ببرود : ربما يجب أن تبتاعي بعض الملابس أيضاً ..!.
زمت شفتيها و فكرت بأن هذا الرجل متطفل و غريب , قالت ببرودة تجاريه : ربما ..
والتفتت تنظر حولها تبحث عن محل للحمام الزاجل .. ولم ترى شيئا .. قالت تسأل الرجل خلفها : أين الحمام ؟!.
رد الرجل بهدوء وهو يمسح أحد سيوفه : للأسف لا يوجد هنا وسيلة للإرسال ..
فتضايقت مارسيلين بشدة , لكن الرجل أكمل ببرود : لكن لدى صديق لي واحدة , ربما عادت اليوم !.
التفتت نحوه و هي تقول بتوتر : يجب ان أرسل شيئا مهماً الآن .. أرجوك دلني عليه , أريد استعارتها قليلا و سأدفع الكثير...
صمت الرجل يحدق بها , ثم خرج من مكانه وهو يقول متذمراً : آه يالا الازعاج , سأجلبها لك .. ابقي هنا و احرسي محلي !.
رفعت مارسيلين أحد حاجبيها متعجبة من هذا الرجل الغريب , لكن من الجيد أنه يساعدها ..
بعد دقيقة من الانتظار , جاء الصبي ومعه حصانها , قال بمرح : أنه فتى جيد .. و هو الآن يبدو مرتاحاً و سعيداً , وقد تناول طعامه كله .. خذه يا سيدي ...
فشكرته الأميرة و أخذت الحصان الذي يبدو نشيطا و نظيفاً , ثم سلمت الفتى نقودا ذهبية بكرم , ظهرت الدهشة على الصبي و قال :
_ لكن هذا كثير جداً...!
_ لا بأس أنه كله لك .
_ آآآآآآووه شكراً سيدي , و أتمنى أن تمر من هنا دوماً...!
فكادت مارسيلين تضحك .. وهو يركض بعيداً... ثم عاد الرجل و معه بيده حمامة بيضاء جميلة .. قال وهو يتأمل حصانها :
_ حصان جيد !.
ثم جلس بمكانه و الحمامة بيده قال لها : و الآن خذي هذه الورقة و اكتبي ما تريدين .. ثم ارسليها .
أومأت و كتبت في الرسالة بشكل غامض أن هناك خونة بالقصر وعن الوصيفة و الحارس الأسمر و يجب الاحتراس , ثم أشارت بأنها بخير و هي تعتني جيدا بنفسها ..!
طوت الورقة صغيرا جداً و سألت : هي تسلك الشمال أليس كذلك , الطريق آمنة لها !.
قال الرجل : بالطبع .. هي تتوقف عند المنارات الخاصة لها .
تعرف مارسيلين لحسن الحظ بأن الوزير فالكوس و معه حرسه يتفقد بنفسه منارات الحمام الزاجل يومياً صباحاً .. فأملت بكل قلبها أن يجد الرسالة ..
و طارت الحمامة بسلام عالياً ... قال الرجل بهدوء قبل أن تذهب بعد أن سلمته المال : ألن تبيتِ الليلة هنا ؟!.
ردت ببرود : لا ..
فصمت يحدق بها , و هي غادرت سريعاً بعدما اشترت لها ثياب صبيانية جيدة .. ركبت الحصان و اسرعت نحو الشرق ..
ظلت تسير فترة طويلة و رأت بعض المسافرين الى قرية ما فقررت السير معهم على مسافة معينة حتى لا يزعجوها بالأسئلة ... و في الليل توقف السائرين و جلست هي متنحية قليلا تتدرب على سيفها بخفية بينما المسافرين يرمقونها من بعيد بفضول , لكنها لا تجيب عن أي شيء ..
وفي الفجر وصلت معهم إلى قرية تبدو أكبر من سابقتها .. فجلست هي جانباً في الخان الذي يأتي إليه المسافرون و أخذت تتناول طعامها و لأنها لا تريد لأحد ان يكتشف وجهها الناعم الأبيض أخذت بعض الرماد و مست به وجنتيها و قرب شفتيها حتى يظنوها شاب له شعر خفيف !!.
و مجدداً سألت عن الحمام كي ترسل مجدداً للاطمئنان أكثر , ووجدت لحسن الحظ منارة لها , فكتبت رسالة آخرى للوزير ثم قالت بأنها ستنتظر هنا يومين لأجل أن يجيب عليها ..
فكرت بعبوس بأنهم قد يأتون للبحث عنها , لكن هاها لن يجدوا فتاتهم حقاً , لأنها فتى الآن و سوف تعرفهم قبل أن يعرفوها لذا ستتمكن من الفرار مجدداً ..!
مرت الليلة الأولى بسلام وهي مرتاحة في غرفتها في الخان ... و نهاراً تتدرب خفية على الخنجر و تنهدت وهي تتذكر أفضل حارس رأته , و تمنت لو .. لو فقط تراه .. ليس لأجل أن يحرسها .. و لكن لتراه أكثر و تتعلم منه هدوئه , واتزانه و ثقته و قوته !... سيدريك أين يمكن أين يكون الآن وماذا يفعل ؟!.
توسعت عيناها فجأة وخفق قلبها !!. أيمكن أن يكون متزوج ؟!!!!!
هل لديه عائلة ؟!... و هل لديه زوجة أولاً ؟؟!! كادت تشهق .. لا .. ربما لا... لكن .. و لم لا ؟!.. ربما لديه من يهتم لأمرهم !!..
شعرت بالضيق الشديد و احتارت بشدة وهي تنظر نحو الغروب ... هذا لا يمكن ؟!!. ماذا عني أنا ><!؟؟!! أني احتاج لأن أتعلم منه بعض الأمور و ..و... و .. يحرسني قليلا أيضا ...!
داهمها الاحباط وهي تبحث بعقلها عن حجة مناسبة كي تبحث عنه و تقول بأنها تحتاج إليه .. ولكنها لم تجد شيئا !!.
فجأة توقفت مصدومة .. حدقت حولها بتوتر .. كان الظلام قد هبط فجأة دون أن تدرك !!. و قد أصبحت وسط طرقات لا تعرفها !! و الناس قد دخلوا بيوتهم بسرعة ... فبقيت هي وحدها في الظلمة ...
أخذ قلبها يدق برعب .. وهي تتلفت و تمشي ضائعة لا تتذكر الطريق... يبدو كل شيئا متشابها وسط الظلمة ..!!!
قالت بقلق : آووه يا ربي... مالذي فعلته ؟!.
و تذكرت الخنجر في وسطها فتشجعت قليلاً ... و مشت حولها بحذر وبلا صوت حتى لا ينتبه لها أحد .. ولكن فجأة سمعت صوت صرخة مختنقة خلفها ... صراخ لطفل أو طفلة لكن اختنق بسرعة ...
جن قلب مارسيلين وهي تنظر خلفها حيث الظلام ..!! مالذي عليها فعله ؟!..
ظهر الصراخ مجددا واضحاً يائساً :" أمـــــي ....!! "
شعرت الأميرة بالرعب و بالخوف لكن ليس لأجلها , فعادت ادراجها سريعا وهي تسحب الخنجر متأهبة ... نظرت جيداً و رأت ظلال تتحرك .. و ظل ضخم يضرب بيديه شيئا ما ...!
فتسمرت بمكانها , ماذا يمكنها أن تفعل ؟!!!.
... |