' بعد مرور أسبوعين '
كان قد قرر الخروج ليستنشق بعض الهواء النقي من رائحة الدماء 'التي لم تقرر بعد مغادرة انفه' ، لم يصطحب أحدًا معه كما ان جآيد في القصر مع عمه ..
نزل من على ظهر مُهرته رابتًا على رأسها مما جعلها تتخذ الأرض مجلسًا لها ..
تأمل المكان حوله بنظرات هادئة لم تخلوا فيها مرارة ما حدث قبل أسبوعين ،
بحيرة لامعه تساقطت عليها مياه شلال من اعلى جبل صخري مرتفع ..
نمت على الصخور المُحيطة بالشلال زهور إمتلكت اللونيّ الابيض والبنفسجي !
كانت الأشجار قد أحاطت المكان بطريقة جذابه مُخفية نور الشمس عن الشلال ، الا ان نورًا بسيطًا جعل من مياه البحرية تمتلك منظرًا مريحًا ..
أغمض عينيه مُتخذًا مجلسه على الأرض ، إتكأ على يديه الاثنتين مركزًا حاسة السمع لديه في صوت خرير الشلال ..
استمر بهذه الحالة لفترة طويلة كانت فيها مُهرته تراقبهُ بصمت شديد !
فتح عينيه اخيرًا مطأطأً رأسه بسرعة كي يمسح دموعه التي نزلت من طرف عينيه ..
ليس قويًا جداً لكي يكتم دموعه طول هذه المدة ، كل ما في الأمر ان وجود ذاك الكم من الناس جعل من خروج دموعه أمرًا صعبًا عليه !
إحتاج فقط للانفراد مع نفسه قليلا كي يحضى ببعض الخصوصية ..
خبأ عينيه بيده اليمنى ، كان يأخذ شهقة تلو الاخرى ببطء شديد وكأنه يريد تحرير كل الحزن بداخله ..
لم يحاول كتمهم ، بل بدا متشوقًا للبكاء كي يريح قلبه ..
ابعد يده عن عينيه مُعيدًا نظره للبحيرة ، بعثر شعره البني بانزعاج هامسًا : اخرج من مكانك ألكسندر !
وقفت سونيآ بحذر جراء سماعها لصوت قريبٍ منها ، الا انها هدأت جراء اليد البيضاء التي ربتت على رأسها ، قال الشاب مُبتسمًا ببرود وهو يخطو ناحية جآك : في كل مره تكشف وجودي ، مع انك الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك !
تجاهله جاك تماماً مُحاولًا التخلص من آثار الدموع الواضحة على وجنته ، جلس المدعو بألكسندر بجانب صديقه مُكملًا حديثه بذات الابتسامة : اذاً .. انت بخير ؟
- أظن بأني أخبرتك اكثر من مره عن كوني اكره رؤية اي شخص لـ دموعي !
ربت ألكسندر على كتف جآك قائلا وقد اختفت ابتسامته : كنت قلقاً ، كما ان الآخرين أصروا على رؤيتك ، بالكاد إستطعت إقناعهم بأني سأذهب وحدي لأطمئن عليك !
إستلقى جآك على ظهره واضعًا ذراعه على عينيه ، سأل بعدم اهتمام بدا مصطنعا خاصة لصديق طفولته : كيف هي سيليسيآ ؟
- لقد كانت تسأل عنك كل دقيقة ، كما اني أصبت بالدوار من مشيها الذي استمر لـ ساعتين حولي !
ظهرت أبتسامة صغيرة على وجه جآك سرعان ما اختفت وهو يتذكر شيئًا ، بدا الفزع على وجهه وهو يقف بسرعة مُتجهًا لسونيآ التي وقفت بدورها سريعاً عند رؤيتها لمالكها يتقدم نحوها : انتظر جآك ، ماذا هنـ...ـاك ؟
ابتلع كلمته الاخيرة حينما تجاهله جآك مُبتعدًا عن المكان بسرعة ! ، تنهد ألكسندر بيأس وهو يطأطأ رأسه : كنت اعلم ان حضوري لا فائدة منه ..
شعر أشقر مُبعثر بفوضويه ، عينان نيليتان متمردتان ، بشرة بيضاء صافية ، زي ابيض تخلله بعض اللون الذهبي ، لم يكن بطول فتىً في الـ 16 ، جسد هزيل ..
هذه هي صفات الشاب الذي عُين قبل عدة دقائق حارسًا شخصيًا لـ جآك .. كان قد أخذ الشاب إنطباعًا سيئًا عن الامير جراء تأمل الاخير له بنظرات حذرة جعلته يظن لبرهة انه عدوهُ .. خاصة وسمعة الاخير مخيفة بـ كونه لم يصب بـ خدش واحد طيلة حياته !
تكلم الشاب اخيرًا بصوت طفولي حاد منزعج ومازال حاجبيه معقودين 'علمًا بأنهما هكذا منذ اول لقاء له مع الأمير' : ألن تكف عن إستدامة النظر في وجهي ، سُمُوَّكْ ..
تغيرت نظرات جآك 'كما ملامحه' بسرعة خاطفة للتفاجؤ فـ حينما عادت ابتسامته اللطيفة تحتل شفتيه : اوه ، اعذرني .. هل ازعجتك ؟
على الرغم من التعجب الذي ظهر على ملامح الشاب أندريه لوهله جراء تغير طباع الأمير السريع الا انه عاد ليقول حين عودة قطبة الحاجبين : أبدًا .. كل ما في الأمر ان هذا غريب !
ضحك الأمير جآك بخفة حيث كان يجلس على كرسي ابيض رائق مُذهب تحت شجرة مُثمرة في حديقة قصر عمه ، بينما يتكئ أندريه على الشجرة عاقدًا يديه أمام صدره : لم اكن اقصد ذلك حقًا .. فـ للمرةِ الاولى أقابل فتىً في الـ 17 بملامح صغيرة كهذه !
قال جملته الاخيرة وهو يلقي نظرة خاطفة ناحية مُحدثه ينتظر ردة فعلٍ ولو بسيطة تؤكد الشكوك التي حامت فوق رأسه ..
ومع ازدياد تعقيد أندريه لحاجبيه اشاح الأمير جآك بنظره ناحية بوابة القصر الكبيرة القريبة منهما ، وقد جزم أندريه بأنه لمح طيف ابتسامة ماكرة على شفتيّ أميره ~
- هل لي ان اعرف .. لمَ لم تبقى في القصر كما طلب الملك ؟
ابتسامة جآك الهادئة اللطيفة لم تختفي بعد ، يتقدم أندريه الذي لم تغادر التقطيبة حاجبيه بعد ، يتمشيان وحدهما في الغابة التي بدت رائعة بنور الشمس البرتقالي الذي أوشك على ان يختفي ..
رد الأمير على سؤال حارسه بسؤال آخر جعل نار الحيرة تشتعل في عقل الاخير : اذاً لم تخبرني عن نفسك .. من اي مملكة انت ؟
رفع أندريه احد حاجبيه مستشعرًا أمرًا مريبًا في تصرفات الأمير : بيوتآ !
قالها بامتعاض جعل من الأمير يضحك بخفة قائلا وهو يقف بجانب شجرة كبيرة : حقًا ؟ .. وما الذي كنت أتوقعه غير هذه الإجابة ؟
بدا جآك يتحدث مع نفسه حينما اعاد الاخير رأسه للخلف كي ينظر لـ أندريه ، نظرته هذه المرة مختلفة فقد كانت خالية من اللطف على الرغم من الابتسامة اللطيفة التي لم تَزل على شفتيه ..
ازدرد أندريه ريقه حينما امسك جآك بسيفه الموجود على حزام خاصرته ، كان مقبضه اسوداً كُتب بخط واضح صغير 'في ذات الوقت' رمادي ؛ اسم جآك كاملاً [ الأمير الثآني لـ مملكة كلآرينس 'جآك لـوريت' ] ،
لوهله شعر أندريه جراء انقضاض جآك نحوه بأن نهايته قد حانت ، الا ان تخطي الأمير له جعله يلتفت سريعاً ناحية مجموعة كبيرة من الرجال ضخام الجثة مقززي المظهر ، جميعهم إمتلكوا أسلحة بأنواع شتى 'سيوفاً وفؤسًا' بملامح خبيثة أكدت مغزى ما يريدونه منهما من نظره واحده فقط ..
اكثر ما كان جاذبًا للنظر بالنسبة لأندريه هو أميره الذي وقف أمام المجموعة الكبيرة بطريقة غير مبالية ممُسكًا بمقبض السيف في يده اليمنى بينما اليسرى قد كانت ساكنة بجانب جسد جآك ..
أعطى الأمير نظره خاطفة لـ أندريه ، قائلا بثقة بدت واضحة من نظراته 'كما ان أندريه قد ظن بأن عينيّ الأمير الخضراء قد تحولتا للون الأزرق' : أبقى خلفي .. ايها القزم !
راقب ظهره بصدمة شديدة حيث يقف بين أصحاب الجثث الضخمة والذين اصبحوا بلا روحٍ الآن ، لم يقدم له أية مساعدة وعلى الرغم من هذا هو 'وكـ سمعته المخيفة' لم يصب بأي خدش ولو كان صغيرًا ..
التفت جآك ناحية أندريه قائلا بابتسامة لطيفة : لنعد للقصر !
اعاد السيف لغمده مُتجهًا ناحية أندريه ، تخطاه بخطىً هادئة الا انه توقف حين لم يشعر بتحرك حارسه ، التفت برأسه ناحيته : اممم ، ايها الصغير .. هل من مشكلة ؟
هز أندريه رأسه بسرعة قائلا وهو يهرول ناحية الأمير : لا أبدًا !
اعاد جآك رأسه للإمام قائلا وهو يمدد يديه للأعلى : جيد ~
- اممم .. ما سمعته ان الأمير لم يكن يخرج من القصر كثيرًا !
قالها احد الشبان الستة الذين تجمعوا حول نار مُشتعلة تحت ضوء القمر ..
كان المكان حولهم فارغًا مما جعلهم يأخذون حريتهم خلف قصر العائلة الحاكمة لمملكة بيوتآ ، أحدهم قد وضع رأسه على فخذ أندريه مُريحًا اعصابه وعلى وجهه ابتسامة مرتاحة ..
بدا الآخر بارد الأحاسيس بملامحه الخالية من التعابير حيث جلس بجانب أندريه من الجهة الآخرى 'علمًا بأنه من نطق تلك الجملة بهدوء بدا معتاداً عليه' ~
الثلاثة الآخرين إتخذوا مجلسهم أمام النار من الجهة المقابلة لجهة أندريه وقد كان أحدهم الآخ الاصغر لـ الأمير كريس وعلى وجهه علامات الانزعاج من موضوع ابن عمه ..
بينما الاثنان الآخران قد بدت الحماسة على وجوههم لمقابلة جآك خاصة بعد تلك القصة القصيرة التي سردها أندريه لهم بدقائق !
- ما زلت أظن انه مجرد اميرٍ مدلل ..
قالها الأمير بآترك بانزعاج وهو يشيح بوجهه عنهم ،
تأمله أندريه بصمت سرعان ما قال بسخرية وقد ظهرت ابتسامة مستفزة على شفتيه : أحدهم يغار من الآمير جآك !
نظر بآترك له بحدة جعل من أندريه يضحك بخفة مُكملًا كلامه : بصراحه لا ألومك .. انه اميرٌ كامل !
قال توني الذي يجلس بجانب أندريه ببرود وهو يعقد يديه أمام صدره : بآترك لن تفيدك الغيرة .. فأنت لن تصبح مثله أبدًا !
بدا وكأنه يسخر من الأمير الصغير على الرغم من ملامح وجهه الهادئة ، قال أنطوني الذي يجلس بجانب بآترك بحماس متجاهلًا 'التشجيع' الذي يحضى به بآترك : انا اود مقابلته ، لمَ لم يقم الملك بتعييني انا كـ حارس له بدلًا منك ، أندريه !
سخر أندريه منه بكلمة واحده : لأنك فاشل ..
ظهر الامتعاض على وجه أنطوني قائلا وهو يعتدل بجلسته : شكرًا على التشجيع !
كاد أندريه يتكلم لولا ان الشاب الذي يضع رأسه على فخذ الاخير فتح عينيه الفيروزيتيّن قائلا بـ ارتياح : صغيري ، هلا توقفت عن الحركة !
نظر أندريه لـ سآم بانزعاج شديد من كلمة 'صغيري' الذي ما بات سآم يتركها منذ اول لقاء لهم قبل سنة ، هز قدمه بطريقة مزعجة جعلت من الشاب فيروزيّ الأعين يعتدل بجلسته وقد بدا الانزعاج على وجهه ..
وقبل ان يعود سآم لإستلقائه كما السابق تكلم أندريه بجدية وهو يعقد حاجبيه متأملًا النار بشرود : انه يعاملني بغرابة ، لقد سألني من اي مملكة انا ..
رفع مآيك الذي لم يتكلم بأي كلمة بعد احد حاجبيه ، لينطق اخيرًا : حسناً ، قد يكون ذلك لكونك متهجمًا دائماً ، فلا احد في مملكة بيوتآ مثلك !
قالها بطريقة أراد منها استثارة أعصاب الشاب ، وقد نجح بذلك إثر اعصاب أندريه النارية ، فقد رمقه الاخير بنظره حادة وضحت مبتغاه كاد مآيك يقف كما أندريه لولا ان صوتاً خلف الاخير : بآترك .. انت هنا ووالدي يبحث عنك في الداخل !
نظر السته ناحية الأمير كريس والذي تقدم بخطىً هادئة ناحية النار كي يجلس بينهم ، لم يقف بآترك من كلام شقيقه الأكبر بل قال بملل : وما الذي يريده مني الآن ؟
- ليس بتلك الطريقة تتكلم عن والدك خلفه ، بآترك !
نظر بآترك لصاحب الجملة بصدمة سرعان ما تحولت ملامحه للانزعاج قائلا وهو يشيح بوجهه عنه : لا دخل لك في هذا !
ابتسم جآك بخفة قائلا وهو يتجه لآندريه متجاهلاً تصرف الأمير الطفولي ، ربت على رأس حارسه قائلا : هل تشعر بالنعاس ؟
تحولت ملامح أندريه للاستغراب الشديد من تصرفه وكأنه أخيه الأكبر ، اتسعت ابتسامة جآك اللطيفة وهو يشعر بنظرات الشبان خلفه ، اردف مبررًا سؤاله : فيبو بأن عمي لن يسمح لي بالخروج بدونك !
وقف أندريه بسرعة قائلا باستغراب : ليس انا من يشعر بالنعاس في هذا الوقت لكن .. هل حقًا ستخرج في هذا الوقت ؟
التفت جآك برأسه ناحية خادمة شقراء وقفت خلفهم وبيدها جآيد ، قال الأمير بحنان واضح من عينيه : أريد ان اخرج مع جآيد قليلاً ، لذا تعال معي كي يسمع لي عمي بـ ذلك !
هز أندريه رأسه بصمت ، وقبل ان يخطو خطوة واحده رفع كلٌ من سآم أنطوني توني ومآيك يده اليمنى قائلين معاً دون سابق إنذار : أريد الذهاب أيضًا !
- اذاً انتم جميعًا في الفرقة الذهبية من الجيش !
قالها جآك وهو يرفع رأسه ناحية السماء متأملًا اياها بينما يحمل بين يديه جآيد بخفة وحذر ، رد سآم وهو ينظر للأمير من طرف عينه حيث يمشي بجانبه : اجل .. انا وتوني تُبنينا من قِبل الملك ، بينما مآيك وُلد في القصر فوالدته مستشارة الملكة بينما والده مستشار الملك ، أنطوني هنا منذ 10 سنوات بينما أندريه من سنة واحده ، وعلى الرغم من ذلك هو الاول هنا !
نظر جآك ناحية أندريه بابتسامة بسيطة على شفتيه ، شعر أندريه بذلك الا انه حينما نظر للأمير وجده ينظر أمامه وقد جزم للمرة الثانية بأن الأمير بالكاد يستطيع إخفاء ابتسامة ماكرة ~
' بعد أسبوع '
انتظار دام طويلاً خاصة وكون أندريه عدوًا لدودًا لما يسمونه صبرًا ..
يقف بجانب غرفة الأمير الذي بدوره يبحث عن زي مناسب لحضور اجتماع مغلق بين خمسة ملوك 'مع عمه' ،
لوهله شعر أندريه بأنه سيبيت هنا خاصة وكون الشمس تصطدم برأسه من النافذة الكبيرة ، اخيرًا أُعلن الفرج عن الشاب حينما فُتح الباب وخرج جآك بزي ابيض زُيّن ببعض الخطوط السماوية ..
- ايها الأمير ، لقد تأخرت !
ابتسم الأمير بهدوء لطيف مجيبًا وهو يخطو مبتعدًا عن الباب جاعًلا من أندريه يتبعه : اعتذر .. فقد ورثت عدم القناعة من والدتي كما يقول الجميع !
أغلق أندريه عينيه بتعب ، اسبوع واحد يكفي لأن يجعله عالماً بكل عادات الأمير خاصة خروجه الليليّ والذي بات يعرف سببه منذ اول مره ..
إلا انه يشعر بـ هالة سوداء غربية تحوم حوله .. وهو يعلم جيداً بانه الوحيد الذي يشعر بذلك ~
- حسنًا ، يمكنك ان تنتظرني هنا يا صغير ، لن يطول الأمر .. ليس كما اختياري لهذه الملابس !
إتكأ أندريه على الجدار بينما اتجه جآك ناحية الباب الكبير ذهبي اللون ..
حيث فتحه الحارسان الواقفان عند طرفي الباب ~
جلس جآك بين عمه ملك مملكة سيسك ..
كانت قد تغيرت ملامحه للجدية ، كما ان الهالة اللطيفة التي ولطالما إتسم بها قد اختفت ،
ابتدأ الحديث ملك فلوريآ بابتسامة هادئة : بداية أيها الامير ، اقدم تعازي الحارة لك !
هز الامير رأسه بصمت وهو يشيح بوجهه عنه ، بدت ابتسامة الملوك الثلاثة المقابلين له مصطنعة ..
لم يهتم بهذا كثيراً ولم يكن ليهتم بالأمر اصلاً ، تكلم ببرود وهو ينظر لملك فلوريآ بحدة واضحة : ما الذي تريدونه مني ؟ ، إن كنتم تظنون بأني سأتغاضى عن كون هذا الاجتماع المغلق بناء على طلبي .. فهذا حقاً غباء منكم !
تنهد ملك فلوريآ صامتا حيث تكلم ملك ايرويكآنآ بعد ان اختفت ابتسامته : أهذا جزاء محاولتنا لمساعدتك ؟
- اجل اجل .. مملكتان فقدت ملكها بسبب تباطؤكم ، انتم فقط تشعرون بالخوف من اي انقلابات قد تكون ضدكم !
حل الصمت لدقائق فعاود جآك يقول ببرود وهو يحرك كرسيه بطريقة مزعجة مستفزة وقد بدأت ابتسامة ماكرة تظهر على شفتيه : قبل سنة وشهرين .. حصل انقلاب في مملكة مينتآ ظنًا منكم أنها مشكلة داخلية لا دخل لكم بها .. مر شهر كامل على الانقلاب حتى وصلت لـ كل الممالك الـ 6 رسالة إحتوت على تحذير بأن الانقلاب القادم سيكون لأيٍ منها .. لم يهتم ايٌ منكم بالأمر فقد ظنوا أنها مزحة سخيفة من قطاع طرق لا فائدة منهم !
وها هو الآن صاحب الرسالة الغامض يُثبت الأمر بـ انقلاب المستشار الاول لمملكة كلآرينس ، هو حقًا ذكي كونه اختار أقوى مملكتين من بين الـ 6 كي يبدأ بهما ..
أغمض عينيه صامتًا لثواني معدودة تمنى الملوك الخمسة فيها 'حتى عمه' بأن يستمر في صمته ، إلا ان حركته حين بعثر شعره البني جعلت منهم يراقبونه بترقب ، أكمل كلامه بـ خبث : لأكون صريحاً معكم .. من الممتع رؤيتكم تسقطون واحدًا واحدًا .. حتى انت 'عمي' !
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعمه من طرف عينه مما جعل الأخير يضغط على قبضته بقهر ..
الصمت الذي استمر بعد ذلك كان طويلاً جعل من ملك مملكة بآريتيفيآ يسأل : وهذا يعني بأنك لن تساعدنا ؟!
ابتسامه ماكرة ظهرت مره أخرى وهو يرد عليه : قد لا افعل ..
كل منهم ظهرت علامات الغضب والامتعاض على وجوههم ليقول ملك مملكة سيسك أخيرًا من بعد صمته الطويل ذاك : قد ؟ .. اي قد يكون هناك إجابة أخرى لهذا السؤال !
تنهد جآك وهو يضع وجنته على يده اليمنى بينما يده مُتكأة على يد المقعد : سأفعل .. فأنا لن أهنأ بنومي حتى انتقم من صاحب الرسالة ذاك .. هو السبب في موت والداي ولست انا من يسامح على ذلك !
لم يصمت بل إنه استمر في التحدث قائلا بلا مبالاة : هناك شرط واحد فقط لأساعدكم ..
منذ ساعة كان قد خرج من غرفة الاجتماع المغلق ، يقف الآن قُرب بقعة في حديقة القصر الخلفية مليئة بأزهار الجاردينيآ البيضاء ..
وكما ورث من والدته عدم القناعة كان قد ورث منها حبهُ لهذه الأزهار .. ومن حسن حظه انه وجدها هنا وإلا لما كان ليستطيع تعديل مزاجه الغريب بالنسبة لمن حوله ~
أغمض عينيه وهو يتذكر الجزئية الوحيدة التي أخفاها عن الجميع من ذلك اليوم المأساوي ..
كانت دموعها تنزل بغزارة بينما تتكأ على يدها اليمنى حيث تجلس على الأرض ..
تراقب شقيقها الصغير الذي يصارع الألم جاثيًا على ركبتيه ارضًا ، واضعًا إحدى يديه على فمه بينما الأخرى على الأرض ، إحدى عينيه كانتا بلون ازرق هادئ اختلفت تماماً عن لون عينيه الاصليتيّن ~
ابعد يديه عن فمه وهو يلهث بتعب ، قالت جيسيكآ أخيرًا بعد صمتها : توقف عن مقاومتها أخي ، لن تفعل شيئًا نحن بعيدان عن المملكة !
لم يستطع إخراج كلمة من فمه ، عينيه التين أتسعتا بشكل مخيف جعل من بكاء شقيقته يزداد .. وهذا زاد من حالة مقاومته سوءاً ..
ببطء تحركت يده اليمنى ناحية سيفه إلا انهما توقفت ما ان أمسكت بـ المقبض الخاص بالسيف ..
عادت بسرعة ناحية رأسه ، همس بعدة كلمات جعلت من شقيقته تبكي أكثر : يكفي .. يكفي ، هذا مؤلم !
حاولت جيسيكآ الاقتراب من جآك إلا ان تحرك يد جآك السريع الى خنجره جعلها تتوقف سرعان ما خرجت شهقة فزعة من بين شفتيها حينما نظرت لخط الدم الذي نزل من طرف فمه ..
بدأ يتنفس بصعوبة وهو يغمض عينيه التين عادتا للون الأخضر ..
اقتربت جيسيكآ منه بسرعة محتضنه رأسه ، أرادت ان تخفف عنه بأي كلمة إلا أنها فقط استمرت بالبكاء بينما شقيقها يتنفس بصعوبة بين يديها !
فتح عينيه بسرعة ، لم يعلم لما قفزت فكرة الطعن الى رأسه فجأة ؟ ، بل انه لم يفكر بالأمر طعن نفسه من دون ان يفكر !
تنهد بتعب وهو يبتعد عن أزهار الجاردينيآ .. الكثير من الأشياء تشغل عقله ولن تستطيع تلك الأزهار تعديل مزاجه مهما حاول ~
حل الليل ومازال جآك في غرفته منذ انتهاء الاجتماع ..
سمع من أندريه بأن حفل عشاء مُقام في القاعة الرئيسية لقصر العائلة الحاكمة لمملكة بيوتآ ~
ليس من عادته الاهتمام بالحفلات وهذا ما جعله يعتكف غرفته هذه الليلة ليس لينام إنما كان ينظر للفراغ من دون ان يفكر في شيء ..
ثوانٍ قليلة سمع عندها صوت انفجار واهتزاز بسيط في غرفته ..
اعتدل بجلسته على السرير وهو يتلفت حوله ، لم يعلم لماذا ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه ،
وقف سريعاً وهو يتجه نحو الباب فتحه ليجد أندريه واقفاً بحذر وهو يتلفت حوله متربصًا اي حركة قريبة من غرفة الأمير ،
لم يهتم جآك بندائات أندريه له بل انه اتجه ناحية السلالم كي ينزل منها الا انه توقف حينما شاهد ظهر أحدهم يرتدي معطفًا اسود غطاه حتى أخمص قدميه ..
يقف بين حطام الجدار القريب منه والذي اظهر نور البدر الكامل 'عِلمًا بأن اليوم هو عيد ميلآد جآك الثامن عشر'
التفت الشخص بسرعة ناحية جآك ليظهر للأخير الجزء السفلي من وجه الرجل الغامض ..
ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي ذاك الرجل وهو يشير بإصبعه ناحية الأمير : هذا هو من آريد ..
عقد جآك حاجبيه باستغراب نزل الدرج بخطىً سريعة وقف امام الرجل قائلا وهو يميل برأسه : هل أعرفك ؟
لم تختفي الابتسامة من على وجه الرجل بل انه جثى على إحدى ركبتيه وضع يده اليمنى المقبوضة على صدره قائلا باحترام : وجدتك اخيرًا ، سيدي الصغير !
ابتلع جآك ريقه بفزع وقد بدأت فكرة واحده تجول في عقله ~
[img3]http://im42.gulfup.com/MJpDb.png[/img3]
أسفة جدًا على التأخير ..
حقًا أعتذر وبشدة >,< ..
ظروف سفري وما الى ذلك خاصة أن أخي أناني بشكل مزعج -^-
صراحة لا اعلم ما يجب علي قوله لكني أعدكم بأنه سيكون التأخير الأخير ،
البارت الثالث سيكون الأسبوع القادم يوم الأربعاء بإذن الله =) ..
دعوني من هذه الثرثرة ولأذهب ناحية البارت سريعاً :ha3: ~
كما ترون جآك لديه قوة غامضة وأسرار كثيرة وتصرفات مريبة حيرت أندريه ..
اعلم ان البارت معقد قليلا لكن التعقيد سينتهي قريبًا أعدكم ..
شخصيات جديدة قد ظهرت 'ألكسندر ، أندريه ، بآترك ، سآم ، توني ، أنطوني ، مآيك' ..
ألكسندر / صديق الطفولة والذي يفهم جآك أكثر من غيره ..
أندريه / الذي يكاد يموت حيرة من تصرفات الأمير ~
بآترك / الغيور ، والذي يكاد يموت غيرة من جاذب أنظار الجميع 'جآك' !
سآم ، توني ، أنطوني ، مآيك / لا شيء معم عنهم حتى الآن ~
تعليقاتكم اذا سمحتم :7ayaty: !
الممالك /
- كلآرينس : الملك جوي 'ميت'
- مينتآ : الملك دآنيآل 'ميت'
- بيوتآ : الملك كلآريس
- فلوريآ : الملك بآك
- إيوريكآنآ : الملك رآيكاك
- بآريتيفيآ : الملك مآرك
- سيسك : الملك رآي
كل منهم يكن حقد اتجاه جآك ..
لا أظن بأن السبب هو ، قد يكون احد أقربائه :baaad: ..
اترك لكم التعليقات على جزء استثارة جآك لأعصاب الملوك الخمسة ~
الرجل الغامض الذي ظهر في نهاية البارت والذي يطالب بـ جآك ..
أية تعليقات ؟
أخيراً رأيكم بالبارت ؟ واكثر شخصية قد نالت على حبكم لا بل جذبت نظركم كونها بداية فقط ؟
في النهاية أتمنى لكم رمضان طيباً وأول يوم سعيد فيه ..
بالنسبة لي فبما ان الفرق الزمني بيننا هو يوم فغدًا هو هو اليوم الذي سأصوم فيه :ha3: ..
انتظركم بشوق أعزائي ~
~ فِيْ أَمَآنْ الله وَرِعَآيَتُه !