كانت الفوضى تعم القصر و صاحبه الجريح أخذوه لغرفته الخاصة فقد اغشي عليه و استدعوا الأطباء الحكماء لأجله , بقي بعض الضيوف للاطمئنان و الكثير منهم غادر ..
قالت غاردينيا للحرس : أنا مغادرة , يجب أن أذهب لأبي ..
ألقت نظرة أخيرة على الوزير ثم غادرت بسرعة , و طوال الوقت و فكرها مشغول و متوتر , "دايمنـد" تعرف على الجوهرة فوراً أنها زمردة بنفس لون عينيها ... و هي ملك لأمه .. هل هي حية , لو كانت كذلك لما ترك القلادة معها ...! , كما أنه يقول الكثير من الأشياء التي لم تفهمها ...
هو حزين و غاضب و يسعى لشيء ما ... و لكنه قال مالذي يمكنه أن يلحق به , و أن كل شيء يتسرب من بين يديه !!.
تنهدت بضيق وهي تحدق بالظلام خارج العربة , لا شك بأن دايمند ليكسار , وحيد .. ربما فقد كل عائلته .. ادركت بأنها تعرف اسمه كاملاً .. واسم والده .. مارسيز ... فكرت بتردد , هل ستبحث عنه ؟!.
كان الملك قلقاً جداً على وزيره و كلفوا فرقة محترفة للبحث عن الاشرار المتسللين و قد عرفوا بأنه هو اللورد الأسود من اقتحم المكان و كاد يقتل المساعد الأول لولا تدخل غاردينيا , تفحصها والدها جيداً بقلق شديد ..خشي أنها أصيبت بالمعركة الفوضوية التي حدثت ... لكن الأميرة أكدت لوالدها أنها بخير تماماً...
ولم تقل بأن دايمند أنقذ حياتها و للمرة التي لا تدري كم .. لأن الملك غاضب جداً من اللورد و ظن بأنه لن يظهر مجدداً .. كما أنه أخذ يفكر بإعادة النظر في الدواء الذي تأخذه كل ليلة ...
_ سوف تتناولين هذا الدواء ثلاث مرات كل يوم .
قال الطبيب بهدوء وهو يجهز لها الزجاجة , احتجت غاردينيا بحده : لا , هذا ليس دوائي ..
_ إن الملك لا يثق بذلك العلاج ..!
رفضت الأميرة بإصرار : انتظر فقط لتروني أتألم كل ليلة , لن أسامحكم قط...
قال الطبيب بتوتر : سموك أرجوك , هذا سينفعك كثيراً , لقد جهزناه خصيصاً لأجلك .. أن الملك قلق من أن يكون ذلك العلاج سماً قاتلاً على المدى البعيد .. أنه لا يريد فقدانك , أرجوك أفهمي هذا جلالتك !!.
صرخت غاردينيا غير قادرة على التحمل : لااااا !!. لو كان يريد قتلي لفعل منذ زمن , ولما أنقذ حياتي مراراً...!!
دخل الملك فجأة وهو يقول : أسمع صوت غاردينيا عالياً !.
حدق بها : لمَ تصرخين يا صغيرتي ؟!.
كانت هي تجلس في سريرها الكبير و حولها ثلاث خادمات و الطبيب مع مساعدته , وهي فقط خجلت من والدها و قالت بصوت هادئ متماسك : لقد جلب لي الطبيب دواء آخر !.
اقترب الملك وهو يقول : بالطبع , لقد صنعنا لأجلك علاجاً جديداً يساعدك يا حبيبتي بدل ذلك الشيء الذي لا ندري ما هو !.
زمت الفتاة شفتيها وقالت ببرود : ذلك الشيء الذي تدعوه ليس مؤذٍ لي , أنه قد يشفيني حقًا !.
ضاقت عينا الملك و رد ببطء : أنا أعرف أين تكون مصلحتك يا صغيرتي ..لا تثقي بأي أحد غيري !.
لكن غاردينيا أصرت : لكنه لا يحاول قتلي أبي , أنه لا يسعى لأذيتي .. و كان يملك مثل هذا العلاج و لمَ لا ...
_ عمن تتحدثين !؟ , عن ذلك العدو ! , غاردينيا كاد يقتلك بالحفلة !!.
فتحت الأميرة فمها لا تصدق إن من كاد يقتلها هم حرس ذلك الوزير !! , قالت مندهشة و غاضبة : ولكن من قال لك ! , أنه لا يريد قتلي لكان فعل منذ زمن !!.
احتد صوت الملك أيضا وهو ينظر إلى الخدم حولها : زارو مساعدي وصف لي كل شيء !. لقد سحب السيف بوجهك و أراد سرقة تلك الهدية التي أعطاها لك !.
شهقت غاردينيا صدمة و غيضاً , ذلك الوزير كاذب بارع !.. خرج الخدم و الطبيب من الغرفة عندما ألقى عليهم الملك نظرة مرعبة !!..
_ أبي !!. دايمند لا يمكنه أن يرفع السيف بوجهي !!
_ من ؟!!
أحمر وجهها توتراً و تلعثمت وهي تكرر بارتباك : أعني أنه لا يريد أذيتي الآن !. لقد طعنه زارو بظهره وهو غاضب منه !!
التمعت عينا الملك وهو يقول مقاطعاً : لا يمكنك أن تعرفيه يا غاردي! , أنه العدو وهو ماكر جداً , ثم أن كل هذه الأمور الكبيرة لا تتدخلي بها ستؤذين , و أنا لا أتحمل هذا ... على كل لقد أرسلت فرقة للبحث عن مركزه , كي نهجم عليه مرة واحدة و نتخلص منه ! , أنه يشكل تهديداً للمملكة كلها , فهو يملك جيشاً كبيراً حقاً مع أننا لا نعرف له نفوذاً...
التفت بعيدا وهو يفكر بصوت مسموع : أين يمكن أن يكون مكانه ؟!.
أخذت غاردينيا تتنفس بسرعة وغضب ... كل هذا كذب... حسنا ليس كله , لكن .. ماذا عنه ؟!... لن يقوم أي شخص مهما كان بالقفز خلفها عندما سقطت من البرج و انقاذها !!.. ما عداه ..!! أنه شخص غير طبيعي .. أنه مميز , وذو تفكير بعيد ...!!
همست من بين أسنانها من شدة الغيض الذي يحرقها : لقد أنقذ حياتي ... لولاه لما كنت هنا و لكنت أنت تحضر جنازتي الآن !!.
التفت الملك فزعا يحدق بها , قال بصدمة : مالذي تقوله ابنتي الوحيدة ؟!!
التمعت عيناها الزرقاء الجميلة وهي تقول بغصة : ألا... يمكنك... أن تجتمع به و تسأله ماذا يريد ؟!!
تغير وجه الملك فجأة و قال بحدة غير مقصودة : كان ذلك واضح جدا , ولكنه انتهى !!
فتحت فمها وهي تقول مندهشة : لقد اجتمعت به !!... ولكن ... اختلفتما صحيح !!. ماذا يريد منك ؟!!.
_ أنها شؤون الكبار !!. يجب عليك أن ترتاحي الآن ...!
وقفت غاردينيا بعيدا عن سريرها وقالت بضيق : آه يا ربي أكاد أجن , أنا لست بطفلة !. لا شك بأن مشكلتكم تافهة جدا لو اخبرتموني لوجدت لها حلاً بسرعة ...!
_ غاردينيا كيف تتحدثين ؟!.
ارتبكت هي كثيراً من لهجتها الغير لبقة , فقال الملك وهو يتقدم إليها و يمسك بيدها : أنت أطيعي والدك و ابقي في قصره بأمان .. سيكون كل شيء بخير , حسنا يا صغيرتي ؟!.
قبلها بين عينيها ثم غادر بهدوء ... ظلت واقفة بمكانها مندهشة قليلا ... ربما أثر عليها "دايمـند" من كثرة ما يتحدث إليها بعجرفة وبرود !!.
في صبيحة اليوم الثاني , انهت الأميرة دروسها و واجباتها العادية الخفيفة لأنها مريضة لا يسمح الملك و الطبيب بأن تجهد في أمورها .. ارادت رؤية والدها و ربما تستطيع أن تجر منه كلمة أو اثنيتن ..
وقفت يدها على الباب المفتوح قليلاً و تسمرت عندما سمعت اسم "ليكسار" ... حدقت حولها بتوتر , ولكن لم يكن هناك من أحد .. فأنصتت لصوت والدها و صوت شخص آخر لم تعرفه ..
_ بما أننا وجدنا الأميرة قد أُعيدت إلى قصرها القديم في غرفتها بتلك المنطقة , فهذا يعني بأن مركزه ليس ببعيد ..
قال الملك بهدوء : ذلك القصر قريب جدا من الحدود , لكن أي مملكة تحدنا من تلك الجهة ؟!.
رد الرجل : أنها مملكة ميرديلايك , ملكها مريض هذه الفترة , لذا حاكمها الفعلي هو الابن , الأمير "أليكسس" ..
همهم الملك و قال بغموض : هل تعتقد بأن مركز عائلة ليكسار هناك ؟!. هل تظن بأن ميرديلايك يدعمونه ؟!.
قال الرجل : لا أظن بأنهم يدعمونه سيدي , لكن أصل ليكسار لا نزال نبحث به مولاي , أظن بأن اللورد دايمند هو الفرد الأخير و الوحيد .. وهو فرد غاضب كما يبدو...
قال الملك : لكنهم غير معروفين جداً , هل لديه ثروات لدرجة تكوين ذلك الجيش وحده ؟!.
_ إن الابن اللورد قد اختفى لفترة ما يا مولاي , سنوات طويلة , ولكنه ظهر الآن و نعم يملك ثروات كبيرة كما تبيّن .
_ لكنه أعاد ابنتي فجأة , بعد ايام منذ أن أرسلت له مفاتيح برج متهدم قديم في وسط المملكة الذي بقرب بحيرة صغيرة , لا أدري لمَ يهتم بمكان مهجور كذاك .. كان يريد أموراً أخرى لمح إليها , لكنه فجأة أعاد الأميرة بصمت و مررنا بفترة هدوء ..
_ ولكنه قد ظهر مجدداً في الحفلة , لا شك بأنه متنكراً , و كان يريد قتل سيادة الوزير , هذا كان هدفه هذه المرة ..!
تنتح الملك مفكراً , ثم قال بصوت هادئ جداً : بما أننا بحثنا كثيرا عنه في مناطقنا , لا شك بأنه قرب مملكة ميرديلايك , أريد أن أرسل لهم رسالة خاصة جداً .. يجب أن تصل للملك أو الأمير .. أريد فيها أن أسأله عن وجود عائلة ليكسار هذه في مملكة وهل لها أراضٍ بها أم لا...!
_ أجل يا مولاي , ستكون سرية جداً , هل تريد أن أذهب أنا بنفسي ؟!.
_ أجل يا برايس . أفضل أن تذهب أنت...
ابتعدت غاردينيا بسرعة عن الباب عندما سمعت أصوات تحرك المقاعد دليلاً على وقوف صاحبيها , توقفت ببداية الممر و حاولت أن تظهر البراءة بوجهها , لكنها شعرت بالدوار من انفعالاتها وهي تضع يدها على جبينها ...
فتح الباب و رأت من آخر الممر رجل شاب يخرج , كان بملابس أنيقة داكنة وهو يبتسم للملك الذي خرج معه .. توقفوا عندها وهي تحدق بالرجل الغريب الذي ابتسم لها بلطف ..
قال الملك بحب وهو يمسك بيد ابنته : أهلا صغيرتي , هل انهيت واجباتك ؟ . لا أريدك أن ترهقي نفسك حبيبتي...!.
_ أني بخير أبي...
ثم حدقت بالرجل الذي تبسم لها بشكل أكبر وقال : كيف حالك اليوم سمو الأميرة , تبدين أجمل بكثير ؟!.
لا تدري لم شكت كثيراً بهذا الرجل , لكنها ابتسمت , و ضحك الملك قائلاً : ابتعد , ففتاتي لا تزال صغيرة مدللة لا أحب أن يقترب منها أحد !.
_ لكني متزوج و لدي طفل بالفعل هاها !.
أحمر وجه غاردينيا كثيراً ضيقاً , بينما الرجلان يضحكان معاً عليها ..
_ أنه عقد جميل !.
قال الرجل الغريب بابتسامة مريبة وهو يتأمل عقد أم دايمند .. ردت وهي تتحسسه بيدها برقة : شكراً لك , لكن يا سيدي من تكون ؟!. أني لم أرك من قبل هنا ..!
لكن الملك هو من قال : أنه يدعى برايس كاسيل وهو مستشار خاص جداً , استدعيه أنا فقط لأجل الأمور المهمة !.
قال المدعو برايس فجأة بهدوء : يمكنني التأكد من صحة بعض الأمور أو عدمها , يمكنك استشارتي أنا أيضاً إن أردتِ سموك , أنا في خدمتكم دائماً ..
ردت غاردينيا بأدب : شكراً لك أيها المستشار !.
و عندما حل المساء لم تستطع رؤية الملك أبداً , كان في اجتماعات مهمة طويلة , بحثت الأمر كثيراً بعقلها هي أيضاً تريد التأكد من صحة بعض الأمور , كما أن لم تعد تثق بذلك الوزير المدعو زارو , و تشك أيضا بالمستشار برايس هذا...!
أوقفها الحارس قائلا بتهذيب : عذراً مولاتي لا يمكنك الدخول هنا !.
حدقت بالحارسين الواقفين بجانبي الباب الكبير القديم أسفل الدهليز , قالت مجدداً : لم أدخل هنا من قبل , لكن الآن يجب أن أفعل !.
قال الحارس مجدداً : يتطلب الأمر إذنا خاصاً من الملك نفسه أو المساعد الأول ...
ردت باحتجاج حاد : أنا الأميرة !! عليكم أن تدخلوني فوراً ... لن أجلب أي إذن !!
توتر الحارس من غضبها و قال مجددا : إن الأرشيف و المكتبة الخاصة مكان مهم و سري جدا أيضا سموك , من الصعب الدخول إليها !. أرجوك أن تفهمي الأمر ..
شعرت الأميرة أنها لو أصرت سوف تفقد الحارسين وظيفتهما , فوالدها قاسٍ جدا من ناحية الحراسة , فلتفتت بغيض و أخذت تمشي عائدة من هذا السرداب الطويل ... لا تدري لم أصبحت حادة الطباع فجأة ..!!
توقفت في الممر و قد رأت ذلك المستشار الخاص يسير وحده و بيده مخطوطة ما .. و عندما مر بها تبسم وهو يقول :
_ مساء الخير , سموك ! , هل تناولت العشاء ؟!.
ردت بحده غير مقصودة : نعم مهما يكن ..!!
رفع حاجبيه تعجباً و أوشك على الذهاب , لكن فجأة شعرت بالذنب فاستوقفته وهي تقول بنبرة لطيفة مذنبة : آووه لقد كان العشاء لذيذاً , لكن ماذا عنك سيادة المستشار .. هل كل شيء بخير ؟!.
رد بابتسام وهو يقف لأجلها : كل شيء بخير , و أشكرك لاهتمامك سموك أنت طيبة جداً ..
شعرت بالارتياح قليلا تجاه هذا الرجل , فسألته بهدوء :أني أتساءل إن كان باستطاعتي زيارة المكتبة الخاص , غرفة الارشيف فقط لأرضي فضولي عن نوع المخطوطات هناك ..!
_ آه ... يمكنك هذا بالطبع , هل حدثتِ الملك...؟!
هي لا تريد أخبار والدها ! , لكنها قالت محتجة بانشغاله : أنها اجتماعاته لا تنتهي ..!
ابتسم وقال : سأخبرهم بالسماح لك بالدخول , ولكن يا سموك أن إردت أي شيء تستطيعين أن تخبريني يمكنني فعل شيء لأجلك ..
ابتسمت بارتياح و سألت : بالتأكيد , لكن .. قالوا بأن الوزير الأول من يستطيع...
رد ضاحكاً : أيتها الأميرة , بصراحة أنا أعلى مكانة من الوزير , أني المستشار الأول الخاص جداً للملك , لكن لأن عملي كما تعرفين خفي قليلاً .. إذن مولاتي من هنا , سأوصلك بنفسي إلى المكتبة...
سألها بهدوء وهم يمشون : أن عقدك أثري و جميل جداً هذه زمردة صحيح ؟!. من أين أتيت بها ؟!.
استغربت اشارته للمرة الثانية إلى عقدها , فقالت بتردد : اهداني إياه .. آ الوزير الأول ..
ضيق جبينه قليلا ثم قال بلا اهتمام كثير : أنه قديم جداً لا يمكن لأي شخص الحصول عليه .
نظر إليها وقال متسائلا : هل قلبته , أرأيت وقت صنعه ؟!.
حدقت به غاردينيا بتعجب و قالت بتردد : لا .. هل تعرفه بشكل ما ...
بدا صامتاً فجأة , ثم قال وهو ينظر بعيداً : لا , لكن معظم المجوهرات الثمينة هكذا ..
دخلوا بقاعة ضخمة مليئة بأرفف طويلة و كأنها لا تنتهي من بداية القاعة حتى نهايتها , و كانت مضاءة بمصابيح قليلة من الزيت لهذا بدا الجو معتما قليلاً و غريباً ...و هادئا جداً و كأنهم عزلوا بعالم ..!
قال المستشار : ها نحن ..! لكن لا تطيلي المكوث هنا عزيزتي , فالجو كتوم قليلاً ..
رد وهي تبتسم له : أجل بالطبع , أني أريد ألقى نظرة فقط , أشكرك مجدداً سيدي المستشار !.
رد الابتسامة وهو يقول : أني في خدمتك ..!
_ هل يمكنك ألا تذكر هذا لأبي ! أنه كثير القلق علي هذه الفترة !.
_ لن أفعل , لكن إن بدأ أشعر بالقلق أيضاً فسيفتضح أمرك ...
و ضحك بهدوء فضحكت هي أيضاً , فكرت كم هو مسلٍ و ذكي .. هذا المستشار .. غادرها بعد أن أوصاها بأن تحترس كثيراً في التعامل مع المخطوطات القديمة و أن تحترس هي بنفسها ..
ظلت تدور فترة من الوقت محدقة بعناوين المخطوطات و اللفافات و الكتب القديمة الضخمة ... كلها تواريخ للمملكة قديماً و أحداث مهمة حدثت و بعض الأمور الدقيقة ..!
أوقفت فانوسها وهي تسحب كتاباً ما من الرف كتب عليه " بحيرة السلام الصغيرة و معركة البرج" .. ضاق جبينها وهي تفتح الأوراق القديمة بحذر .. كانت هناك معركة ما بسيطة .. و خونة و بسببهم أحدهم قتل !.
لكن لم يذكر اسم "ليكسار" وهو الشيء المهم الوحيد الذي تبحث عنه و سببت لأجله هذه الجلبة !.
تنهدت لم تكن هناك معلومات دقيقة .. فاستعدت لإعادة الكتاب و قد بدأت تشعر بالاختناق و الضيق , لكن فجأة انزلق من يدها و سقط !!
شهقت وهي تراه يقع على الأرض المغبرة سبب موجة صغيرة من الغبار , فرفعت بقلق مجدداً تتفحصه , لكن انزلقت منه ورقة صغيرة و وقعت على قدمها بصمت ...
_ آوه !!
نزلت على ساقيها و أمسكت بالورقة باهتمام وحذر , كان ظهر الورقة مزخرف بخطوط سوداء باهتة و زخارف قديمة غريبة , قلبتها و توسعت عينيها وهي ترى رسالة من خط يدٍ أنيق و سريع ..
قربت المصباح و دققت النظر إلى المحتوى .. كان مكتوب :
{ إلى العزيز مارسيز ... أني سعيد لأنك استعدت عافيتك بعد تلك المعركة , كنت قلقاً جداً عليك , لكن ما كان عليك المخاطرة بحياتك هكذا لأجل وعدك ... أني آسف لموت سيلفرس ! كانت صدمة لي أيضاً ... آمل أنك ترى الشيء الآخر الذي أرسلته مع هذه الرسالة .. كن حذراً , كما أني أحببت أخبارك بأن ابني ××××× }
تأوهت غاردينيا وهي تحدق بأسفل الرسالة المنقطع !!..
لقد انتهت !!.. لكن , كيف ومن , و متى ...؟!!
فكرت بأن تبقي هذه الرسالة أو النصف الرسالة معها لقد كانت مقطوعة في الأسفل , انها كانت موجهة لوالد "دايمند" .. و لكن ممن ؟!... و رسالته مبهمة بعض الشيء أيضاً...
آآآه تكاد تجن !! , هي نزلت كي تعرف عن تاريخ عائلة دايمند .. لكن يبدو بأن الوضع معقد ... و منذ دهر بعيد ...! |