10-05-2007, 01:47 AM
|
|
الصلاة في السينما المتتبع للأفلام والمسلسلات العربية التي تفد علينا من الشرق يلاحظ بأن لقطة الصلاة لا تعدو أن تطرح في مشاهد قليلة تعد على رؤوس الأصابع ومن بينها مثلا : * مشهد للبطل وهو يدخل إلى إحدى الغرف ،يجد والده الشيخ يؤدي السجدة الأخيرة وبعد الانتهاء يبادره البطل. الأبن :حرما يا حاج الاب : جمعا يا بني الابن : الا أولي يا بابا ...... ثم يتابعان حديثهما في أمور تخص حياتهم العائلة...... · مشهد لبطل مصدوم جراء فقدانه أعز الناس إليه ،فتجده عاكفا داخل إحدى المساجد يمسك بين يديه كتاب الذكر الحكيم ،تأثره وصدمته واضحة من خلال لحيته الكثيفة. · حالة أخرى تناولت المصلي إنسان démodé ولا يواكب الحضارة كالشاب القادم من الأرياف أو صعيد مصر للدراسة أو العمل بالمدينة،وأول ما يقوم به للانسلاخ من بداوته تركه الصلاة بسهولة كمن يتخلى عن قمامته في أول مزبلة يصادفها،وخاصة أولئك الدين يمتلكون ،عقل كالريشة تهزه الريح وتلعب به كما تشاء . الأشرطة العربية توحي للمتلقي وكأن الصلاة فرضت فقط على الشيوخ ، المصدومين ،المحبطين أو القادمين من أطراف الريف وصحاري الصعيد. أما الأفلام المغربية ،هي الأخرى، عندما بتت لقطة الصلاة فلم تبتعد كثيرا عن ما ذكرته سابق. في شريط morok نجد أن المخرجة ليلى المراكشي جسدت المصلي دلك الشاب المغربي الذي قضى مدة زمنية بالخارج، أنبه ضميره بعد أن صدم صبي صغير بسيارته وقتله فلم يجد من وسيلة للتكفير على ذنبه إلا بالصلاة وطلب المغفرة من الله ،شيء جميل ،ولكن المشكل هنا أن هذه الصلاة مقرونة بحدث أليم. وفي casa by day نجد أن البطل /الشاب يخرج من السجن مشحونا بأفكار انتقامية من الدولة والحكومة التي ظلمته فعكف في حجرته للصلاة والتعبد وبعدهما سينطلق في مغامرة تعلم فنون الإرهاب....مما يعطي فكرة أن الصلاة مقرونة بالتغيير وهما معا مقرونان بالأعمال الإرهابية . أما الأفلام الغربية والأوربية فتحاول زرع في نفسية المتلقي، أن من صفات البطل ،إضافة إلى القوة والذكاء والرومانسية ،انضباطه بمواعيد الكنيسة،فالمتتبع لسلسلة روكي الأمريكية ،يكتشف أن البطل تعود قبل أن يقوم بأية مقابلة في الملاكمة أن يعرج على الكنيسة هي الأولى حيت يستمد قوته . يجب أن لا ننسى أن المتلقي المراهق يتأثر بشكل كبير بالبطل ويقلده في جميع حركاته، لباسه،تصرفاته ،طريقة معالجته لأمور دنياه ،فحبذا لو قام الاخوة الكتاب بإدماج مشاهد الصلاة في كتاباتهم بصورة عادية،دون الاقتصار على كبار السن ، المفجعين أو التائبين . أتمنى أن أسمع في المستقبل مثل هذه الحوارات. الخطيبة : اتأخرت ليه؟..... بألي ربع ساعة مستنياك البطل :سامحيني يا حبيتي أنا ليسا خارج من الجامع،الإمام اخرنا شوية. الخطيبة:حرما ياحبيبي البطل :جمعا يا حبيتي الخطيبة:حا تعزمني على إيه؟ البطل : حاعزمك على طبق بالمهلبية يجنن وطبق بالكوشري في الست زينب . الخطيبة : الله ......مرسي يا حبيبيربنا ما يحرمنيش منك . يبتسم البطل ولا يجيب. كما ترون الحوار جد بسيط إنما له دلالات كثيرة ،بدل أن نقول زحمة المواصلات ،ندرج المسجد والصلاة وغيرهما من أمور دنيانا ،وبدلك تتغير نظرة الفتاة المراهقة وتضيف إلى صفات فارس أحلامها صفة المواظبة على الصلاة . أنتظروا مني مقالات أخرى. youssefkarami.maktoobblog.com |