عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-10-2013, 04:58 PM
 
عدت إلى المنزل و أنا أحمل صندوق الفطائر فوضعته في الثلاجة التي في جناحي !!..
تحاشيت اللقاء بوالدتي لذا من فوري صعدت للغرفه و ها أنا أستلقي على السرير بتعب بعد أن أستعديت للنوم !!..
ليس من عادتي النوم دون أن أقول لوالدتي تصبحين على خير .. لكني هذه المرة لم أفعل لذا أظنها أدركت مقدار غضبي !!..
أخذت أفكر الآن بأحداث هذا اليوم ..!
أولاً ذلك الخادم الذي لم أنجح في إيقاعه ..!
ثانياً إستياء صاحبي مني ..!
ثالثاً شجاري مع أمي ..!
و ربعاً تلك الميشيل الخرقاء !!..
إلى أين ذهبت يا ترى ؟!.. و ما قصدها بكلمات تلك الرساله ؟!..
هذا ما بقيت أفكر فيه حتى غالبني النعاس ..!
.................................................. .....
اليوم يوم إجازه نهاية الأسبوع ..!
مضى يومان على ذلك اليوم ..!
لم أتحدث مع أمي بشأن ذلك الموضوع المشؤوم ..!
و لم أرى ذلك الخادم الوقح ..!
و لم يحدث شيء يذكر !!..
أتصل بي ماثيو و طلب مني أن آتي إلى منزله .. الساعة الآن العاشرة صباحاً .. و ها أنا أقف في ردهة منزل ماثيو ..!
و هاهو ماثيو يقبل ألي و يصافحني : صباح الخير .. هل أنت مستعد ؟!..
أجبته بهدوء : صباح الخير .. مستعد لماذا ؟!!..
إبتسم ماثيو بمكر : سأخذك معي إلى ذلك الملجأ .. أريدك أن تقابل الأطفال هناك !!..
إتسعت عيناي من هذا !!..
يالك من أحمق يا ماثيو : هييييه !!.. أنا لا أريد مقابلة أحد .. هذا غير أنك تعلم أني لا أحب الأطفال !!.. بالكاد أحتمل ميرال !!..
لا أطيق تلك المخلوقات الصغيرة المزعجه !!..
الأطفال .. لا يجيدون سوا البكاء و الصراخ !!..
و لا أعلم لما يغرم الكبار بهم خاصةً الفتيات !!..
أظن أنهم أسوء ما قد يوجد في هذا الكون !!..
بل أظن أن الخدم أفضل منهم فهم مفيدون على الأقل !!..
لكن ماثيو هتف حينها بحماس : فكره !!.. لما نذهب وحدنا ؟!.!..
أتسعت عيناي و أنا أقول : لا تقل أنك ستأخذ ميرال معنا !!..
ضحك بخفة وهو يقول : بالتأكيد لا !!.. و بأي صفةٍ آخذ ميرال ؟!!..
سمعت صوتاً يأتي من خلف ماثيو : مرحباً .. أرى أن السيد مارسنلي هنا ..!
إبتعد ماثيو فرأيت تلك المرأة ذات الشعر البني و العينان العسليتان ..!
أخفضت رأسي باحترام لأقول : صباح الخير سيده ديمتري .. كيف حالك ؟!.. أرجوا أن تكوني بخير ..!
نظرت السيدة ديمتري نحوي ببتسامة هادئه : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أنا بخير فمذا عنك و مذا عن السيدة مارسنلي ؟!..
إبتسمت بهدوء : كلانا في أحسن حال ..!
السيدة ديتمري .. في السابعة و العشرين .. و هي سيدةُ أسرة ديمتري .. فهي زوجة السيد ديتمري ..!
تقدم ماثيو ناحيتها ببتسامه هادئه : خالتي .. سأخرج مع لينك في نزهة صغيره .. و أريد أسطحاب ستيف معنا !!..
قطبت السيدة ديتمري حاجبيها : إلى أين ؟!..
كان ماثيو مطراً للكذب .. لذا قال بهدوء : الجو صحو اليوم .. كنا نود صعود برج إيفل و أستنشاق هواء باريس النقي .. ثم سنذهب إما لميدان الخيول أو ملعب الغولف .. اليوم إجازة و نريد أن نستمتع .. أتسمحين لي بأخذه ؟!..
إبتسمت حينها وهي تقول : إذا كان هكذا لابأس .. لكن إنتبه عليه جيداً ماثيو .. تعرف أنه أغلى ما أملك ..!
إبتسم ماثيو بخبث : بالتأكيد ..!
..............................................
هاهي سيارة ماثيو تقف أمام محل للحلويات .. بينما دخل صاحبها إليه ..!
أما أنا فبقيت أنتظره و أنا شارد الذهن .. و ماهي لحظات إلا و عاد ماثيو وهو يحمل علبةً أسطوانيه شفافه مليئة بكرات الحلوى الملونه ..!
ركب السياره بهدوء : لم أتأخر صحيح ؟!..
نظرت إليه بطرف عين : ليس كثيراً ..!
أنطلق ماثيو بسيارته وهو يمد العلبة إلى الخلف : أمسك هذه يا ستيف .. و أريدك أن تعطي الأطفال الذين سنلتقيهم منها !!..
إلتفت إلى الخلف لأرى ذلك الطفل الذي أخذ العلبة !!..
آخ من هذا الطفل !!..
رغم أنه صبي إلا أنه .. بكاء .. جبان .. مدلل !!!!!!!!!..
ربما هذا طبيعي لطفل في الخامسة من عمره !!..
كان ذا شعر بني و عينان عسليتان واسعتان !!..
يشبه والدته كثيراً ..!
بعد السير في تلك الشوارع القديمة بصمت توقفت السيارة أمام الملجأ : وصلنا أخيراً ..!
كان هذا ماثيو الذي قالها ببتسامة وهو ينزل من السيارة ..!
نزلت و أنا أنظر إليه ببرود : لم أعلم أنك متلهف للمجيء إلى هنا .. هل أغرمت بتلك الحسناء مديرة الملجأ ..!
لم يجب علي بل فتح الباب الخلفي : هيا ستيف .. لا تخف فلا شيء مرعب هنا !!..
نزل ذلك الطفل وهو يحمل علبة الحلوى في يده .. تمسك في طرف بنطال ماثيو فبدأ الأخير يسير بهدوء ..!
وقفنا نحن الثلاثة أمام البوابة .. نظرت إلى ستيف بطرف عين لأرى أنه قد تشبث في بنطال أخيه وهو يقول بخوف : أريد ماما .. أعدني إلى البيت ماثيو !!..
لكن ماثيو قال بجد : كن رجلاً ستيف .. لا شيء مخيف هنا !!..
سار ماثيو لكن ذلك الطفل لم يترك بنطاله فسرت خلفهما : أخوك هذا .. جباااااااان !!..
ماثيو بضجر : أعلم هذا فلا تذكرني .. خالتي تدللـه كثيراً ..!
سرنا بهدوء و أنا أنظر إلى ستيف من لحظة لاخرى لأرى انه لايزال متشبثاً ببنطال ماثيو و الدموع قد علقت في عينيه .. لا شك أنه سيبكي قريباً كالعاده !!..
دخلنا إلى المبنى فنادى ماثيو بصوت مرتفع : آنسه جوليا .. أأنت هنا ؟!..
لم تمض سوا لحظات حتى ظهرت جوليا التي أتت نحونا وهي تقول ببتسامة مشرقه : أهلاً ماثيو .. كيف حالك اليوم ؟!..
أجابها ببتسامة لطيفه : أنا بخير .. مذا عنك ؟!..
بنفس الإبتسامه : حالي جيده .. أهلاً سيد لينك .. كيف هي أحوالك ؟!..
أجبتها ببرود : بخير !!..
قدم ماثيو أخاه لها : جوليا .. هذا أخي الأصغر ستيف .. ستيف رحب بالأنسه !!..
ستيف بصوت بالكاد يخرج : مـ .. مرحباً !!..
ذهلت جوليا وهي تنظر إليه : يااااااااه .. شقيقك لطيف جداً و ووسيم ماثيو !!..
ماثيو ببتسامة هدوء : أنه أخي الوحيد غير الشقيق !!..
لكن جوليا قالت بمرح : ربما هو لايشبك كثيراً .. لكن من يمعن النظر يعلم بأنكما أخوان ..!
نظر ماثيو إلى أخيه الأصغر : هيا بنا .. سأعرفك إلى بعض الأصدقاء ..!
أشارت لنا جوليا بأن نتبعها فسرنا بصمت حيث كان ستيف متمسكاً ببنطال أخيه و نظرات الخوف الطفولية على ملامحه !!..
إقترب مني ماثيو وهمس لي : لينك .. كن أكثراً لطفاً مع جوليا .. لا تكن متكبراً !!..
لم يعجبني كلامه البته لذا همست له ببرود : إن كنت أنت قد أُعجبت بها فما دخلي أنا ؟!..
بدا الإستياء على ماثيو وقد همس : لم أقصد ما فمهته !!..
إلتفت نحونا جوليا بهدوء : أهناك مشكله ؟!.. مابكما ؟!..
يبدو أنها أنتبهت على تهامسنا .. كنت أنوي إجابتها بأنه لاشأن لها !!..
لكن ماثيو سبقني : لا شيء آنسه جوليا .. لاداعي للقلق !!..
آخ من لباقتك ماثيو ..!
رغم أنه صديقي إلا أني في كثير من الأحيان أتمنى قتله !!!..
توقفنا فجأة أمام باب خشبي قد ذهب لون الدهان عنه !!..
كان مغلقاً ففتحته جوليا لتنبعث أصوات الشغب في المكان !!..
يبدو أنني لست الوحيد الذي دهش بل ماثيو و جوليا كذلك حيث دخلت لتصرخ بجماعة الأطفال اللذين يلعبون : هييييه أنتم !!.. مالذي تفعلونه هنا ؟!..
كانت تحدث إحدى الطائفتين !!..
فتيات و فتيه !!.
حيث كانت إحدى الفتيات الثلاث تبكي و الأخريات على وشك ذلك !!..
أما الصبيه فقد كانوا يصرخون و ينشرون في الأرض الفساد وقد إنضمت إليهم الفتاة الرابعه !!..
فور أن صرخت جوليا توقف الجميع عن الحركة و عن إصدار الأصوات !!..
كنت مندهشاً و كذلك ماثيو حيث تابعت جوليا باستياء : يامعشر الصبيان !!.. مذا تفعلون في غرفة الفتيات ؟!!..
ركض الفتية ناحية الباب و هربوا فلم تعترض جوليا طريقهم .. كانوا أربعه !!..
كنت أنظر إليهم بتقزز .. عموماً أنا أكره الأطفال لكن أظن أن بإمكاني تقبل ستيف أما هاؤلاء فيستحيل !!..
لذا .. نظرت إلى ماثيو بضجر : سأنتظرك في السياره .. أشعر بالتعب !!..
كذبت !!.. لكني كنت مطراً لذلك لأن ماثيو لن يسمح لي بالذهاب !!..
لم يعلق فسرت إلى الباب بعد أن ودعت جوليا ببرود ..!
..............................................
لم يكن لي مزاج للإستماع لتعليقات ماثيو على تصرفي بتركي المكان بهذه السرعه ..!
لذا قررت أن أستقل سيارة أجره إلى المنزل .. رغم أني أستطيع أن أتصل بسائق من اللذين يعملون عندي لكني خشيت من أن يشك بأني أفعل شيئاً في هذه المنطقة القديمة التي لا تصل إلى مستواي ..!
مررت في البداية بمكتب جوليا و وضعت فوق الطاولة مبلغ من المال ..!
لا تسألوني لما فأنا أيضاً لا أعرف ؟!..
أما الآن .. فها أنا أسير في تلك الشوارع القديمه حتى أصل إلى الشارع العام ..!
كان الجميع يراقبني .. و ينظر إلي بنظرات غريبه .. ربما بسبب ملابسي الأنيقه و شكلي الذي يبدو أرقى من هذا المكان !!..
عموماً .. رغم أني مررت بعدة شبان من عصابات الشوارع إلا أن أحدهم لم يتعرض لي وهذا جيد ..!
وصلت إلى الشارع .. لم أقف سوا بضع دقائق حتى وقفت سيارة الأجره ..!
.................................
رفعت رأسي بعد أن ألقيت التحية على والدتي و قبلت رأسها ..!
كانت جالسة على مقعدها الجلدي الفاخر خلف المكتب الكبير ..!
تقضي والدتي معظم وقتها هنا تتابع أعمال الشركه ..!
بقينا نتحدث في أمور عادية و متنوعه .. حين أقترحت علي والدتي إقتراحاً لم يفاجأني كثيراً : خادم خاص ؟!..
هذا كان سؤالي لها بعد الإقتراح : نعم .. سيكون هذا أفضل لك .. سوف يساعدك في الكثير من الأشياء كما أنك ستتعلم كيف عليك أن تعامل الخدم .. كل أصدقائك لهم خدم خاصون .. لكني لم أرد أن أقترح عليك سابقاً لأنك تكره الخدم ..!
كانت تقول ذلك ببتسامه .. هززت كتفي لأقول ببساطه : لم أكن لأرفض .. لا بأس بهذا .. موافق !!..
بدت السعادة على والدتي : أحقاً ؟!.. هذا ممتاز ..! حسناً .. أتعرف خادماً بإمكانك الثقة به يعمل عندنا .. أم تريدني أن أقتني لك الأفضل ؟!..
فكرت لوهله .. أنا لم أتعامل مع الخدم سابقاً في غير أمور العمل .. لذا لا أظن أني أستطيع أن أختار ..!
لكن .. لجزء صغير من الثانيه .. سيطر شيطاني على عقلي ليظهر الجانب الشيطاني من شخصيتي !!..
ذلك الجانب الذي لا أستطيع السيطرة عليه ..!
و الذي يجعلني شخصاً متخلفاً تماماً .. فحينها أشعر بأني أمتلك العالم لذا أفعل أي شيء لغاية سيئةٍ في نفسي .. و ببتسامة خبث تنم عن مكر : نعم .. أعرف أحدهم !!..
..........................................
ستووووووووووووووووووووووووووووووووووب !!..

إلى هنا و ينتهي هذا الجزء ..! ^_^

وش رايكم بالتغير الغريب في شخصية لينك ؟!!..

ميشيل .. هل سيكون هذا أول و آخر ظهور لها ؟!!..

و إيش قصة الإبتسامة الشيطانيه اللي ختم بها لينك البارت ؟!!..

كل الإجابات موجوده في الأحداث الجايه ..!

جاناااااااااااا ..
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس