part 5
فور خروجي من المدرسة في اليوم التالي بدلت ملابسي ثم أخبرت ريكايل أني سأخرج و قد أتأخر في العوده ..!
إتجهت ناحية مربض السيارات و ركبت السيارة السوداء ..!
خرجت من المنزل و أتجهت ناحية أكبر مركز تجاري في باريس ..!
و في أرقى محال الملابس .. كنت أبحث عن فستان مناسب لميشيل ..!
و بعد بحث قصير وجدته و دفعت ثمنه ..!
كان باهض الثمن لكني لا أبالي ..!
أظن أنه مناسب لها .. كان ذو لون أسود .. يصل إلى نصف الساق .. له كم لايتجاوز الكتف و معه شال أسود أيضاً شبه شفاف ..!
على الخصر كانت هناك شريطة حمراء تلتف و تتدلى من الخصر حتى الركبه ..!
كما كانت هناك جورية حمراء على الشريطة حيث تتدلى من تحتها الشريطتان زادت من جمال الفستان ..!
إشتريت الحذاء و الحقيبة و الحلي ..!
كل شيء جاهز .. حملت الأكياس و خرجت من المركز ..!
ركبت سيارتي و أنطلقت لأغادر المكان .. أخرجت هاتفي و أتصلت بأحدهم .. و بعد لحظات : مرحباً ..!
أجابني صوت ضجر : أهلاً ..!
بدا الإستغراب علي : مابك ؟!..
بنفس النبره : أين أنت منذ أسبوعين ؟!.. لم نرك أو حتى نسمع صوتك ؟!..
ضحكت بخفة و أنا أقول : هل إشتقت إلي ؟!..
ببرود : لا تحلم بهذا !!!..
علي الآن أن أبدأ بمهمتي : حسناً لا بأس .. كيف حالك ؟!..
بهدوء : بخير .. مذا عنك ؟!..
إبتسمت : بخير أيضاً .. أحتاج إلى مساعدتك .. أأنتي في البيت ؟!..
لم تستغرب طلبي : نعم .. و ما نوع المساعده ؟!..
نظرت إلى الأكياس التي على المقعد المجاور : لا أستطيع في الهاتف .. إن لم تكوني مشغوله فأنا قريب من منزلكم ..!
بمرح قالت : لا لست مشغوله .. حسناً سأبدل ملابسي و أنتظرك ..!
.........................................
ها أنا الآن أقف في ردهة ذلك القصر الفخم ..!
يقف أمامي رئيس الخدم الذي قال باحترام كبير : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بصحة جيده ..!
ببرود قلت : أين آندي ؟!..
لم يستغرب تصرفي معه بل قال بهدوء : إنها في غرفتها .. أخبرتني بأنك ستصل و طلبت مني إستقبالك ..!
لم أجب بل إتجهت بهدوء ناحية المصعد القريب مني .. ركبت المصعد بهدوء و ضغطت على زر الدور الثالث .. أظن أنكم لا حظتم تصرفي بحرية هنا .. ستعرفون السبب قريباً !!..
فور أن فُتح المصعد رأيت أمامي تلك الفتاة الشابه التي تغيرت ملامحها حال رؤيتي فبدت السعادة عليها : لينك هنا !!.. متى جإت ؟!..
خرجت من المصعد و إبتسمت : لم أعلم أنك هنا .. متى عدتي من كندا ؟؟!!..
بدا عليها الإستياء المصطنع : لي أسبوع في باريس !!.. لما لم تزرنا منذ فترة طويله ؟!!.. أمي مشتاقة إليك بشكل كبير !!..
بدا علي الحرج وقلت بهدوء : آآآهـ .. آسف حقاً إنشغلت كثيراً ..!
ببرود و نظرة حاده : ليس عذراً !!!..
ظهرت على ملامحي إبتسامة مرحه و أنا أحاول أن أغير الموضوع : آه صحيح .. في أي شهر أنت الآن ؟!..
إرتفع أحد حاجبيها باستنكار : كالعاده .. فاشل في الخروج من مصائبك !!.. عموماً أنا في شهري السابع !!.. أتعلم .. أخبرت الجميع أني إن أنجبت فتى فسأسميه لينك نسبة إليك !!..
ظهرت على ملامحي السعادة رغم أني لم أستغرب ذلك منها : أشكرك ليندا ..! أنت دائماً في صفي ..!
ضحكت بخفة ثم علقت : المهم أن لا يصير شيطاناً مثلك !!.. هيا أسرع فلا شك أن آندي تنتظرك ..!
بدا علي الإستغراب : كيف علمت بأن آندي تنتظرني ؟!..
إبتسمت بخبث : توقعت ذلك .. صحيح أنكما كثيرا الشجار معاً لكن أحدكما لا يستغني عن الآخر !!.. و بما أنك صعدت مباشرة فلاشك أنك ستذهب إليها !!.. عموماً أشعر أنها مقربة منك أكثر من دايمن ..!
رفعت حاجبي باستنكار : تعلمين أنها كأختي الصغرى !!..
أطلقت ضحكة قصيرة ثم وقفت خلفي و دفعتني بهدوء : أسرع قبل أن تتفجر براكينها !!..
أومأت لها و أسرعت إلى غرفة آندي .. سمعت ليندا تناديني فألتفت ناحيتها .. إبتسمت وهي تقول : لا تنسى أن تسلم على أمي قبل أن تخرج ..!
أومأت لها و أتجهت إلى غرفة آندي ..!
ليندا .. غريبة بحق !!..
أو بالأحرى .. ذكية بحق !!..
لكنها ماكرة بشكل كبير !!..
وقد لا تصدقون بأني لم أتعلم المكر إلا بمراقبتها !!..
شيطان .. دائماً تصفني بهذا اللقب .. أو بالأحرى الجميع هنا !!..
لكن هي أكثر ..!
ها أنا أقترب من غرفة آندي ..!
رأيت الخادم الذي كلفته بحمل الأكياس يقف بانتظاري قرب باب الغرفه ..!
ما إن وقفت أمام الباب حتى طرقت طرقتين ثم ناديت : هيه آندي .. لقد وصلت ..!
سمعت صوتها من الداخل : تفضل ..!
فتحت الباب و دخلت و دخل خلفي ذلك الخادم .. نظرت إلية بطرف عين : ضع الأكياس على الطاوله و أنصرف ..!
حنى رأسه قليلاً وهو يقول باحترام : تحت أمرك سيدي ..!
إتجه ناحية طاولة حولها أرائك متوزعة .. و ضع الأكياس ثم أستأذن بالخروج من تلك الفتاة التي كانت تجلس على أحد المقاعد ..!
.................................................. .............
بعد ن أتفقت أنا و آندي على كل شيء .. سألتني باستغراب : لينك .. أخبرني لما أغرمت بهذه الفتاة خاصه رغم أنها من طبقة فقيره ؟!.. أظن أن أمي و أمك لن يسعدهن ذلك ..!
تنهدت بهدوء و أنا أقول لها بنبرة حالمه : لقد أسرتني عيناها .. أشعر بأنها خطفت قلبي في غمضة عين .. صدقيني آندي لم أشعر بهذا من قبل .. أمي لن تعارض لأن في هذا سعادتي و أظن أن أمك كذلك ..!
ضحكت بخفة علي لتقول بمكر : إذاً حب من النظرة الأولى .. متشوقة لرؤيتها !!..
وقفت و أنا أقول : إستعدي .. سذهب الآن و أسلم على خالتي ثم أحضرها إلى هنا .. جيد ؟!..
وقفت وهي تقول بحماس : سيكون ذلك مثيراً .. لكن أرجوا أن يكون الفستان بمقاسها ..!
أومأت لها و أنا أرجوا ذلك أيضاً .. خرجت من الغرفة و أتجهت إلى المصعد .. أغلقته بهدوء و أخذت أنظر لنفسي بالمرآة التي فيه .. رتبت شعري و ملابسي إستعداد للقاء سادة هذا القصر ..!
فور خروجي من المصعد كان هناك خادم مار بهدوء .. فور أن رآني توقف وهو يقول : سيد مارسنلي .. السيد و السيدة رافالي في غرفة الجلوس بإنتظارك ..!
أومأت له و إتجهت إلى غرفة الجلوس .. تلك الغرفة الفخمه ذات الجدار الزجاجي المطل على حديقة رائعه مليئة بالأشجار و الزهور .. أغلب الأسرة فتيات لذا هذا شيء طبيعي .. كذلك بركة سباحة كبيرة في المنتصف .. يصب فيها شلال بطول أربعة أمتار ..!
رأيت الجالسين أمامي على الآرئك ..!
رجل يبدو في الثامنة و الأربعين من عمره .. ذو شعر بني و عينان سوداوتان .. طويل القامة و لكنه ليس عريض الأكتاف .. تبدو عليه الرسمية و الوقار .. بجانبه جلست إمرأة تبدو في بداية عقدها الرابع أيضاً .. شعر أسود مموج يصل لمنتصف ظهرها .. عينان زرقاوتان صافيتان .. بشرة بيضاء و قامة شبه طويله ..!
جلست معهم ليندا في الغرفة ذاتها وقد كانت تشبه ذلك الرجل بشعرها البني القصير رغم لون عينيها الخضراوتان ..!
تقدمت ناحية السيد و السيده اللذان إبتسما حال رؤيتي .. جثيت أمامهما و أمسكت بيد كلن منهما على حدى و قبلتها .. و أنا أقول باحترام : آسف حقاً لأني قاطعتكم أسبوعين كاملين .. لكن الأمر لم يكن بيدي فقد شغلت بالدراسه ..!
كنت أطأطأ رأسي فسمعت الرجل يقول لي بهدوء : إنهض يا بني و لا تتعتذر .. إن كان الأمر بسبب الدراسه فلا مشكلة لأن ذلك لمصلحتك ..!
وقفت و حنيت رسي قليلاً باحترام : أشكرك على تقدير ظرفي عمي ..!
إبتسمت المرأة وهي تقول لي : تعال لينك لم نتحدث معاً منذ زمن ..!
نظرت إلى ساعتي .. إنها الرابعة و النصف .. بقي نصف ساعة على الموعد ..!
إتجهت إلى الأريكة القريبة منهما و جلست بهدوء .. بدأ الحديث عن أحوالي و أحوال والدتي حتى قال السيد رافالي بهدوء : ليندا .. أخرجي يا ابنتي .. أريد الحديث مع لينك في موضوع مهم ..!
تقلب وجهي و أنا أخشى أن يكون الأمر الذي أفكر فيه .. يبدو أن والدتي أخبرته بكل شيء ..!
وقفت ليندا و غادرت بهدوء فبقيت معهما وحدي ..!
قال عمي رونالد بجد : تعال لينك .. إقترب ..!
وقفت بهدوء و أتجهت لأجلس بجواره .. وضع يده على كتفي وهو يقول بجد : إسمع يا بني .. لطالما كنت باراً بوالدتك .. لم تعصي لها طلباً من قبل .. مالذي حدث الآن ؟!..
سكت و طأطأت رأسي و أنا أفكر في أني لن أنجوا من هذه المسألة ..!
سمعت صوت الخالة كاثرن تقول بحزن : بني .. أنت تعلم أن الأمر في صالحك .. ستتحسن حالك إلى الأفضل و ستنسى ما مضى .. الدكتور جيرالدو إنسان محترم و سيكون صديقك قبل أن يكون طبيبك ..!
إعتصرني اللألم حينها .. تمتمت بضيق و قد إختنق صوتي : لما تضنون أني مريض ؟!!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً صدقوني !!..
شعرت بالسيدة رافالي و قد أسرعت و جلست بجواري من الجهة الأخرى وهي تضع كلتا يديها على كتفي من الخلف و تقول بحزن : لينك نحن نعلم بأنك لست مريضاً .. لكننا نريدك أن تكون بحال أفضل ..! حالك تحزن والدتك و تحزنني و تحزن عمك أيضاً !!.. مهما حاولت إخفاء حزنك فعيناك تفضحك !!.. أرجوك بني أرجوك !!!..
وقفت حينها لكي أهرب من هنا لكن عمي أمسك بيدي و سحبني كي أجلس من جديد وهو يقول : يكفيك عناداً لينك !!.. أنت إبن مارسنلي و حين تبلغ العشرين من العمر سوف تستلم أمور الشركه !!.. كيف ستسطيع التحكم بمن يعمل عندك بهذه الشخصيه !!..
بدا الإستياء علي و أنا أقول : مابها شخصيتي ؟!.. أظن أني قوي كفاية لهذا !!.. كما أني معروف بشخصيتي الجادة و ثقتي الكبيرة بنفسي !!..
لكنه قال بجد و بعض الغضب : تلك هي نصف شخصيتك يا لينك !!.. أنت تحدثت عن هذا النصف لكن مذا عن النصف الآخر ؟!!.. أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان !!!..
جملته الأخيره .. كانت كصاعقة رعدية أصابتني !!..
سرت قشعريرة في جسدي بعدها و قد أثرت فيَّ بشكل كبير !!..
و قبل أن يعلق أحدهم دخلت فتاة صغيرة إلى الغرفة فأجبر السيد رافالي على الصمت ..!
فور أن رأتني قطبت حاجبيها : منذ متى و أنت هنا ؟!..
كانت طفلة في العاشره .. أجبتها بهدوء : منذ أكثر من نصف ساعه ..!
نظرت إلى ساعتي .. بقي عشر دقائق و تكون الساعة الخامسة تماماً ..!
لذا وقفت بهدوء و أنا أقول : علي الذهاب لإحضار أحدهم .. لقد إتفقت مع آندي على هذا !!..
أومأ لي فأنصرفت بهدوء ..!
عندما خرجت من الغرفة و من المنزل و بينما كنت أسير في حديقة المنزل متجهاً إلى المرآب .. سمعت صوتاً ينادي : هيه لينك ..!
إلتفت بضجر و أنا أقول : مذا تريدين ميرال ؟!..
إنها الطفلة إبنت العاشره .. الصغرى و المدللة في أسرة رافالي .. كانت تنظر إليَّ بإستغراب : مابك ؟!.. لا تبدو بخير أبداً ..!
تجاهلتها و سرت باتجاه سيارتي : لاشيء مهم .. لا تغشلي بالك ..!
وصلت للسياره .. كانت سوداء ملفتة للأنظار .. أهدتها لي والدتي قبل شهرين من الآن ..!
ركبتها و غادرت ذلك القصر ..!
بينما كنت متجهاً إلى ذلك المطعم حيث إتفقت على رؤية ميشيل عنده .. فكرت في الموضوع الذي حدثني فيه عمي و خالتي .. و هكذا إعتدت أن أناديهما فهما في منزلة والداي ..!
هل هم على حق ؟!..
أيجب أن أغير شخصيتي ؟!!..
لكني لا أرى فيها عيباً !!..
( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!..
قفزت هذه الجملة في ذهني !!..
شيطان .. نعم و أنا أعترف بذلك فحين يبدأ شيطاني بأعماله الشنيعه سيكون من أمامي في خطر !!..
مهزوز الكيان .. لا أحب أن أفكر بهذا .. لذا [ لا تعليق ] !!..
هل حقاً أحتاج لطبيب نفسي ؟؟؟؟!!!!..
لكنه يعالج المجانين !!..
مجنون .. أيمكن أن أكون كذلك ؟؟!!!..
لما يصرون على هذا ؟!..
لما لا يقدرون شعوري ؟؟؟!!!..
ليتني .. ليتني لم أعرفك يوماً يا أليس !!!!!!!!..
هل بدأت أبكي حقاً ؟؟!..
نعم لقد سالت دمعت على خدي وقد شقت طريقها بسلام للتبعها أخرى !!..
يبدو أني حقاً ذو قلب مهزوز تماماً !!..
طيلة تلك الفترة لم أندم على معرفتي أليس لكن الآن الأمر إختلف !!..
هل كان الذنب ذنبها ؟!!..
هل تعرفي لفتاة أخرى سينسيني حبي الأول !!..
أقصد .. حب طفولتي الذي مضى على نهايته عشر سنوات !!..
توقفي يا دموعي أرجوك .. لا يجب أن تراني ميشيل على هذا الحال !!..
أوقفت سيارتي على جانب الطريق ووضعت رأسي على المقود ..!
أخرجت كل ما بصدري من هم و بكيت بمراره !!..
لا تظنوا أني طفل مدلل أبكي على كل شيء !!..
فلو كان أحدكم مكاني مذا سيفعل ؟!..
يردوون منه أن يتعالج عند طبيب نفسي كمجنون رغم أنك بكامل قواك العقليه !!..
و المصيبة الأكبر هو السبب .. أحداث مرت علي في طفولتي لمدة شهر كامل ..!
كأنك تعيش أحد الأفلام الإجرامية الشنيعه !!..
مازلت أذكر الكثير مما حصل لي أنا و أليس في قبو ذلك المبنى المهجور المتهالك !!..
لشهر كامل لم أرى الشمس !!..
لم أستنشق الهواء النقي !!..
لم أكل سوى بعض الخبز اليابس !!..
مع مجموعة من المجانين الذين كانوا يشربون طوال الوقت حتى الثمول !!..
ذلك ما كان يؤدي إلى جنونهم فيبدأون بضرب من أمامهم بلا رحمه !!..
للأسف لم يكن أمامهم إلا أنا و أليس في ذلك الحين !!..
و المصيبه .. كنت في السابعة بينما أليس في الخامسه !!..
أليس هذا الأمر يستحق تلك الدموع ؟!!..
أظن أن هذا سبب لي عقدةً نفسية !!..
لهذا يريدون مني أن أتعالج عند الدكتور جيرالدو .. اللذي يملك شهادات كبرى في علم النفس !!..
بعد أن هدأت نفسي تذكرت ميشيل .. نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تجاوزة الخامسة بدقيقتين !!!..
إنطلقت بأقصى سرعة و من حسن حظي أن المطعم لم يكن بعيداً عن هنا ..!
.................................................. .........
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |