07-10-2013, 05:14 PM
|
|
بعد أن تجولت في كل مكان من شوارع باريس كي أشغل وقتي في يوم العطلة الممل هذا .. ها أنا عائد إلى المنزل ..!
نزلت من سيارتي و رميت بالمفتاح على الخادم اللذي جاء لإستقبالي : نظفها .. أريدها لامعه !!..
أومأ بإحترام : حاضر سيدي ..!
سرت بهدوء ناحية باب القصر .. دخلت و من فوري إتجهت ناحية مكتب أمي حيث تكون هنا في هذا الوقت ..!
الساعة الآن التاسعة و النصف ليلاً ..!
طرقت الباب طرقتين ثم دخلت : أسعدت مساءاً أمـ ..!
لم أكمل كلامي لأني تفاجأت بما رأيته ..!
والدتي كانت تجلس على المقعد الجلدي الكبير خلف مكتبها .. و بجانبها تقف وصيفتها العجوز جيسكا التي لم تأثر التجاعيد كثيراً في نظرتها الصارمه ..!
ما أدهشني هو ذلك الفتى اللذي يقف أمام المكتب و قد إلتفت ناحيتي حين سمع صوتي ..!
كانت حاله سيئة فملابسه كانت مبهذلة و قد كان هناك شاش يلتف على جبينه و عينيه اليسرى كما كان هناك آثر كدمة زرقاء تحت عينه اليمنى و على يسار فمه كدمة صغيره حمراء ..!
أحقاً فعلت به كل هذا في بضع ثوان !!!..
لكن .. ماللذي جاء به ؟؟!!..
هتفهت أمي حينها : لينك .. أين كنت ؟!!..
إلتفت ناحيتها و قد أخذت لحظات حتى أستوعب بأن ريكايل قد أخبرها بكل شيء : أمي أنا ..!
قاطعتني حينها بقلق : بني رائع أنك بخير !!.. لقد قلقت كثيراً حينما رأيت ما حدث لريكايل ..!
تعجبت قليلاً منها .. فكرت في أن أعرف مالقصه : لما ؟!.. ماللذي حدث لريكايل ؟!!..
تكلمت هنا جيسكا بصوتها الصارم : يقول بأنه تشاجر مع بعض الصبية السيئين حين خرج للبحث عنك !!.. من الجيد أنك لم تصب بإذى سيد مارسنلي .. فإلينا كادت تموت من الرعب عليك حين تأخرت !!.. حتى أنك لم تجب على هاتفك !!..
إذاً لفق كذبه : آه .. في الحقيقة دعاني أحد الزملاء لسهرة في منزله .. و قد نسيت إخبار ريكايل بالأمر ..! كما أن هاتفي كان فارغاً من الشحن و لم أجد الوقت لشحنه !!..
قطبت أمي حاجبيها غير مقتنعه .. و قبل أن يبدأ التحقيق إستدرت و أنا أقول : تعال ريكايل .. لنتفاهم في أمر إصابتك .. يجب أن نقلل ساعات العمل بما أنك لست بصحة جيده ..!
ألقى التحية على والدتي و لحق بي ..!
إتجهت إلى المصعد وهو خلفي .. ركبنا معاً و ضغطت على زر الدور الثالث ..!
طيلة الوقت كنا ننظر إلى بعضنا دون نطق كلمة .. و كأننا نتحاور بالأعين !!..
وصل المصعد فأتجهت ناحية غرفتي وهو خلفي ..!
دخلت أنا أولاً فدخل و أغلق الباب من بعدي ..!
جلست على إحدى الأرائك و نظرت نحوه بشك : ما قصدك من قدومك إلى هنا و إختلاق تلك الكذبه ؟!!..
أجابني ببساطه : لا أذكر أنك طردتني من عملي !!!.. كان علي الكذب حتى لا أفقد وظيفتي .. كما أخبرتك لدي أسرة علي أن أصرف عليها ..!
نظرت إليه نظرة حذرة قبل أن أقول : وهل هي ذاتها .. أسرة ميشيل ؟؟!!..
ببرود قال : أيهمك الأمر ؟!!..
ذلك الحقير لا يريد الإجابه : أخبرني .. هل أنت شقيقها حقاً ؟!!..
بذات بروده لكن هذه المرة مع إبتسامة صغيره : ليس تماماً .. لكن لا تشغل بالك بهذا الأمر كثيراً .. لأني لن أتدخل بينكما في شيء !!!..
كان رده مفاجةً لي !!..
لم أتوقع أنه سيجيب هكذا .. ما قصده بـ ( ليس تماماً ) يا ترى ؟!!..
عموماً يجب علي أن لا أظهر له إهتمامي : إسمع يا .. ريكايل !!.. إن أردت أن تستمر بالعمل هنا عليك ترك حركات الأطفال تلك .. إلتزم بشروط وظيفتك !!..
إبتسم حينها بنوع من السخريه : هه .. هذا يعني أن العلاقة بيننا يجب أن تكون رسيمة !!.. لا أحب ذلك لكني مجبر !!..
قطبت حاجبي لكنه إستقام في وقفته و حنى رأسه ليقول بإحترام : أنا تحت أمرك سيدي !!..
إنه غريب الأطوار بالفعل !!.. لذا قلت كي أختبره : حضر الشاي .. و أحضره إلى هنا مع بعض البسكوت !!..
أومأ بذات الإحترام : حاضر سيد لينك ..!
رفعت حاجبي مستنكراً : ألم أقل إلتزم بالشروط !!.. ما مشكلتك مع سيد مارسنلي ؟!!..
تجاوزني وهو يضع نصف إبتسامة على شفتيه : أنا نفسي لا أفهم !!.. لكن هذا ما لا أستطيع فعله حقيقةً .. سيد لينك !!!..
................................................
مضى يومان .. لم أتحدث فيها إلى ريكايل .. فقط كنت أمره ببعض الأعمال دون نقاش و بكل رسميه ..!
حتى هو كان يقول سيدي فقط طيلة اليومين الماضين وقد كان منظبطاً بشكل واضح ..!
أمي حاولت أن تفتح معي مجرى تحقيق عما حدث بالضبط بعد الحفل لكني إستطعت تفادي أسألتها بطريقة أو بأخرى ..!
أدريان زارنا بالأمس وهو يحمل ملفاً فيه نتائج هيئة التفتيش اللتي وضعها .. لم يكن هناك أي مخالفات وهذا ممتاز جداً ..!
أخبرني أنه طرد مدير ذلك الفندق رسمياً أيضاً ..!
يفترض أن أشعر بالراحة .. خاصة أن أمي كانت مسرورةً لتصرفي المسؤول .. لأني و لأول مره أساعدها في عمل من أعمالها !!..
لكني حقيقةً .. كنت متضايقاً !!!..
لا أعلم لما ؟!!..
أتعلمون .. سأعترف !!..
أشعر بالذنب لما حدث لعلاقتي مع ميشيل .. بعد أن ضننت أني وجدت أخيراً الفتاة التي كنت أحلم بها !!..
كما أني أفتقد سخافة ريكايل هذه الفتره !!!..
الساعة الآن هي الثانية عشر من منتصف الليل .. و غداً مدرسه .. أنا لم أذهب اليوم لذا لا أظن أني سأذهب غداً أيضاً !!..
عموماً طلبت من خادمي أن يوقضني تمام الخامسة و إن كان لي مزاج سأذهب !!..
................................................
شعرت بأشعة الشمس تسطع على جفني المغلقين .. فتحت عيني بتكاسل لأراه يقف أمام الستارة وقد فتح جزءاً منها ..!
يرتدي بنطال أسود و قميص أحمر مع سترة سوداء ..إنها ملابسه المعتادة في العمل !!..
إلتفت ناحيتي و حين رأني أجلس فوق السرير بتكاسل قال بإحترام : إسعدت صباحاً سيدي ..!
بخمول قلت و أنا لم أفتح عيناي جيداً بعد : صباح الخير .. ريكايل !!..
تقدم بإتجاهي وهو يقول : لقد أخرجت ملابسك من الخزانة قبل قليل و جهزت لك الحمام الدافىء .. مذا تريد أن تتناول على الفطور ؟!.. السيدة خرجت في الصباح ..!
يعلم أنها عادة لدي أن أتناول الطعام في غرفتي إن كانت أمي غير موجوده ..!
رميت نفسي فوق الوسادة الطرية الكبيرة مجدداً : لا رغبت لي في الدراسة اليوم !!!..
بهدوء قال : كما تشاء سيدي .. إذاً سأغادر الآن .. متى تريدني أن أوقظك ؟!!..
عدت لأجلس و أنا أقول : توقف .. أريد أن أسألك و أجبني !!..
إستدار ناحية الستارة وهو يقول : إن كان الأمر يخص ميشيل فكما أخبرتك لا شأن لي بكما !!..
قطبت حاجبي : كيف تقول لا شأن لك ؟!!.. أليست أختك ؟!!..
أغلق الستارة وقال ببرود :ربما تكون أختي لكن هذا في البيت فقط !!.. أما إن أحضرتها يوماً إلى هنا فسأعاملها كصديقة لسيدي الذي أخدمه !!..
صمت كلانا للحظات .. لكنه توجه ناحية الباب ليغادر .. وقبل أن يتجاوز سريري : ريكايل .. لما وافقت على العمل هنا ؟!!..
توقف للحظات و نظر إلي مستغرباً : لم أفهم ..!
بجد كبير قلت : إذاً سأغير صيغة السؤال .. لما أنت مستمر بالعمل هنا ؟؟!!.. رغم أنك لاقيت المعاملة السيئة مني كثيراً .. كنت تستطيع إخبار والدتي بما حدث حقيقةً بعد الحفل !!.. أنت تعلم أنها ستصدقك خاصة مع وجود شهود غير أنها تعرف طباعي الشيطانية جيداً ..!
إبتسم نصف إبتسامة وهو يقول : لا تسألني !!.. أنا حقاً لا أعم لما أنا مستمر في خدمتك رغم ما ألقاه من إساءة و كلمات جارحه !!.. رغم ذلك .. أشعر أن هناك شيئاً يدفعني حقاً للبقاء !!..
لأول مره .. أشعر بهذا الشعور الغريب .. لا أعرف كيف أصفه لكني شعرت بالضيق و بالحزن .. أريد أن أعرف ما قصد هذا الفتى فقد أرتاح : أخبرني .. هذا كل ما أريده منك !!..
إلتفت ناحيتي ليقول بتردد : لا أعلم !!.. قلت لك لا أعلم !!.. لكن .. منذ رأيتك أول مرة شعرت بأنك لست طبيعياً !!.. أنت لا تتصرف على طبيعتك !!.. تكبرك .. غروروك .. حتى تسلطك !!.. كلها بدت لي كالتمثيل تماماً !!.. هناك شخصية أخرى خلف وجه الشيطان هذا !!.. لذا أردت أن أعرف ما نوعية تلك الشخصية الأخرى !!..
لا أخفي عليكم .. أني صدمت بعد سماعي لتلك الكلمات !!..
كأني كتاب مفتوح إستطاع هو معرفة كل حرف فيه و قراءته بشكل منظم !!..
لقد كان كلامه صحيحاً ولا أعلم كيف ؟!!!..
كل معارفي لم يعلموا بأمر تلك الشخصية المخفيه !!..
الشخصية المهزوزه !!!..
ماثيو و دايمن .. آندي و ليندا .. حتى لويفان !!..
كلهم كانو يصفونني بالشيطان !!..
لأني و كما أظن كنت ماهراً في تأديت ذلك الدور بجدراه !!..
لا أحد سوى من يعرفون بالقصة المأساوية التي حدثت لي في طفولتي يعلم بأن لي شخصيةً أخرى مختلفة تماماً و تبعد كل البعد عن الشياطين !!..
شخصيةً يملؤها الخوف .. القلق .. و الألم !!..
لذا بلا مقدمات : سأخبرك بكل شيء .. إني حقاً مدهوش من أنك لاحظت ذلك !!.. لكن .. ستخبرني عن نفسك و عن ميشيل بعدها ..!
بنظرات جادة قلت هذا الكلام .. ليقول بذات النظرات : موافق !!..
لا أعلم إن كنت قد إتخذت القرار السليم !!..
لكن لابد من المجازفه !!..
.................................................. .....
ستووووووووووووووووووب
نتوقف هنا ~
أول شيء .. كل عام و انتم بخير و مبارك عليكم عيد الأضحى المبارك ~
إن شاء الله إستناستوا مع الخرفان ؟!!..
بالنسبه لي مررررررره إستانست و إن شاء الله كلكم كذا ~
أما بعد : << قلبت خطبه !!..
رأيكم في البارت ؟!!..
وش تتوقعون يصير بين " لينك " و " ريكايل " في البارت الجاي ؟!!..
طيب شرايكم في طول البارت ؟!..
الشخص الجديد اللي إسمه " أدريان " ما إنطباعكم الأول عنه ؟!!..
+
لا تنسون التقيم ^_^ ~
تحياتي لكم ~
جانا ~
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |