part 13 منذ وقت و أنا أجول شوارع باريس بأقصى سرعه !!..
أشعر بأني تجولت في كل شارع فيها
!!..
لم أكن أتوقف عند إشارات المرور !!..
و لم أكن أخفض سرعتي عند المنعطفات !!..
كل ما أعرفه إني كدت أن أتسبب في حوادث مميتة عدة مرات !!..
لأن الجنون إنتباني حالياً ..!
و من كثرة الصدمات التي تلقيتها في اليومين الأخيرين فأنا لست مهتماً لحياتي الآن !!..
أو بالأحرى .. أنتظر الموت في شبه محاولة للإنتحار !!..
لا تزال تلك الكلمات التي سمعتها منه تجول في ذهني ..!
[ ريكايل إيان براون ] !!..
حلت الصاعقة حين سماعي لذلك الإسم !!..
خادمي يحمل إسم مشابه .. أو بالأحرى مطابق ..!
حتى و إن كنت قد أحببت ذلك الفتى بشكل كبير فأنا لن أتقبل كونه شقيقي بسهوله !!..
هه .. و ليس أي شقيق أيضاً !!..
بل شقيقي التوأم !!..
أي شخص عاش حياتي المترفه لن يستوعب كون أحد الخدم شقيقاً له !!..
صدقوني الأمر صعب !!..
صحب لدرجة أني أكاد أنفجر !!..
و هكذا إستمريت بتفريغ شحنة الغضب عن طريق السرعة الجنونيه !!..
و أنا لا أزال أشعر أني أريد أن أحطم كل شيء أمامي !!..
.
.
.
بعد مضي بعض الوقت .. أوقفت السيارة على جانب الطريق قرب حديقة صغيرة ..!
نزلت منها و أنا أريد أن أهدأ من أنفاسي المتلاحقه ..!
و لأني كنت عند باب الحديقه دخلت إليها و أنا أظن أن ذلك أفضل لنفسيتي ..!
لقد حل الليل ..!
الساعة الآن هي السابعة مساءاً !!..
منذ متى و أنا أجول الشوارع بلا هدف ؟!!..
لا أعلم لكني موقنن بأن وقود سيارتي على وشك أن ينفذ !!..
جلست على أحد المقاعد بتعب كبير أصابني ..!
أكاد أجن و السبب هو صدمتي الجديده !!..
ريكايل !!..
أيمكن أن يكون أخي !!..
ربما تشابه في الأسماء !!..
آآآآآآآآآه .. لكننا نتشابه في الشكل أيضاً ..!
صحيح !!..
هو من مواليد الثالث من أبريل !!..
أما أنا فمن مواليد الثامن !!..
حسناً .. هذا يثبت أنه ليس أخي فيستحيل أن يكون أخ أكبر من أخيه بخمسة أيام فقط !!..
.
.
.
لحظه !!..
لينك تذكر .. تاريخ ميلادك الحقيقي هو الثالث من أبريل !!..
.
.
.
إذاً لا شك في أنه هو !!..
لنفترض أنه هو حقاً ..!
كيف علي أن أتصرف الآن ؟!!..
هل أخبر أمي ؟!!..
لا لا .. فهي أيضاً ستكون مصدومه !!..
لأبقي الأمر سراً حتى أجد الحل ..!
منذ سمعته ينطق بذلك الإسم خرجت دون قول كلمة بعد بضع لحظات صمت !!..
و حين خرجت من منزلهم ركبت سيارتي بأسرع وقت و أنطلقت مسرعاً في الشوارع بلا وجهة محدده !!..
أريد أن أجد أي شيء يشغلني عن التفكير قبل أن أجن !!..
و كأن هاتفي شعر بي فأطلق العنان لنفسه لحظتها ..!
كان يرن بتواصل .. و حين أخرجته من جيبي رأيت أنها والدتي !!..
أجبتها حالاً : لينك أين أنت الآن ؟!!..
بدا الإستياء في نبرتها .. لكني أجبتها بإرتباك : أنا !!.. في مكان ما من باريس !!..
لم أكن أعرف أين يمكن أن أقول لها ؟!!..
شهقت بفزع : مكان ما من باريس ؟!!.. لأول مرة تقول هذا لي !!.. لينك .. أيمكن أنك الآن في أحد النوادي المشبوهه ؟؟!!!!!!..
لم أعرف إن كانت أمي قد جنت حقاً !!..
إنفعلت حينها : ما هذا الذي تقولينه !!.. أنتي تعلمين أنك ربيتني جيداً لذا لا داعي لأن تشكي في !!.. ثم لا تنسي بأني أخاف من الثملين !!..
كنت أتكلم عفوياً لأنها حقاً فاجأتني بكلامها !!..
ضحكت حينها بخفة وهي تقول : كنت أمزح معك فقط ..! حسناً بني عليك أن تسرع في العودة للمنزل ..! الحفل سيبدأ بعد ساعتين !!..
قطبت حاجبي : أمي قلت لك أني لن أذهب لحفلة روبرتون لأن ذلك مجرد تضيع للوقت !!..
بدا أن كلامي أزعجها : أووه لينك !!.. لما تقول هذا !!.. آل روبرتون من أكثر الشركات السياحية الداعمة لنا ..! لذا أريد منك أن تحضر حفلهم !!.. ثم أنت لا تحضر أي حفلة معي !!.. هكذا لن تتعرف على رجال و سيدات الأعمال !!..
ببرود قلت : لما علي أن أتعرف عليهم ؟!!..
إزداد إستياءها : فقط لأنك وريث الشركه و خلال السنوات القليلة القادمه ستكون المسؤول عنها لأنني تعبت بما فيه الكفايه !!.. ثم جميع أبناء رؤساء الشركات يحضرون إلى الحفلات عداك أنت !!.. إسمع .. أنا سوف أذهب و سأنتظرك هناك .. أرجوا منك أن تحضر و لا تخيب ظني بك !!..
أغلقت الخط بعدها بإنزعاج !!..
ليتك تعلمين مالذي في داخلي يا أمي .. لكنت عذرتني الآن !!..
أطلقت تنهيدة متعبه ..!
و عدت نفسي أنني لن أسبب الحزن لإلينا أبداً .. لذا قررت أن أذهب للحفل حتى و إن لم يكن لدي المزاج !!..
على الأقل .. قد يشغلني عن التفكير في المصائب التي حلت على رأسي ..!
.................................................. ..
وقفت أمام المرآة أتفقد نفسي ..!
إرتديت بدلة رسمية ترابية .. لكنها لم تعجبني ..!
إرتديت رماديه .. لكنها لم تعجبني أيضاً ..!
لذا قررت أن أرتدي السوداء رغم أنها أعتياديةٌ جداً و هذا ما فعلته ..!
إرتديتها مع قميص أبيض و ربطة عنق باللون الأسود أيضاً ..!
و بعد أن أنهيت تجهيز نفسي تماماً نظرت إلى ساعة يدي الفاخرة : إنها التاسعة و النصف ..! لقد بدأ حفلهم منذ نصف ساعه ..!
تنهدت بملل و خرجت من الغرفه ..!
و حين نزلت إلى الأسفل إتجهت لمربض السيارات ..!
لطالما فضلت سيارتي الفراري الحمراء فهي كانت أول سيارة أهدتني إياها أمي ..!
لذا ركبتها و فور أن شغلتها كشفت سقفها لتكون بلا سقف ..!
ذلك أفضل لأني أشعر بالإختناق حقاً ..!
إنطلقت حينها ناحية منزل روبرتون ..!
......................................
دخلت إلى تلك الردهة الفاخره ذات التصاميم المجنونه ..!
في أعلى تلك الردهة كانت هناك قبة زجاجيه تتدلى منها ثرية ذات حجم هائل و بكثير من الأضواء الملونه ..!
الجدران كانت تتدرج من الذهبي و الخشبي و الأحمر القاتم كدليل للفخامه ..!
هناك الكثير من الشرفات التي تطل على الحديقه الواسعة بالخارج ..!
المكان مزدحم و الكثير من النبلاء هنا ..!
كانو ينظرون إلي منذ دخلت ..!
لا أعرف لم جذبت الإنتباه ..!
لكن همساتهم المسموعة أجابتني ..!
~ ذلك الفتى هو وريث مارسنلي صحيح ؟!!..
~ إبن السيدة إلينا .. إنه يشبهها إلى قدر كبير ..!
~ أتعلمن .. إنه ثري و وسيم و كل صفات فارس أحلامي موجودة فيه ..!
~ نادراً ما يحضر للحفلات .. لم ألتقه سوى مرتين من قبل ..!
~ سمعت أنه مدلل جداً .. و مغرور كذلك !!..
~ لما أنت مهتم لأمره .. ليس سوى مجرد طفل !!..
تجاهلت كل ما سمعته أذناي و بقيت أبحث عن والدتي حتى أطمأنها لأني حضرت ..!
رأيتها هناك تجلس على إحدى الطاولات و معها خالتي كاثرن و عمي رونالد ..!
تقدمت ناحيتها متجاوزاً الجميع حتى أسرعت فتاة لتقف أمامي : سيد مارسنلي .. من الرائع حضورك اليوم ..!
لقد كانت ذات الفتاة التي أعطتني الدعوة في الصباح ..!
إبتسمت إبتسامة صغيرة و أطلقت كذبة ستجعلها سعيدة بالتأكيد : لم يكن لي أن أتخلف وقد دعوتني بنفسك إلى الحفل .. شكراً على الدعوه ..!
توردت وجنتاها و بدت سعيدةً للغايه : لا داعي للشكر .. بل أنا من عليه شكرك لتبليتك دعوتي .. أرجوا أن تستمع بوقتك ..!
أومأت لها فأستأذنتني بالأنصراف كي ترحب بضيوف آخرين ..!
لذا تابعت طريقي بإتجاه والدتي التي كانت تعيرني ظهرها ..!
إنتبه لي عمي و خالتي لكنهما لم ينطقا ..!
و حين وقفت خلف والدتي ربتت على كتفيها و أنزلت رأسي لأهمس لها بلطف : لقد حضر لينك .. سيدة مارسنلي ..!
إبتستمت و إلتفتت ناحيتي لتقول بنبرة سعيدة هادئه : أهلاً بإبني الوسيم ..!
كلما سمعت كلمة " إبني " منها الآن تزداد محبتي لها ..!
و بعد أن ألقيت التحية على عمي و خالتي جلست معهم حول تلك الطاوله ..!
جأني أحد الخدم يحمل صينية عليها بعض أنواع الشراب الفاخر ..!
إبتسمت إبتسامة مصطنعه و تصنعت الظرافة و أنا أقول : بقي لي يومان و أدخل السن القانونيه ..! يمكنك أن تحظر لي عصير اللتفاح ..!
بدا مستغرباً لكنه قال حالاً : حاضر سيدي ..!
غادر المكان حينها : لقد مضت خمسة أشهر منذ دخلت السن القانونيه ..!
إلتفت ناحية والدتي : أتريدين مني أن أجربه ..!
قطبت حاجبيها حالاً : بالتأكيد لا !!.. لكني كنت أعلق على كلامك فقط ..!
ضحكة الخالة كاثرن بخفه : لينك أمك تريد منك أن تكون صالحاً من كل النواحي ..!
أردف عمي رونالد ببتسامة : أظن أنها الأفضل في التربية على الإطلاق ..!
إبتسمت بهدوء و نظرت إلى والدتي التي شردت بذهنا ..!
لا أعلم لما شعرت أنها تقول لنفسها .. " أظن أني لم أكن لأربي إبني الحقيقي هذه التربيه !!.. "
لا تسألوني كيف لكني شعرت بهذا فقط ..!
وصل الخادم و وضع كأس العصير و أنسحب بهدوء ..!
تذكرت حينها شيئاً : عمي .. ألم يأتي إبناءك أيضاً ؟!!..
أجابني حينها وهو يشير خلفي : دايمن هناك مع إبنة مردستن ..!
إلتفتت حالاً إلى الخلف لأراه يقف مع فلورا على مسافة منا يتبادلان الضحكات ..!
و لم تمضِ لحظات حتى أمسك بيدها و سارا بإتجاه ساحة الرقص ..!
إبتسمت إبتسامة جادنبيه .. صديقي هذا لا يمل من فتاته !!..
سمعت صوت الخالة كاثرن وقد أردفت : لا أعلم أين آندي ؟!.. لقد ذهبت مع صديقةٍ لها قبل وصولك بدقائق ..!
إلتفت ناحيتهم حينها في ذات الوقت الذي وصلت فيه ميرال بفستانها الوردي مع شعرها البني الطويل ..!
إتجهت ناحية والدتها وبقيت تحدثها .. بينما نظرت إلي والدتي بإستغراب : صحيح لينك .. أنا لم أرى ريكايل اليوم و هو لم يحظرك من المدرسه ؟!!..
لم ذكرته مجدداً يا أمي ..!
عقلي لن يتوقف عن التفكير فيه الآن ..!
تنهدت بتعب : أصيب البارحة بألم في معدته و ذهب للمشفى فأخبروه أن عليه أن يبقى عندهم .. لكنه خرج هذا النهار فأخبرته أن يرتاح اليوم ..!
ظهر القلق الطفيف على ملامحها : أرجوا أن يكون بخير قريباً ..!
كان علي أن أحرف في القصة قليلاً ..!
لن قول الحقيقة لأن تلك الحالة التي أصابته ستقلق أمي التي بدا أنها بدأت تميل لذلك الفتى ..!
أيعقل أنها تشعر أنه يشبهنني ؟!!..
لا لا .. علي طرد تلك الوساوس من رأسي ..!
وقفت و أنا أحمل كأسي : سستنشق بعض الهواء ..!
لم يقل أحدهم شيئاً ..!
إتجهت ناحية الشرفة القريبه ..!
و حين خرجت كان الجو هادئاً و أصوات الموسيقى ضعيفه ..!
أسندت ذراعي على سور الشرفه و كأس عصير التفاح في يدي ..!
مرت نسمة هواء بارده حركت خصلات شعري ..!
أمي
ميشيل
ريكايل
جوليا
الخالة آنا
لويفان
هاؤلاء الستة يشغلون ذهني بشكل كبيييير !!..
رأسي يكاد ينفجر كلما بدأت أفكر ..!
لينك .. مالمشكلة في كونه أخاً لك ؟!..
هناك مشكله .. هو خادم و أنا سيد !!..
لكن .. لم يكن بيده أن يكون خادماً ..!
و أنت أيضاً لم تختر أن تكون سيداً ..!
لينك أنت تحبه و قد إإتمنته على أهم سر لك ..!
إنه يفهمك جيداً ..!
إنه أخوك التوأم يا لينك !!..
لا .. إنه مجرد خادم مشرد !!..
كيف تسمح بأن يكون أخاً لك !!..
لا أنت و لا غيرك قد يتقبل هذا !!..
لقد كان يعلم مسبقاً !!..
حين قالت له جوليا بأن والدتها تعرفني لم يستغرب !!..
علم مسبقاً أني أخوه !!..
لما لم يخبرني ؟!!..
لأنه خادم و لا يجرأ على أن يخبر سيده بأمر الأخوة بينهما !!..
آآآآآآآآآآآآآآآه رأسي !!..
أنا أكاد أموت !!..
فبينما أحاول أنا تقبله شيطاني يحاول منعي من ذلك !!..
وقبل أن يقضي شيطاني على آخر محاولة لي ظهرت والدتي بجانبي : لينك .. أنت بخير بني ؟!!..
إلتفت ناحيتها وقد إستيقضت من شرودي : هاه ؟!!.. نعم .. بأفضل حال ..!
إبتسمت حينها بهدوء : جيد .. لم تكن بخير طولة اليومين الماضيين ..!
تنهدت حينها : تعلمين أني لا أزال مصدوماً ..!
رغم إبتسامتها إلا أن حزنها إتضح لحظتها ..!
لكنه لم يلبث أن إختفى : لينك .. لقد أتيت لأخبرك عن شيء مهم ..!
شعرت أنه أمر لن يعجبني : لا تقولي لي أنك تريدين التحدث معي بموضوع الدكتور جيرالدو ؟!!.. محال أمي !!.. أي شيء إلا هو ..!
أتذكرون !!..
إنه الطبيب النفسي الذي كانت والدتي تريد منه أن يعدل شخصيتي !!..
لكن إبتسامتها الصغيرة طمأنتني : بالتأكيد لا .. أنت لم تعد بحاجته ..! هناك أمر آخر ..!
بدا علي الأستغراب فأردفت ببتسامة : لقد نظمت لك مقابلة زواج مع ليديا !!..
لحظات حتى أستوعب و صرخت حينها متفاجأً : مقابلة زواج !!!!.. أمي أأنت جاده ؟!!..
أومأت إيجاباً : نعم .. إنها مجرد مقابله !!..
كنت لا أزال أرفع صوتي و قد إستأت أكثر : أمي أرجوك أنا لست في وضع يسمح لي بالتفرغ لمقابلة من ذلك القبيل !!.. ثم من هي تلك الليديا التي تتحدثين عنها ؟!!..
تجاهلت ما كنت أقوله و أجابت على السؤال ببتسامة مرحه : إنها إبنت آل روبرتون التي في ذات عمرك ..!
صاحبة الدعوه !!..
لقد كان أسمها ليديا !!..
علمت أن الصراخ لن يفيد .. لذا قلت بهدوء مظهراً إستيائي : لما لم تخبريني مسبقاً ؟!!..
بذات إبتسامتها قالت : لأني كنت أعلم أنك سترفض .. لذا لم يكن لدي سوا جعلك تواجه الأمر الواقع ..!
أسندت ذراعي على سور الشرفة و أمسكت برأسي بين يدي : لما يجب أن يجتمع كل شيء في الوقت نفسه ؟!!..
لحظتها تذكرت ميشيل !!..
أيمكن أن أقوم بتلك المقابله رغم أن قلبي متعلق بتلك التي لم ترضى عني بعد ؟!!..
تنهدت بتعب و إلتفتت إلى أمي : لا أريد .. لا أريد التفكير في أي فتاة حالياً ؟!!..
نظرت إلي بشك : لينك .. أيعقل أنك تحب فتاة ما ؟!!..
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |