أمسكت بالهاتف و اتصلت بها : مرحباً آندي ..!
أجابتني فوراً بمرح : أهلاً لينك .. لقد أخبرني ماثيو أنك ستأتي معنا ..! أنا سعيدة للغاية بذلك ..!
فعلاً كان صوتها سعيداً : لا تفرحِ كثيراً .. قد أغير رأي في أي وقت !!..
بدا الاستياء في نبرتها : إن فعلت فأنا أول من سيعلن الحرب عليك ..!
ابتسمت حينها بهدوء : إن كان الأمر هكذا فلن ألغي رحلتي .. فلا يمكنني الاستغناء عن مساعدتك ..!
أظن أنها فهمت قصدي : حسناً .. ما نوع المساعدة هذه المرة ؟!..
تنهدت حينها : اسمعي آندي .. لدي مقابلة زواج بعد غد !!..
صرخت في الهاتف حينها : مقابلة زواج !!.. أجننت ؟!!.. و ميشيل ؟!!..
حتى هي فكرت بأمر ميشيل :أمي مصرة على ذلك !!.. ثم أن ميشيل صارت تكرهني لذا سأقطع علاقتي بها !!..
بدا الرفض في نبرتها : مستحيل لينك !!..صدقني ميشيل تحبك !!.. لقد كان هذا واضحاً عليها طيلة الوقت !!.. أما بالنسبة لما حدث مع أخيها ذاك فيمكننا حل المشكلة بالتفاهم !!..
آندي لا تعلم أن أخ ميشيل هو ذاته أخي .. لذا يستحيل أن نتفاهم : هل ستساعدينني أم لا ؟!!..
قلت هذا بحزم فعلمت أني لن أغير رأيي : حسناً .. ما المطلوب مني ؟!!..
بهدوء أجبتها : فقط أريدك أن تحدثيني عن شريكتي في المقابلة ..!
بدا الاستياء في صوتها : و من هي تعيسة الحظ ؟!..
تجاهلت إساءتها الغير مباشرة : ليديا روبرتون ..!
لم أفقه إلا صرخة منها على الفور : ليديا !!.. معقول !!!!..
أبعدت أذني عن الهاتف حتى انتهت صرختها المفزعة .. لكني حين أعدته صرخت باستياء : ما بك يا مجنونه ؟!!.
بدا الحماس عليها و هي تقول : لينك إياك .. إياك و أن تضيع ليديا منك !!..
قطبت حاجبي مستنكراً : ألم تقولي لي قبل قليل ألا أترك ميشيل يا منافقه !!..
تجاهلتني تماماً و هي تقول : ليديا فتاة يندر أن تجد مثلها !!.. إنها لطيفة و رقيقة و كل الشباب يتمنونها ..! لينك لا تدع الفرصة تفوت من بين يديك !!.. إن ليديا شخص يستحيل تجاهله !!.. ستكون أسعد إنسان إن حصلت على حبها !!..
كنت مصدوماً مما سمعته !!..
أيمكن أن تكون في هذه الدرجة من الروعة : لا شك أنك تكذبين كالعادة آندي !!..أنا لا أصدقك !!..
قلت هذا بشك .. لكن صوتها كان صادقاً للغاية : أقسم لك أني لا أكذب !!.. يمكنك أن تسأل من تريد عنها !!.. إنها مهذبة بشكل مفرط .. و هي جميلة أيضاً ..! هل انتبهت لوجهها المتورد ؟!.. و جنتاها تتوردان فور أن يبتسم أحدهم في وجهها و هذه ميزة نادرة !!.. كما أنها متفوقة دراسياً .. لاشك أنك لاحظت أنها من بين الحاصلين على الدرجات الكاملة في نهاية كل فترة دراسية !!..
ببرود قلت : أنا لا أهتم بنتائج الطلبة ..! ثم أهي دودة كتب ؟!!..
قلت كلمتي الأخيرة بسخرية لكنها قالت : على العكس ..! إنها تأخذ وقت دراسة طبيعي كباقي الطلاب .. و ليدها هوايات كثيرة تمارسها ..! لكن لديها ذكاء خارق ..!
لاحظت حينها شيئاً فقلت بشك : آندي .. أنتي لست معنا في المدرسة .. كيف تعرفين كل هذا عنها ؟!..
بدا المرح في صوتها وهي تقول : و هنا تظهر ميزة أخرى .. إنها اجتماعية و محبوبة لدى الجميع ..! إنها محترمة للغاية ..! هل استعددت للقائها ؟!..
بهدوء قلت : لم أعثر على ملابس مناسبة ..!
فوراً قالت : اسمع .. أنا و سورا سنذهب للتسوق بعد قليل ..! ستأتي الآن معنا و نعثر على ملابس أنيقة ..!
بدا الاستياء علي : أتمزحين !!.. لا داعي لكل هذا ..!
لكنها لم تستمع لي : في الثامنة .. تعال و خذني أنا و سورا ثم نذهب معاً ..!
تنهدت حينها و أنا أقول : حسناً .. إلى اللقاء الآن!!..
أغلقت الخط دون أن أسمع ردها فهذه المجنونة زادت عقدتي !!..
أي فتاة هذه الليديا ؟!!..
لاشك أن لديها صفات لن تعجبني !!..
نعم .. سأكتشف هذا حين أقابلها .. فذوقي صعب و لا تعجبني أي فتاة بسهولة ..!
أليس و ميشيل هما الوحيدتان اللتان تمكنتا مني ..!
لا أعتقد أن تلك الليديا تستطيع ..!
نعم .. يستحيل أن تستطيع ذلك !!..
.................................................. ...
أغلقت الباب حينها لتقول بمرح : أنت مستعد ؟!..
تنهدت حينها بإرهاق : أعتقد ..!
كانت آندي .. و في الخلف ركبت سورا و ألقت التحية فحركت السيارة بعدما أخبرتني الأولى عن المركز التجاري الذي تريده ..!
هنا قالت تلك الفتاة اليابانية : لينك أنت أخذتنا للمتاجر .. شكراً ..!
بطريقة ما بدا أنها أرادت أن تقول .. شكرا لينك لاصطحابنا للتسوق : يمكنك التحدث بالإنجليزية سورا ..!
قلت هذا بهدوء مخفياً توتري من لكنتها الغريبة : لا .. أتعلم أنا كلام فرنسا ..!
إنها تريد أن تمارس اللغة الفرنسية بهذه الطريقة ..!
ضحكت آندي حينها : يمكنك أن تعتاد مع الوقت سورا .. خاصة أنك ستعيشين هنا ..!
قطبت حاجبي باستغراب : هل ستنتقلين للعيش في باريس ؟!..
أومأت إيجاباً لتقول بالإنجليزية : نعم .. والدي وافق ..! إن أبي يمتلك شركة في اليابان و أنا ابنته الوحيدة لذا لا يرفض لي طلباً ..! لقد أردت أن أغير من حياتي قليلا ..! و بما أنه قد عاش فترة من حياته في باريس و تزوج أمي هنا فهو مطمئن من ناحية البيئة ..!
حسناً .. يبدو أنها ثرية على عكس ما توقعت ..!
بدأت آندي تثرثر حول ليديا و حول الأشياء التي يجب أن أفعلها كي أكسب حبها ..!
هي لا تعلم أني سأجد أي منفذ كي أتهرب من هذه المصيبة حتى لو قلت أن ذوقها في الملابس لم يعجبني !!!!..
المهم أن أجد أي حجة ..!
مضى الوقت و آندي فقط تتحدث و سورا تشاركها أحياناً بلكنتها الغريبة و أنا صامت فقط ..!
وصلنا إلى المركز التجاري الفخم أخيراً : هيا لننزل ..!
هذا ما قلته بهدوء فنزلت من السيارة بعدما أوقفتها بين السيارات .. إنها الفراري الحمراء المفضلة لدي ..!
سرنا معاً باتجاه البوابة .. و ما إن دخلنا حتى ارتفع مستوى الإزعاج !!..
الموسيقى كانت صاخبةً للغاية .. و الناس يتحدثون بأصوات عالية !!..
الأطفال يصرخون .. و ضحكات الفتيات المرتفعة !!..
هناك بعض الشجارات أيضاً و الكل قد رفع مستوى صوته !!..
أكره الإزعااااااااااااج !!..
أمسكت آندي بيدي و هي تقول : أعرف متجراً للملابس الشبابية الفاخرة ..! لنذهب إليه !!..
و هكذا .. بدأنا نتجول بين محال الملابس .. و قد جلبت الفتاتان الصداع لرأسي !!..
.................................................. ..
مضت بضع ساعات .. و بعد التجول في عدة مراكز تجارية .. تمكنت الفتاتان من العثور على الملابس التي تناسبني في نظرهما : لينك .. جميل أنت وقت تلبسها ..!
هذا ما قالته سورا بابتسامة مرحة حين رأتني خارجاً من غرفة تبديل الملابس: إنها جميلة بالفعل لينك .. تبدوا وسيماً للغاية..!
نظرت إلى نفسي في المرآة بعد مديح الفتاتين ..!
كانت عبارة عن بنطال جينز أزرق فاتح و باهت نوعاً ما .. و هو ضيق أيضاً ..! قميص ترابي طويل الأكمام .. و فوقه سترة خضراء بلون قاتم .. طويلة الأكمام و لها قبعة خلفية .. تناسقت مع عينيَّ الخضراوتين ..! حذاء بني بخيوط بيضاء .. كان فاخراً أيضاً ..! بدت جميلة و فاخرةً للغاية ..!
تنهدت حينها و أنا أقول : الساعة الآن هي الثانية عشر و المحال سوف تغلق ..! لنعد للبيت ..!
أومأتا موافقتين مما أراحني .. خشيت أن ترفضا بحجة أنهما لم تشتريا شيئاً لانشغالهما بالبحث عن هذه الملابس التي وصلنا لها أخيراً ..!
بدلت ملابسي و اشتريت تلك الملابس الجديدة بسعر مرتفع و الحجة .. قماشها غالي .. و صنعت في أفخر المحال .. و على يد أفضل الخياطين .. و غيرها من الحجج الواهية ..!
عموماً السعر هو آخر ما يهمني ..!
لقد كنت شارداً طيلة الوقت و لم أنتبه لأي من الثياب التي اقترحتا علي شراءها سابقاً : لينك .. هيا ..!
انتبهت لآندي التي كانت تناديني : قادم ..!
كانا قد وصلتا للبوابة بينما وقفت أنا في مكاني لفترة .. إنني مشوش بالفعل هذه الأيام ..!
خرجنا سوية من السوق : أريد شرب قهوة معكم .. تعرف المقهى ممتاز ؟!
يبدو أن لكنة سورا بدأت تتحسن نوعاً ما : نعم لينك .. لنذهب لشرب القهوة ..!
لم يكن لي مزاج نهائياً : شكراً لدعوتك سورا .. لقد استيقظت مبكراً اليوم و أشعر بالتعب ..! لذا أريد الذهاب للنوم و القهوة ستوقظني ..!
بدا التفهم عليهما حينها : إذاً .. اذهب الآن لينك .. و نحن سنتصل بالسائق ..!
قبل أن أرد عليها سمعت صوت أحدهم : من أرى هنا .. مارسنلي !!.. أي مصادفة هذه ؟!!..
إلتفت في ذلك الوقت لشخص كان يقف بالقرب مني و ليتني لم أفعل ..!
لقد كان : آه .. تيموثي .. حقاً يالها من مصادفة !!..
نظراته المغرورة جعلتني أتمنى قتله !!..
لكنه حينها قال بغرور : أنت في موعد ..! ومع فتاتين !!.. يالك من خبيث !!..
أمسكت أعصابي لأنني لست في مزاج للتشاجر معه : في موعد أم في نزهة .. لا شأن لك !!..
ضحك بخفة حينها و هو يقول : لا أفهم أي نوع من الشباب أنت !!..أنك تخرج للمواعيد صحيح لكنك ترفض الكثير منها ..! ألم تستقر بعد ؟!!..
ابتسمت حينها بخبث حقيقي : بلا .. لدي موعد بعد غد .. سأستقر بعده ..!
رفع أحد حاجبيه : مع من ؟!..
أنا أعلم أن هذا سيثير أعصابه : مع محبوبة الملاين .. ليديا روبرتون !!..
تغيرت ملامح وجهه حينها إلى الصدمة : مع ليديا !!..
أنا أعلم .. أعلم أنه يحبها كالكثيرين !!..
لقد انتبهت مسبقاً لنظراته لها !!..
هاهو اليوم الذي سأحطم فيه رأسك قد أتى يا تيموثي !!..
و هاهو شيطاني يعود للظهور مجدداً : نعم .. مع ليديا ..! ليس موعداً فحسب ..! بل مقابلة زواج !!..
واضح أنه يحاول أن يمسك أعصابه : سترفضك بالتأكيد .. ليديا تبحث عن شخص يناسبها تماماً ..!
ابتسمت بمكر حينها : حسناً .. لم ترفضني فتاة من قبل ..! و تلك الليديا لن تفعل ..! و من التي تجرأ على رفض وريث مارسنلي ؟!..
جملتي الأخيرة كانت مصطنعة بالمرة !!..
لست وريث مارسنلي الحقيقي .. و ميشيل رفضتني من قبل ..!
لكن تيموثي لا يعلم عن هذا .. لذا سأستغل هذه النقطة : و الآن .. وداعاً تيموثي ..! أراك في المدرسة فيما بعد ...!
تجاوزته حينها بكل كبرياء و قلب متألم للكلمات الكاذبة التي أطلقتها ..!
أعلم أنني لو بقيت قليلاً و حاولت استفزازه أكثر فسوف ينقض علي ..!
و أنا لست بمزاج لدخول في مضاربة خاصةً أن يدي لم تشفى تماماً بعد ..!
تركت الفتاتين هناك .. قالت آندي أنها ستتصل بالسائق لذا لا مشكلة ..!
لاشك أن تيموثي سيستفسر عن الأمر منهما .. لكنهما لن تجيبها و الدليل أنهما كانتا صامتتين منذ قليل و كأنهما أيضاً تعلمان أنه يحبها ..!
يحب ليديا .. شريكتي في مقابلة الزواج الأولى ..!
.................................................. ................
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |