عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 07-10-2013, 06:10 PM
 
part 17
في اليوم التالي لم يحدث شيء معين .. كل ما في الأمر أن رايل غضب مني حين علم أن لدي امتحان و لم أخبره ..!
و بصعوبة تمكنت من إرضائه .. ها أنا الآن في المدرسة .. لقد مر الامتحان على خير و الساعة الآن هي الثامنة .. ليس لدي الكثير من الحصص الدراسية اليوم .. لذا طلبت من ريكايل أن يأتي في هذا الوقت كي ليصطحبني من المدرسة و نتوجه لمدرسة والدينا كي نسأل عنهما ..!
لا يوجد وقت إلا الصباح حيث يكون جميع الأساتذة في المدارس ..!
وقفت مغادراً الصف الذي كان فيه بعض الطلاب يقومون بمراجعة دروسهم كي يتأكدوا من استعدادهم للامتحانات القادمة .. و هناك من كان يتحدث مع زميله فقط و كثير منهم خارج الصف لأنه لا معلم هنا الآن .. هذه حالنا منذ بداية الأسبوع فلم يبقى سوا امتحانين سيكونان في الأسبوع القادم و الأخير ..!
حين كنت سأخرج التقيت بماثيو الذي كان بصحبة دايمن على وشك الدخول للصف : آه لينك .. لقد جئنا إليك .. ما رأيك أن نذهب للكفتيريا و نشرب بعض القهوة الساخنة ..!
- أعذرني .. سأغادر الآن ..!
- عجيب أمرك .. فجأة صرت منشغلاً في الآونة الأخيرة ..!
- حقاً ؟!!.. لم ألحظ ذلك !!..
قلت هذا بتوتر ليتدخل دايمن و يقول بشك و ابتسامة ماكرة : صحيح .. سمعت أنك قمت بمقابلة زواج مع ليديا روبرتون .. أيعقل أنك مشغول معها هذه الفترة ؟!!..
نظر إلي ماثيو باستياء : لما لم تخبرنا لينك .. يا لك من صديق عديم الإحساس ..!
تنهدت حينها لأقول : ليس الأمر كذلك ماثيو ..! فمقابلتي مع ليديا لم تعطي نتائج إيجابية .. الأفضل أن نكون صديقين فقط و هذا ما اتفقت معها عليه ..! آه صحيح .. لقد دعوتها لرحلة لندن .. هل تتولى أمر تذكرتها ؟!..
- بالتأكيد بما أني توليت تذاكر الجميع فتذكرتها مسؤوليتي كذلك ..!
- شكراً لك ..!
- دعك من هذا الآن .. لم تخبرني ما الذي يشغلك ؟!!..
توتر لحظتها لكني قلت بخفوت : بعض الظروف المفاجئة .. لا تشغل بالك ..!
بهدوء سأل : هل بدأت بالعمل في الشركة مع السيدة مارسنلي ؟!!..
قبل أن أرد عليه قال دايمن بسخرية : لا يمكن ..! لينك لم يقم بزيارة الخالة إلينا و لو مرة واحدةً في الشركة ..!
نظرت إليه ببرود : و كأنك تساعد العم رونالد في عمله !!..
تجاهلني حينها لكنه بشك قال : إذاً .. ما الذي يشغلك ؟!!.. الجميع لاحظ أنك مختفي و لم تعد تخرج معنا إلى أي مكان ..!
لا أعلم كيف أتخلص من هذه الورطة ..!
يبدو أنهما لن يتركاني حتى يسمعا القصة كاملة .. و المشكلة أن ريكايل ينتظرني في الخارج الآن بالتأكيد ..!
رفعت يدي و نظرت لساعتي .. لقد تجاوزت الثامنة و عشر دقائق : يا إلهي !!.. لقد تأخرت بسببكما !!.. دعا التحقيق لوقت لاحق !!.. و الآن إلى اللقاء ..!
قلت تلك الكلمات و أنا أركض متجاوزاً إياهما متجهاً إلى الدرج كي أنزل .. رغم أن المصاعد موجودة لكن أعلم أنها ستكون مزدحمة الآن بسبب تجول الطلاب هنا و هناك .. ثم لا مشكلة بما أن صفي في الدور الثاني و ليس الثالث ..!
كنت أحاول الإسراع قدر الإمكان ..!
في السابق .. لم يكن لدي مشكلة في التأخر على السائق نصف ساعة ..!
أما الآن .. فأنا لا أريد التأخر على أخي دقيقة واحدة ..!
في النهاية وصلت إلى مربض السيارات و اتجهت إلى تلك السيارة السوداء ..!
فتحت الباب و ركبت : ما الذي أخرك ؟!!..
استقبلني هذا السؤال بنبرة انزعاج : لم يكد ماثيو يسمح لي بتجاوزه .. هيا أنطلق ..!
حرك السيارة حينها و غادرنا أسوار المدرسة : و ما الذي كان يريده ؟!!..
- يسأل عن سبب انشغالي الفترة الأخيرة ..! لقد تهربت منه بصعوبة ..!
- ماذا ستفعل أن سألك مرة أخرى ؟!..
- سأتهرب منه مجدداً ..!
- حسناً .. أرجوا أن لا ينتبه إلي يوماً حين آتي لاصطحابك من المدرسة ..!
- لا مشكلة .. فذلك اللقاء سيحدث على أي حال ؟!!..
- لم أفهم ..!
- أقصد أنك ستأتي معي للندن و حينها سوف تلتقي بالجميع ..!
لم أعي إلا أنه أسرع ليوقف السيارة على جانب الطريق بحركة خطره !!..
صرخت و أنا أنظر إليه : مجنون .. أتنوي قتلنا ؟؟!!!!..
نظرت ناحيتي بدهشة حينها : هل خططت لكل شيء دون الاستماع لرأي حتى ؟!!..
- لأني لن أدعك ترفض !!..
- بل سأرفض !!.. بأي صفة آتي ؟!!..
- كل ما أردته هو الاستمتاع مع أخي في لندن .. كما أني أريد أن أعرفك على لويفان ..!
- من هذا أيضاً ؟!!..
- صديقي الذي حدثتك عنه مسبقاً .. لقد أخبرتك أني عشت في اسكتلندا لست سنوات و تعرفت إليه حينها ..!
ضرب جبيني بطرف أصبعه وهو يقول : يمكنني أن أتعرف لصديقك لاحقاً ..! لكني لن أذهب في تلك الرحلة ..! استمتع أنت مع أصدقائك ..!
- أعطني سبباً مقنعاً !!..
- الأمر بسيط !!.. أنا لم أغادر باريس قط !!.. ثم أني لم أركب طائرةً في حياتي !!.. ليس لدي جواز سفر حتى !!..
- بالنسبة للأولى فالأفضل لك رؤية العالم خارج فرنسا ..! أما الثانية فأقسم لك أن الطائرة غير مرعبة !!.. لا تقلق على جواز السفر فهو ليس مشكلةً إطلاقاً ..!
- قلت لك لا !!!..
- إن لم تذهب .. لن أذهب أيضاً ..!
- لينك لا تجعلني أفقد أعصابي !!.. يستحيل أن أذهب !!..
- أرجوك ريكايل .. هذه المرة من أجلي فقط ..! أريد أن نستمتع معاً في لندن ..!
- كيف نفعل هذا و أصدقاءك موجودون ؟!!..
- لا تقلق بشأنهم ..!
- اعذرني .. لكني غير مقتنع لذا لن أذهب ..!
- هذه المرة رايل .. لن أطلب منك شيئاً مجدداً ..!
تنهد بتعب و اسند رأسه على المقود يفكر بالأمر ..!
بقيت أنظر إليه بقلق و كل أملي أن يوافق لأني حقاً أريد أن يأتي لأريه لندن إحدى أشهر مدن العالم ..!
مضت بضع دقائق وهو يفكر .. هل الأمر صعب لهذا الحد ؟!!..
و أخيراً .. رفع رأسه و نظر إلي نظرة هادئةً للغاية و بدون أي ابتسامة : سوف أوافق هذه المرة من أجلك فقط ..!
شعرت بالطمأنينة حينها و ابتسمت بهدوء : شكراً لك ..!
- لكن .. لدي شرط ..!
- و ما هو ؟!!..
- أمام أصدقائك .. نحن سيد و خادمه !!.. لم يحن الوقت المناسب لإظهار الحقيقة ..!
لم أعتقد أنه سيشترط شيئاً كهذا .. و الحقيقة أني لم أفكر في ردة فعل أصدقائي حين يرون ريكايل خاصة ماثيو و دايمن و آندي ..!
طأطأت رأسي حينها أفكر .. هل لا بأس لدي أن أعامل ريكايل كخادم و لو كان تمثيلاً فقط ؟!!..
شعرت به يربت على كتفي .. رفعت رأسي لأرى ذات النظرة الهادئة : عليك أن تتصرف بشخصيتك الشيطانية التي اعتادوا عليها معي حتى لا يشك أحد بشيء ..!
قطبت حاجبي حينها : أأنت جاد ؟!!.. أتريدني أن أظهر شيطاني في تعاملي تجاهك أمام أصدقائي ؟!..
ابتسم لي حينها بذات الملامح الهادئة : لا مشكلة .. تذكر أن شيطانك هو من دعاني لخدمتك .. و من بعده توالت الأحداث حتى صرنا في هذا المكان ..!
أغمضت عيني أفكر للحظات .. أنه صعب .. صعب جداً ..!
لأني لم أكن أظهر شيطاني تجاه الناس الذين أحبهم ..!
فكيف أمام ريكايل ؟!!..
خاصةً بعدما قررت عدم العودة إليه و اعتماد شخصيتي الحالية ..!
لكنه شرطه .. و أنا مضطر لتنفيذه إن أردت موافقته على الذهاب للندن ..!
نظرت إليه لأقول بجد : هل ستحتمل تصرفاتي الشيطانية ؟!!..
ابتسم بمرح حينها : احتملتها سابقاً دون تمثيل ..!
- إذاً .. عدني بأنك لن تستاء أو تغضب تجاه أي كلمة أو تصرف قد يصدر مني ..! تعلم أن شيطاني مختلف تماماً عما أنا عليه الآن ..!
- أعدك .. أنا أثق بك .. لذا أنا واثق بأنك ستفعل كل ذلك من أجلي .. كما سأكون واثقاً من مشاعرك الحقيقية المتسترة خلف ذلك القناع ..!
كانت الجرأة تشع من عينيه و ابتسامة واثقة غزت شفتيه .. من أين له بكل هذا ؟!!..
رغم الحياة الصعبة التي كان يعيشها .. لا يزال واثقاً من نفسه و صامداً أمام كل العقبات ..!
ابتسمت حينها نصف ابتسامة و همست لنفسي : أنت حقاً تثير دهشتي ..!
قطب حاجبيه : أقلت شيئاً ؟!!..
أومأت سلباً حينها و قد عاد النشاط إلي : إطلاقاً ..! دعك من هذا و حرك السيارة .. لقد تأخرنا على وجهتنا الرئيسية ..!
..................................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس