عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 07-10-2013, 06:21 PM
 
كنت أشعر بإحباط كبير و أنا أجلس على ذلك الكرسي الطويل من الخشب في تلك الحديقة ..!
لقد عادت المشاكل لتسيطر على حياتي ..!
فها أنا تشاجرت مع أمي البارحة .. و صباح اليوم زدت مشكلتي مع ميشيل سوءاً .. هذا غير قصة ميراي ستيوارت التي تقلقني ..!
انتبهت لشيء أمامي فرفعت رأسي قليلاً لأرى علبة المشروب الغازي التي كان أحدهم يمدها لي ..!
رفعت رأسي أكثر فرأيت ريكايل يقف أمامي و يحمل في يده الأخرى علبة مشابهة ..!
أخذت العلبة منه بهدوء : شكراً لك ..!
جلس بجانبي على ذلك الكرسي الطويل : ألن تخبرني عن مشكلتك مع ميشيل بالضبط ؟!!..
فتحت العلبة و ارتشفت رشفة منها قبل أن أقول بهدوء : ليس الآن .. لا مزاج لي لهذا ..!
فتح هو علبته و تمتم : كما تشاء ..!
بقينا صامتين للحظات قبل أن أسأل : من هو بيير ؟!!..
التفت ناحيتي باستغراب : ألم أخبرك عنه ؟!!..
أومأت سلباً : أنت لم تخبرني شيئاً عن حياتك السابقة ..!
- لم تكن مثيرة .. لذا لا أجد ما أقوله عنها ..!
- أعتقد أن ذلك البيير بحد ذاته مثير ..!
- لما تعتقد ذلك ؟!!..
- حسناً .. شخص كان لا يجد ما يأكله و فجأة صار ثرياً ..! ألا تظن أن هذا مثير ..!
ابتسم بهدوء و نظر إلى الأمام .. بدأ حديثه بتلك الابتسامة : بيير صديق لي تعرفت إليه في المدرسة الداخلية ..! كان هذا قبل عشر سنوات حين كنت في السابعة من عمري و دخلت المدرسة للمرة الأولى ..! بيير كان أصغر طالب في الصف .. فهو يصغر الجميع بعام واحد ..! كان طفلاً كثير البكاء يخاف من الظلام والغرف المغلقة ..! جسده هزيل و دائماً مريض ..! في مرة استيقظ الجميع لبدأ يوم دراسي جديد و من بينهم أنا حيث رتبت فراشي الذي كان على الأرض بسبب عدم توفر أسرة للطلبة .. كان هو في الفراش الذي بجانبي في طرف الغرفة الكبيرة .. لكنه لم يستيقظ كالبقية ..! كان مريضاً و حرارته مرتفعة و يسعل بشدة ..!
قطبت حاجبي حينها : و ماذا فعلت له ؟!!..
بذات الهدوء قال و قد صغرت ابتسامته : تركته في مكانه ..! ذهبت للصف و بعد بداية الدرس بعشر دقائق دخل هو يجر خطاه بتعب ..! قام المعلم بتوبيخه لتأخره .. لقد كان كل الأساتذة قاسي القلب في تلك المدرسة المخصصة للفتيان فقط ..! كانوا يفرضون عقوبات مروعة .. إحداها كانت أن تقف طيلة الحصة في نهاية الصف و أنت تحمل على رأسك دلو ماء بارد و إذا انتهى الدرس تسكب الماء فوق رأسك ..! و قد فرض هذا العقاب على بيير في ذلك اليوم ..!
كنت مصدوماً من هذا !!.. أي طريقة تعليم بدائية تتعامل بها هذه المدرسة ؟!!.. بل أي قلوب يمتلك هؤلاء لفعل هذا بأطفال صغار ..!
تساءلت حينها بقلق : و ماذا حدث ؟!!..
ابتسم نصف ابتسامة و طأطأ رأسه و بقي ينظر للأرض : كنا في فصل الشتاء و الثلج يتساقط ..! كما أن المياه كانت باردة للغاية ..! بيير كان مريضاً .. و هذا العقاب قد يقتله حينها خاصة بتلك الملابس الخفيفة التي كان يرتديها و التي كانت الزي الموحد للمدرسة ..! لذا .. وقفت أنا عندها و أخبرت الأستاذ أني مستعد لتلقي العقاب نيابة عنه بعد أن أشفقت على حاله ..!
اتسعت عينيّ من هول الصدمة : و عوقبت ؟!!..
أومأ إيجاباً دون أن ينظر إلي : ذلك المعلم لم يعجبه دفاعي ذاك ..! لكنه وافق على هذا فأخذت العقاب بينما جلس بيير المريض في مكانه ..! بعد نهاية الدرس و بعد أن سكبت الماء على رأسي و جسدي فوجئت بالمعلم يمسك بيدي و يجرني إلى مكان ما ..! كان ذلك المكان أشبه بغرفة العقاب .. هي لم تكن غرفة على وجه العموم بل كانت عبارة عن جزء من الساحة الخارجية محاطاً بالأسوار من الطوب .. بلا سقف و لا أرضية و مساحتها متران في متران ..! رما بي هناك و هو يقول " هذا جزاء بطولتك " .. ثم أغلق الباب و أقفله !!!.. كان الثلج يتساقط و جسدي مبلل و ملابسي خفيفة ..! كدت أموت في ذلك الوقت ..! بعد مرور ساعتين حان وقت الاستراحة .. فلم أنتبه إلا وقد رمى أحدهم بغطاء من فوق السور ..! أخذت ذلك الغطاء و دفأت جسدي به .. لم يستطع حمايتي من لسعات البرد .. لكنه على الأقل حماني من تساقط الثلوج على رأسي ..! في نهاية ذلك النهار انتهت مدة عقابي .. لكني في ذلك الوقت كنت قد مرضت بشدة .. بقيت أسبوعاً طريح الفراش إلا أن حدهم لم يهتم بي سوى بيير ..! كان الوحيد الذي قام برعايتي في فترة مرضي و قد اكتشفت أنه أيضاً من رمى لي بالغطاء ..! و هكذا .. صرنا صديقين ..!
لم أعلم ما الذي سأقوله .. يبدو أني لست الوحيد الذي عانى من سنته السابعة !!..
بقيت صامتاً للحظات قبل أن أقول : أخبرني أين أجد ذلك المعلم .. و حينها سترى ما سأفعله به ..!
التفت إلي باستغراب .. لكنه ابتسم بهدوء : شكراً لك ..! لكن ذلك المعلم توفي منذ خمس سنوات ..! لذا لا يمكنك عقابه الآن ..!
سحقاً !!..
بحق كنت أريد استعمال نفوذ مارسنلي في عقابه .. لكن ما الفائدة الآن وهو جثة هامدة ..!
تذكرت حينها شيئاً : و أين بيير الآن ؟!..
اتسعت ابتسامته : في سويسرا ..! أن بيير طفل من أب فرنسي و أم سويسرية ..! لقد أخبرتك مسبقاً عن صديقي الذي كان والده يعمل في الجيش .. إنه ذاته بيير..! جده لأمه بارون و رئيس عائلة نبيلة .. بالنسبة لوالدته فلم تكن تعني لها تلك الثروة شيئاً بعد إهمال والديها لها .. لذا تزوجت بوالد بيير الذي كان سائقاً عندهم في تلك الفترة دون علم والديها ..! لكن حين عرف أبوها بما فعلته خيرها بأن تنفصل عنه أو تذهب بلا عودة ..! وقد اختارت الخيار الثاني فقدما إلى فرنسا هنا ثم أنجبت بيير بعد عدة أشهر ..! حين صار في السادسة توفيت والدته .. و التحق والده بالجيش ..! لذا كان مضطراً لترك ابنه في تلك المدرسة لأنه لا يملك المصاريف لمدرسة أخرى ..! لكنه توفي أثناء عمله حين صار بيير في الثالثة عشرة ..! لم تمضي أشهر حتى توفي البارون السويسري فتولت زوجته قيادة العائلة ..! تلك الجدة كانت نادمة على ما حدث مع ابنتها لذا بحثت عن بيير حتى وجدته و أخبرته بأنها ستقوم برعايته ..! وهكذا ذهب لسويسرا ..!
ابتسمت حينها : يبدو أن ذلك البيير عاش حياة مليئة بالمصائب ..!
أومأ إيجاباً و هو يرمي بعلبة المشروب في سلة القمامة القريبة كما فعلت أنا قبل قليل : معك حق ..!
نظرت إلى ساعتي .. كانت تشير للعاشرة : متى سنذهب لميراي ستيوارت ؟!!..
- كم الساعة الآن ؟!!..
- العاشرة و خمسة عشر دقيقة ..!
- نذهب في الحادية عشر ..!
- لما كل هذا التأخير ؟!!..
- لكي نظمن أنها ستكون مستيقظة .. هذا إن كانت قد عادت من رحلتها ..!
تنهدت بتعب : هل نتمشى ؟!!..
أومأ إيجاباً .. فوقفنا سوية و بدأنا السير في الحديقة .. لم يكن هناك موضوع معيين نتبادل الأحاديث فيه رغم أننا نجهل الكثير عن بعض ..!
التفت ناحيته لأقول : ما اعتقادك بالنسبة لردة فعل ميراي ستيوارت ؟!!..
ابتسم حينها ليقول : ألن تكف عن ترديد اسمها الكامل الطويل ؟!!..
- من عادتي أن أنطق الاسم كاملاً إن كان شخصاً أجهله ..! عموماً أجب على سؤالي ..!
أخذ يفكر للحظات قبل أن يقول : في اعتقادي .. ستكون سعيدة ..! حسب كلام الطفل هي شخص لطيف ..!
كنت محتاراً في الأمر : أتعتقد أنها كانت تعلم بأننا في الملجأ ؟!!..
هز كتفيه سلباً : لا علم لي .. لا أستطيع التخمين في هذه الحالة ..!
صمتنا بعدها .. لم نجد ما نقوله .. كنا فقط نفكر في تلك الميراي خالتنا المجهولة ..!
و خلال ذلك الصمت الطويل .. طرأت صورة أحدهم في بالي .. لا أعلم السبب لكنها فجأة قفزت في ذهني ..!
بلا شعور قلت : قبل مدة قصيرة .. رأيت فتاة غريبة في أحد محال الكعك ..!
بدا عليه الاستغراب و هو يحدق بي : ما قصدك بغريبة ..!
قطبت حاجبي محاولاً استيعاب سبب ظهور تلك الفتاة في ذهني : لم تكن غريبة بمعنى الكلمة .. لكن لا أعلم لما شعرت بأن هناك شيئاً جعلني التفت لها ..! كانت قصيرة الشعر و ترتدي ملابس أشبه بالصبيان و طويلة اللسان ..! لقد قالت النادلة بأنها شرسة للغاية رغم أني لم أتحدث معها ..!
ابتسم بسخرية : أتراها من ستنسيك ميشيل ؟!..
نظرت إليه بطرف عين ببرود : إنها طفلة في الثالثة عشر يا أخي ..!
بذات ابتسامته التي مزجت بالمكر : و ما المشكلة ؟!!.. أربع سنوات لن تشكل فرقاً ..!
تنهدت بتعب حينها .. لا أعلم لما طرأت تلك الفتاة في ذهني فجأة ..!
ماذا كان أسمها ؟!!.. كيتي .. أم كات ؟!!.. لا أذكر بالضبط !!..
حاولت تجاهل الأمر و نظرت لريكايل : لنذهب للسيارة .. ربما تكون تلك الميراي استيقظت ..!
أومأ إيجاباً فسرنا سوية ناحية السيارة التي كانت على الجهة الأخرى من الحديقة ..!
.................................................. ............
هانحن نقف مجدداً أمام باب تلك العمارة الكبيرة ..!
بالنسبة لي .. التوتر أخذ جزءاً من طاقتي .. و اعتقد بأن ريكايل مثلي تماماً ..!
رأينا حارس العمارة هناك يجلس على كرسيه و يراقب الناس فتقدمنا ناحيته ..!
ابتسم رايل و هو يقول : مرحباً ..!
نظر إلينا للحظات قبل أن يقول بابتسامة عريضة : آه .. أنتما من كنتما تبحثان عن الآنسة ستيوارت بالأمس ..!
بذات الابتسامة التي اخفت توتره : صحيح .. هل عادت ؟!!..
أومأ إيجاباً : نعم .. لقد عادت مساء الأمس ..!
- هل هي في شقتها الآن ؟!!..
- اعتقد .. فأنا لم أرها تخرج هذا الصباح ..!
- هل أخبرتها بأننا جئنا للبحث عنها ؟!!..
- لا .. لقد كانت متعبة و صعدت لشقتها دون أن تلقي التحية حتى ..!
نظر إلي رايل فأومأت له .. شكرنا الحارس ثم اتجهنا إلى المصاعد بعد أن أخبرنا بأن شقتها في الدور الثامن من هذه العمارة الضخمة التي تضم اثنا عشر دوراً ..!
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا بضع دقائق ..!
وبعد أن وصل المصعد للدور الثامن خرجنا منه فتمتمت : لقد حانت اللحظة الحاسمة ..!
بجد تابع هو : الشقة رقم 32 .. أرجوا أن تكون هناك ..!

أخذت نفساً عميقاً و سرت بخطوات واثقة أتتبع أرقام الشقق التي كانت أبوابها على يميني بينما كان على يساري سور مطل على الشارع من ذلك الدور المرتفع ..!
هاهي الشقة 30 .. 31 .. 32 ..!
لقد وصلنا !!!..
كنت أحدق بذلك الرقم المثبت على الباب بعد أن حفر على لافتة صغيرة من معدن ذهبي اللون ..!
نظرت إلى الجرس المتصل بسماعة قرب الباب .. و بلا شعور وجدت نفسي أضغط عليه ..!
كنت من مكاني أستطيع سماعه يرن داخل الشقة ..!
مضت بضع لحظات حتى سمعت صوتاً أنثوياً خرج من تلك السماعة المتصلة بالجرس : من هناك ؟!!..
ابتلعت ريقي و حاولت أن أسيطر على نبرة صوتي : منزل ستيوارت ؟!!..
- نعم ..!
- عذراً .. أريد التحدث مع الآنسة ميراي ستيوارت ..!
- لحظة من فضلك ..!
لا أعلم إن كان هناك أحد معها في المنزل .. لذا لست متأكداً من كون هذه المرأة التي أجابت علي ذاتها خالتي ميراي ..!
كان قلبي ينبض بصوت مسموع بالنسبة لي .. شعرت بيد ريكايل التي أمسكت بيدي .. نظرت إليه فرأيت الجد في عينيه و قد همس : تمالك أعصابك ..!
أومأت إيجاباً و قد حاولت أن أضبط نفسي .. و من الجيد أني تمكنت من ذلك ..!
شعرت بقفل الباب يفتح .. و بعدها قام أحدهم بفتح الباب دون أن يبعد سلسلة الآمان بحيث فتح جزء منه فقط ..!
لكنني تمكنت من رؤية جزء من وجه تلك الشابة ذات الشعر البني و العينين الخضراوتين و قد قالت باستغراب : من أنت ؟!!..
خمنت أنها لا تستطيع رؤية ريكايل من مكانها لأنها قالت أنت و ليس أنتما ..!
لكنني و بصوت هادئ قدر الإمكان قلت : آنسة ميراي ؟!!..
أومأت إيجاباً : نعم أنا هي ..!
هاهي ميراي ستيوارت أمامك أخيراً يا لينك !!..
ترددت للحظات قبل أن أقول : في الحقيقة .. جئت للحديث معك بشأن الزوجين براون .. اعتقد أنك قريبة لهما ..!
بدا عليها الذهول و كأنها لم تتوقع شيئاً كهذا .. لكنها حينها قالت : لحظة ..!
أغلقت الباب لتبعد سلسة الآمان ثم فتحت الباب على مصراعيه : تفضل أيها ..!
و قبل أن تتابع اتسعت عيناها و شهقت حين رأت ريكايل !!!..
وضعت يدها اليسرى على فمها بينما اليمنى استقرت على قلبها و هي تحدق بأخي تارة و بي تارة أخرى ..!
إلا أني لم أجد سوى نظرات التعجب على ملاح رايل كما هي ملامحي ..!
لحظتها دمعت عيناها .. بدا أنها تعرضت لصدمة شديدة و استمرت تحدق بنا للحظات أخرى قبل أن تتمتم بعدم تصديق : أنتما .. توأم ؟!!..
للمرة الأولى يلاحظ أحدهم ذلك !!.. لكن ريكايل قال بنبرة متعجبة مستغربة : حسناً .. أعتقد أننا كذلك ..!
سالت دموعها و بانت ابتسامة فرحة على شفتيها و سألت فوراً : أنتما تسألان عن براون صحيح ؟!!.. أنتما بالتأكيد توأم براون ..! لاشك أنكما ذات الطفلين ..! لينك و ريكايل !!!..
هذه المرة .. حان دورنا لنصدم !!..
هذه الآنسة حللت كل شيء في لحظات و علمت بأننا توأم براون بمجرد النظر إلينا سوية ..!
و غير هذا هتفت في النهاية .. لينك و ريكايل !!..
تضاربت الأسئلة في دماغي .. ما الذي يحدث ؟!!.. هل كانت تعلم بأننا سنزورها قريباً ؟!!.. لقد قال حارس العمارة بأنها لم تحدثه ؟!!.. و لا أحد يعلم بأننا نبحث عنها ؟!..
لكني حينها تذكرت مدير المدرسة الذي علم بأن ريكايل هو ابن ايان بسبب الشبه العظيم بينهما ..!
إذاً هذه الآنسة كذلك .. غير أنها تعلم أننا توأم و ليس فرداً واحداً ..!
سألت مجدداً بلهفة و الدموع من عينيها تسيل : أنتما توأم براون صحيح ؟!!..
أومأت إيجاباً بتردد و الصدمة لا زالت مسيطرة علي ..!
لم أنتبه لحظتها إلا و قد بدأت تبكي بشدة و لم تلبث أن خرت جالسة حيث بدا أن ساقيها لم تحملاها ..!
بلا شعور جلست أمامها و هتفت بقلق : يا آنسة ..!
و ما إن جلست حتى عانقتني بشدة وهي لا تزال تبكي بصوت مرتفع : أنت ابن نيكول و إيان .. أنت ابن أختي ..! و أخيراً عثرت عليك .. و أخيراً وجدتك ..! لا أصدق أن هذا اليوم أتى أخيراً بعد أن كدت أفقد الأمل في العثور عليكما ..!
شعرت بمدى الألم في صوتها و كأن عبارات الفرحة هذه قد أتت بعد جهد جهيد و عذاب طويل ..!
كنت أشعر بشيء من الغرابة فهاهي شقيقة والدتي الحقيقية تجلس أمامي و تعانقني و تبكي فرحة بي ..!
أشفقت عليها بحق فربت على رأسها و همست و قد غزت ابتسامة حانية شفتي : اطمئني خالتي .. ها نحن أمامك مجدداً ..!
من خلال بكائها .. كنت واثقاً بأنها لم تتفانى في مهمة البحث عنا حيث يبدو أنها قد فقدت أثرنا منذ مدة ..!
ابتعدت عني بهدوء حينها و قد سكن صوتها .. أخذت تنظر إلي بنظرات متأثرة فابتسمت لها ..!
ابتسمت هي الأخرى رغم دموعها و وجهها المحمر دون أن تنطق شيئاً ..!
وقفت حينها و ساعدتها على الوقوف فهتفت حالاً : تفضلا .. البيت بيتكما ..!
دخل ريكايل مغلقاً الباب من خلفه فلم يكد يفعل ذلك حتى أسرعت هي و عانقته بدوره و عادت تبكي و هي تهتف : لا أصدق .. إنهما ابنا نيكول .. و أخيراً وجدتكما .. لا أصدق عينيّ ..! أنت حقاً تشبه أباك للغاية يا عزيزي ..!
كان واضحاً عليه التوتر رغم ابتسامته .. لم يقل شيئاً إلا حين أشرت إليه بالحديث فتمتم بارتباك : سـ .. سعيد برؤيتك .. خالتي ..!
ابتعدت عنه حينها و بقيت تنظر إلينا و هي تقول : تفضلا بالدخول .. لا أستطيع وصف سعادتي برؤيتكما حتى أني أكاد أطير من الفرح ..! إنه اسعد يوم في حياتي ..!
شعرت حقاً بمدى صدق كلامها .. كما شعرت بأنني أحببتها صدقاً رغم أني لم أتحدث معها بعد ..!
كانت ذات شعر كستنائي طويل ربطته كذيل حصان فصار يصل لما تحت كتفيها بقليل .. عيناها خضراوتان كلون عيني تماماً .. وهي أطول مني بسانتيمترات فقط ..!
ترتدي بنطال أسود طويل مع كنزة وردية قطنية و طويلة الأكمام ..!
دخلنا إلى غرفة المعيشة التي كانت في نهاية الممر الصغير قبل الردهة ..!
جلست مع ريكايل على أريكة لشخصين بينما جلست هي على أريكة لشخصين لكن من الجهة الأخرى على يميننا ..!
كانت لا تزال تنظر إلينا و دموعها تتسابق في الهبوط .. أخذت تمسح دموعها و هي تقول بابتسامة سعيدة : لقد كبرتما فعلاً .. صرتما شابين ..! و أخيراً رأيتكما للمرة الثانية ..!
أعتقد أن قصدها بعبارة المرة الثانية هو أنها رأتنا سابقاً لمرة واحدة فقط ..!
هنا قلت أنا بابتسامة لطيفة : و نحن سعيدان بلقائك خالتي ..!
تابع ريكايل بذات ابتسامتي : كنا في شوق لهذا اللقاء منذ علمنا بأمرك ..!
كانت دموع الفرح لا تزال تتساقط من عينيها : كم تمنيت أن أسمع كلمة خالتي منكما منذ زمن ..! لا تعلمان مقدار سعادتي بكما ..! نيكول لقد عثرت عليهما .. عثرت عليهما يا أختي ..!
كانت تتمتم بالعبارة الأخيرة بنوع من الألم .. واضح أنها عانت كثيراً حتى هذه اللحظة ..!
لكنها بسرعة مسحت دموعها التي توقفت أخيراً : اخبراني ما أحوالكما ؟!!.. هل كانت حياتكما جيدة ؟!!.. ألا تزالان تحتفظان باسمي لينك و ريكايل ؟!!..
أومأ رايل إيجاباً : اطمئني .. لا يزالان اسمينا ..!
اتسعت ابتسامتها و هي تبدل بصرها بين النظر إلي ثم إلى أخي : أي منكما لينك ؟!.. إنه الأكبر صحيح ..! و الأصغر ريكايل ..!
بدا أنها حتى الآن لم تصدق نفسها : أنا لينك .. و هذا أخي الصغير ريكايل ..!
قلت هذا و أنا أشير إليه في النهاية مع علمي التام بأنه لم يرضى بكلمة الصغير رغم أنه لم يعلق ..!
أخذت هي تضحك بخفة و هي تقول : نعم الآن أستطيع التفريق بينكما ..! حين ولدتما كنتما متطابقين ..! أذكر ذلك اليوم في المشفى حيث كنت أنتظر بشغف ما سيقوله ايان وهو ينظر إليكما في السرير ..! حينها أشار إلى أحدكما و قال " هذا لينك .. إنه الأكبر " ..! كنت طفلة لذا أسرعت بربط شريطة بيد لينك كي أستطيع أن أعرفه من أخيه ..! حينها قالت نيكول بأن ريكايل سيشعر بالغيرة و أنه يريد شريطة هو الآخر ..! كان هذا في يوم ولادتكما ..!
نظرت إلى ريكايل بدهشة فكانت ملامحه هو الآخر مشابهة و قد هتف : إذاً أنتي من ربط الشرائط لنا ..!
بدا عليها الذهول حينها : هل تعلمان بأمر الشرائط ؟!!..
أومأت إيجاباً : إنها لدينا ..!
شهقت حينها بسعادة : لا أصدق .. هل احتفظتما بها طيلة تلك السنين ؟!!..
ابتسم ريكايل وهو يقول : لقد احتفظت بها لنا مديرة الملجأ ..!
بذات ابتسامتها : غير معقول ..! يا لها من مديرة رائعة ..!
- صحيح .. لقد تولت تربيتي ..!
- هل عشتما في ملجأ ؟!!.. لقد اعتقدت أن أحدهم تبناكما لذا لم أتمكن من الوصول إليكما ..!
نظر ريكايل إلي فهززت كتفي بمعنى لا مشكلة لذا نظر إليها قبل أن يقول : في الحقيقة ..لينك تبنته إحدى الأسر .. أما أنا فقد عشت في الملجأ ..!
بدا عليها الدهشة فجأة و تحولت ملامحها للحزن : هل عشتما منفصلين ؟!!.. ذلك مؤسف حقاً ..! متى تم تبنيك يا لينك ؟!!..
تنهدت حينها و قد قررت بأن أخبر خالتي هذه الحقيقة كاملة بعد أن وثقت بها بطريقة ما : الحقيقة هي أني و ريكايل افترقنا في أيامنا الأولى ..! فقد تم تبني و أنا في بعمر خمسة أيام و انفصلنا بعمر أسبوعين ..! حتى أننا لم نعرف بعضنا و لم نعلم بأمر أخوتنا إلا منذ أقل من شهر ..!
شهقت حينها مفزوعة : لا يعقل !!.. أنتما لم تكونا معاً إذاً ..!
أومأت سلباً حينها : لقد حدثت أشياء كثيرة قبل أن نعلم بأمر أخوتنا و قبل أن نعلم بأمرك خالتي ..! لكن من الجيد أننا تمكنا من العثور عليك بعد هذا العناء ..!
عادت لتبتسم مجدداً و وجهها لا يزال محمراً و محتفظاً بآثار البكاء : لا تعلم يا عزيزي كم بذلت في سبيل العثور عليكم ..! المشفى الذي ولدتما فيه احترق منذ ثلاثة عشر عاماً .. لذا لم أتمكن من العثور على أوراق تسليمكما للملجأ ..! كذلك بحثت في الكثير من الملاجئ الكبيرة و في كل الملاجئ الحكومية و لم أعثر عليكما ..! سألت الاستعلامات المدنية كثيراً فكانوا يقولون بأنه لا يوجد شخص باسم لينك براون .. و عندما بحثت عن ريكايل قالوا لي أن المعلومات المتعلقة به سرية ..! فعلت الكثير و أحضرت عدة إثباتات تدل على أني قريبته و أني أبحث عنه لكن كان من المستحيل أن أحصل على معلومة واحدة ..! لا أعلم لما كانت المعلومات عنه محجوبة ..!
كان الاستغراب قد تمكن مني فلما كل ذلك الحرص على المعلومات المتعلقة بريكايل ..!
هو أيضاً كان مستغرباً للغاية : أمر عجيب ..! لقد عشت حياةً عادية و لم أتورط في أي شيء قد يجعل ملفاتي محجوبة ..!
قطبت هي حاجبيها محتارة : لقد شعرت مراراً أن هناك شخصاً ما لا يريد مني أن أعثر عليك ..!
لوهلة .. تذكرت حديث الخالة آنا حين قالت بأن رجلاً أخبرها بأنه سيقطع عيشها إن بحثت عني .. أتراه ذاته الذي حرص على أن لا تتمكن خالتي ميراي من العثور على ريكايل ؟!!..
نظرت ناحيتي : ماذا عنك لينك ؟؟!.. لما قالوا بأنه لا يوجد شخص باسم لينك براون برأيك ؟!..
تنهدت حينها و قد علمت السبب فهو كان واضحاً : حين تم تبني تم تغير أسمي إلى لينك مارسنلي عوضاً عن لينك براون .. لا شك أن هذا هو السبب ..!
اتسعت عيناها بصدمة و هي تقول : أقلت .. لينك مارسنلي ؟!!..
تعجبت في البداية لكن الأمر لم يطل حين تذكرت بان مارسنلي من أشهر الأسر في فرنسا : صحيح .. في الحقيقة لقد تبناني آل مارسنلي ..!
وضعت يدها على قلبها وهي تقول : لكن .. ما سمعته بأن الزوجين مارسنلي لهم ابن واحد ..! لم أسمع إطلاقاً بأنهم تبنوا طفلاً آخر ..!
ابتسمت حينها بهدوء : ذلك طبيعي لأن الجميع يعتقد بأني ابن مارسنلي الحقيقي ..! والدتي التي ربتني لم تكن قادرةً على الإنجاب .. لذا تبنتني هي و زوجها كي أكون أبناً لهما ..!
بانت عليها ملامح الحزن وهي تقول : أرجوا أنك عشت حياة جيدة عزيزي .. هل كنت سعيداً معهم ؟!!.. أخبرني الصراحة ..!
كانت نبرتها تدل على القلق .. لكني حافظت على ابتسامتي كي أطمئنها : أمي إلينا إنسانة عظيمة .. إنها ذات قلب أبيض و رحيمة للغاية ..! لقد ربتني كابنها الحقيقي حتى أني لم أعلم بأنها ليست والدتي إلا مؤخراً .. حقيقة لقد شعرت بالتعاسة في البداية لكنني تغلبت على تلك الصدمة ..! أما أبي جاستن فقد توفي و أنا ابن الثلاث سنوات .. لكني أأكد لك أنه شخص رائع أيضاً ..!
بدا أن كلامي أراحها فنظرت إلى رايل : و أنت عزيزي ريك .. كيف كانت حياتك ؟!!..
بابتسامة هادئة أجابها : لم يكن فيها ما هو مميز .. لقد عشت سنواتي الست الأولى في الملجأ مع كثير من الأطفال .. و حين وصلت إلى سن السابعة نقلت لمدرسة داخلية تابعة للملجأ وبقيت فيها حتى انتهيت الإعدادية ..!
قطبت حاجبيها : أرجوا أنك لم تكن تعاني هناك ..!
- كانت هناك بعض المعاناة في الأمر .. لكن اطمئني فأنا لم أتأثر بهذا ..!
ابتسمت حينها بسعادة و اطمئنان فسألتها بدوري : ماذا عنك خالتي ؟!!.. أين كنت تعيشين من بعد وفاة والدينا ؟!..
نظرت ناحيتي و هي لا تزال تبتسم بهدوء : في الحقيقة .. أبي توفي و أنا في سنتي الثانية .. و أمي توفيت حين دخلت في سنتي الخامسة فلم يكن لي سوى أختي الكبرى نيكول التي تولت رعايتي ..! حين صرت في السابعة تزوجت بإيان فعشت معهما في المنزل و قد كان ايان بالنسبة لي كأخ لا بل كأب قبل أن يكون زوج أخت ..! بعد وفاتهما تولت إحدى الجمعيات الخيرية أمري لأني كنت بلا عائل .. أدخلتني في مدرسة داخلية للفتيات و هي خاصة بالأيتام .. تكفلت الجمعية بالصرف علي حتى تخرجت من الثانوية ..! لقد كانت تستقبل الأطفال في سن الدراسة لذا لم يكن بالإمكان أن تتولى شؤونكما أيضاً ..! مدرستي التابعة للجمعية كانت على بعد بعض الكيلو مترات عن باريس حيث السهول الخضراء فقد كانوا حريصين على توفير بيئة جيدة و نقية لنمو الأطفال ..!
واضح أنها عاشت أفضل من ريكايل بكثير فكل ما تقوله كان نقيضاً لما كان يحدث مع أخي في مدرسته الداخلية ..!
لكنه حينها قال بابتسامة : سعيد لأنك عشت حياة جيدة ..!
ابتسمت له بهدوء و بقيت تحدق فينا : أنه ثاني أسعد صباح في حياتي ..!
بفضول مع ابتسامة قلت : و متى كان الصباح الأول ؟!!..
ضحكت بخفة حينها : كان صباح ولادتكما ..! حين كنت في المشفى أقف قرب غرفة الولادة و أراقب أيان الذي كان يقطع الممر جيئة و ذهاباً بتوتر حتى سمعنا صوت البكاء العالي يصدر من الغرفة و قد كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة ..! كان إيان متوتراً لأنه صار أباً لطفلين رغم أنه ما زال في العشرين !!.. لقد اتفق مع نيكول على أن يختار كل واحد منهما أسماً لأحد الطفلين .. في الحقيقة .. إيان هو من أختار اسمك يا لينك .. أما نيكول فهي من اختارت اسم ريكايل ..!
كلامها ذاك جعلني أتحمس لمعرفة المزيد عن والدي و اللذان أعتقد يقيناً بأنهما تزوجا بعد علاقة حب طويلة ..!
انتبهت لملامح الحزن التي طرأت عليها فجأة فسألت بقلق : خالتي .. ما الأمر ؟!!..
دمعت عيناها حينها و قالت بصوت مخنوق : كم يؤلمني الأمر حين أفكر بأنهما توفيا في اليوم الذي يلي ولادتكما .. أشعر بالتعاسة حين أفكر في ذلك ..!
صمت أنا أيضاً كما فعل ريكايل و قد اختفت ملامح السعادة عن ثلاثتنا ..!
إنها محقة .. من خلال كلامها بدا واضحاً بأنهما انتظرانا طويلاً و بشغف و الدليل هو أنهم جهزوا الأسماء مسبقاً ..!
كم هو مؤلم التفكير في أنهما توفيا قبل أن يهنأ بنا ..!
انتبهت لخالتي التي وقفت حينها و قد مسحت دموعها و ابتسمت : لقد شغلني الحديث فنسيت تحضير القهوة لكما .. يا لي من مهملة ..!
لحظتها رن الهاتف الذي كان فوق طاولة صغيرة في زاوية الغرفة تتوسط أريكتين لشخص واحد ..!
سارت ناحيته و أجابت بهدوء : منزل ستيوارت ....... نعم أنا هي ..!
بقيت صامتةً للحظات قبل أن تصرخ بفزع : ماذا ؟!!!!!..
التفت ناحيتها بسرعة كما حدث مع ريكايل فصرختها أخافتنا ..!
لكنها حينها قالت بنبرة تعيسة : لما أنا ؟!!....... ألا يوجد غيري ؟!!..
نظرت إلى ريكايل فهز كتفيه بمعنى أنه لم يفهم شيئاً ..!
عدت أنظر إليها و قد تابعت حديثها : إلى أين ؟!!...... مستحيل كوريا الشمالية ؟!.... لكن سيدي أنا أعمل في رحلات دول أوروبا فقط !!..... متى ستقلع الرحلة ؟!!....... لا يمكن .. لا وقت لدي !!...... أرجوك سيدي ابحث عن غيري ........... هناك الكثير من المضيفات و المضيفين كما أني عدت مساء الأمس من رحلة إلى النمسة ......! و متى ستكون رحلة العودة ؟!!..... لكن ......... حاضر سأكون هناك فوراً ..!
أغلقت الخط بعدها و صرخت باستياء معبرة عن غضبها ..!
سارت بعدها عائدةً إلى ذات أريكتها و قد بدا الإحباط عليها ..!
بتردد سأل أخي : ما الأمر فجأة ؟!!..
نظرت إلينا بحزن : أنه مديري في العمل .. ربما لا تعلمان بأني أعمل مضيفة طيران ..!
- بلا .. سمعنا عن هذا ..!
- لقد اتصل الآن ليخبرني بأن علي أن أكون على متن الرحلة المتجهة لكوريا الشمالية تمام الثانية ظهراً ..!
- كوريا بعيدة .. لكن لما لم يخبرك سابقاً ؟!..
- لقد مرض أحد المضيفين فجأة و نقل إلى المشفى .. لذا يجب علي متكرمة أن أحل عوضاً عنه ..!
قالت عبارتها الأخيرة بنبرة استياء واضحة .. فسألت حينها : و لما وقع الاختيار عليك أنتي ؟!!..
تنهد حينها بتعب : اليوم و غداً إجازتي هذا الأسبوع .. لذا وقع الاختيار علي لأنه لا رحلات لدي .. كما أنه أخبرني بأن ذلك المضيف سيحل عني في يوم أجازته لكي آخذ أنا كإجازة لي ..! و المصيبة أن رحلة العودة ستكون فجر الغد .. يعني بعد أن تنتهي إجازتي تماماً ..!
باستغراب قلت : لما أنت منزعجة ؟!!.. بما أن يوم إجازتك لن يضيع فلا مشكلة ..!
بدا عليها الإحباط و هي تقول بنبرة باكية : لأني كنت أريد قضاء أجازتي معكما بعد أن عثرت عليكما أخيراً .. خاصة أن جدول رحلاتي مزدحم بسبب اقتراب العطلة !!.. كما أن موعد الرحلة أقترب لذا يفترض أن أكون في المطار الآن أساعد في تجهيز الطائرة ..!
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و النصف ..!
بالتأكيد يجب عليها أن تذهب لتجهيز ملابسها الآن و تنطلق للمطار ..!
لذا وقفت حينها فوقف ريكايل خلفي : إذاً .. لن نعطلك عن عملك ..!
وقفت حينها معترضة : لا أرجوكما .. أبقيا هنا قليلاً ..!
ابتسم رايل لها : اطمئني .. سنزورك فور أن تسنح الفرصة ..!
تنهدت حينها فيبدو أنه لا خيار آخر أمامها .. لكنها قالت : انتظرا رجاءاً ..!
خرجت من الغرفة بسرعة .. نظرت إلى ريكايل و همست : ماذا تعتقد أنها ستفعل ؟!..
هز كتفيه بحيرة : لا علم لي ..!
عادت بعد لحظات وهي تحمل شيئاً في يدها .. لقد كان كيسياً فخماً من الورق ..!
مدت الكيس لي فحملته .. و حينها تمكنت من رؤية ذلك الصندوق الذي كان بحجم الكيس تقريباً موضوعاً بداخله : حين تكونان متفرغين ألقيا نظرة عليه ..!
أومأت لها إيجاباً : بالتأكيد .. و الآن نراك قريباً ..!
قبل ذلك تبادلنا أرقام الهواتف بينما كنا نسير ناحية الباب ..!
و حين وقفنا قربة قلت بابتسامة : إلى اللقاء ..!
ابتسمت لي و تقدمت بضع خطوات لتعانقني و هي تقول بنبرة متأثرة : إياكما أن تتأخرا في الزيارة القادمة .. سأنتظركما بشغف ..!
و قبل أن تبتعد تماماً قبلت وجنتي حينها مما جعل وجهي يحمر بخجل ..!
ابتعدت عني و هي تطلق ضحكة صغيرة : لا تنسى أني خالتك لذا لا داعي للخجل ..!
صحيح أنها خالتي .. لكن في الوقت ذاته شابة ألتقيها لأول مرة ..!
عانقت ريكايل حينها و هي تقول بمرح : ستسيطران على تفكيري حتى أركما ثانية يا أعزائي ..!
فعلت الأمر ذاته معه فكان احمرار وجهه واضحاً أيضاً مما جعلني أحاول كتم ضحكتي متناسياً أني كنت في ذات الموقف منذ لحظات ..!
ودعناها حينها و كلنا أمل بلقاء قريب .. لأننا كنا متشوقين لمعرفة المزيد عنها و عن والدينا ..!
.................................................. .......

نتوقف هنا << أدري تكرهون هالجملة ^^ !!..

أن شاء الله أن طول البارت عوضكم عن الأنتظار ؟!!..

ما راح أطول عليكم فنطير للهوم وورك ..!

مشروع بالشراكة مع آل دايفيرو .. أهو مجرد حدث عابر في قصتنا ؟!!..

تعود المشكلات لمحاصرة لينك مجدداً .. إلى متى يا ترى ؟!!..

ميشيل و ظهور جديد .. هل ستطول مدة غضبها ؟!!..

بلا مقدمات تظهر كيت في ذهن لينك .. ما قصة هذه الفتاة ؟!..

و أخيراً ظهرت ميراي ستيورات .. ما أنطباعكم الأول عنها ؟!!..

و الآن مات توقعاتكم للأحداث القادمه ؟!!..

و ما رأيكم بالبارت عامةً ؟!!..

إحتمال كبير يكون هذا آخر بارت قبل الأمتحانات النهائية .. لذا أتمنى أن تعذروني ..!
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس