شعرت بأن الجو هادئ للغاية فحتى جين و الآنسة جيني اختفتا فجأة : أين الأطفال ؟!!..
- إنهم في الحديقة الخلفية .. لقد ذهبوا لمحل الألعاب هذا الصباح و لذا هم مستمتعون باللعب و تجريب ألعابهم الجديدة ..!
- أمر رائع .. هيا ليديا .. سأعرفك عليهم ..!
سرت مع ليديا ناحية الخارج بينما استأذنت جوليا بأنها ستغسل الفناجين و تتأكد من الكعكة التي في الفرن ثم تنضم إلينا فيما بعد ..!
بينما كنا نسير : هل الأطفال هنا كثر ؟!!..
- لا .. أنهم أربعة فتيات و أربع فتيان فقط ..!
- حقاً .. اعتقدت أنهم أكثر بكثير ..!
- لم يكن هذا الملجأ مزدهراً في السنوات الأخيرة ..!
- هل عرفته من خلال ريكايل ؟!..
- يمكنك قول ذلك ..!
وصلنا حينها للخارج .. في الحديقة الخلفية كانت ضحكات الأطفال هي الصوت الطاغي على كل شيء ..!
رينا كانت تحمل رشاش الماء الكبير ذو اللون الأزرق و المصنوع من البلاستيك و تطلق ناحية ايريك الذي كان يحمل وحداً مشابهاً بلون أخضر و قد كان كلاهما قد تبلل تماماً ..!
ديالا كانت تجلس مع لورا و الآنسة جيني على بساط تحت الشجرة مجتمعين حول ذلك الصندوق و بدا أنهم منهمكون في صنع شيء ما ..!
مارسيل كان هناك مع جين كل واحد منهما على دراجة صغيرة بثلاث عجلات ..!
كانت ليديا مبهورة بهم : إنهم صغار جداً .. و يبدون لطيفين للغاية ..!
سمعت صوتاً خلفي حينها : لينك .. أهلاً بك ..!
التفت إلى الخلف فرأيت جينا المربية المسؤولة عن الأولاد و التي تشبه أختها الكبرى كثيراً إلا أنها كانت نحيلة .. وهي في التاسعة و العشرين : أهلاً آنسة جينا ..!
- سعيدة لأنك أتيت لرؤية الأطفال .. هل حضر ريكايل أيضاً ؟!..
- لقد كان هنا قبل وصولي لكنه غادر ..!
- عدت من التسوق قبل قليل فهذا الأسبوع دوري في شراء حاجيات المنزل و الأطفال ..!
- هكذا إذاً ..!
انتبهت حينها لليديا فقالت بابتسامة : هل هذه رفيقتك ؟!!.. إنها جميلة ..!
لما الجميع مصراً على كون ليديا رفيقتي .. هل نناسب بعضنا إلى هذا الحد ؟!..
لحظتها تنهدت بتعب .. لكني فوجئت بأن ليديا تنهدت بتعب هي الأخرى معي في ذات اللحظة ..!
كانت هي أيضاً تنظر إلي مستغربة .. بدا واضحاً أنها أيضاً ملت تلك المسألة ..!
لكنها التفت ناحية جينا و ابتسمت : أسمي ليديا .. و أنا زميلة لينك في المدرسة .. تستطيعين القول أننا صديقان .. فقط ..!
كانت إجابتها كافية تماماً فابتسمت جينا لها : تشرفت بلقائك آنسة ليديا .. أنا جينا المسؤولة عن الصبية هنا ..!
- تشرفنا ..!
- اعذراني الآن .. سأذهب لمساعدة الآنسة جوليا في المطبخ ..!
غادرت المكان بعدها فعدت أنظر إلى الحديقة و أشرت إلى ديالا و لورا : سأعرفك إليهما أولاً ..!
أومأت موافقة فنزلنا درج تلك الشرفة و بدأنا السير نحوهما .. لحظتها وقفت رينا أمامي و كانت تعيرني ظهرها و هي لا تزال تمسك بمسدس الماء ..!
لكنها التفت ناحيتي و نظرت إلي بهدوء للحظات قبل أن تبتسم بمكر و توجه سلاحها ذاك نحوي لتبللني في ثوان !!..
كنت مصدوماً .. فأنا لم أتوقع هذا .. بينما ضحكت هي بخفة رغم أني لا أرى في الأمر ما يضحك ..!
شعرت بأني سأنفجر في لحظات .. لكن ذلك لن يكون جيداً بالتأكيد ..!
اهدأ لينك .. إنها مجرد طفلة تريد أن تلعب معك ..!
أخذت نفساً عميقاً حينها قبل أن أصرخ حينها بحماس : سأنتقم منك ..!
شهقت هي فزعة و راحت تركض مبتعدةً بينما أسرع ايريك ليرمي برشاشه إلي متبرعاً فالتقطته و رحت أركض خلفها ..!
- توقفي يا جبانة ..!
- لن تمسك بي ..!
شعرت بالمتعة فجأة فبدأت أضحك أنا الآخر .. شعرت بأن طفولتي التي ضاعت بين رعب و خوف قد محيت و احتلت ضحكاتي هذه مكانها ..!
كنت قد تبللت أكثر و تبللت هي الأخرى ..!
لكنني في النهاية تمكنت من أن أدركها فرميت باللعبة و التقطت الطفلة في لحظة إلى أني سقطت أرضاً و تدحرجت معها ..!
انتهى بي الأمر مستلقياً على ظهري و هي فوقي .. أخذت لحظات استوعب الأمر فضحكت بشدة كما فعلت رينا ..!
انه شعور رائع .. بل هو أروع شيء في الكون ..!
سماع ضحكة طفل خرجت من قلبه مباشرة .. تشعر لحظتها بأن الدنيا في سلام ..!
خاصة إن كان هذا الطفل مثل رينا التي كبقية الأطفال هنا لم يعرفوا والدين مسبقاً ..!
جلست حينها بعد أن ابتعدت عني ..!
سمعت ضحكة أخرى .. لكنها لم تكن ضحكة طفل ..!
التفت لأرى ليديا التي كانت تضحك بشدة حتى أن دموعاً قد خرجت من عينيها ..!
جثت بقربي و ربتت على رأس رينا : أنت سريعة جداً .. لقد تمكنت من الهرب من لينك لوقت ..!
بدا على رينا السعادة بهذا الكلام : حقاً ..!
- بالتأكيد .. ما اسمك يا صغيرتي ؟!!..
- رينا ..!
- اسمك جميل جداً مثلك تماماً .. لقد أحببتك ..!
- و أنا أيضاً ..!
قالتها تلك الطفلة بمرح .. علمت حينها بأن لدا ليديا قدرة جيدة في التعامل مع الأطفال ..!
- أنا اسمي ليديا .. أريد أن أصير صديقتك ..!
- أهلاً آنسة ليديا ..!
شعرت بأحدهم قد تعلق برقبتي فجأة .. لقد كان ايريك الذي قال بمكر : لينك من هذه الآنسة اللطيفة ؟!..
حسناً .. لم يخطر في بالي أن طفلاً قد يفكر في تلك الأمور .. لكنني أجبته حينها : إنها صديقتي و اسمها ليديا ..!
- أهي صديقة رايل أيضاً ؟!..
لم أجب لكن ليديا قالت بابتسامة لطيفة : يمكنني أن أصير صديقة رايل إن كان الأمر سيسعدك ..!
ابتعد ايريك عني حينها و تقدم ناحية ليديا بمرح : أنا ايريك .. و أنا أكبر الأولاد ..!
- هذا رائع .. إذاً أنت أخوهم الكبير ؟!!..
- صحيح ..!
- إذاً عليك أن تكون لطيفاً و مهذباً كي تكون قدوة جيدة لهم ..!
قطبت حاجبيه غير مقتنع : هل يجب أن أكون كذلك ؟!!..
- بالتأكيد .. أنا الأخت الكبرى لأخوي أيضاً .. لذا فأنا أتحمل مسؤولية تصرفاتهما لان الأخ الأكبر قدوة لأخوته الصغار ..!
- أيمكنني أن أكون قدوة جيدة ؟!..
- بالطبع يمكنك ذلك .. حين تكون مهذباً و لطيفاً و تسمع كلام الكبار و لا تسبب الفوضى ..! أنا أعلم أنك ولد جيد و يمكنك أن تكون قدوةً حسنة ..!
بدت السعادة على ايريك حينها : أنا سأكون قدوة جيدةً لإخوتي ..!
وقفت حينها و أنا أقول : إذا استمعت لنصائح جوليا فستصير قدوة حسنة ..!
ضحك حينها بخفه .. ربما يكون مشاكساً لكنه يتصف ببراءة الطفولة ..!
انتبهت لجون و مايك اللذان كانا هناك في زاوية الحديقة هناك : ماذا يفعلان ؟!!..
أجابتني رينا : يلعبان التنس ..!
- حقاً ؟!!..
- لقد اشتريا مضربين و كرة .. لكنهما لا يعرفان كيف يلعبان بها ..!
- ليديا .. تعالي لنلقي نظرة ..!
سرت ناحيتهما و ليديا معي وقد بدت متشوقة للتعرف عليهما ..!
وصلت إليهما لكني استغربت علامات العبوس على ملامحهما : ما الأمر يا أصحاب ؟!!..
نظرا إلي حينها فقال جون بعبوس : أنظر ..!
كانت الكرة في يده .. و المضرب في يده الأخرى .. رفع المضرب في وضعية مستقيمة ثم ألصق الكرة به و هو لا يزال يمسك بها .. حرك المضرب إلى الأمام و ترك الكرة فلم تنطلق سوا سنتيمترات قليلة ثم سقطت أرضاً : إنها لا تطير ناحية مايك ..!
- لأنك أطلقتها بطريقة خاطئة عزيزي .. يفترض بك أن ترميها في الهواء ثم تضربها ..!
- هكذا ؟!!..
أخذ مايك الكرة ثم رماها عالياً لكنه حين أراد أن يضربها أخطأ في تقدير الوقت فضرب قبل أن تصل الكرة إلى المكان المناسب ..!
ضحكت ليديا بخفة : الأمر يحتاج لتدريب .. لكني واثقة أنك ستتقنها ..!
نظر إليها مايك : من أنتي ؟!..
- اسمي ليديا .. و أنت ؟!!..
- مايك ..!
- أسم جميل يا مايك ..! حسناً .. أنت تذكرني بنفسي فأنا لم أكن أعرف كيف أرمي الكرة حين كنت في عمرك ..!
- هل تجيدينها الآن ؟!..
- لقد تدربت حتى تمكنت من فعلها .. ينبغي عليك فعل هذا أيضاً ..!
لقد كانت ليديا جيدة في الحديث معهم و تجد الكلمات المناسبة دوماً ..!
التفت ناحية جون : و أنت .. ما اسمك ؟!!..
- جون ..!
- رائع .. هل ستتدرب أنت أيضاً يا على ضرب الكرة يا جون ؟!!..
- نعم .. لأني أريد أن أفعل مثل اللذين في التلفاز ..!
- أنا واثقةٌ بأنك ستصير لاعباً جيداً قريباً ..!
انتبهت لمايك الذي كان يمد مضربه إلي : أتجيد اللعب ؟!!..
أومأت إيجاباً بابتسامة : نعم .. لقد تدربت عليها سابقاً ..!
- إذاً ارني كيف تفعلها ..!
- حسناً ..!
قلت هذا و أنا آخذ المضرب من بين يديه ..!
التفت ناحية ليديا : هل تجدين اللعب ؟!!..
- بالطبع .. لقد كسبت بطولة تنس حين كنت في الابتدائية ..!
- لنرى مهارتك إذاً ..!
أعطاها جون المضرب الآخر : تفضلي يا آنسه ..!
ربتت على رأسه : شكراً لك يا صغيري ..!
ابتعدت ليديا عني عدة أمتار و فقد كانت الحديقة واسعة بما فيه الكفاية ..!
انتبهت حينها لجين التي صرخت : لينك سأشجعك ..!
نظرت إليها و ابتسمت و أنا أقول بصوت مرتفع حتى تسمعني : شكراً لك عزيزتي ..!
كانت تقف على درج الشرفة مع مارسيل الخجول الذي لم يقل شيئاً إلا أن ليديا نظرت إليه لتقول بمرح و صوت مرتفع : أيها الصغير ..!
التفت ناحيتها بارتباك : ماذا ؟!!..
- ما أسمك ؟!!..
- مارسيل ..!
- لديك أسم لطيف .. أيمكنك تشجيعي يا مارسيل ؟!!..
تردد حينها قبل أن يقول : أنا لا أعرفك ..!
ضحكت حينها هي لتقول : لا بأس .. أنا ليديا ..! هيا إن فزت على لينك فسأقدم لك الحلوى ..!
بدت عليه السعادة فصرخ : آنسة ليديا أبذلي جهدك ..!
في تلك اللحظة صرخت جين هي الأخرى : آنسة ليديا أنت ستفوزين ..!
لقد غيرت رأيها بمجرد ذكر قطعة الحلوى : جين .. لقد خذلتني ..!
ضحكت حينها بشدة وهي تنظر ناحيتي .. أعتقد بأنها مستمتعة بهذا ..!
أمسكت الكرة : هيا .. سنبدأ .. دقيقتان .. حساب النقاط سيكون حسب عدد الضربات التي رددتها ..!
أخبرتني أنها موافقة و مستعدة فرميت الكرة في الهواء ثم ضربتها ضربة أشبه بالخفيفة كاختبار لمهارة ليديا لكنها فاجأتني بأنها ضربتها بقوة في زاوية صعبة و بالكاد تمكنت من ردها :أنتي ماهرة ..!
- أخبرتك أني كسبت البطولة سابقاً ..!
- حسناً .. لن أتساهل هذه المرة ..!
و هكذا .. مضت دقيقتان و نحن نتبادل الضربات .. و قد تقدمت علي ليديا بضربتين ففازت !!..
ركض مارسيل و جين ناحيتها فعانقتهما بسعادة : أنتما تستحقان الحلوى بمناسبة فوزي ..!
أخرجت من حقيبتها قطع حلوى بالكرز و أعطتهما .. ركض جون و مايك إليها ليحصلا على نصيبهما كما هو الحال مع رينا و ايريك ..!
و هكذا .. تمكنت ليديا من اكتساب حب الأطفال خلال دقائق .. إنها مذهلة ..!
وصلت إليهم أنا الآخر : ماذا عن حصتي ؟!..
ضحكت ليديا بخفة : أتريد العودة لأيام الطفولة ؟!!..
- الحقيقة أني أعيش طفولتي مجدداً حين أكون هنا ..!
- إذاً تفضل ..!
- شكراً لك ..!
أخذت منها قطعة و وضعها في فمي .. كانت حمراء اللون و ذات طعم حلو لذيذ كما أن رائحتها كانت منعشة ..!
اتجهت جوليا ناحية ديالا و لورا اللتان كانتا مستجمتان مع ما تصنعانه فلم تنتبها لكل ما حدث قبل قليل ..!
سرت بجوارها حتى وصلنا إليهم .. وقفت جيني حينها و نظرت لإيريك و رينا : هيا .. عليكما أن تبدلا ملابسكما المبللة حتى لا تصابا بالزكام ..!
أومأ موافقين فاستأذنت و انصرفت حينها معهم بعد أن أخبرناها أنا و ليديا بأننا سنهتم بباقي الأطفال ريثما تعود ..!
جلست ليديا القرفصاء أمام الطفلتين : أتريدان الحلوى ؟!!..
رفعتا رأسهما ونظرتا إليها للحظات .. نظرت ديالا إلي : من هذه ؟!!..
ابتسمت لها : إنها صديقتي .. و هي تريد أن تصبح صديقتكما أيضاً ..!
بدا على لورا ابتسامة خجولة : أيمكنني الحصول على قطعة حلوى ؟!!..
أومأت ليديا إيجاباً بمرح : بالتأكيد صغيرتي .. لكن أخبريني ما اسمك ؟!!..
- لورا ..!
- حقاً ؟!!..أنا أحب أسم لورا كثيراً .. أمي أسمها لورا ..!
لم أعلم إن كانت تقصد أمها الحقيقية أم السيدة روبرتون .. لكني أعتقد أنها تقصد الأولى فقد بدا صوتها حانياً في آخر جملة ..!
وضعت قطعة حلوى في فم لورا : ما رأيك ؟!..
بدت عليها السعادة بشدة و قد توردت وجنتاها كما يحدث مع ليديا بالعادة : إنها لذيذه ..!
نظرت إلى الأخرى حينها : أنت جميلة جداً .. ما اسمك ؟!..
- شكراً لك .. اسمي ديالا ..!
- اسمك جميل أيضاً .. و هو يشبه أسمي ..!
- حقاً ؟!!..
- نعم .. أنا أسمي ليديا .. ألا يشبه أسمك يا ديالا ؟!!..
- بلا ..!
إنها تستغل أصغر النقاط كي تكسب محبة من أمامها .. بالفعل أنها شخص رائع ..!
لا أعلم لما ؟!.. لكني شعرت بأنه لو لم أعرف ميشيل لكنت قد وقعت في حب ليديا بلا شك ..!
لكن بما أن ميشيل موجودة فمشاعري ناحية ليديا لا تتعدى مشاعر الأخوة و الصداقة الحقيقية ..!
أخذت ديالا حصتها من الحلوى هي الأخرى ..!
لفت نظري الصندوق الذي كان على الأرض أمامهما و مجموعة الخيوط الرفيعة تلك : ماذا تصنعان ؟!..
هكذا سألت باستغراب فرفعت ديالا قلادةً كانت في يدها : نصنع حلياً من الخرز ..!
كان الصندوق مليئاً بحبات الخرز متعددة الأشكال و بديعة الألوان ..!
بدا الانبهار على ليديا : يااه .. إنها رائعة .. أيمكنني أن أصنع بعضها معكما ..!
- بالتأكيد ..!
قالت هذا لورا بحماس فنظرت ديالا إلي : و أنت لينك .. تعال و جرب ..!
جلست بجوار لورا بينما كانت ليديا بجانب ديالا ..!
أخذت تلك الصغيرة التي بجانبي تشرح لي طريقة صنع الأساور ..!
نظرت إلى تلك الأشكال الكثيرة .. لكن كان شكل الزهرة هو أكثر ما أعجبني خاصةً بتلك الألوان المختلفة ..!
أخذت خيطاً و بدأت بإدخال الخرزات إليه .. كان صعباً في البداية لكني تمكنت منه ..!
لم أعتقد يوماً بأنني سأقوم بشيء كهذا مع مجموعة أطفال ..!
لكن .. كان الأمر رائعاً للغاية ..!
مضى بعض الوقت قبل أن أنهي ذلك السوار الصغير و الذي كان من الخرز ذو شكل الزهرة و بألوان متنوعة ..!
ناديت على جين التي عادت للعب بالدراجة فنزلت من دراجتها و أتت تجري نحوي ..!
أمسكت بيدها و أدخلت السوار فيها .. و من الجيد أنه كان بمقاس معصمها ..!
بدت عليها السعادة حينها و هتفت : إنها زهور قوس المطر ..!
لم أعتقد أن تفهم المغزى منه بسرعة !!.. لكنها حينها عانقتني بسعادة : لينك شكراً .. إنه جميل .. أنا أحبك كثيراً ..!
بابتسامة مرحة قلت : و أنا أحبك أيضاً .. سعيد لأنه أعجبك ..!
ابتعدت عني حينها لكنها بخطفة عين قبلت وجنتي ..!
حسناً .. كانت المرة الأولى التي أتلقى فيها قبلة من طفل ..!
لذا لم استطع تفسير تلك المشاعر التي اجتاحتني و لا فهم تلك الابتسامة التي اتسعت فجأة ..!
بدا أن ليديا كانت تراقبنا : عزيزتي جين .. هل تحبين الأزهار ؟!..
التفت ناحيتها بمرح طفولي : كثيراً .. أنا أحب زهور قوس المطر ..!
- يبدو أنها زهور جميلة ..!
- تعالي لرؤيتها .. إنها هناك ..!
أشارت ناحية حوض الزهور الدائري في وسط الحديقة .. وقفت ليديا حينها بابتسامة : إذاً هيا بنا ..!
أمسكت جين بيدي : تعال أنت أيضاً لينك ..!
وقفت معها فراحت تركض أمامنا ..!
وصلنا في النهاية إلى الحوض فنظرت ليديا إليها ثم ضحكت بخفة فجأة ..!
التفت جين ناحيتها : ما الأمر ؟!!.
- إنها أزهار الأراولا .. هل تحبينها ؟!!..
- نعم ..!
- رائع .. لكن لما تسمينها أزهار قوس المطر ؟!!..
- أسمها صعب .. لذا أخبرني لينك بأنه بإمكاني اختيار اسم لها ..! ألا تشبه قوس المطر ؟!..
- بلا يا صغيرتي .. لقد أحسنت اختيار الاسم ..! و هي تشبهك كذلك ..!
غمرتها السعادة حينها .. و أخذت تدور حول نفسها بفرح ..!
كنت أنظر إليها و ابتسم .. هذه الطفلة غيرت الكثير فيني ..!
سمعت صوت جوليا تنادي : تعالوا يا أولاد .. الكعكة جاهزة ..!
- رائع .. نضجت الكعكة ..!
- أنا أريد قطعة كبيرة !!..
- لا شك أنها ستكون لذيذةً جداً ..!
- نعم .. الآنسة جوليا تجيد صنع الكعك ..!
كانوا يتراكضون ناحية الشرفة الواسعة حيث كانت جينا و جوليا قد وضعتا الكعكة على طاولة مستديرة مع بعض علب العصير ..!
أمسكت جين بيدي من جهة و بيد ليديا من جهة أخرى : لنذهب نحن أيضاً .. كعكة الآنسة جوليا لذيذة ..!
كانت رائحة الكعكة تصل إلينا هنا .. اقتربنا أكثر فتمكنت من رؤيتها بوضوح بعد أن وقفت بجانب جوليا ..!
كانت مزينة بكريما الفنيليا و قطع الشوكولا .. كما كانت قطع الفراولة تنتشر على أطرافها و قد كانت دائرية الشكل ..!
أبدت ليديا انبهارها : ياااه أنها مذهلة آنسة جوليا ..!
- شكراً لك عزيزتي .. لكني سأستمع لرأيك بعد أن تتذوقيها ..!
أخذت جيني التي وصلت الآن مع ايريك و رينا السكين و بدأت تقطع الكعكة فيما نظرت جوليا إلى الأطفال : اسمعوا يا أحبائي .. عليكم أن تستمعوا لنصائحي قبل أن تبدوا بالأكل ..! أولاً .. ليغسل الجميع أيديهم بالماء والصابون حتى تصير نظيفة ..! ثانياً .. لا تكثروا من أكل الحلوى فرغم أنها لذيذة إلا أنها قد تضركم فيما بعد ..! ثالثاً .. على الجميع تناول الطعام و هو جالس لا واقف فهذا صحي أكثر ..! رابعاً .. بعد الانتهاء من تناول الطعام ليذهب الجميع لغسل أسنانه حتى لا يصيبها التسوس ..! مفهوم ؟!!..
قالوا كلهم في وقت واحد : مفهوم ..!
ذهبوا سوية يركضون ناحية الداخل ليغسلوا أيديهم .. قالت ليديا بأنها ستتبعهم أيضاً فانطلقت دون أن تسمع تعليقي حتى ..!
كان هذا جيداً نسبياً فقد أردت الحديث مع جوليا على انفراد ..!
ابتعدنا عن المربيتين و سرنا في الحديقة .. و حينها سألت جوليا باستغراب : ما الأمر لينك ؟!!..
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |