part 22
و أخيراً استوينا على مقاعد الدرجة الأولى .. لقد خشيت بالفعل بأن يحدث شيء يعطلنا مرةً أخرى ..!
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا دقيقتين ..!
رايل بقرب النافذة حيث رقم مقعده .. أما على يميني فهناك ممر قبل المقاعد الثلاث في المنتصف ..!
بدأت الطائرة تتحرك لتذهب للمدرج : ريكايل .. هل كل شيء على ما يرام ؟!!..
أومأ إيجاباً بتوتر : لم أعتقد أني سأغادر فرنسا يوماً ما ..!
ربت على كتفه و ابتسمت : اطمئن .. العالم خارج فرنسا رائع أيضاً ..!
- هل سافرت لدول كثيرة يا لينك ؟!..
- يمكنك قول ذلك ..!
- أخبرني إلى أين ذهبت ؟!..
- حسناً .. بغض النظر عن بريطانيا ككل .. لقد زرت الولايات المتحدة عدة مرات .. و كذلك ايطاليا و النمسة و اسبانيا و معظم دول أروبا و هاواي مع أمي .. أيضاً زرت أستراليا منذ سنة مع ماثيو و دايمن ..! و قد ذهبت مرةً مع لويفان إلى ماليزيا ..!
- ماليزيا !!.. أعتقد أنها بعيدة ..!
- أنت محق .. كان هذا منذ سنة و نصف تقريباً حيث كان سيمثل فلماً هناك على جزيرة لانكاوي الهادئة ..!
- منذ متى و صديقك يعمل ممثلاً ؟!!..
- لقد مثل بأدوار صغيرة حين كان طفلاً فعمه مدير شركة إنتاج .. و حين صار في الثانية عشر مثل مسلسلاً كان له دور كبير فيه ..! و حين صار في الرابعة عشر كان بطل أحد الأفلام ومن بعدها كبرت شهرته أكثر و أكثر و صارت شعبيته عند الفتيات كالنار الملتهبة منذ بلغ السادسة عشر ..!
- آها .. أعتقد أن الناس المحيطين بالممثلين يكونون مشاهير أيضاً .. أأنت كذلك ؟!!..
- لقد شاركت مع لوي في أحد البرامج الذي استضافته فقد كان البرنامج يستضيف نجماً و أحد معارفه كي يحدثهم عنه قبل الشهرة وبعدها و إن كانت شخصيته قد اختلفت .. و حين أرادوا استضافت لوي طلب أن أكون الشريك ..! كما أنه ذكر اسمي عدة مرات في مقابلاته ..!
- يبدو أنكما مقربان كثيراً ..!
- أخبرتك .. حين كنت طفلاً في ادنبره كان هو صديقي الوحيد !!..
سمعنا صوت مكبر الصوت حيث قال أحد المضيفين : الرجاء من جميع السادة المسافرين ربط الأحزمة .. ستقلع الطائرة خلال لحظات ..!
ربطت حزامي كما فعل ريكايل .. و في غضون عشر ثوان انطلقت الطائرة بأقصى سرعة و بدأت ترتفع في الجو ..!
و في النهاية وصلنا خلال ثلاثين ثانية إلى الطبقة الخاصة بالملاحة ..!
التفت ناحية ريكايل فكان التوتر بادياً عليه .. ضحكت بخفة : هل أخافك الانطلاق ؟!..
زفر حينها : رغم أني لم أجرب الصاروخ .. إلا أني اعتقد أنه شيء مثل هذا ..!
ابتسمت حينها : اطمئن .. سيكون الهبوط أفضل .. يمكنك فك الحزام الآن بما أننا استقرينا في الجو ..!
فعل هذا كما فعلته أنا .. لحظات حتى سمعنا صوت المضيف مجدداً : الرجاء من السادة المسافرين الانتباه مع المضيفات اللواتي سيشرحن سبل السلامة على متن الطائرة ..!
- ما المقصود بهذا لينك ؟!!..
- إنه إجراء روتيني .. ستقف الآن مضيفة في بداية الممر و تبدأ بعرض أدوات السلامة التي يستعملونها في حال الحوادث ..!
- هكذا إذاً ..!
التفت ناحية بداية الممر لأصدم بالمرة !!..
تلك المضيفة هناك كانت تنظر إلي بشك و لم تلبث أن قطبت حاجبيها !!..
التفت إلى رايل الذي كان يطلع على المجلات التي في جيب المقعد أمامه و همست : ريكايل .. أنظر هناك إلى تلك المضيفة !!..
رفع رأسه و نظر و لم يلبث أن صدم ثم عاد ينظر إلي و همس : إنها تشبه خالتنا ميراي !!..
- بل هي خالتك ميراي بالفعل !!..
- ماذا !!.. لما هي هنا ؟!!..
- الآن فقط تذكرت بأنها أخبرتنا بأنها ستكون على متن هذه الطائرة !!..
- صحيح .. طائرة الحادية عشر !!.. و الآن ماذا ستفعل ؟!.. بالتأكيد ستغضب لأننا لم نخبرها بتغير الموعد ..!
- دع كل شيء علي أنا سأتصرف ..!
بدأ المضيف يقرأ التعليمات مع مكبر الصوت وقد كانت ميراي تقوم بعرض الأدوات و طريقة استعمالها بابتسامة لطيفة شعرت أنها تود قتلنا من خلفها ..!
انتهى من قراءتها بالفرنسية فعاد يقول نفس الكلام بالانجليزية ..!
و ما إن انتهوا حتى انطلقت ميراي ناحيتنا ..!
وقفت بقربي و هي تقول بشك : ألم تقل بأن طائرتكما في التاسعة يا لينك ؟!!..
ابتسمت لها حينها : صباح الخير .. كيف حالك خالتي ؟!!..
- دعك من التهرب ..! لكن لا بأس .. صباح النور .. أنا بخير و أنتما ؟!..
- بأفضل حال برؤيتك ..!
- لا تعتقد أني سأسمح لكما بالهرب دون إجابة .. لما أجلتما رحلتكما إلى هذه الساعة ؟!.. هل حدث شيء ؟!..
- لا شيء معين ..!
- أين أصدقاءكما إذاً ؟!.. كل من حولكم عائلات ..!
- لقد سبقونا في التاسعة .. و نحن قررنا تأجيل رحلتنا حتى يتسنى لنا رؤيتك .. أليس كذلك ريكايل ؟!..
أومأ إيجاباً حالاً : بلا .. كل ما يقوله أخي صحيح ..!
تنهدت هي حينها قبل أن تقول : سأتظاهر بتصديقكما ..! عموماً أخبراني متى موعد عودتكما ؟!..
- يوم الأربعاء في العاشرة مساءاً .. و أنت ؟؟!..
- يوم الأحد في الثامنة مساءاً ..! عموماً الآن استمتعا بالرحلة ..!
قلنا سويةً : بالتأكيد ..!
ابتسمت بهدوء قبل أن تقول : لينك .. اهتم بريك جيداً .. تذكر أنه أخوك الصغير ..!
قطب رايل حاجبيه : لست طفلاً خالتي ..!
ضحكت بخفة : ذلك لا ينفي أنك الأصغر ..!
تنهد هو بضجر بينما قلت أنا : اطمئني ميراي .. سأهتم به ..!
لم أشعر إلا بضربة على رأسي من قبضتها : خالتي يا ولد !!..
قالتها بتحذير فوضعت أنا يدي على رأسي : ألا يمكنك أن تكوني ألطف قليلاً ..!
قبل أن ترد علي قطع علينا أحد هذا الحوار : ميراي .. منذ متى و نحن نعامل المسافرين بهذه الطريقة ؟!..
كانت نبرة مستنكرة .. التفتنا سويةً فرأينا تلك الفتاة ذات الشعر الأسود القصير و العينين الفضيتين و البشرة البيضاء تنظر إلينا بدهشة ..!
كانت ترتدي ثياب المضيفات كخالتي ..!
ابتسمت ميراي و هي تشير ناحيتي : إنه ابن أختي ..!
تحولت نظرات الاستنكار إلى الدهشة : حقاً ؟!.. لم تخبريني بأن لديك ابن أخت ..!
تقدمت أكثر حينها و صافحتني : مرحباً .. أنا ديانا .. صديقة خالتك منذ بدأنا العمل هنا قبل سنتين ..!
ابتسمت لها بهدوء : و أنا لينك ..!
نظرت ناحية ريكايل حينها وهي تقول : أهو صديقك ؟!..
أومأت سلباً : هذا أخي ريكايل ..!
صافح هو تلك الآنسة بدوره : تشرفت بمعرفتك ..!
- و أنا كذلك ..!
عادت تنظر لميراي : لديك أبناء أخت و أنا آخر من يعلم ؟!!.. يبدوان متقاربان في السن ..!
- إنهما توأمان ..! آسفة لأن الفرصة لم تسنح لإخبارك ديانا ..!
- يالك من صديقة !!.. لكن أتعلمين ؟!..
نظرت إلينا و قالت بنبرة إعجاب : إنهما وسيمان للغاية ..!
بغرور ردت خالتي : بالتأكيد فهما يشبهانني ..!
لكن ريكايل قال ببرود : أنا أشبه أبي و لا أشبهك ..!
وافقته حينها : صحيح .. نحن نشبه أبانا ..!
قطبت حاجبيها حينها و هي تقول : أنظرا لعيناكما !!.. لقد أخذتما اللون الأخضر مني ..!
ابتسمت حينها بسخرية : أعتقد أني أخذته من أمي ..صحيح رايل ..!
- بلا كلامك صحيح لينك ..!
قبل أن تصرخ بنا كانت الآنسة ديانا قد أمسكت بيدها وهي تقول : هيا ميراي لا وقت للشجار مع أبناء أختك ..! علينا أن نبدأ في تقديم الطعام و المبيعات للمسافرين ..!
سارت خالتي معها بعد أن ألقت علينا بنظرة توعد لكننا ابتسمنا لها فلم تجد إلا أن تبادلنا الابتسامة حينها ..!
إنها طيبة القلب للغاية ..!
فرغم أن لقاءنا بها كان منذ أيام فقط .. إلا أن علاقتنا صارت قوية جداً خلال تلك الفترة القصيرة ..!
.............................................
هبطت الطائرة أخيراً .. و قد كانت الساعة تشير للواحدة ظهراً ..!
وقفت مع رايل و اتجهنا إلى باب الطائرة من أجل الخروج .. و حين وصلنا للباب كانت خالتي و الآنسة ديانا يودعن المسافرين كجزء من عملهن ..!
حين مررنا بجانبهم قالت الآنسة ديانا بابتسامة مرحة : شكراً لثقتكم بخطوطنا الجوية .. نتمنى لكم إجازة ممتعة ..!
بينما قالت خالتي بهمس حتى لا يسمعها باقي المسافرين : اتصلا بي حين تستقران ..!
أومأت لها إيجاباً بينما قال رايل : نراك قريباً ..!
بعد الخروج من النفق الموصول بالطائرة أخرجت هاتفي من جيب سترتي الرمادية التي ارتديتها فوق قميص باللون الأزرق الفاتح جداً و بنطال جينز قاتم ..!
ألغيت نظام نمط الطيران و لأرى إن كان أحدهم اتصل بي ..!
لكن ما إن فتحته حتى رن و كأن أحدهم كان ينتظر مني أن أفتحه .. و قد كان دايمن : مرحباً ..!
- أهلاً لينك .. هل وصلت ؟!..
- أجل .. لقد نزلت من الطائرة منذ قليل ..!
- جيد .. نحن لا زلنا في المطار !!..
بدا علي الاستغراب : لما لم تغادروا ؟!!..
أجابني بمرح : لقد أردنا أن ننتظرك و نذهب سويةً .. و أيضاً الفتيات أردن التجول في أسواق المطار .. تعلم أن مطار هيثرو يعد من أكبر المطارات في العالم ..! لقد تناولنا الغداء منذ قليل أيضاً ..!
- هل حضر الجميع ؟!..
- أجل .. ماثيو .. تيموثي .. آندي .. فلورا .. روزاليندا .. سورا و ليديا أيضاً ..!
- و لويفان ؟!..
- إنه في تايلند .. طائرته ستصل في المساء ..!
- كم هذا محبط !!..
- بضع ساعات لن تشكل فرقاً ..!
- حسناً .. أين أجدكم ؟!..
- عند الأسواق ..!
- سآتي إليكم الآن ..!
أغلقت الخط و نظرت لرايل : إنهم عند الأسواق ..!
بدا عليه القلق : لينك .. أظن أنه من الأفضل أن لا أرافقك .. لن يكون موقفهم جيداً من وجودي معك !!..
تنهدت بتعب و أمسكت بيده : ريك .. لقد طلبت مني خالتي الاهتمام بك .. لذا الأفضل أن نذهب الآن ..!
لم يرد فسرت و أنا أسحبه معي ..!
استلمنا الحقائب و أخذنا عربة صغيرة و وضعنا الحقيبتين عليها : هيا .. لنذهب و نتركها في الأمانات فيبدو بأنهم سيبقون في المطار لبعض الوقت ..!
أومأ موافقاً فسرنا و قد كنت أنا أدفع العربة .. و صلنا إلى مقر حفظ الأمانات و تركنا عربة الحقائب عندهم ثم اتجهنا إلى المركز التجاري التابع للمطار ..!
بالتأكيد ليس كالمراكز الضخمة لكنه يحتوي على أفضل المحال ..!
وصلنا إلى هناك فبدأت البحث عنهم كما فعل رايل ..!
حينها رأيت أربعة هناك ..استطعت معرفة آندي بسهولة .. و معها تلك الفتاة اليابانية سورا و كذلك فلورا و أيضاً دايمن ..!
كانوا أمام واجهة محل حقائب والفتيات ينظرن إليها بتمعن كي يجدن الأفضل ..!
أمسكت بيد ريكايل بقوة و همست : لا تقلق .. و لا تظهر ارتباكك ..!
- بالتأكيد .. و أنت لا تنسى الاتفاق بيننا .. خادم و سيده ..!
- حسناً .. لكن عدني بأنك لن تصدق أي كلمة قد أقولها ..!
- اطمئن أخي .. أنا أثق بك ..!
رغم أني لست مقتنعاً بالفكرة نهائياً .. لكن علي تنفيذها فهي كانت شرطه للقدوم وقد وعدته بتنفيذه و لا يمكن أن أتجاهل وعدي ..!
تركت يده و سرت ناحيتهم فسار خلفي بمسافة خطوتين إلى ثلاث تقريباً ..!
و إن صرت خلفهم حتى هتفت بمرح : مرحباً يا أصحاب ..!
التفتوا سويةً في ذات الوقت حيث قالت آندي بسعادة : أهلاً لينك .. و أخيراً وصلت ..!
ابتسمت لها : آسف للتأخر ..!
بلباقة قالت فلورا : حمداً لله على سلامتك ..!
- شكراً لك ..!
قبل أن يقول أحدهم شيء آخر انتبهوا للفتى الواقف خلفي و قد بدا على ملامحهم الصدمة الخفيفة كأقرب مثال ..!
نظر إلي دايمن مقطباً حاجبيه : لينك .. ماذا يحدث هنا ؟!!..
كدت أجيبه لولا أن صرخة عالية مصدومة قطعت علي : سوغووووووووي !!!..
إلتفت الجميع ناحية تلك الفتاة التي بدت في عينيها نظرة إعجاب واضحة !!..
أنا لا أفهم معنى هذه الكلمة .. لكن سورا التي نطقتها بكل ذهول راحت تركض ناحيتي و على وجهها علامات السعادة ..!
تجاوزتني حينها فنظرت إلى الخلف فوراً لأصدم بها تعانق ريكايل أمامنا جميعاً و هي تصرخ بسعادة : فتى أحلامي !!!...
طغى جو من الاستنكار للحظات !!..
فتى أحلامها !!!..
لا يمكن أن أصف صدمتي بالأمر .. حتى رايل لدرجة أنه تشنج للحظات من هول المفاجأة !!..
التفت إلى آندي فوراً : ماذا تفعل صديقتك هذه ؟!!..
ابتسمت بمرح : يبدو أنها وجدت من يعجبها أخيراً ؟!!..
- لا تقولي لي أنه يعجبها ؟!!..
- ألم تسمعها ؟!!.. لقد قالت منذ لحظات " سوغوي " و هي تعني مذهل أو رائع باللغة اليابانية .. أنه يعجبها حقاً ..!
عدت بنظري ناحية سورا التي لا تزال تعانق ريكايل و قد أغمضت عينيها بسعادة بينما نظر هو إلي نظرة توتر وترجي ..!
تنهدت حينها : آنسة سورا .. هلا ابتعدتِ عن الفتى ؟!!..
تركته حينها و صافحته بسعادة : أنا سورا ساتوشي .. عمري خمسة عشر عاماً و سأبلغ السادسة عشر بعد شهرين .. و أنت ؟!!..
بتوتر قال : ريـ .. ريكايل براون .. سبعة عشر عاماً ..!
صرخت مجدداً بسعادة : مواصفاتك كاملة !!.. ريكي .. أريد أن نكون صديقين !!..
ريكي !!!!..
طفح الكيل !!..
يجب أن أوقف هذا فأنا أعلم أن هذه السورا المجنونة لا تناسبه .. علي مساعدة أخي الصغير بسرعة قبل أن يقع في مشكلة عظمى !!..
لكن .. قبل أن أنطق كان صوت أحدهم : ماذا أرى يا لينك ؟!.. أليس هذا خادمك الوسيم ؟!!..
التفت حالاً إلى اليمين فرأيت تيموثي بابتسامته المغرورة الخبيثة و معه ماثيو الذي بدا بطريقة ما غاضباً و أيضاً روز و ليديا خلفهما ..!
تقدم ماثيو ناحيتي و على وجهه ملامح الغضب : لينك .. أليس هذا فتى الكفتيريا نفسه ؟!!..
ببرود قلت : بلا .. إنه هو ..!
بدا أن غضبه أزداد لكنه حاول ضبط نفسه : إذاً لما هو هنا ؟!!..
الآن .. سأعود لتمثيل شخصية الشيطان مجدداً ..!
أنا واثق بأني لن أخطأ .. لأني اعتدت على هذا الدور منذ سنوات ..!
لأنه .. شيطاني الخاص !!..
و بهذا .. ابتسمت بمكر .. و نظرات الغرور قد احتلت عيني .. جمعت كل رفاهية الدنيا في صوتي و أنا أقول : ألم تسمع ما قاله تيموثي ؟!!.. إنه خادمي الخاص ..!
شد على قبضته بقوة وهو يقول : ألم يكفيك ما فعلته به يوم الحفلة ؟!!..
أغمضت عيني .. ثم ضحكت ضحكة خبيثة تدل على مدى احترافي : أتعتقد أني قد انتهيت منه ؟!!.. تذكر ماثيو .. أنا السيد مارسنلي .. و من يعارض السيد مارسنلي ...!
بمنتهى الجد تابعت : يجب أن يدفع كل ما لديه كثمن !!..
لم يلبث أن أمسك أعلى قميصي بيده و صرخ في وجهي : تسلطك هذا لا يحتمل !!.. أنت بالفعل متحجر القلب !!.. يكفيك تبجحاً فحياة الناس ليست من أملاكك الخاصة ؟!!..
ببرود قلت : لكن هذا الفتى .. ملك لي الآن ..!
احمر وجهه إثر غضبه و رفع قبضته الأخرى محاولاً توجيه لكمة مباغتة لي !!..
ضننت للحظات أنها ستصدم بوجهي الآن وقد تهشم فكي لكن .. حدث ما لم يكن في الحسبان ..!
كان أحدهم قد أسرع و وضع يده أمام وجهي فتلقى لكمة ماثيو و أمسكها في و هي تبعد حوالي ثلاث إنشات عن وجهي ..!
نظرت بطرف عيني .. لأرى أن أخي الأصغر أنقذني في اللحظة الأخيرة و على وجهه علامات جد لم أرها منذ زمن ..!
نظر ماثيو ناحية رايل و قال بغضب : لما أوقفتني ؟!!.. هل تهتم بأمر هذا المتحكم المجنون ؟!!..
ترك ريكايل قبضة ماثيو و بحدة بسيطة قال : عذراً .. لكن لا أسمح لك بأذية سيدي !!.. سيد ديمتري ..!
بدت الصدمة على ماثيو لدرجة أنه تركني بلا شعور ..!
الجميع أيضاً كانوا مصدومين بمن فيهم سورا ..!
بكل غرور عدلت قميصي و قلت : عليك أن تعلم ماثيو بأن هذا الفتى في منتهى الإخلاص لي ..! سأذهب لدورة المياه .. ريكايل اتبعني ..!
حنى رأسه باحترام : أمرك ..!
سرت بخطوات واثقة و أنا أضع يدي في جيبي مبتعداً عنهم و رايل يبعد عني بضع خطوات ..!
لكن ما إن صرنا في مكان لا يروننا فيه توقفت حتى وصل هو إلي ثم تابعنا سيرنا متجاورين و لم ينطق أحدنا بحرف ..!
كنت أشعر بالتوتر .. أرجوا أن لا يكون رايل قد تأثر بما قلته ..!
بتردد مددت يدي و أمسكت بيده و همست : آسف .. على كل ما قلته ..!
ما دفعني للاستنكار هو ضحكته الشبه مكتومة ..!
التفت ناحيته فنظر إلي بعد أن أوقفها و هو يقول بابتسامة لطيفة مرحه : أنت ممثل بارع يا أخي !!.. يجب أن تدخل مجال الفن ..!
بادلته تلك الابتسامة : هل تظن أني مناسب لهذا ؟!!..
- أجل .. على شرط أن تمثل دور الشرير دائماً ..!
- يالك من لئيم ..!
ضحك حينها بخفة فشاركته تلك الضحكة ..!
أنا سعيد .. سعيد للغاية لأن رايل يثق بي ..!
قطع ضحكتنا تلك صوت مستنكر من الخلف : لينك !!.. أنا لا أفهم ما يحدث الآن بالضبط ؟!!..
تجمدت للحظات فذلك الصوت صدمني !!..
من ؟!!..
إنه أحد أصدقائي !!..
هل سمع ما قلناه الآن ؟!!..
التفت إلى الخلف بتوتر فرأيت نظرتها الغاضبة نحوي منطلقة من عينيها الزرقاويتين ..!
ابتعد رايل بضع خطوات عني حين رآها .. و قد بدا عليه الارتباك ..!
هل فشلت خطتنا بهذه السرعة : ليديا أنا ..!
قاطعتني بغضب : لم أعتقد بأنك من هذا النوع المتسلط من الناس !!.. ما الذي غيرك فجأة ؟!!.. ألم تقل لي من قبل بأن ريكايل شخص عزيز عليك ..!
عزيز علي ؟!.. متى قلتها ؟!!..
تذكرت حينها بأن ليديا تعلم بأني و ريكايل على علاقة جيدة فقد رأته حين أتى لاصطحابي من المدرسة ..!
ترددت .. هل أكذب عليها ؟!!..
لا يستحيل !!..
أي شيء إلا ليديا ..!
أنقذني رايل مجدداً حين قال بجد : آنسة ليديا .. في الحقيقية أنا و لينك لا نزال على علاقة طيبة ..!
لاحظت بأنه ذكر لينك دون سيد كي يثبت كلامه فنظرت ليديا إليه باستغراب : أأنت جاد ؟!..
- بالطبع ..!
- إذاً ما معنى الكلام الذي قاله لينك لماثيو قبل قليل ؟!!..
- في الحقيقة .. نحن نريد إخفاء أمر علاقتنا الجيدة .. هل تساعديننا ؟!!..
- تخفونها !!.. لما ؟!!..
- أعتذر .. لا نستطيع ذكر السبب لك الآن ..!
التفت ناحيتي باستياء : لينك لا تقل لي بأنك محرج بسبب مهنة ريكايل ؟!!.. تذكر بأنها مهنة شريفة للغاية ..!
- الأمر ليس كذلك ليديا .. هناك أمر آخر أهم بكثير .. ثم أن رايل هو من أصر على أخفاء الأمر رغم رفضي لذلك ..!
عادت تنظر لريكايل : هل صحيح ما يقوله ؟!..
أومأ إيجاباً فعدت أنظر لليديا : أرجوك لا تخبر أحداً بالأمر .. و تصرفي كأن شيئاً لم يكن فأنا مضطر لمعاملة ريك بقسوة أمامهم ..!
تنهدت حينها : لا يمكنني الرفض ..!
ابتسم ريكايل حينها : شكراً لك آنسة ليديا ..!
بادلته تلك الابتسامة وقد توردت وجنتاها كالعادة : يبدو بأن الأمر الذي تخفون صداقتكما من أجله مهم جداً .. لذا سأساعدكما ..!
- إنه لطف منك ..!
- لا داعي لهذا .. هيا لينك علينا أن نعود للبقية .. و حاول ألا تستفز ماثيو فهو يبدو غاضباً للغاية عليك ..!
ببرود قلت : دعيه منك .. فهو لن يستطيع عمل شيء ..!
بجد قالت : ليس عليكما أن تتشاجرا .. ليس من أجلك فقط بل من أجل الجميع حتى لا تفسد الرحلة ..!
تجاهلت الأمر لكني تذكرت حينها شيئاً : ليديا أرجوك تصرفي بأمر تلك المجنونة سورا .. لقد تعلقت برايل و أنا أعلم أنها من النوع العنيد الذي لن يتنازل بسهولة ..!
أومأت إيجاباً بمرح : لا عليك .. سأبذل ما بوسعي ..! و الآن لينك لنعد للبقية ..!
سرنا سوية عائدين نحو باقي المجموعة .. عاد الجميع لغرف الأمانات و أخذوا حقائبهم فأظن أنهم أنهوا التسوق ..!
خرجنا جميعاً من المطار وقد قررنا أن نذهب لمكان إقامتنا الذي هو منزل روزاليندا ..!
علمت بأن والديها أهديها هذا المنزل في ذكرى ميلادها الأخيرة و اختارا أن يكون في لندن لأنها تحب هذه المدينة وتزورها دائماً ..!
لقد كان المنزل من دورين و له حديقة كبيرة و هناك خدم و حراس فيه ..!
و قد كان فاخراً و مليئاً بالتحف و يغلب عليه اللون البني و الترابي الفاخر ..!
و بما أن روز هي من أقترح أمر الرحلة من البداية .. قررت أن تكون ضيافتنا عليها ..!
.............................................
كانت روزا قد جهزت جناحين في كلٍ منهما ثلاث غرف واحد للشباب و واحد للفتيات ..!
صعدنا نحن ناحية جناح الشباب بينما ذهب ريكايل مع إحدى الخادمات حتى تدله على غرفته التي ستكون في الدور السفلي ..!
كان ذلك الجناح كبيراً و فاخراً .. هناك عدة أرائك تحيط بطاولة من زجاج أمامها شاشة تلفاز كبيرة ..!
هناك أيضاً مطبخ تحضيري و قربه طاولة طعام حولها ستة كراسي .. و هناك ثلاثة أبواب في جهات مختلفة من الغرفة ..!
كانت تلك الأبواب تطل على الغرف .. في كل غرفة سريران و خزانتان و طاولة تجميل و باب إلى دورة مياه و شرفة تابعة لها ..!
وقف دايمن أمامنا و قال بمرح : حسناً .. الغرف اثنان اثنان .. ما رأيكم بأن نقوم بقرعة ..!
ببرود ممزوج بالاستياء قال ماثيو : لست موافقاً فأنا لا أريد أن أكون مع هذا المتسلط في غرفة واحدة ..!
كان يقصدني بكلامه .. يبدو غاضباً جداً ..!
لذا ببرود قلت : أنا أفضل أن أكون مع لوي .. فأنا لم أره منذ زمن و أريد قضاء وقت أكبر معه ..!
بابتسامة مغرورة قال تيموثي و هو يدخل يده بين خصلات شعره الرمادية القاتمة الطويلة : أنا لست معتاداً على مشاركة أحد .. أفضل أن أكون وحدي ..!
بدا على دايمن التوتر لكنه قال بمرح كي يلطف الجو : حسناً كما تريدون .. نحن في رحلة و نريد أن نفعل ما نشاء ..! إذاً .. أنا و ماثيو معاً .. و لينك و لويفان .. و أنت يا تيموثي يمكنك أخذ الغرفة الأخيرة ..!
أومأنا موافقين حينها فطرق الباب .. التفتنا إلى الشخص الذي دخل و قد كان ريكايل ..!
تقدم ناحيتنا و حنى رأسه باحترام : آسف على تطفلي ..!
بهدوء أجابه ماثيو : لا عليك ..!
نظر إلي حينها ليقول : سيدي .. أتريد أي خدمة ؟!..
شعرت بنظرات ماثيو و دايمن الغاضبة تخترق جسدي لكنني تجاهلت هذا و قلت له : اتبعني .. عليك أن تقوم بترتيب ملابسي في الخزانة ..!
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |