دخلت إلى إحدى الغرف فحمل هو الحقيبة و سار خلفي ثم أغلق الباب ..!
و ما إن فعل ذلك حتى تنهدنا في الوقت ذاته ..!
جلست على حافة احد السريرين فجلس هو بجواري : الأمر صعب ..!
هكذا تمتم لأقول باستياء و بهمس حتى لا يسمعني أحد في الخارج : قلت لك .. لكنك مصر على هذا ..!
- اسمع .. لا زلنا نؤدي جيداً .. و ها نحن كسبنا ليديا في صفنا ..! يمكننا فعلها ..!
- لا أعلم إلى أي مدى ستوصلنا أفكارك المجنونة ؟!..
- أرجوك أخي .. إياك أن تخطأ و تفسد الأمر ..!
- اطمئن فأنا لن أخطأ .. لكن المشكلة هو ماثيو فهو يكاد يقتلني .. حتى دايمن يبدو مستاءً رغم أنه يتظاهر بعدم هذا ..!
قطع علينا في تلك اللحظة صوت : لينك .. هيا سننزل لشرب القهوة مع الفتيات ..!
رفعت صوتي لأجيب على دايمن : حسناً .. سوف الحق بكم خلال دقائق ..!
سمعت صوت الباب يغلق .. يبدو أن الجميع غادر الجناح ..!
التفت إلى رايل : كيف حال صحتك ؟!.. أعتقد بأن روائح العطور قوية في هذا المكان ..!
ابتسم بهدوء : ليس كثيراً .. كدت أختنق فقط حين عانقتني تلك الفتاة الغريبة ..!
ضحكت بخفة حينها و أنا أتذكر شكله كيف كان : أخبرني .. ما شعورك في تلك اللحظة ؟!!..
- لا أعلم !!.. لقد شعرت بالارتباك و الخجل .. كما أنها أربكتني أكثر حين نادتني بريكي !!.. أنها غريبة حتى اسمها غريب ..!
- إنها يابانية من أم فرنسية .. لقد عاشت طيلة حياتها في اليابان و هي لا تجيد الفرنسية كثيراً ..! عليك أن لا تقترب منها ريكايل .. إنها مجنونة و تثير الارتباك ..!
- لا تقلق .. لا أفكر في الاقتراب منها فقد شعرت من المرة الأولى أنها مصدر خطر ..!
- هذا جيد ..! صحيح .. أخبرني لما قررت فجأة أخبار ليديا ؟!!..
- شعرت بأنك لا تريد خسران ثقتها .. يبدو لي أنها مقربة جداً منك .. لذا لم أرد أفساد علاقتكما ..!
- لقد أحسنت صنعاً .. لأني حقاً لا أريد خسران صديقة رائعة مثلها ..!
- لقد شعرت بأنها شخص جيد حين تحدثت معها .. لذا علمت بأنها مصدر ثقة و أنه لا بأس بأخبارها ..!
- أنت محق ..!
أخرجت هاتفي و أنا أقول : سأتصل بأمي لأطمئنها ثم بميراي ..!
ابتسم بمكر : لو كانت هنا لصفعتك .. عليك أن تعتاد على كلمة خالتي قبل ميراي ..!
- أني أحاول جاهداً .. لكن لساني السليط يرفض ..!
- يجب عليك الاعتياد إما على كلمة خالتي أو على لكمتها ..!
- سأبذل كل ما لدي من أجل ذلك ..!
اتصلت على أمي و أخبرتها بأننا وصلنا .. لا أخفي عليكم أنها انزعجت من كوننا في منزل روز .. لكنها لم تعترض ..!
بعدها اتصلت بالخالة ميراي .. أخبرتني بأنها مع صديقتها ديانا في أحد الفنادق .. و من حسن الحظ أنه في ذات المنطقة التي نتواجد فيها الآن ..! أنهت حديثها حين قالت لي بأن أهتم بأخي الصغير فأخبرتها بأني سأفعل بالتأكيد ..!
هي لا تعلم بأن ريكايل أكثر تحملاً للمسؤولية مني .. لكنني لن أدع هذا يحبطني بل سأفعل ما بوسعي كي أكون أخاً أكبراً جيداً ..!
.................................................. ...
نزلت إلى الردهة و ريكايل خلفي .. حيث كان الجميع يجلس هناك على تلك الأرائك قرب جدار به نوافذ زجاجية كبيرة تطل على الحديقة الخارجية للمنزل .. و قد كانوا يحتسون القهوة الأمريكية السوداء مع بعض البسكويت و الكعك المحلى ..!
فور أن انتبهوا إلينا وقفت سورا بحماس و ركضت ناحيتنا : ريكي هنا !!!..
تجاوزتني و أمسكت بذراع ريكايل و هي تقول : تحب القهوة الأمريكية ؟!!..
بتوتر قال : لا ..!
بدأت تتكلم بلكنتها الغريبة : هي قهوة لذيذة .. تعجبك حين تشربها !!..
بدا مستنكراً طريقة كلامها لكنه قال بتهذيب : عذراً يا آنسة .. لكن علي الذهاب ..!
بمرح قالت : الحديقة جميلة .. نمشي ؟!!..
قبل أن أقاطعهما كان أحدهم قد وقف ربت على كتفي سورا و هو يقول : دعيك منه عزيزتي .. يبدو أنه متعب و الأفضل أن يرتاح ..!
لقد كانت ليديا التي لاحظت توتر ريكايل ..!
ابتسمت حين تذكرت وعدها لنا بأن تساعدنا ..!
نظر لي ريكايل للحظات بنظرة فهمت منها بأنه سيذهب لغرفته ..!
شعرت بالألم بمجرد التفكير في انه مضطر للبقاء وحده بينما الجميع هنا .. و الحقيقة أني أود لو أبقى معه لكن هذا سيزيد من شكهم ..!
حنى رأسه قليلاً قبل أن يقول : فور أن تحتاجني فقم باستدعائي فقط سيدي ..!
استدار و غادر المكان .. بقيت أراقبه بعيني قبل أن أشعر بأحدهم امسك بيدي: هيا لينك .. لنشرب القهوة ..!
التفت فرأيت ليديا التي كانت تنظر إلي بحزن و قد شعرت بأنها فهمت ما يجول في خاطري رغم أنها تجهل أمر أخوتنا ..!
أومأت إيجاباً و تقدمت ناحيتهم ثم جلست على أريكة لثلاثة أشخاص بجانبي روز ثم ليديا ..!
أمامي كان ماثيو وقد كانت سورا تجلس بجانبه و بعدها آندي .. و على الأريكة الثالثة جلس تيموثي و دايمن ثم فلورا ..!
أوشح ماثيو بوجهه عني وقد بدا أنه لا يريد رؤيتي البتة ..!
لم اهتم بل التفت ناحية الآخرين : متى سيصل لوي ؟!!..
ببساطة أجابت آندي : في السادسة مساءاً ..!
- هل ستذهبون لاستقباله ؟!!..
- لم نفكر في الأمر بعد ..!
بهدوء قالت روز : أنا سأستقبله .. من منكم يريد الذهاب معي ؟!..
استندت إلى الوسادة خلفي : لا داعي لذهابك روزاليندا .. أنا سأذهب لاستقباله مع ريكايل ثم نأتي إلى هنا ..!
نظر إلي ماثيو بطرف عين : و هل ستأخذ ذلك الفتى معك إلى كل مكان ؟!!..
ابتسمت بمكر : هل تشعر بالغيرة منه ؟!!..
باشمئزاز رد : بل أشعر بالشفقة عليه ..!
وقف دايمن حينها : يكفي أنتما .. ألن ننتهي من هذه القصة ؟!!..
ببرود قلت : دع هذا الفتى يلزم حدوده بأسرع وقت فأنا لم أعد أحتمل نظراته ..!
باستياء قال ماثيو : أنت آخر من يتلكم عن التزام الحدود ..!
تدخلت هنا سورا فجأة و قد بدت مستاءةً هي الأخرى : هيه لينك ماثيو .. نحن نريد نفرح هنا .. لذا ممنوع تختلفا .. لينك لا تفعل بريكي شيئاً سيء ..!
يبدو أن لكنتها لن تعتدل إطلاقاً ..!
ببرود قال تيموثي : عموماً هذا معناه بأن لينك سيذهب برفقة خادمه الوسيم إلى المطار ليستقبل لويفان .. ماذا عن البقية ؟!..
بمرح قالت آندي : سنذهب للسينما !!..
باعتراض قالت سورا : لا بل للملاهي !!..
بغرور قالت روز : أفضل التسوق ..!
باعتراض قال دايمن : لما الفتيات يقررن الأمر ..! اسمعوا سنتفق .. نحن سنبقى هنا خمسة أيام فقط .. و عددنا هو عشرة .. لذا سننقسم .. في كل يوم يختار اثنان الأماكن التي سنزورها ..!
وافق الجميع على ذلك الاقتراح الذي يبدو أنه الحل الأمثل ..!
لذا وقف دايمن وهو يقول : حسناً .. ما تقسيمكم ؟!..
فوراً قالت آندي : أنا و سورا سوية ..!
أومأت سورا موافقة فقالت فلورا بنوع من الخجل : لا بأس بأن أكون معك دايمن ..!
ابتسم ابتسامة عريضة : بالتأكيد عزيزتي ..!
بهدوء قال ماثيو : يبدو أنك مضطر للمشاركة هذه المرة تيموثي ..!
بابتسامته المغرورة قال : لا بأس .. أنا مع ماثيو ..!
التفت ليديا ناحية روز : يبدو أننا سنكون سوية ..!
أومأت إيجاباً : محقة .. لاشك بأن مارسنلي سيختار لويفان ليكون معه ..!
هنا قال دايمن : إذاً حسم الأمر .. اليوم سيكون على آندي و سورا الاختيار .. غداً روزاليندا و ليديا .. و بعده لينك و لوي .. ثم ماثيو و تيموثي .. في النهاية أنا و فلورا ..! موافقون ؟!..
وافق الجميع على هذا حيث وجدوا أنه انسحب حل ..!
قررت سورا و آندي أن الجميع سيذهب للسينما في أول المساء ثم إلى مدينة الألعاب و بعدها نتناول العشاء في أحد المطاعم الكبيرة ..!
.................................................. ......
قبيل المساء جهز الجميع أنفسهم للذهاب للسينما إلا أني الوحيد الذي لن يتسنى له الحضور فأنا سأذهب لاستقبال لوي في المطار .. الساعة الآن تشير للخامسة ..!
نزلت إلى الدور الأرضي و سألت إحدى الخادمات عن غرفة ريكايل فدلتني على مكانها ..!
وصلت إلى تلك الغرفة و حين أردت أن أطرق الباب سمعت صوته في الداخل وهو يضحك و يقول : لا تلقي عزيزتي .. سوف آتي قريباً ..!
استغربت من تلك الجملة لذا فتحت الباب فرأيته يجلس على السرير و يتحدث بهاتفه النقال و ما إن رآني حتى أبستم .. لكنه لا يزال يتحدث بالهاتف : لا بأس لورا .. أنت فقط اسمعي كلام الآنسة جوليا و لا تسببي المشاكل ..!
تنفست الصعداء حينها .. لقد كان يتحدث إلى لورا إذاً ..!
جلست على حافة السرير و بقيت استمع لباقي المكالمة و قد كان بإمكاني سماع صوت لورا الطفولي الناعم ..!
بعد دقيقة بالضبط أغلق الهاتف : أهي لورا ؟!..
هكذا سألت بابتسامة فابتسم هو : أجل .. أنها مستاءة لأني لم أزرهم اليوم .. لذا أصرت على الآنسة جيني حتى تتصل بي ..!
- كيف حالهم ؟!..
- أنهم بخير ..! لست معتاداً على الابتعاد عنهم لذا أشعر ببعض القلق ..!
- لا تقلق .. جوليا و الوصيفات معهم .. و ميشيل أيضاً ..!
- ما يقلقني هو أن جوليا لا تجيب على الهاتف .. و لا على المنزل ..!
قطبت حاجبي متعجباً : هل هذا أمر معتاد ؟!..
أومأ سلباً بقلق : لا .. فالهاتف موجود قرب سرير الخالة آنا و ما إن اتصل حتى تجيب .. جوليا أيضاً تحرص على بقاء هاتفها معها دوماً ..!
أردت أن أسأله عن ميشيل لكني تذكرت بأنها لا تملك هاتفاً : عموماً لا تدع الوساوس تدخل إلى رأسك ..! هيا الآن لنذهب للمطار .. سوف نستقبل لوي ..!
التفت ناحيتي : وحدنا ؟!..
أومأت له إيجاباً فبدت الراحة عليه : هذا جيد جداً ..!
لم أعلق على تمتمته تلك .. واضح أنه متضايق من الوضع .. ربما لم يكن علي إجباره على الحضور ..!
.................................................. ...........
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |