في صالة الاستقبال بمطار هيثرو و الساعة تشير إلى السادسة ..!
وقفت و تقدمت بضع خطوات و أنا أنظر إلى اللوحة الرقمية لأجد أن طائرة لوي قد وصلت بالفعل منذ لحظات ..!
رايل كان يجلس على كرسي طويل بالقرب مني .. التفت ناحيته فرأيته يضع كبسولة دواء صغيرة في فمه ثم يدفعها ببعض الماء ..!
انتبهت لملامحه المنزعجة .. يبدو أنها ذات طعم سيء كحال معظم الأدوية ..!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يمكن للأطباء إضافة النكهات اللذيذة على الأدوية فيه .. فربما يكون هذا عزاء المرضى الوحيد ..!
تقدمت ناحية ريكايل : أنت بخير ؟!!..
أومأ إيجاباً وهو يرمي زجاجة الماء التي فرغت بالكامل في سلة المهملات ..!
تنهدت حينها ثم سألت : هل هذا من أجل الربو ؟!..
بهدوء أجابني : انه لالتهاب الرئة .. أخبرني الدكتور هاري بأن رئتي معرضة للالتهاب تحت ابسط الظروف لذا آخذ هذا الدواء كي يقوي مناعتها ..!
لم أعلم كيف أعلق على الأمر .. لكنني في النهاية ربت على كتفه بهدوء : المهم أن لا تهمل صحتك .. هيا لا شك بأن لوي سيصل خلال لحظات ..!
وقف بصمت و سار بجانبي .. لا أعلم لما فرغم أنه لا يشكو من شيء خطير إلا أن القلق يراودني بشكل غير طبيعي ..!
وقفت قرب ذلك الحاجز الصغير الذي يمنع أياً كان من الدخول من ذلك الباب الذي يفصل بين صالة الاستقبال و صالة الوصول ..!
فتح ذلك الباب و بدأ الناس يدخلون كنت أبحث بين الناس عنه .. فتى ذو بشرة بيضاء و عينان نهريتان و شعر أسود حالك ..!
لكن لا آثر .. أين ذهب ؟!!..
شعرت بالقلق .. أيعقل أنه ليس على متن هذه الطائرة : لينك .. انظر لذلك الفتى ..!
نظرت إلى حيث أشار رايل بعينيه .. كان هناك فتى يبدو بعمري .. يرتدي بنطال أسود و كنزة بيضاء فوقها قميص ترابي فتح كل أزراره ليصير كالسترة ..!
يرتدي قبعة كاب و نظارة شمسية و ينظر حوله ..!
لكنه حين أنتبه لي و ابتسم و سار ناحيتي و هو يسحب حقيبته ..!
قطبت حاجبي مستغرباً .. أنا لا أعرف شخصاً يشبه هذا ..!
إن له بشرة برونزية و قد ظهرت أطراف شعره التي بلون الكاراميل من تحت القبعة ..!
وصل إلي حينها و ما إن اقترب حتى صرخ بسعادة : لينك !!..
شهقت مفزوعاً حين عانقني بسرعة و صرخت : لوي !!!!..
ابتعد عني و خلع النظارة فأخذت أحدق فيه بذهول ..!
ضحك بخفة : ما بك ؟!.. هل تغير شكلي إلى هذا الحد ؟!!..
بدهشة قلت و قد ابتسمت : يا إلهي .. لقد تغير حتى أني لم أكد أعرفك ..!
عانقني مجدداً :أنا سعيد برؤيتك فعلاً .. وأخيراً أتى هذا اليوم ..!
بادلته ذلك العناق حينها : أنا كذلك .. من الجيد أني أتيت إلى هنا ..!
- كنت سأقتلك لو لم تأتي ..!
- لم أفكر في المجيء إلا من أجل لقائك ..!
ابتعدت عنه حينها و قلت و أنا أشير ناحية أخي : أعرفك بصديقي ريكايل ..!
هتف رايل حينها : لينك لا !!..
بابتسامة قلت : ما المشكلة ؟!!.. لوي ليس من تلك الطبقة المخملية التي تؤرق حياتك .. لذا لا بأس بأن يعلم ..!
تنهد حينها لكنه نظر للويفان و صافحه : تشرفت بلقائك سيد لويفان ..!
صافحه هو الآخر بمرح : و أنا كذلك ريكايل .. يمكنك أن تناديني لوي ..!
ابتسم رايل حينها .. شعرت بأنه ارتاح لصديقي و هذا ما أراحني ..!
غادرنا المطار حينها .. و في الطريق إلى الخارج شرحت له وضع ريكايل بالضبط فتفهم الأمر ..!
لكنه صدمني حين قال : انه يشبهك يا لينك .. له لون العينين والشعر نفسه ..!
بتوتر قلت : حقاً ؟!!.. إنه أمر بسيط فكثير من الفرنسين يملكون الشعر الأشقر و العينان الخضراوتين ..!
أوقفنا سيارة أجرة وصعدنا فيها منطلقين إلى منزل روز ..!
.................................................. .............
رمى بجسده على السرير بمرح : و أخيراً سأحصل على إجازة ..!
جلست على حافة السرير الآخر و أنا أنظر إليه بابتسامة : و الآن ألن تخبرني ما سر هذه الألوان ؟!!..
التفت ناحيتي وهو لا يزال مستلقياً : لدي تصوير مسلسل رومنسي .. و قد حصلت على دور البطولة الذي يلزم أن يكون شكلي هكذا ..!
استلقيت على سريري و سألت : وما هذا المسلسل ؟!!..
- يحكي قصة فتى يعيش في هاواي .. يعمل في محل عصائر على الشاطئ و يهوى ركوب الأمواج .. و في مرة التقى بفتاة تايلندية و قضى معها وقتاً ممتعاً إلا أنها عادت لتايلند بعد انقضاء العطلة .. و قد علم أن الفتاة يتيمة و تعيش مع عمها الثري الذي كان يعاملها بسوء شديد .. و بعد توالي الأحداث قرر هو السفر لتايلند لرؤية الفتاة .. و حين فعل ذلك عرف كم تعاني تلك المسكينة مع عمها ..! و هكذا يبدأ في مهمة إنقاذها و أخذها لهاواي مجدداً ..! لقد صورت معظم مشاهد تايلند .. و بعد هذه الرحلة سأذهب لهاواي لأكمل المسلسل ..! انه من خمسة عشر حلقة لينك .. و هو رائع بالفعل و يجب عليك مشاهدته ..!
- أعتقد أني سأشاهده فور أن تنتهي من تصويره ..!
- ما رأيك بأن تأتي معي لهاواي حين أصور الفلم ؟!!..
- هاواي ؟!.. لم أذهب إلى هناك منذ زمن .. لكن لا أظن أني قادر على ذلك فأنا ملزم بالكثير من الأعمال ..!
- حقاً .. بدأت تعمل في شركة مارسنلي ؟!!..
- ليس تماماً .. لكن لدي ارتباطات أخرى ..!
- ألن تخبرني عنها ؟!!..
- ربما في وقت لاحق .. و الآن هيا لقد ذهب الجميع إلى السينما و سيذهبون بعدها مباشرةً لمدينة الألعاب و علينا أن نلحق بهم هناك ..!
- من اقترح مدينة الألعاب ؟!!.. كأنه يعلم أني لم استمتع منذ زمن ؟!..
- إنها آندي .. و كذلك سورا ..!
- سورا ؟!!..
- إنها صديقة آندي التي عرفتها من الانترنت .. و هي يابانية .. ستواجه صعوبة في التعامل معها ..!
- اطمئن .. لدي خبرة ..!
- أعتقد أن التمثيل هو تلك الخبرة التي تحدثت عنها ..!
- أنت محق .. لقد تعاملت مع كل الأنماط و مثلت الكثير من الشخصيات المختلفة لذا اعتقد أن لدي قدرة لا بأس بها للتعامل مع الآخرين ..!
- يبدو أنك وجدت فائدة جيدة من وراء هذا العمل ..!
- كلامك صحيح .. حسناً هيا حتى لا نتأخر عن البقية ..!
- كما تشاء ..!
.................................................. ......
راح نوقف هنا اليوم ..!
أخباركم ؟!!.. أن شاء الله تمام ..!
طبعاً مثل ما تشوفون البارت كان مليء بالمشاحنات الغير منتهية ..!
أن شاء الله يكون طوله عجبكم ؟!.. و أن شاء الله أكون ما تأخرت عليكم هالمره ؟!..
الواجب ..!
غضب ماثيو و استياء دايمن .. كيف سيتصرف لينك معهم ؟!!..
ليديا في صف الأخوين .. إلى أين سينتهي هذا ؟!.!..
سورا الآن مصرة على جعل ريكي صديقها الدائم .. هل تؤيدون هذا ؟!..
ظهور لويفان الأول .. أنطباعكم عنه ؟!!..
مذا سيحدث في مدينة الألعاب و في لندن ككل ؟!!..
و الآن .. أترك لكم حرية التعليق على البارت
جانا ..!
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |