عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 07-10-2013, 09:50 PM
 
اليوم هو الخميس ..!
مساء الأمس عاد جميع أصدقائي من رحلتهم في لندن .. إلا أني لم ألتقي بأحدهم بعد ..!
الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر ظهراً ..!
كنت في غرفة الألعاب الصغيرة مع الأطفال في الملجأ .. و قد كنت أساعد مارسيل على تركيب سكة للقطار الذي اشتراه ..!
جاءت إلي رينا تركض و هي تقول : لينك .. لنلعب في الحديقة المجاورة ..!
ابتسمت لها و قلت : سنفعل ذلك بعد تناول الغداء ..!
حينها دخل لورا و هي تركض : لينك أنظر إلى هذا .. أنظر بسرعة ..!
التفت ناحيتها فرأيت كراس الرسم بين يديها و قد رسمت بعضاً من الزهور الملونة بعشوائية في الصفحة : إنها جميلة جداً .. أنت مبدعة يا لورا ..!
ضحكت حينها بخفة : هذه زهور قوس المطر ..!
كتمت ضحكتي حينها فجميع الأطفال بدأوا يسمون الأراولا بذلك الاسم الذي اختارته جين ..!
- سوف أهزمك الآن .. و اقضي عليك ..!
- توقف أيريك .. يجب أن يموت الشرير في النهاية ..!
التفتت إلى جهة في الغرفة فرأيت أيريك و مايك اللذان دخلا دون أن أنتبه و قد كان الأخير مستلقياً على ظهره بينما الآخر منقضاً عليه ..!
كلن منهما قد ربط غطاءً أبيض على رقبته يتدلى على ظهره و هو يحمل سيفاً بلاستيكياً ..!
ضحكت حينها عليهما فيبدو أن أيريك الشرير يريد القضاء على مايك فارس العدالة بينما كان الأخير مستاءً من هذا ..!
لكن الآنسة جينا دخلت حينها و هي تقول باستياء : من أخذ الأغطية من فوق حبل الغسيل ..!
لكنها شهقت بفزع حين رأت تلك الأغطية قد صارت أوشحت فرسان لهاذين الطفلين ..!
بدا عليها الاستياء و هي تقول : يا له من تصرف سيء يا صغار ..! كم مرة أخبرتكما أن الأغطية ليست للعب ..!
و قف الأثنان و قد بدا عليهما الخجل من أفعالهما السيئة ..!
لكن الأنسة جينا قالت بصرامه : سوف تحرمان من البسكويت اليوم ..!
صرخ الأثنان : هذا ليس عدلاً ..!
لكنها تقدمت ناحيتهما و أخذت تفك الأغطية المربوطة حول أعناقهما و قالت : و هل من العدل أن تسرقا الأغطية و تعبثان بها كلما غسلتها ؟!!.. أنظرا .. لقد اتسخت تماماً ..!
بدا عليهما الحزن الشديد لكنني قلت حينها : عليكما أن تكونا أكثر احتراماً للوضع .. الآنسة جينا تتعب في غسل الأغطية كل أسبوع لذا يجب أن تقدرا ذلك ..!
بنبرة أسف قالا : آسفان ..!
ابتسمت حينها : سوف أسامحكما هذه المرة ..!
بلهفة سألا : حقاً ؟!!..
- أجل .. لكن لا بسكويت اليوم ..!
بدت عليهما التعاسة فضحكت بخفة عليهما ..!
خرجت الآنسة جينها من الغرفة و خلفها الصبيان بينما هتف مارسيل بسعادة : أنظر يا لينك .. لقد انتهينا من تركيب السكة ..!
أومأت إيجاباً و أنا أقول : سوف نجرب القطار الآن ..!
قبل أن أفعل شيئاً دخلت ديالا و هي تقول : لقد جاء ضيوف ..!
التفت إليها مستغرباً : من ؟!!..
ابتسمت بلطف : إنه ماثيو و أخوه ستيف .. لقد مضى وقت منذ قاما بزيارتنا آخر مره ..!
.
.
.
هل قالت .. ماثيو و ستيف ؟!!!.
.
إنهما بالتأكيد ماثيو و ستيف ديمتري !!..
.
يستحيل !!!!..
ماذا سأقول لو رآني ماثيو الآن ؟!!..
لا .. لا يجب أن يراني !!..
هنا قلت بسرعة : أين هما الآن ؟!..
بدا عليها الاستغراب و هي تقول : في غرفة الجلوس .. لكن ستيف سيأتي ليلعب معنا هنا الآن ..!
ركضت حينها خارجاً من الغرفة و صعدت للأعلى بسرعة خشية أن يرياني ..!
من الرائع أني ركنت سيارتي في مواقف الحديقة و ليس أمام باب الملجأ و إلا لحدثت كارثة ..!
بينما كنت أصعد الدرج بسرعة ألتقيت بالآنسة جيني التي كانت تحمل جين بعد أن بدلت لها ملابسها التي اتسخت بالطين ..!
بدا عليها الاستغراب : ما الأمر لينك ؟!!.. لما صعدت ؟!!..
بتوتر قلت : يا آنسة .. هناك شخص بالأسفل يجب أن لا يراني .. أرجوا منك مساعدتي ..!
رغم أنها لم تفهم شيئاً لكنها قالت : اصعد و ستجد غرف الصبية على يمينك ..!
- حسناً .. لكن أخبري الأطفال أن لا ينطقوا اسمي أمام ذلك الضيف ..!
- سأفعل ..!
شكرتها و تابعت صعودي للأعلى .. كان هناك الكثير من الغرف على اليسار و اليمين لكنني دخلت إلى أول غرفة يميني ..!
فور أن دخلت رأيت جون الصغير يجلس على الأرض و يلون في دفتر تلوين معه ..!
كان هناك سريران مرتبان بعناية ..!
تقدمت بإرهاق و جلست على احد السريرين بينما كان جون مستغرباً : لما أنت خائف ؟!!..
نظرت إليه للحظات لأرى التعجب على ملامحه .. هل يبدو علي الخوف إلى هذه الدرجة ؟!!..
لكنني لم أجبه بل ابتسمت و قلت : جون .. غرفة من هذه ؟!!..
ابتسم لي و هو يقول : غرفتي مع ايريك .. و بجانبي غرفة مايك و مارسيل ..!
- و هل تحب الحياة هنا ؟!!..
- أجل .. إنه أجمل من بيتنا القديم .. و هناك كثير من الألعاب .. و الآنسة جيني تطهو طعاماً شهياً .. كذلك الآنسة جينا ماهرة في صنع الكعك و البسكويت ..!
- أنا سعيد لهذا ..!
لقد كانت الفرحة تشع من عينيه و هو يتحدث عن مميزات هذا المكان رغم أنها بسيطة للغاية ..!
حينها دخل أحدهم و قد كانت لورا و قالت : لقد ذهب ماثيو يا لينك ..!
قطبت حاجبي : بهذه السرعة ؟!!..
أومأت إيجاباً : لقد قال أنه سوف يزور الآنسة جوليا في منزلهم .. و قد ترك ستيف هنا ..!
سيزور جوليا ؟!!.. لما ؟!!..
آه صحيح .. لاشك أنه سأل عنها فأخبرته الآنسة جينا بأن والدتها توفيت ..!
لحظة .. إن ذهب لرؤية جوليا فلا شك أنه سيرى ميشيل !!..
هذا لن يكون جيداً أيضاً ..!
نظرت إلى لورا : أين ستيف الآن ؟!!..
- في غرفة الألعاب مع مايك و رينا ..!
- حسناً عزيزتي .. علي الذهاب الآن .. أتريدين شيئاً ؟!!..
بدت عليها السعادة وهي تقول : أحضر رايل معك في المرة القادمة ..!
اختفت ابتسامتي حينها فلم يحدد موعد خروج رايل من المشفى بعد ..!
لكنني عدت لأبتسم و قلت : سأفعل .. لكن علي الآن الخروج دون أن ينتبه لي ستيف .. لذا حاولي إبقاءه في غرفة الألعاب ..!
أومأت موافقة فركضت لتنزل بينما اسرع جون للحاق بها ..!
فوراً أخرجت هاتفي و اتصلت بجوليا .. و ماهي سوى لحظات و أجابت علي : مرحباً لينك ..!
- أهلاً جوليا .. أأنت في المنزل ؟!!..
- أجل ..!
- و ميشيل ..!
- إنها معي هنا .. لما ؟!!..
- اسمعي جوليا .. سوف يزوركم ماثيو بعد قليل .. لقد علم من الآنسة جينا عن وفاة الخالة آنا و سوف يأتي لزيارتكم الآن ..!
- حسناً .. و ماذا في ذلك ؟!!..
- ماثيو لا يجب أن يرى ميشيل بسبب بعض الأمور .. لذا أيمكنك أن تطلبي منها أن تخرج من منزلكم حالاً ؟!!..
- لكن .. إلى أين تذهب ؟!..
- أخبريها أن تذهب إلى الحديقة التي في حيكم و أنا سوف آتي لأخذها من هناك ..!
- رغم أني لم أفهم شيئاً .. لكني سأفعل ..!
- شكراً لك .. و شيء آخر .. لا تنطقي أمام ماثيو بثلاثة أسماء .. لينك .. ريكايل .. ميشيل .. جيد ؟!..
- لا تقلق .. أعتمد علي ..!
- أنا حقاً لا أعلم كيف أشكرك جوليا ..!
- لا داعي لهذا لينك .. فنحن أخوة ..!
- بالتأكيد .. حسناً سوف آتي لاصطحاب ميشيل الآن .. أرجوا أن تترك المنزل قبل وصول ماثيو ..!
- سوف أخبرها بهذا ..!
- إلى اللقاء ..!
- إلى اللقاء ..!
بعد أن أنهيت المكالمة أسرعت لمغادرة الملجأ و من حسن الحظ أن ستيف لم ينتبه لي رغم مروري من امام غرفة الألعاب ..!
و دعت الآنستين و جين ثم خرجت من الملجأ ..!
الآن علي أن أتجه للمكان الذي ركنت في سيارتي و أسرع إلى ميشيل ..!
..................................................
كنت أقود سيارتي بتمهل على ذلك الطريق ..!
حركت بصري للحظات كي أنظر إلى يميني .. و حينها رأيتها وهي تنظر إلي نظرة شك عارمة مما جعلني أبعد بصري بسرعة و بتوتر ..!
مرت بضع لحظات أخرى .. و بعدها حركت بصري إليها لأرى أنها لم تبعد عينيها عني و تلك النظرة الغريبة لا تزال فيهما ..!
يا إلهي .. ما بها تنظر إلي هكذا ؟!!..
لقد مضت دقائق و نحن على هذا الحال ..!
أخشى أن أفقد السيطرة على السيارة من شدة توتري الذي سببته نظرتها تلك ..!
بعدها بلحظات توقفت بسبب إشارة مرورية حمراء و من فوري التفت ناحيتها باستغراب : ما بك ؟!!.. لما تنظرين إلي هكذا ؟!!..
قطبت حاجبيها و بنبرة شك سألت : إلى أين ستأخذني ؟!!..
عدت أنظر إلي الطريق حينها رغم أني و السيارات حولي متوقفون ..!
لكنني أردت أن أفكر .. إلى أين أذهب بميشيل الآن ؟!!..
أنا جائع .. كنت أنوي تناول الغداء مع الأطفال في الملجأ ..!
لقد كانت رائحة السمك المشوي الذي أعدته الآنسة جيني مذهله ..!
لكن ماثيو الأحمق و أخاه المدلل أفسدا هذا ..!
لا أستطيع العودة إلى الملجأ الآن .. لأن ستيف البكاء سيكون هناك ..!
التفت إلى ميشيل : هل تناولت غداءك ؟!!..
أومأت سلباً و قالت باستياء : لقد كنت أعد الغداء حين دخلت جوليا و قالت لي بأنه علي الهروب حالاً لسبب أجهله !!.. هلا شرحت لي الآن ..!
ابتسمت بتوتر : في الحقيقة .. ماثيو كان ذاهباً لزيارة جوليا من أجل تقديم التعازي .. خفت أن يراك و يعلم أنك أختها ..! سيسبب هذا الكثير من المشاكل لأني و ريكايل سنكون مرتبطين بهذا أيضاً ..!
نظرت إلى الأمام و قالت : أنت و أخوك مصدر للإزعاج بالفعل .. أرجوا أن تنتبه جوليا للغداء كي لا يحترق .. بالكاد كنت أملك الوقت لتبديل ملابسي ..!
كانت ميشيل ترتدي كنزة صوف وردية ثقيلة و بنطال جينز أزرق طويل و معطفاً تربياً جلدي بسيط ..!
أما أنا فقد كنت أرتدي بنطال جينز أزرق و كنزة برتقالية مع معطف أسود طويل من الجلد ..!
الجو بارد .. و هناك أنباء عن أن الثلج سيسقط قريباً جداً ..!
هنا قلت : ميشيل .. ما رأيك أن نذهب لتناول الغداء ..! على حسابي ..!
أخذت تفكر للحظات قبل أن تقول : موافقة .. لكن ليس في مطعم فاخر ..!
- كما تشائين ..! ماذا تريدين أن تأكلي ؟!..
- أنا أفضل المأكولات السريعة على أي شيء آخر ..!
- حسناً .. نذهب إلى أحد المطاعم المتخصصة في الوجبات السريعة ..!
أومأت إيجاباً و قد ابتسمت بهدوء .. بادلتها الابتسامة حينها و حركت السيارة حين انتبهت لأن الضوء الأخضر قد سطع أخيراً ..!
.................................................. ...
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساءاً ..!
لقد تناولت الغداء مع ميشيل .. ثم ذهبنا إلى السنيما و حظرنا فلماً بوليسياً كان لصديقي لوي دور مهم فيه و إن لم يحصل على دور البطولة ..!
و بعدها ها نحن في السيارة بعد أن أنتهى الفلم الذي دعوت ميشيل لمشاهدته ..!
نظرت إلي حينها و قالت : كاذب .. أنت تكذب مجدداً لينك ..!
قطبت حاجبي حينها : أقسم لك أني لا أكذب .. لقد وعدتك أن لا أكذب عليك و وعدتي أن تصدقيني دائماً ..!
- هذا أمر آخر ..! كيف تريدني أن أصدق بأن لويفان الممثل الشهير هو صديقك منذ الطفولة ..!
- حسناً .. أنا لا أكذب .. إن لوي صديقي فعلاً ..!
- أأنت جاد لينك ؟!!..
- أجل .. وحين يأتي لزيارتي في المرة القادمة فسأجعلك تقابلينه شخصياً ..! لكن أخبريني .. أأنت من المعجبات به ؟!!..
- ليس كثيراً .. لكنه نجم شهير و كل الفتيات في مدرستي يتحدثن عنه .. كما أن أفلامه ليست غالية كباقي الممثلين لذا أستطيع شراءها ..!
- هكذا إذاً .. حسناً دعينا منه الآن .. إلى أين سنذهب ؟!!..
- ألن نزور رايل ؟!!..
- إن لديه فحوصات كثيرة اليوم .. و قد طلب مني الطبيب أن لا آتي فهو لن يكون في غرفته .. و حين يعود إليها فسيكون متعباً بالتأكيد .. لذا ليس من الجيد زيارته فعليه أخذ قسط كافي من الراحة ..!
- هكذا إذاً .. لنذهب و نتجول في إحدى الحدائق ..!
- ما رأيك بحديقة برج إيفيل ؟!!.. إنها مكان رائع و أنا أحب زيارته ..!
- كما تشاء .. لا مشكلة لدي ..!
...........................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس