كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءاً بينما كنت أقود سيارتي الفراري و معي ميشيل كي أعيدها إلى منزلها ..!
لقد بكت اليوم بالفعل في حضن أمي و لا أخفي عليكم أن أمي بكت هي الأخرى معها ..!
و بعد تلك الحالة التي استمرت لدقائق جلسنا سويةً نشرب القهوة في غرفتي و قد حاولت جهداً إبعاد سحابة الحزن عنهما و من الجيد أني تمكنت من ذلك ..!
ها قد وصلت إلى الحي الذي يحتضن منزل ميشيل .. و قبل أن نصل إلى هناك قالت هي بابتسامة و هدوء : لديك أم رائعة يا لينك ..!
ابتسمت حينها : الجميع يقول ذلك ..!
- لا الومك على تعلقك بها و محاولة ارضائها ..!
- لقد فعلت الكثير من أجلي رغم أني لست أبنها الحقيقي .. لكنها لم تشعرني يوماً بهذا بل لطالما اعتبرتني ابنها الوحيد ..!
- لينك .. لا تفرط بها ابداً ..!
- بالتأكيد .. إنها أغلى شيء في حياتي ..!
وصلت حينها إلى منزلهم فأوقفت السيارة عند الباب و حينها فتحت ميشيل بابها و هي تقول بابتسامة لطيفة : شكراً على كل شيء اليوم ..!
- لا تشكريني .. فقد استمتعت معك كثيراً ..!
- إلى اللقاء .. تصبح على خير ..!
- ليلة سعيدة ..!
أغلقت الباب حينها و راحت تصعد درجات السلم بخفة ثم دخلت المنزل و أغلقت الباب بعد أن لوحة لي ..!
حركت سيارتي حينها عائداً لمنزلنا و أنا أفكر بقدر سعادتي لأن أمي أحبت ميشيل و كذلك العكس ..!
.................................................. ......
لقد مضى شهر على الأحداث الأخيرة ..!
لقد مر ذلك الشهر بسلام تام ..!
.
ريكايل كان قد خرج من المشفى و صحته جيدة و قد عاد لممارسة نشاطاته اليومية ..!
.
أنا عدت للمدرسة و أيامها و إلى أصدقائي أما علاقتي مع ماثيو فتزداد سوءاً يوماً بعد يوم على الرغم من أنه لم يلتقي بريك منذ رحلة لندن ..!
.
ميشيل لا تزال تكافح في حياتها .. تدرس في الصباح في احدى مدارس حيهم و تعمل بعد المدرسة حتى الغروب في أحد المطاعم الصغيرة ..!
.
جوليا أيضاً تدرس في الصباح و بعد المدرسة تقضي وقتها في الملجأ تساعد بالاهتمام بالأطفال ..!
.
خالتي ميراي على حالها دائمة السفر و تلتقي بنا من فترة إلى أخرى فنخرج سويةً و في احيان تخرج ميشيل معنا و كذلك جوليا ..! لكنها أنبتني بشدة لما كنت أفعله بريكايل قبل معرفتي بأخوتنا ..!
.
جين و باقي الأطفال بخير تام و هم سعيدون كثيراً بحياتهم في الملجأ مع الآنسة جيني و الآنسة جينا ..!
.
ليديا تقضي أيامها مثلي في المدرسة و نحن نمضي الكثير من الوقت معاً .. لقد لاحظت كم يحاول تيموثي الاقتراب منها .. لكنها أخبرتني بأنها لا تحمل أي مشاعر له بل أنها تعامله كصديق فقط ..!
و في الحقيقة شيطاني سعيد بهذا !!..
.
لوي أيضاً لم تتغير حياته و هو الآن يقوم بتمثيل ذلك الفلم المرعب الذي وقع عقده بعد عوته من لندن .. وقد وعدني بزيارة قريبة لباريس ..!
.
و لكن .. هناك شخص ليس على ما يرام .. إنها أمي ألينا !!.. لقد بدت متوترة و حزينة في الآونة الأخيرة .. رغم محاولاتي الكثيرة لمعرفة المشكلة إلا أنها دائماً كانت تطلب مني أن لا أقلق عليها ..! و ما يغيظني أكثر أن أدريان البغيض يعرف سبب حزنها و يرفض أخباري ..!
.
لقد تساقط الثلج و ملأ باريس بحباته البيضاء التي تواجدت في الطرقات و على سطوح المنازل و في كل مكان على هذه الأرض الواسعة ..!
إنه الشتاء البارد من جديد ..!
لكني لم أعرف أطلاقاً كم ستتغير حياتي خلال هذا الشتاء !!..
و كيف سينقلب حالي .. من حال إلى حال أخرى تماماً !!..
و كم ستكون معاناتي كبيرة في هذا الشتاء القارص !!..
................................................
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |