عرض مشاركة واحدة
  #68  
قديم 07-10-2013, 10:05 PM
 
part 27

شعرت بأحدهم يهزني برفق : لينك .. هيا لقد حل الصباح ..!
فتحت عيني بانزعاج و سحبت الغطاء إلى رأسي : أوه رايل .. ابتعد و دعني أكمل نومي ..!
لكنه سحب الغطاء عني و هو يقول بصرامه : استيقظ فلديك مدرسة اليوم ..!
بخمول نهضت من سريري الذي يعز علي فراقه الآن .. لكني مجبر على هذا فلدي امتحان مهم اليوم و لا يمكنني التغيب عنه ..!
اتجهت إلى دورة المياه في الحال استحممت بمياه ساخنة ثم خرجت و ارتديت ملابس المدرسة و مشطت شعري بعد تجفيفه و ارتديت حذائي و خرجت إلى الجناح حيث ريك قد حضر الافطار ..!
و بعد الانتهاء منه حان وقت الذهاب إلى المدرسة ..!
كان اليوم روتينياً للغاية .. حتى الآن ..!
نزلت مع رايل من خلال المصعد و قبل أن أغادر المنزل اتجهت لمكتب أمي التي لم تعد تذهب للشركة مبكراً هذه الفترة ..!
طرقت باب المكتب بضع طرقات و سمعت الأذن بالدخول ..!
و حين دخلت كانت أمي تجلس خلف مكتبها و أمام المكتب كان أدريان واقفاً ..!
التفت ألي و قالت باحترام : صباح الخير سيدي ..!
ببرود قلت : صباح الخير ..!
وجهت بصري إلى أمي التي كانت تنظر إلي بابتسامة رغم وجهها الشاحب ..!
شعرت بالقلق عليها لكنني سرت بخطوات هادئة ناحيتها حتى وصلت إليها ..!
انحنيت و قبلت جبينها و أنا أقول : صباح الخير أمي ..!
بصوت مبحوح أجابتني : صباح الخير عزيزي .. ستذهب الآن للمدرسة ؟!..
أومأت إيجاباً و أنا أقول بقلق : أمي .. عليك أخذ اجازة اليوم فأنت تبدين مرهقة كما أنك لم تأخذي قسطاً كافياً من الراحة منذ أيام ..! صوتك مبحوح و حرارتك مرتفعة ..!
لكنها حينها قالت بابتسامتها الحانية : لا تقلق لينك .. أنا بخير ..!
باستياء قلت : أي خير ؟!!.. يحق لي أن أقلق عليك كما تقلقين علي .. أرجوك أمي .. لا يوجد شيء يستحق أن ترهقي نفسك من أجله و لا حتى أعمال الشركة ..! بداً من اليوم سأساعدك في العمل إن كنت تريدين ذلك .. المهم أن ترتاحي ..!
وقفت حينها و احتضنتني بهدوء و هي تمتم : لا يا بني .. أخبرتك بأني بخير ..! لا تقلق أرجوك عزيزي لينك ..! المهم أن تنتبه لدراستك الآن ..!
و قبل أن تبتعد عني تماماً طبعت قبلة حانية على وجنتي ثم قالت بابتسامة : لكني أعدك بأني سآخذ إجازة الأسبوع القادم و سنذهب معاً لمنزلنا الشتوي ..!
لم أعلم ماذا أقول لكني أومأت إيجاباً و قلت : سأعتبره و عداً منك ..! و الآن إلى اللقاء ..!
بذات ابتسامتها : وداعاً ..!
سرت بعدها مغادراً المكتب .. و لا أعلم لما أخذت كلمة وداعاً تدور في خاطري ..!
لطالما قالت لي " إلى اللقاء " .. " مع السلامة " .. لكنها لم تقل " وداعاً " من قبل ..!
لا أعلم إن كان يجب علي القلق من هذا كثيراً .. لكنني رغم ذلك تابعت سيري إلى الخارج حيث ريك ينتظرني قرب السيارة ..!
................................................
كنت أجلس في صفي شارد الذهن غير منتبه لأستاذ الفيزياء الذي يشرح مسألةً على اللوح ..!
و قد شغل تفكيري موضوع والدتي التي بدت شاحبةً للغاية هذا الصباح ..!
رن الجرس حيناً مما ايقظني من شرودي بينما قال المعلم بهدوء : سنتابع الدرس غداً ..!
خرج بعدها من الصف تبعه الطلاب بالخروج حيث كان وقت الاستراحة قد بدأ ..!
شعرت بأحدهم يقف بجواري و يربت على كتفي : لينك .. ما بك اليوم ؟!!..
رفعت رأسي قليلاً فرأيت دايمن الذي بدا عليه الاستغراب .. وقفت حينها و أنا أقول : لا شيء .. اشعر بالتعب لأني تأخرت في السهر ليلة الأمس ..!
كانت كذبةً تلك التي اطلقتها لكنها خياري الوحيد للهرب من هذه المسألة ..!
وقفت حينها و خرجت من الصف بلا شعور لكني قررت ان أذهب للحديقة الصغيرة التي تخصني لأجلس و ارتاح قليلاً ..!
لكني فور أن سرت بضع خطوات حتى التقيت أحدهم في طريقي ..!
ابتسمت ليديا لي بلطف : صباح الخير لينك ..!
لم استطع ان ابتسم لكني رددت عليها بهدوء : صباح الخير .. ليديا ..!
سرت قليلاً فسارت بجواري وهي تقول بقلق : ما بك ؟!.. أأنت مريض ؟!!..
أومأت سلباً : لا .. لكني اشعر ببعض الارهاق ..!
- لينك الأفضل أن تعود لمنزلك الآن .. فأنت لا تبدو بحال جيدة ..!
- لدي امتحان في الحصة الخامسة لذا لا استطيع المغادرة ..!
قبل أن ترد علي سمعنا صوتاً يخرج من تلك الأجهزة التي توزعت في كل زاوية من زوايا المدرسة : انتباه .. ارجو من السيد لينك مارسنلي التوجه إلى غرفة الإدارة ..! أكرر .. ارجو من السيد لينك مارسنلي التوجه إلى غرفة الإدارة ..!
قطبت حاجبي متعجباً .. ماذا يريدون مني ؟!!..
ليديا ايضاً بدت مستغربه : ماذا يريد المدير منك ؟!..
بقلق قلت : لا أدري ؟!!..
- ألم يحدث هذا من قبل ؟!!..
- عادةً يرسل المدير احدهم لاستدعائي إذا اراد مناقشتي بأمر يخص المدرسة .. لكنه لأول مرة يستدعيني علناً هكذا ..!
- اذاً أذهب ولتعرف ما الأمر .. و طمئني ..!
- حسناً ..!
قلت هذه الكلمة و انا اسرع إلى الدرج كي انزل إلى الدور الأول حيث غرفة الادارة ..!
و بعد السير في عدة ممرات و نزول السلالم و صلت إليها ..!
طرقت الباب طرقتين فسمعت حالاً اذناً بالدخول ..!
ما إن فتحت الباب حتى رأيت المدير يجلس خلف مكتبه بشعره البني الممزوج بخصلات بيضاء من الشيب اضافةً إلى نظارة طبية ..!
وقد كان ينظر إلي بهدوء ..!
لكني لم ألق بالاً بل شغلت نفسي بالنظر مستنكراً إلى الشخص الآخر الذي كان ينظر إلي ببساطة ..!
انتبهت للمدير الذي قال : تفضل سيد مارسنلي ..!
دخلت حينها و اغلقت الباب و سرت ناحية الشخص الآخر بلهفة و أنا أقول بقلق : ما الأمر ريكايل ؟!!.. لما أنت هنا ؟!!..
بهدوء قال : في الحقيقة .. جئت لاصطحابك من المدرسة ؟!..
- ولما في هذا الوقت المبكر ؟!..
- لا أعلم .. لكن أدريان طلب مني أن احضرك بسرعة ..!
- أدريان !!.. ريك هل حدث شيء ؟!!..
- لست أدري .. فأنا بعد أن أوصلتك للمدرسة ذهبت للملجأ و هناك تلقيت اتصال أدريان ..!
شعرت بقلق شديد فهذا يحدث معي للمرة الأولى ..!
لكن ريك حينها قال بنبرة جادة : لنذهب و نرى ما الأمر .. فربما لا يكون بذلك السوء ..!
اومأت ايجاباً بتردد رغم خوفي الشديد من القادم ..!
اخبرت المدير بأني سأغادر و أن لدي امتحان فأخبرني بأنه سيخبر المعلم بذلك فيؤجل لي الامتحان حتى الوقت الذي يناسبني ..!
خرجنا من غرفة المدير : حسناً .. سأذهب لصفي كي احضر حقيبتي ..!
- أيمكنني القدوم معك ؟!!..
- يمكنك أن تسبقني للسيارة ..!
- لكني اريد أن آتي معك ..!
- ريك ما بك ؟!.. لما كل هذا الاصرار ؟!!..
بدا عليه التوتر .. أشعر أنه يخفي شيئاً .. لكنه رغم ذلك قال : أريد أن آتي معك فحسب .. هيا أخي حتى لا نتأخر ..!
أنه غير طبيعي أطلاقاً .. حتى قوله كلمة أخي في هذا المكان .. ريك لا يقولها إلا إن كنا وحدنا .. لكن في هذه المدرسة المزدحمة يمكن لأي شخص أن يسمعنا ..!
ربما هو يعلم ما الذي يريده ادريان ..!
عموماً تنهدت بتعب و قلت : كما تريد ..!
سرت بعدها ناحية صفي و قد كان الطلاب في كل مكان حولنا بما أنه وقت الاستراحة ..!
الجميع كان يحدق بي و بريكايل ..!
أعلم أنهم جميعاً يقولون في أنفسهم " انهما متشابهان كثيراً .. لكن السيد مارسنلي ليس له اخوة .. كما أن هذا الفتى الآخر يبدو كخادم له .. أجل تشابههما مجرد صدفه " !!..
أنا أرجوا حقاً أن لا يتقدم أحدهم و يسألني عن رايل لأني لست بمزاج جيد للإجابة ..!
وصلت لصفي وفور أن دخلت كان ماثيو و دايمن اللذان لا يزالان هنا في استقبالي ..!
قبل أن يقول احدهما شيئاً أنتبها لريكايل الذي وقف قرب الباب بينما اتجهت أنا لمقعدي كي أجمع أشيائي ..!
لم يكن مقعدي بعيداً لذا تمكنت من سماع ماثيو و هو يقول : صباح الخير ريكايل .. كيف حالك ؟!!..
و ببرود رد عليه أخي : صباح الخير سيد ديمتري .. أنا بخير .. شكراً لسؤالك ..!
- غريب وجودك هنا .. أهناك شيء ؟!!..
- لا .. شعر سيدي ببعض التعب فجئت لاصطحابه إلى المنزل ..!
- ألم تغير رأيك في مكان عملك ؟!..
- أطلاقاً .. عذراً سيد ديمتري .. لكنني لا أفكر في ترك العمل عند مارسنلي ..!
- عموماً أنا لا أريد أن أجبرك .. لكن تذكر بأني سأستقبلك في الوقت الذي تشاء ..!
قبل أن يرد ريكايل عليه قلت أنا ببعض الانفعال : ماثيو .. أخبرتك عدة مرات بأن لا تتدخل في عمل ريكايل .. لقد قال بأنه سيبقى للعمل عندي لذا لا داعي لأن تحاول تغير رأيه فهو لن يتغير ..!
كنت بالفعل في مزاج سيء و كلامه أثارني أكثر .. لكنه نظر إلي باستحقار و قال : كل ما اردت فعله هو انقاذه من واقعه البائس ..!
كدت أرد عليه لكن رايل قال حينها : سيد ديمتري .. عذراً لكني لا أود أن تقول هذا عن واقعي الذي لا تعرفه أنت ..!
كان رده جريئاً للغاية .. لكنه أعجبني بالفعل ..!
بينما بقي ماثيو صامتاً للحظات قبل أن يقول : ليس من الضروري أن أشهد واقعك فهو واضح على وجهك .. عموماً إن كنت لا تريد ذلك فلا بأس .. احترم رغبتك ..! و إن أردت تغير رأيك فأنا لم اسحب عرضي بعد ..!
حملت حقيبتي لحظتها : هيا بنا ريكايل ..!
قبل أن أخرج قال دايمن بقلق : لكن لينك ماذا عن الامتحان ؟!..
ببرود قلت : سأقدمه لاحقاً .. أراكم فيما بعد ..!
قلت هذه الكلمات و أنا أخرج من الصف و رايل خلفي ..!
لا أعلم لما أصر على ملازمتي ؟!.. لكن يبدو أنه قلق بشأن شيء ما و يخشى أن أعرف ما هو و هو بعيد عني ..!
يا الهي .. أرجوا أن لا يكون الأمر بذلك السوء ..!
.................................................. ........
كنت أجلس بجانب مقعد السائق شارد الذهن بينما ريكايل يتولى القيادة ..!
أنا بالفعل قلق .. ماذا يريد أدريان ؟!..
أيعقل أن أمراً ما أصاب والدتي ؟!!..
شعرت بالرعب بمجرد التفكير بهذا لذا طردته من ذهني ..!
أسندت رأسي إلى المقعد و أغمضت عيني لوقت و أنا أفكر كم بدت أمي محبطةً في الآونة الأخيرة ..!
مضى بعض الوقت حينها قبل أن أشعر بتوقف السيارة و اسمع صوت ريك وهو يقول : وصلنا ..!
فتحت عيني حينها و نظرت إلى الخارج لأصدم : أين نحن ؟!..
هذا ما قلته حين علمت بأن هذا ليس مرآب قصرنا ..!
لكن ريك طأطأ رأسه للحظات وهو يقول بنبرة ثقيلة : نحن .. في المشفى ..!
خفق قلبي حينها فهتفت فيه فزعاً : لما نحن في المشفى ؟!!.. هل أصيبت أمي بمكروه ؟!!.. تكلم ريكايل ..!
بدا عليه التوتر لكنه أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول : لينك .. لا احتمل اخفاء الأمر عنك لذا سأقول الحقيقة ..!
كلامه أرعبني بالمرة !!..
لكنني لم أنطق بحرف بل حاولت تمالك أعصابي بينما التفت ريك ناحيتي و قد بدا عليه الألم و الحزن وهو يقول : اتصل بي ادريان .. و طلب مني احضارك للمشفى ..! حين سألته عن السبب أخبرني بأن .. بأن ..!
صمت حينها فصرخت بخوف : ماذا حدث لأمي ريك ؟!!..
نظر إلي حينها بجد يخفي خلفه توتره و قال : تعرضت لحادث سير !!..
لا أعلم ما الذي جرى لي لكني شعرت بدوار فضيع لحظاتها و رفعت يدي لرأسي و قلبي يكاد ينفجر من قوة نبضة و بخفوت سألت : هل هي .. بخير ؟!!..
كان الحزن القاتل واضحاً على ريك الذي أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بنبرة متألمة : جيسكا كانت معها .. لقد .. لقد اصيبت جيسكا اصابةً بالغةً في الحادث مما أدى إلى .. وفاتها مباشرةً !!!!!!!..
جيسكا .. توفيت !!!..
شهقت حينها بشكل لا شعوري و انتابني ألم فضيع في رأسي حتى أن دموعاً سالت من عيني اللتان أغمضتهما بقوة للحظة ..!
كان قلبي ينبض بعنف و أنا أتخيل صورة جيسكا أمامي !!..
كيف حدث هذا بهذه السرعة ؟!!..
أشعر أني في حلم ..!
رغم ذلك .. حاولت اخراج صوتي بصعوبة و أنا أقول : و أمي ؟!..
كان هناك شيء يلمع في عيني ريك .. لم تلبث أن سالت على وجهه بانحدار .. أهي دموع ؟!!.. إنها تبدو كذلك ..!
صوت رايل بدا مخنوقاً و مكتوماً للغاية و هو يقول : لقد نقلت السيدة إلينا للمشفى ..! لينك .. السيدة ألينا .. لقد ..!
سالت دموعي أكثر و أغلقت عيني بشدة .. أشعر بما سيقوله الآن لكني أتمنى أن لا يقولها ..!
حاولت أن انطق و أطلب منه أن يصمت .. لكني لم استطع إخراج صوتي ..!
كنت أمسك رأسي بشدة بيدي و قلبي يرجوا الرحمة .. لكن رايل حينها رما بي إلى نار مشتعلة و هو يقول بصوته المتألم المكتوم : لقد .. لقد توفيت السيدة إلينا يا لينك ..!
فارقت الحياة .. إلينا مارسنلي !!..
لم تعد موجودة في حياتي !!..
رحل أغلى شخص يا لينك !!..
أمي ..!
لقد شعرت بها طيلة اليوم ..!
كلمة " و داعاً " .. لم يكن احساسي بمرارتها خاطئاً ..!
أمي إلينا .. رحلت .. توفيت .. ماتت .. ماذا أقول ؟!!..
لقد فقدتها .. كما فقدت أمي نيكول من قبل ..!
ماذا أفعل ؟!.. كلاهما ذهب ..!
إيان .. نيكول .. جاستن .. إلينا .. جميعهم رحلوا واحداً تلو الآخر ..!
و أنا ؟!.. ماذا سأفعل أنا من بعدهم ؟!..
لما فجأة يحدث هذا ؟!!..
كيف يمكنني تقبل صدمة كهذه ؟!..
لقد كانت صباح اليوم بخير .. ربما مرهقة لكنها كانت بخير !!..
كيف ماتت فجأة ؟!!..
كان رايل يصرخ بي لأن أتمالك نفسي ..!
لكن رأسي سينفجر.. أشعر بالدوار .. و عيناي حاصرهما شيء أشبه بالسحاب الأبيض ..!
لم أعد أسمع شيئاً ..!
أشعر أن حواسي شلة ..!
كنت أسير .. أجل لقد فتحت باب السيارة و نزلت منها و ها أنا أسير ..!
لكني حينها لم أفقه إلا بجسدي ينهار مما جعلني أفقد الاحساس تماماً تبعاً لفقدان وعي ..!
.................................................. ....
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس