عرض مشاركة واحدة
  #100  
قديم 07-11-2013, 02:42 PM
 

الدروس والعبر

1 ـ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب: فلم يكن جعفر (رضي الله عنه) أميرا على المهاجرين إلى الحبشة، ومتحدثا رسميا باسمهم، لصلة القرابة بينه وبين النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولكن لأنه كان جديرا بذلك، بدليل أنه استطاع أن يُفشل خطة قريش في استعادة المهاجرين، بل واستطاع –بفضل الله- أن يقنع النجاشي ومن معه بالإسلام، وأنه هو الدين الحق.

2 ـ المؤمن كيّس فطن: وكذلك كان جعفر (رضي الله عنه). فقد كان مطلوبا منه أن يوضح حقيقة موقفه ومن معه من المهاجرين، ولماذا تركوا وطنهم وهاجروا إلى بلد لم يعرفوه من قبل... ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فبناءً على كلامه سيقرر النجاشي مصير هؤلاء.. إما بطردهم من أرضه وتسليمهم إلى قومهم، وإما بالسماح لهم بالبقاء، وإعطائهم «حق اللجوء السياسي».. فماذا فعل جعفر؟

أولاً:
قام بانتزاع شهادة عزيزة من خصمه، بأنه ومن معه ليسوا عبيدا آبقين يجب إعادتهم إلى أسيادهم، بل هم أحرار كرام، وبالتالي، فهم أحرار في تصرفاتهم، وأنهم ليسوا قتلة مجرمين يستحقون القصاص، ثم إنهم ليسوا سارقين أخذوا أموال الناس بغير حق.

ثانيا:
قام ببيان حقيقة الدين الجديد، موضحا الفرق بينه وبين ما كانوا عليه من جهالة وضلال وعبادة لما لا يضر ولا ينفع، ليخرج بنتيجة مفادها أن الإسلام هو دين الفطرة، وأنه الأحق بالاتباع.

ثالثا:
كان صريحا وواضحا في بيان حقيقة المسيح وأمه (عليهما السلام)، وأنهما ليسا إلهين، بل هما من البشر، فالمسيح نبي مثل محمد، وأمه صدِّيقة، وأن ما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) وعيسى (عليه السلام) يخرجان من مشكاة واحدة.. ومنبع واحد..
وبسبب قوة حجة جعفر، اقتنع النجاشي بعدالة قضيته، فأنصفه ومن معه: (انزلوا حيث شئتم)، (اذهبوا فأنتم سُيوم بأرضي) وأعلن إسلامه لله رب العالمين.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس