عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 07-11-2013, 02:52 PM
 
فضائل سيدنا (الحسين )رضي الله عنه



الحمد لله ربّ ‬العالمين ‬، ‬والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ‬، ‬سيدِنا وحبيبِ ‬قلوبنا أبي ‬القاسم محمد ‬، ‬وعلى آله الطيبين الطاهرين ‬، ‬وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من اتبع أثرهم إلى ‬يوم الدين ‬، ‬وبعــد :‬

محمد صلى الله عليه وسلم ‬، ‬أحيا الله به الأرواح من الجهل والشرك والخرافة، ‬حتى كانت خير أمة أخرجت للناس ‬، ‬فاللهم حبِّب إلينا الإيمان، ‬وزيِّنه في ‬قلوبنا، ‬وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ‬واجعلنا من الراشدين. ‬اللهم أرنا الحق حقًا، ‬والباطل باطلاً ‬، ‬اللهم وفقنا لاتباع الحق والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى في ‬ابتغاء وجهك، ‬وطلب مرضاتك (‬رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا ‬يُنَادِي ‬لِلإِيمَانِ ‬أَنْ ‬آمِنُوا بِرَبِّكُمْ ‬فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ ‬لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ ‬عَنّا سيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ‬الأبْرَارِ ) . ‬

أحبتي ‬في ‬الله .. ‬من مبادئنا الأصيلة، ‬ومن تعاليمنا الجليلة، ‬أن نفتخر بهذا الدين، ‬وأن نتشرف بأن جعلنا الله مسلمين، ‬فمن لم ‬يتشرف بالدين ومن لم ‬يفتخر بكونه من المسلمين، ‬ففي ‬قلبه شك وقلة ‬يقين :‬

وممـــا زادنــــي ‬شـــــــــرفـًـا وفخـــــرًا ‬ وكدتُ ‬بأخمصي ‬أَطأُ ‬الثريَّا

دخولي ‬تحت قولك »‬يا عبادي« ‬ ‬وأن صيَّرت أحمــد لــي ‬نبـيِّا

الشرف كل الشرف ليس في ‬الدور، ‬ولا القصور، ‬ولا في ‬الأموال، ‬ولا في* ‬الأولاد، ‬ولا في ‬الهيئات ولا في ‬الذوات، ‬الشرف أن تكون عبدًا لرب الأرض والسماوات، ‬الشرف أن تكون من أولياء الله، ‬الذين ‬يعملون الصالحات، ‬ويجتنبون المحرّمات.‬

روى أحمد في مسنده عن حذيفة : ( أنه تبع النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء ، فعرض للنبي عارضٌ فناجاه ثم ذهب ، يقول حذيفة : فاتبعته فسمع صوتي فقال : من هذا ؟ فقلت : حذيفة ، قال : ما لك ؟ قلت : استغفر لي ولأمي ، فقال : غفر الله لك ولأمك ، ثم قال : أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ، قلت : بلى ، قال : فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة ، فاستأذن ربه أن يسلم علي ، ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدةُ نساء أهل الجنة )، فرضي الله عنهم جميعًا
أخرجه أحمد برقم ( 22240 ) .

إخواني من أين أبدأ ؟ .. أتدرون عن من أتكلم هذه الليلة ، ( بينا كان عمرو بن العاص في ظلّ الكعبة جالسًا ، إذ رأى طيفًا قادما ، فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم ، فلمّا أقبل فإذا هو الحسين بن علي ) أورده الذهبي في السير ( 3/285 ) ، وروى ابن حجر عن عبد الله بن عمرو بن العاص
، كيف أسرد لكم قصته .. من أين أبدؤها ؟ وكيف أصوغها ؟ وبأيّ شعرٍ يستفيض بياني ؟ فالكلمات لا تسعفني .. والعبارات تخونني .. والعبرات تسبقني ..

أقدم اليوم رمزًا من رموز الشهادة على مرّ تاريخ الإنسان ، أقدمه لكم غضًّا طريًّا ، وأنا أشعر بالحرج ، لأنني مهما قلت، مهما ذكرت .. فسوف أقصّر في سيرته وترجمته، إنه حياة لضمير الأجيال .. رمز من رموز الإسلام ،إنه الرجل الذي لمّا مات أمست مدن الإسلام في مصيبة وعزاء .

إنه الرجل الذي قال فيه جابر : ( من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ؛ فلينظر إلى الحسين بن علي ) السلسلة الصحيحة رقم ( 4003 ) ،
إنّه الرجل الذي أقبل عليه أبو هريرة فأخذ ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين أورده الذهبي في سيره ( 3/287 ) عن أبي المهزم قال : ( كنا في جنازة فأقبل أبو هريرة ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين ) ،
إنه الرجل الذي كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ الركاب له ولأخيه الحسن إذا ركبا ، ويرى هذا من النعم عليه ) أورده الذهبي في السير ،
إنّه الرجل الذي حجّ خمسا وعشرين حجة ماشيا على قدميه ) أورده الذهبي في السير عن مصعب الزبيري ( 3/287 ) ، الطبراني ( 2844 ) وقال الهيثمي بأنه منقطع ،

فاللهم أرنا وجه جدّيَ الحسين في الجنة ، واحشرنا مع نبينا محمد في مقعد صدق عند مليك مقتدر، واجمع بيننا وبينه ، ولا تفرّق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله .

من ههنا .. السلام عليك يا أبا عبد الله ، وبيننا وبينك أربعة عشر قرناً ، السلام عليك يوم ولدت ، ويوم قتلت ، ويوم تبعث حيا .

عليك سلامُ اللـه وقفًا فإننـي رأيت الكريم الحرَّ ليس له عُمْر
ثوى طاهر الأردان لم تبْقَ بقعةٌ غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبرُ



إذا لم نخرج بالحسين أمام العالَم ، فبمن نخرج ؟ ما النموذج الذي نُقدمه إذا لم نُقدّم أمثال هؤلاء الأبطال ؟ هنا مواقف مؤثرة ، في حياة الحسين ، سجلها التاريخ، ووقف أمامها، وأنصت لها .. من مدرسة النبوة‏ ..‏ تخرّج الإمام الحسين بن علي ، ليكون تلميذا من تلاميذها العظام .

وقبل البداية أحبّ أن أشير إلى أمرٍ في غاية الأهمية .. ألا وهو أنّ أغلب التراجم للحسين ركّزت على محورين فقط في حياته ، الأول : فضائله ، والأخير : استشهاده رضي الله عنه .

مما حرمنا من التمتّع بسيرته العطرة من ميلاده وحتى استشهاده ، وما واكب ذلك من مواقف مشرفة ، نحتاج لأن نقتدي بها ، مما أغراني بأن أغوص في هذا البحر الفيّاض ، وأتكلم عن تلك الحقبة ، فأعرض أمامكم بعض اللآلئ في تاريخ هذا الرجل ، من منّا يعلم أنّ الحسين شارك في فتح أفريقيا ؟ هل تعلمون أن الحسين شارك الجيش المسلم الذي غزا أوروبا ؟ كثير منّا لا يعلم ذلك !!

لكن اليوم بإذن الله التاريخ نقرأ ، وأعدكم بأني سأجتنب الروايات المكذوبة والموضوعة ، ولا يمنعني ذلك أن أرجع إلى مصادر غير أهل السنة والجماعة .

( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) أخرجه مسلم برقم ( 1289 ) .
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس