عرض مشاركة واحدة
  #106  
قديم 07-11-2013, 03:07 PM
 
عبادته ومحبته لربه :

كان الحسين بن علي رضي الله عنهما ، من المجتهدين في العبادة ، ومارس مفهوم العبادة الشامل في حياته ، فقد رضع العبادة ، مع ما رضعه من معدن النبوة ، وتربية الزهراء ، التي جاءت إلى أبيها عليه الصلاة والسلام لتطلب خادمًا ، فدلّها على ما هو أفضل من ذلك : ألا وهو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير .

وقال لها ولزوجها في الليل وهما في الفراش : ( ألا تقومانِ تصلِِيان ) ؟ .. فأطلّ الحسين على الحياة ، في بيت الزهد والعبادة .. والورع والتقى .. والحلم والصبر .. فانغمس الحسين في هذه المفاهيم .. والمثل والمبادئ .. حتى غدا مثالاً من مثُلها .. يشهد له بذلك معاصروه من الصحابة الأبرار .

فكان رضي الله عنه .. كثير الصوم والصلاة .. والحج والصدقة .. وأفعال الخير جميعها ، قال مصعب الزُبيري : ( حج الحسين خمسا وعشرين حِجة ماشيا على قدميه ) أورده الذهبي في السير عن مصعب الزبيري ( 3/287 ) ، الطبراني ( 2844 ) وقال الهيثمي بأنه منقطع ، وإبله تقاد بين يديه – كما كان يفعل أخوه – لكنه كان يسلك طريقاً غير الذي يسلكه الناس ، حتى لا يشقوا على أنفسهم في تقليده فيمشون في الطريق الذي مشى فيه ، وكان الحسن والحسين إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطّمونهما مما يزدحمون عليهما ، للسلام عليهما ( رضي الله عنهما ) .

كان يكثر من الصلاة بالليل والنهار ، وقد وصف الله عبادة المتقين بقوله : ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ) ، ولم يترك قيام الليل حتى في آخر ليلة من حياته رضي الله عنه ، أتدرون لماذا ؟ لأن قيام الليل شرف المؤمن ، كما قال جدّ الحسين صلى الله عليه وآله وسلم : (شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس ) صحيح الجامع ، رقم 3701 .
ومهما كثُرت دعاوى المحبة ، طُولب أصحابها بالدليل .. وشَهِدت عليهم ساعات الليل .. فالبيّنة على من ادّعى .. فأهل القيام .. هم الأشرف بين النّاس .. أما أهل النوم والغفلة ـ كأمثالنا ـ فقد فضحتهم تلك الساعات .. فأسْقَطَت ذكرهم .. وأدنَت شرفهم .

أمّا الحسين رضي الله عنه ، فقد كان كثير الدعاء والتضرّع ، وإظهار الافتقار إلى الله وحده ، فنراه في وقعة الطف 61 هـ يغتسل ويتطيب بالمسك ، ثم يركب فرسه ويستقبل القوم رافعاً يديه يدعو : ( اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت فيما نزل بي ثقة، وأنت وليُ كل نعمة، وصاحبُ كل حسنة ) سير أعلام النبلاء ( 3/275 ) .

لقد كان الحسين عالما فقيها ورعا ، يخاف ربه ويخشاه ، كما أنه تعلَّم منذ الصغر فنون العلم والأدب ، ولقد آتاه الله عز وجل ملكة الخطابة ، وطلاقة اللسان ، وحُسنَ البيان .





يتبع ان شاء الله
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس