عرض مشاركة واحدة
  #130  
قديم 07-11-2013, 07:46 PM
 
تنهدت مجدداً وهي تتأمل الخرائط و الكثير من الكتب جمعتها فوق الطاولة أمامها , لقد نجحت بالدخول مرة أخرى للارشيف الخاص جداً , وهذه المرة جلبت موافقة شفهية كاذبة , قالت بنفسها بتوتر " آسـفة لهذا الكذب .. لكن .. لا يمكنني الوقوف متفرجة هكذا ...! "
أخرجت الورقة القديمة من طيات فستانها و قرأتها مجدداً (({ إلى العزيز مارسيز ... أني سعيد لأنك استعدت عافيتك بعد تلك المعركة , كنت قلقاً جداً عليك , لكن ما كان عليك المخاطرة بحياتك هكذا لأجل وعدك ... أني آسف لموت سيلفرس ! كانت صدمة لي أيضاً ... آمل أنك ترى الشيء الآخر الذي أرسلته مع هذه الرسالة .. كن حذراً , كما أني أحببت أخبارك بأن ابني ××××× } ))

مارسيز هو والد دايمنـد .. و قد اعطى وعداً ما لصاحِب الرسالة .. المجهول .. ثم حدثت معركة ما , ثم توفي سيلفرس الابن الاصغر , لكن كيف مات ؟!. , ثم مالشيء الآخر الموجود مع الرسالة ؟! , و ... من يكون ابنه ا.........؟!

شعرت بالدوار... ألغاز .. ألغاز موجعة للرأس ><... لما الجميع لا يجيب ببساطة عن اسئلتها !.

لفت الخرائط و سارت بحذر بين الرفوف , ثم توقفت عند الزاوية و رفت اللفافات , لكن حذائها اصدم بشيء ما بالأسفل ..
شيء معدني , انحنت و رأت صندوق صغير نحاسي قديم .. تزاحمت بعقلها الافكار .. لكن بلا تحليل لها مدت يديها و سحبتها من الاسفل , جلست على كرسي قريب وهو بحجرها .. آهاا ... ما يكون هذا ...أحب فتح الصناديق !
كان جميلا بزخارف غريبة .. أنها لم تجد حتى فتحة الصندوق تماماً كان مكعباً متماثل جداً .. وعندما تأملت الزخارف شعرت بأنها رأتها بمكان ما ..
أخرجت الرسالة الممزقة بسرعة و قلبها يخفق بقوة .. و قلبتها لترى الزخرفة المرسومة يدوياً بحبر أسود ..
وتوسعت عينيها .. أنها نفس الزخارف تماماً , والجزء المفقود من الزخرفة على الرسالة موجود على الصندوق !
لكن هذا لا يشير لشيء مفهوم !.
حاولت الاميرة غاردينيا مجدداً أن تفتح الصندوق , وظلت دقائق طوال ولم تفلح ..!
عندها نهضت متعبة وقررت أخذ الصندوق معها ثم المحاولة لاحقا في غرفتها , لكن توقفت المشكلة الان عند الحراس , لن يدعوها تخرج بأي شيء !.
وجدت الحل سريعا وهي ترتدي هذا الثوب الواسع , خرجت من بينهم وهي تلقي التحية ببراءة !
خبأت الصندوق بالدرج المحوي زجاجات الدواء السرية , و ما أن أغلقت الدرج , حتى طرق باب غرفتها و دخلت الوصيفة , حدقت بها غاردينيا بتوتر .. لكن الفتاة قالت بمرح :
_ هيا يا سيدتي لتجهزي للحفلة !.
طرفت الاميرة بعينيها الزرقاوين وسألت بدهشة : حفلة ؟!. الآن ..؟! ولكن...
_ أجل .. بالطبع مولاتي .
تجهزت غاردينيا على مضض , أنها ليست بمزاج احتفالي الان !. .. و عندما حل المساء نزلت البهو حيث كانت الحفلة بادئة ..
في مكان قريب , دخل شخصين من البوابة الرئيسية و بقيا واقفين متطرفين قرب المدخل .. كانت الأميرة "مارسيلين" ترتدي الثوب الازرق و لكنها تضع وشاحاً فوق رأسها و هي تنظر بقلق حولها , بينما يقف قربها الحارس "سيدريك" بهدوء شديد و ثبات بملابس سوداء و سيف في حزامه ..
همست الاميرة بقلق غريب وهي تضم يديها لقلبها : لست .. لست أرى الشخص ..الذي وصفته لي سيدريك.
ظل سيدريك صامتاً لثوان عميقة , كانت الاصوات حولهم تتردد , همس بهدوء :أنه .. لم يأتي بعد ..
على الجانب الاخر البعيد بين كل الحشود والمدعوين , الاميرة غاردينيا واقفة تتلقى التحيات بابتسامات مستعجلة , ألتقى بها شخص مميز و قال بلطف و رقة :
_ مساؤك كل الخير , سموك , كيف تشعرين اليوم ؟!.
ابتسمت له بشكل حقيقي و ردت بلطف : أهلا بك أيها المستشار , أني بخير جداً , لست أدري لم يفعل والدي كل هذه الحفلات لي !.
رد ضاحكا : مهما يكن لا يجب على ملكة الحفلة التذمر , استمتعي بها يا أميرة.
لكن غاردينيا قالت بصدق : أني حتى لا أملك أي معارف شخصية أو أصدقاء قدامى .. لكني سأحاول.
ابتسم لها بشفقة و رتب على كتفها ثم قال بهدوء شديد : سأكون في الأعلى أن رغبت بالتحدث عن أي شيء , ربما سأحدث الملك قليلا...
ثم غادر المستشار "برايس كاسيل" الى الطابق الثاني من ممر جانبي ..
للعودة الى الطرف الآخر من البهو الكبير , همس سيدريك بجبين ضيق : لقد سمعت صوته , لكن بعيد .. يجب علينا سؤال أحدهم.
تنهدت الاميرة مارسيلين بضيق وهي لا تريد التحدث مع أحد , هنا لا تعرف أحداً .. لكن ما عدا ... قبلا عندما كانت طفلة صغيرة....!
قررت الاميرة غاردينيا أن حان وقت التهرب , و سارت قرب الستائر حتى تختفي و تهرب الى غرفتها حيث صندوق الاسرار .. لكن استوقفها شيء ما .. ظلت تنظر قليلا بدهشة الى رجل بلباس أسود كلياً وعباءة .. يبدو هادئا ثابت النظر , وبجانبه فتاة بثوب أزرق و وشاح تغطي رأسها وشعرها الأسود المموج كالليل ..

مرت ذكرى خاطفة بعقلها عندما كانت طفلة صغيرة , لا تدري لمَ لكنها كانت تجلس على أرض الحديقة و هي تبكي بحرقة و كلا يديها على وجهها و دموعها الساخنة تنهمر بلا توقف ..
_ هاي , لا تبكي , خذي لعبتي .. لا تبكي !.
جائتها طفلة آخرى بشعر أسود جدا قصير بثوبها الوردي و تمد لها بلعبة على شكل دمية جميلة كانت بعيون خضراء كالزمرد و ابتسامة خلابة ..
لكنها لم تعش مع تلك الطفلة سوى أيام قليلة .. وكانت تلك الصديقة الوحيدة القديمة ..

جرت قدميها بتوتر وهي تحدق بالشخصين الجديدين في الحفلة , وقفت على مسافة تنظر كي تتأكد , همهمت بنفسها لكني لم أرى ذلك الرجل من قبل , لم عيناه مسبلتين هكذا بلونهما الغريب ...؟!
عندما رفعت مارسيلين عينيها وقد قررت التحرك كي تسأل , لكنها توقفت تبادل التحديق مع أميرة شقراء جميلة بثوب ذهبي داكن ناعم التفاصيل .. طرفت بعينيها والتفتت ببطء و حذر بعيداً , همست لـ سيدريك بتوتر :
_ هناك من ينظر نحونا !.
ضاقت عينا سيدريك قليلاً لكنه بقي صامتاً , تشجعت الاميرة غاردينيا تقودها شكوكها و اقتربت منهما , قالت بارتباك طفيف :
_ آ آ , مرحبـاً , كيف حالكم ؟!.
عرف الحارس صوتها مباشرة , لكن مارسيلين تذكرت ذكرى ~

كانت هي طفلة صغيرة , و تلك الصغيرة الشقراء بضيافتهم بالقصر , ربما الغيرة دفعتها لفعل هذا , لكنها سكبت العصير على ثوب تلك الطفلة الشقراء و التي كانت الأميرة "غاردينيا" ..! فبكت الصغيرة ثوبها , وقالت مارسيلين كاذبة بأن الأمر حادثة و هي تخبئ ابتسامتها خلف يديها المكورة أمام فمها !!.

قطع حبل ذكراها صوت غاردينيا الغير مصدق : أنتِ الأميرة مارسيلين دونسـار !.
فتحت مارسيلين فمها مصدومة , و لكن سيدريك انحنى قليلا و قال بهدوء : أننا هنا لأجل شيء مهم سيدتي , لا نريد أن يعلم بأمرنا أحد ..!
شعرت الأميرة بالغموض و الحماس , المزيد من الاسرار !!.
قالت بسرعة و صوت خفيض : بالطبع , سأساعدكم , اخبروني بما تريدون ؟!
شكرتها مارسيلين بخجل والذكرى متعلقة بعقلها : آه يا عزيزتي كم أنتِ رائعة , أننا نـ...
قاطعتها غاردينيا بابتسامة رائعة و شوق لآمع بعينيها : يا ألهي لا شك بأنك لا تذكرينني , لكنك تذكرت ...!
شعرت مارسيلين بأنها في وضع محرج جداً ., لكن الاميرة غاردينيا أكملت بسعادة شديدة :
_ آووه أنا اتذكرك لقد .. لقد كنت رائعة جداً معي , لقد شعرت بحزني و واسيتني ثم اعطيتني لعبتك .. كنت الصديقه الوحيدة الرائعة لدي , لم يكن يكترث لي من أحد ..
شعرت مارسيلين برغبة عارمة في البكاء .. غاردينيا تذكرت الامر الجميل الذي حدث , أما هي فلا تتذكر سوى اخطائها ~~" .. كما أنها هي أيضا صديقتها الوحيدة .. بالرغم من أنها كانت تغار منها قليلا .. لكن الفتاة الصغيرة ذلك الوقت فقدت أمها .. غاردينيا لا تتذكر سبب بكاءها لكنها كانت حزينة جداً ..

تقدمت منها مارسيلين و عانقتها بحب شديد , قالت غاردينيا بدموع لامعة : آوه يا عزيزتي هل أنت وحدك هنا مع هذا السيد فقط !.
تبسمت مارسيلين و ردت وهي تمسح عينيها : أنه سيدريك وهو يساعدني كثيراً .. كان حارساً لي .. آه قصة طويلة !.
قالت غاردينيا مازحة : آوه صدقيني أعرف قصص طويلة قديمة لم تنتهي .. لكن اخبراني بما أخدمكما وسوف أفعل ما بوسعي...
تقدم سيدريك بهدوء و قال وعينيه منخفضتين نحو صوتها : أننا يا سيدتي بحاجة للحديث مع السيد برايس كاسيل , أنني قد علمت بأنه هنا في القصر ..
توسعت عينا غاردينيا وقالت وهي مندهشة لأنها للتو كانت تتحدث مع "برايـس" : آوووه أنه هنا المستشار كاسيل .. لقد أتى للتو من رحلة ما .. سآخذكم إليه فوراً .. اتبعاني من فضلكما ..
_ شكراً لك يا سمو الأميرة...

و سارت غاردينيا بسرعة وسط الحشود وهي ترفع ثوبها.. لكن مارسيلين نظرت بقلق إلى سيدريك , فكيف سيتبعهما , أمسكت بيده و مشت أمامه , فتبعها بهدوء...