قال فضيلة الشيخ محمد حسان حفظهُ الله |
يقسم لي أحد إخواني الأطباء في القاهرة :
يقول لي يا شيخ محمد من أعجب ما رأيت " دخل علينا رجل من أهل القرآن ليجري جراحة ، يقول الرجل تجاوز الستون عاماً ،لحيته بيضاء ، وجهه منير مشرق .
لما لبس ملابس الجراحة بكى ، فقال له الطبيب .. لماذا تبكي ؟
ماشاء الله أنت من أهل القرآن ، وجهك منير وأنت إمامنا !
قال يا إبني والله أنا ما أبكي خوفاً من الموت ولا خوفاً من الجراحة.
الطبيب : قال سبحان الله! فلماذا تبكي ؟
الرجل : قال والله سألت فعرفت أن العملية ربما تستغرق أكثر من أربع ساعات !
الطبيب : قال نعم .. ربما من أربع إلى خمس أو ست ساعات
الرجل : قال الحمد لله
الطبيب : قال له ..خائف .!؟
الرجل : قال لا لا
الطبيب : أمال بتبكي ليه ؟
الرجل : قال والله أنا بس ببكي لاني سأحرم اليوم من قراءة الورد اليومي للقرآن ...إنهاردا مش هأعرف أقرأ القرآن "الورد اليومي "
الطبيب : قال له بتقرأ كام جزء ؟
الرجل : قال بفضل الله أنا بختم كل ثلاث أيام مرة يعني أقرأ كل يوم عشرة أجزاء .
أنا الآن أخشى أن يضيع مني هذا الورد اليومي للقرآن .
يقول الطبيب ..فشعرت بضآلة شديدة لنفسي وحقارة شديدة لنفسي .. رجل في جراحة يخشى أن يفوته ورده اليومي من القرآن وهو في مرض !!
وأنا صحيح معافا ربما يفوتني أسبوع أو أسبوعان أو شهر لا أقرأ آية واحدة في كتاب الله جل وعلا !
يقول الطبيب ثم نظر لي هذا الوالد وقال لي ..
يا ولدي أنا أريد منك طلباً .. قلت تفضل !
قال أريد أن أصلي ركعتين وإذا وضعتموني على المكان الذي ستجرون لي فيه الجراحة أرجو أن تتركوني ساعة كاملة ، لأبدأ في قراءة الورد اليومي من القرآن ، فإذا ما مضت ساعة فليتقدم الطبيب الذي سيضع لي البنج ، وتبدأ بعدها في إجراء الجراحة وأسأل الله لك التوفيق.
الطبيب : قال " إن شاء الله لك ذلك "
يقول الطبيب .. فنام على المنضدة في غرفة الجراحة وبدأ يقرأ من حفظه .. فهو من أهل القرآن ، بدأ يقرأ بفضل الله تبارك وتعالى .
وبعد إنتهاء الساعة تقدم الطبيب وأعطوه المخدر أو البنج ثم راح في غيبوبة ، وأقترب الطبيب ليجري له الجراحة مع إخوانه .
(( يقسم لي بالله ، يقول والله يا شيخ محمد ، ما كفّ هذا الرجل عن القراءة بصوت مرتفع طوال مدة الجراحة )) !.
يعقب الشيخ محمد حسان ويقول :
القلب منشغل بالقرآن واللسان مغرفة للقلب، واللسان لا يتحرك إلا بأمر من القلب، والعين لا تنظر إلا بأمر القلب، والجوارح كلها حشم وخدم وجند لهذا الملك (القلب) .
قال أبو هريرة " القلب ملك الأعضاء ، والجوارح جنوده ورعاياه ، فإن طاب الملك طابت الجنود والرعايا، وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا ".
وأجمل من قول أبو هريرة ، قول نبينا صلى الله عليه وسلم :
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب".
اللهم أصلح فساد قلوبناااا ياااارب العالميـــن ...